متاع الحیاة الدنیا

 





 

عن الإمام أبی عبد الله الصادق علیه السلام ، قال: "کان عیسى بن مریم علیه السلام ، یقول لأصحابه: یا بنی آدم، اهربوا من الدنیا إلى الله، وأخرجوا قلوبکم عنها، فإنّکم لا تصلحون لها ولا تصلح لکم، ولا تبقون فیها ولا تبقى لکم، هی الخدّاعة الفجّاعة، المغرور من اغترّ بها، المغبون من اطمأنّ إلیها، الهالک من أحبّها وأرادها، فتوبوا إلى بارئکم، واتّقوا ربّکم، واخشوا یوماً لا یجزی والد عن ولده، ولا مولود هو جاز عن والده شیئا.
"أین آباؤکم، أین أمّهاتکم، أین إخوتکم، أین أخواتکم، أین أولادکم؟ دُعوا فأجابوا، واستودعوا الثرى، وجاوروا الموتى، وصاروا فی الهلکى، وخرجوا عن الدنیا، وفارقوا الأحبّة، واحتاجوا إلى ما قدّموا، واستغنوا عما خلفوا، فکم توعظون، وکم تزجرون، وأنتم لاهون ساهون! مثلکم فی الدنیا مثل البهائم، همّکم بطونکم وفروجکم ، أما تستحیون ممّن خلقکم؟! وقد وعد من عصاه النار ولستم ممّن یقوى على النار، ووعد من أطاعه الجنّة ومجاورته فی الفردوس الأعلى، فتنافسوا فیه وکونوا من أهله، وأنصفوا من أنفسکم، وتعطّفوا على ضعفائکم وأهل الحاجة منکم، وتوبوا إلى الله توبةً نصوحاً، وکونوا عبیداً أبرارا، ولا تکونوا ملوکاً جبابرة ولا من العتاة الفراعنة المتمرّدین على من قهرهم بالموت، جبّار الجبابرة ربّ السماوات وربّ الأرضین، وإله الأوّلین والآخرین، مالک یوم الدین، شدید العقاب، ألیم العذاب، لا ینجو منه ظالم، ولا یفوته شیء، ولا یعزب عنه شیء، ولا یتوارى منه شیء، أحصى کلّ شیء علمه، وأنزله منزلته فی جنّة أو نار. (ابن آدم الضعیف ، أین تهرب ممّن یطلبک فی سواد لیلک وبیاض نهارک وفی کلّ حال من حالاتک، قد أبلغ من وعظ، وأفلح من اتعظ)(1).

شکر النِّعم

یقول الله سبحانه تعالى فی محکم کتابه:
﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَکُم مَّا فِی السَّمَاوَاتِ وَمَا فِی الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَیْکُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن یُجَادِلُ فِی اللَّهِ بِغَیْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا کِتَابٍ مُّنِیرٍ﴾(2)
تعتبر النِّعَم من موارد الاختبار الإلهیّ الّتی یتعرّض لها الإنسان فی حیاته. والنِّعَم لها آداب فی کیفیّة التعاطی معها، فکما أنّ الصبر من مستلزمات النجاح فی الابتلاء بالمصائب، فکذلک الشکر هو من مستلزمات النجاح فی تلقّی النِّعَم الإلهیّة.
إنَّ الله تعالى یختبر عباده بالنعمة والمنحة، کما یختبرهم بالمصیبة والنَّقمة والمحنة.
فی اختبار النِّعم یبتلینا الله بما أنعمَ لیختبرنا کیف سنتصرَّف. وإذا راجعنا الآیات والأحادیث الشریفة، نحصل على مجموعة عناوین حول النّعم الإلهیّة وکیفیّة التصرّف بها، نبدأ بعرضها على النحو التالی:
أوّلاً: علینا أنْ نشعر بالنِّعَم الإلهیّة ونعترف بها، فنحن نغفل عن الکثیر من نِعَم الله علینا. لذا یجب أن نذکّر أنفسنا بها دائماً.
ثانیاً: علینا أن نسلِّم، أیضاً، بأنّ هذه النِّعَم هی من الله عزّ وجلّ، فما من فضلٍ أو حسنةٍ إلا هی من عند الله.
أمَّا السبب فی ضرورة الالتفات إلى تذکُّر النِّعمة فذلک لأنّنا نغفل عنها لکوننا اعتدنا علیها فلم نعد نراها، إذ تصبح أمراً طبیعیّاً. لقد أنعم الله علینا بالوجود وخلَقنا فی أحسن تقویم، وزوَّد أجسادَنا بکلّ ما نحتاج إلیه، أعطانا البصر لنرى ونتمتَّع بکلّ شیء فی هذا الکون، فالعین وسیلة لاختبار العلم والمعرفة والهدایة، وکذلک وهَبنا سبحانه بقیّة الحواسّ، وأعطانا من الطاقات الروحیّة ما یمکّننا من التمتُّع بالنِّعَم المادّیّة والروحیّة، فکما أنّ هناک لذّات مادّیّة، هناک أیضاً لذّات روحیّة. فإحساس الإنسان بکرامته وکرم الله علیه یولّد لدیه لذّة روحیّة. أمَّا الشعور بالمعصیة والذلّ فهو نقص معنویّ وألم روحیّ.
إنّ التمتُّع بالصحّة وسلامة العقل والروح من نِعَمِ الله علینا، وکذلک وجود الرسل والأنبیاء والأولیاء الصالحین، من النعم الإلهیّة. یقول تعالى: ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا﴾(3).
ومن نِعَم الله سبحانه دفعُه عنّا بعض المصائب والبلاءات. فإذا کنّا فی بلدٍ لیس فیه زلازل أو براکین أو فیضانات، فهذا أیضاً من نِعَم الله.

شکرُ المنعم

ثالثاً: بعد معرفة تلک النِّعم ونسبتها إلى الله، یبقى علینا أن نشکره على نِعَمه. والقرآن یذکّرنا فی أکثر من سورة قرآنیّة بضرورة الشکر: ﴿لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ﴾(4)
و﴿لَعَلَّهُمْ یَشْکُرُونَ﴾(5). وفی بعض الآیات هناک أمر بالشکر:﴿وَاشْکُرُواْ لِلّهِ﴾(6) وَ﴿وَکُن مِّنَ الشَّاکِرِینَ﴾(7). وقد مدح تعالى بعضَ أنبیائه بالاسم کإبراهیم علیه السلام ونوح علیه السلام من خلال صفة الشکر. کما ندّد بالعباد الّذین لا یشکرون فی قوله: ﴿أَفَلَا یَشْکُرُونَ﴾(8)، وقوله: ﴿وَمَن شَکَرَ فَإِنَّمَا یَشْکُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن کَفَرَ فَإِنَّ رَبِّی غَنِیٌّ کَرِیمٌ﴾(9). أمّا السبب فی الحضّ على الشکر فلأنّه "بالشکر تدوم النِّعَم"، بل تنمو وتتکاثر. قال تعالى: ﴿لَئِن شَکَرْتُمْ لأَزِیدَنَّکُمْ﴾(10). ونحن لدینا أدعیة الشاکرین، ومناجاة الشاکرین. أن نقول: "الشکر لله"، فهذا من الشکر.
رابعاً: أن نُحدِّثَ بالنعمة؛ فإنّ الشعور بالنعمة ومعرفتها ونسبتها إلى الله تعالى، هذا کلّه شیء داخلیّ ویبقى الانطلاق للإظهار. یقول تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّکَ فَحَدِّثْ﴾(11). فإذا کان الإنسان غنیّاً وراح یتذمَّر ویُنکر، فهذا خلاف شکر النّعَم. جاء فی بعض الروایات أنّ النبیَّ صلى الله علیه وآله وسلم قال: "إنَّ الله یحبّ أن یرى أثر نعمته على عبده"(12)
والتحدُّث عن النعمة لا یعنی أن نُخبر الناس بها، بل أن نُظهرها فی حیاتنا لیرى الله أثر نعمته علینا. وهنا لا بدّ من التوسّع قلیلا لأجل تصویب بعض من المفاهیم الخاطئة والشائعة بین الناس.
إنَّ إظهار النعمة والتحدُّث بها یجب أن یکون ضمن ضوابط الاعتدال، أی بدون بَطَر وإسراف وتضییع. فی سُنن أبی داود، عن أبی الأحوص عن أبیه أنّه أتى النبیَّ فی ثوب دون (عتیق رثّ غیر مناسب) فسأله النبیُّ: "ألَکَ مال؟ قال: نعم. قال صلى الله علیه وآله وسلم: أیُّ مال؟ فقال الرجل: آتانی الله من الإبل والخیل والرقیق. فقال صلى الله علیه وآله وسلم: "إذا آتاک اللهُ مالاً فلْیُرَ أثرُ نعمة الله علیک وکرامته"(13).

الله جمیل یحبّ الجمال

یتحدّث الناس عن الزهد والتدیُّن والوَرع، بأن یرتدی الواحد منهم ثیاباً رثَّة ممزَّقة، ولا یضع الطِّیب، ویبقى بدون استحمام. لیس هذا ما أراده الله. عن أبی عبد الله علیه السلام: "إنَّ الله عزّ وجلّ یحبّ الجمال والتجمّل، ویُبغض البؤس والتباؤس"(14). إنَّ الله یکره أن یُظهر الإنسان نفسه فقیراً، وهو لیس کذلک.
وقد ورد فی احتجاج أمیر المؤمنین علیه السلام على عاصم بن زیاد الّذی کان من الأغنیاء، ولکنّه لبس العباء وترک الملاء(15) فشکاه أخوه الربیع بن زیاد إلى أمیر المؤمنین علیه السلام أنّه قد غَمَّ أهله وأحْزَنَ ولده بذلک، فقال أمیر المؤمنین علیه السلام: "علیَّ بعاصم بن زیاد، فجیء به، فلمّا رآه عبس فی وجهه، وقال له: أما استحییت من أهلک؟ أما رحمت ولدک؟ أترى الله أحلّ لک الطیّبات وهو یکره أخذک منها؟ أنت أهون على الله من ذلک، أولیس الله یقول: ﴿وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ* فِیهَا فَاکِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَکْمَام﴾(16)؟ وقد قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّکَ فَحَدِّثْ﴾(17). فقال عاصم: یا أمیر المؤمنین فعلى ما اقتصرت فی مطعمک على الجشوبة وفی ملبسک على الخشونة؟ فقال: "ویحک إنّ الله عزَّ وجلَّ فرض على أئمّة العدل أن یقدّروا أنفسهم بضعفة الناس کیلا یتبیّغ(18) بالفقیر فقره، فألقى عاصم بن زیاد العباء ولبس الملاء"(19).
خامساً: الحفاظ على النِّعم وعدم التفریط بها وإهدارها هو من الواجبات تجاه الله عزّ وجلّ. فلا یجوز، مثلاً، أن یقتل الإنسان نفسه أو یُلحق بها الضرر.
کذلک عندما نذهب إلى النِّعم العامَّة الّتی تُفید الناس جمیعاً کالبیئة وسلامتها، فعلینا جمیعاً أن نحافظ علیها. أمّا تخریب البیئة فهو کُفران بهذه النعمة. لذا لا یجوز إهدار الثروات الطبیعیّة الّتی هی ملکٌ لجمیع الناس. والإسراف بالماء وإهداره غیر جائز، وقِسْ على ذلک.

کیف نحافظ على النِّعَم؟

سادساً: عدم استخدام النِّعم بالمعاصی: إذا أردت أن تختم آخرتک بخیر، فعظِّم آلاء ربِّک، وحافظ على نعمائه، ولا تستبدلها بالمعاصی.
فی الحدیث القدسیّ: "یا بن آدم، تسألنی فأمنعک لعلمی بما ینفعک، ثمّ تلحّ علیّ بالمسألة فأعطیک ما سألت فتستعین به على معصیتی، فأهمّ بهتک سترک، فتدعونی فأستر علیک، فکم من جمیلٍ أصنع معک وکم من قبیحٍ تصنع معی"(20).
علینا أن نحافظ على نعمة الصحّة والعافیة، فلا نأکل الحرام. وإنّ من یملک المال لا یجوز له استغلاله فی الفتنة والنمیمة وقتل الناس. ویجب ألَّا یستخدم الإنسان قوّته وجاهه وماله فی معصیة الله؛ فإنّ هذا یسلب النِّعم.
سابعاً: إنّ استعمال النِّعم فی طاعة الله وإعمار الدنیا والآخرة، من أعظم مصادیق الشکر، منها: خدمة الناس وقضاء حوائجهم، إغاثة الملهوف، کفالة الیتیم، الدفاع عن المظلومین والمضطهدین والمعذَّبین، إصلاح ذات البین، توحید الکلمة ودفع الکید. روی عن الرسول الأکرم صلى الله علیه وآله وسلم: "إنّ لله عباداً خصَّهم بالنِّعم، یُقرُّها فیهم (یجعلها عندهم) ما بذلوها فی خدمة الناس، فإذا منعوها عن الناس حوَّلها عنهم إلى غیرهم"(21).

الدنیا المذمومة

ثامناً: إنّ الله تعالى قال: أنا مَنْ أعطاکم النِّعم، فاشکروها بألسنتکم، واذکروها واحفظوها وحدِّثوا الناس بها، وَلْتَظْهَرْ فی وجودکم، وحیاتکم، واستخدموها فی الطاعات.
والنِّعَم کثیرة کذلک، فإنّ نسبةَ ما حرَّمه الله علینا مقارَنةً بما حلَّله لنا ضئیلةٌ جدّاً لا تُذکَر. فالأصل هو الحلِّیَّة. ولکنَّ الله تعالى یُحذّرنا من أن نتعلَّق روحیّاً وجسدیّاً بهذه النِّعم. یجب أن لا نصبح أسارى وعبیداً لها وأن لا نحوّل السلطة والمال إلى إلهٍ یُعبَد.
هذا هو المعنى الحقیقی للدنیا الّتی یحذِّرنا منها الله.سبحانه ورسوله صلى الله علیه وآله وسلم والأئمّة علیه السلام. التحذیر من الدنیا لیس بمعنى ألّا نملک المال والدار أو أن لا یکون لدینا زوجة وأولاد.. بل کلّ هذا مطلوب وُمستحبّ وفی بعض الأحیان واجب، فإنّه کما قیل فی تفسیر الزهد: "لیس الزهد أن لا تملک شیئاً، بل الزهد أن لا یملکَکَ شیء".
یُکتب على بعض القصور: "لو دامت لغیرک ما وصلَتْ إلیک". ومع ذلک فإنّ کثیراً من السلاطین والحکّام یعیشون حیاة الخالدین. ولکنَّ السلطة لا تدوم، وکذلک الصحّة والمال.. هذه هی الدنیا المتقلِّبة من حالٍ إلى حال: ﴿وَتِلْکَ الأیَّامُ نُدَاوِلُهَا بَیْنَ النَّاسِ﴾(22).
وبما أنّ هذه الدنیا فانیة فلِمَ تربط نفسک ومصیرک بنعَمٍ زائلة؟!. هذه هی مشکلة الناس حتّى أیّام الرسل والأنبیاء والأولیاء والأئمّة علیه السلام ودعاة الإصلاح. عندما سقط إبلیس فی الامتحان الأوّل نتیجة العجرفة ورفض السجود لآدم علیه السلام ، وضع هدفاً نصب عینیه، وقد أعطاه الله وقته لیبتلیه ویبتلینا به. قال (إبلیس) ﴿قَالَ فَبِمَا أَغْوَیْتَنِی لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَکَ الْمُسْتَقِیمَ﴾(23). فشأن إبلیس هو إضلال الناس، وغوایتُهم، وأهم سلاح فی یده هو الدنیا بمُغریاتها.
وفی الختام نذکّر أنه عندما نشکر الله، اللهُ یشکرنا. وشکرُه لنا بأن یزید علینا نعمه, أن یزیدنا عزَّةً وکرامةً ومنعةً وتماسکاً وعافیةً فی الدین والدنیا والآخرة، إن شاء الله.
نسأل الله أن یجعلنا من الشاکرین لأَنعمه، بالقول والفعل والعاطفة واللسان والعمل، وأن یُبقینا عبیداً له وحده، وأن لا یجعلنا،- فی یوم من الأیّام- عبیداً لحُطام هذه الدنیا الفانیة، وأن نکون مع الحقّ ونصرة الحقِّ، ومع أولیائه نقدِّم الحقّ لتکون لنا عمارةٌ فی الدنیا، وعمارةٌ فی الآخرة أیضاً.
المصادر :
1- الأمالی، الشیخ الصدوق، ص 650
2- سورة لقمان، الآیة: 20.
3- سورة النحل، الآیة: 18.
4- سورة البقرة، الآیة 52.
5- سورة إبراهیم، الآیة: 37.
6- سورة البقرة، الآیة 172.
7- سورة الأعراف، الآیة 144.
8- سورة یس، الآیة: 35.
9- سورة النمل، الآیة: 40.
10- سورة إبراهیم، الآیة: 7.
11- سورة الضحى، الآیة: 11.
12- بحار الأنوار، العلامة المجلسی، ج70، ص207.
13- میزان الحکمة، الریشهری، ج4، ص3317.
14- الکافی، الشیخ الکلینی، ج6، ص440.
15- العباء بالفتح والمدّ جمع العباءة کذلک وهی کساء واسع من صوف، والملاء بالضمّ والمدّ جمع الملاءة کذلک وهی الإزار وکلّ ثوب لیّن رقیق.
16- سورة الرحمن، الآیتان: 10 11.
17- سورة الضحى، الآیة: 11.
18- تَبَیَّغَ الدمُ بفلان: ثار به حتى غلبه.
19- الکافی، الشیخ الکلینی، ج 1، ص 410.
20- الجواهر السنیّة، الحر العاملی، ص 88.
21- الرسالة السعدیّة، العلّامة الحلّی، ص 163.
22- سورة آل عمران، الآیة: 140.
23- سورة الأعراف، الآیة: 16.