مِنْتسِل
أدولف فون
Saturday, June 24, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
عُرف منتسل في عصره واحداً من أهم الرسامين الذين عالجوا ـ في قسمٍ كبيرٍ من أعمالهم ـ الأحداث التاريخيّة الوطنية لبلادهم؛ ما جعل هذه الأعمال تحظى بإعجاب عامة الناس، وتنال رضاهم وترضي أذواقهم، ولاسيما أنه نفذها بدقة واقعيّة توثيقية عالية، وكانت غالبية موضوعات هذه اللوحات والرسوم تدور حول توسع بروسيا وفتوحاتها في عصره؛ ما جعل بعضهم يصنفها في خانة الفن الدعائي التحريضي.
خلف منتسل والده في مهنة الطباعة الحجرية Lithographie وأدار المشغل من بعده. علم نفسه بنفسه، وأعال أسرته وهو في السابعة عشرة من عمره. بدأ مزاولة التصوير بالألوان الزيتية عام 1837، وبسبب الحساسية العالية التي عالج بها اللون والضوء في لوحاته، وضربات فرشاته الحرة والعفوية، بشر بالانطباعيّة الفرنسيّة، واستشرف ولادتها.
رفع منتسل شعار (لا يوم من دون رسم) واتخذه عقيدةً ونبراساً، وقام بتنفيذه عملياً في تصويره للعالم المحيط به.
وصل من أعمال هذا الفنان أكثر من عشرة آلاف رسم ولوحة، أهلته لأن يصنَّف رائداً للواقعيّة الألمانية التي وصل بها إلى حد التماهي مع الصورة الضوئيّة، لدقة الرسم الذي عالج به عناصر لوحاته وموضوعاتها، ومع ذلك لم تخل أعماله من نزعة التجديد والابتكار والابتعاد عن التقاليد والأعراف التي سادت الفن في عصره، وهذه الخصائص والمقومات مجتمعة جعلت منه أشهر فناني ألمانيا وأكثرهم شعبيةً.
أدولف فون منتسل :«عشاء حفل راقص» (1878)
يُحدد الباحثون والنقاد مطلع عام 1880 بدايةً حقيقية لانطلاق شهرة منتسل وانتشارها، ويُرجعون هذه الشهرة إلى الأربعمئة لوحة التي أنجزها لكتاب «تاريخ فريدريش الكبير» History of Friedrich the Great بحرفيّة فنيّة عالية، ونزعة تأريخية دقيقة، ما جعل من هذه الأعمال وثيقة مهمة لتاريخ بروسيا، خصوصاً في فترة حكم فريدريش الكبير. من هذه الأعمال لوحات تصوّر حفلات فريدريش في قصره، وأخرى تصوّر جوانب من بلاط الملك فيلهِلم الأول Wilhelm I ومنها لوحة تحمل اسم «عشاء حفل راقص» منفذة عام 1878، تصوّر هذا الملك وهو يتناول طعامه بشهيّة واضحة.
تفرغ منتسل بدءاً من عام 1840 لتنفيذ لوحات ورسوم صغيرة الحجم، تناول فيها الشوارع والمناظر الطبيعية، أظهرت بجلاء أسلوبه المتميز ورؤيته الفنية غير التقليدية في معالجة عناصر عمله الفني ومفرداته، حيث أخذها من زوايا عالية أحياناً، ومنخفضة أحياناً أخرى، ما قاده للخروج بأسلوبية متفردة، توقف عندها الفنانون والنقاد مطولاً، كما أثارت إعجاب الناس ونالت رضاهم.
إلى جانب موضوعات الشوارع والمناظر الطبيعيّة، وحياة البلاط، والتأريخ للأحداث والوقائع الوطنيّة في عصره؛ صوّر منتسل في عددٍ من أعماله موضوعات صناعية كلوحة «الطاحون» المنفذة عام 1875. ومن أعماله المعروفة، لوحة «غرفة مع بلكون» المنفذة عام 1845، ولوحة «أخت الفنان في غرفة الجلوس» المنفذة عام 1847.
لم تقتصر براعة منتسل وموهبته على معالجة اللوحات والرسوم المتعددة الموضوعات والتقانات، بل تجاوزتها إلى المحفورات المنفذة والمطبوعة بوساطة الحجر (الليتوغراف) وهي التقانة التي أخذها عن والده، وزاولها بعده، محققاً فيها نجاحات كبيرة.
محمود شاهين
مراجع للاستزادة:
- Lexikon der Kunst (VEB E.A Seemann Verlag - Leipzig 1977).
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر أعلام
الأكثر زيارة في الأسبوع
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور