الفرق بين الرسول والنبي والمحدث
من الملائکة من يکون رسلا الی البشر ، كما قال اللّه تعالى : (جاعل الملائكة رسلا). والنبى من يسمع الصوت من الملك، أويكون يحكم بحكم كتاب من قبله، أويرى في منامه، كابراهيم في ذبح ابنه، ورسولنا، كما قال اللّه تعالى : (لقد صدق اللّه 
    
من الملائکة من يکون رسلا الی البشر ، كما قال اللّه تعالى : (جاعل الملائكة رسلا). (1) والنبى من يسمع الصوت من الملك، أويكون يحكم بحكم كتاب من قبله، أويرى في منامه، كابراهيم في ذبح ابنه، ورسولنا، كما قال اللّه تعالى : (لقد صدق اللّه رسوله الرؤيا). (2) ومحمد(صلی الله عليه وآله وسلم) كان قبل الاربعين نبيا وبعده اجتمع له النبوة والرسالة .
والرسول من كان صاحب الوحي .
قال الصادق (عليه افضل الصلاة والسلام): ومن الانبياء من جمع النبوة . ويؤتى في منامه ويأتيه الروح ويكلمه ويحدثه من غير أن يكون يرى في اليقظة . (3)والمحدث من يسمع الصوت ولايرى الصورة . وقال أيضا: ان الحجة لاتقوم للّه على خلقه الا بامام حتى يعرف . سئل الصادق (عليه افضل الصلاة والسلام): أتكون الارض ليس فيها امام ؟ قال : لا، وسئل : أيكون امامان ؟ قال : لا الا وأحدهما صامت . وذلك مثل على ومعه الحسنان وعلى بن الحسين (عليه افضل الصلاة والسلام).
وهؤلاء مع على (عليه افضل الصلاة والسلام) كانواصامتين، والحسين (عليه افضل الصلاة والسلام) كان صامتا أ يام الحسن (عليه افضل الصلاة والسلام) وعلى كان صامتا ايام الحسين (عليه افضل الصلاة والسلام).
وقال : ان الارض لاتخلو الا وفيها امام، كيما ان زاد المؤمنون شيئا ردهم وان نقصواشيئا أتمه لهم . [قال :] ما زالت الارض الا وللّه فيها حجة، يعرف الحلال والحرام ويدعو الناس إلى سبيل اللّه عزوجل . وقال : لو لم يبق في الارض الا اثنان لكان أحدهما الحجة . (4) وقال الباقر(عليه افضل الصلاة والسلام): انه لايكون العبد مؤمنا حتى يعرف اللّه ورسوله والائمة كلهم.
قوله (صلی الله عليه وآله وسلم): المنكر لاخرنا كالمنكر لا ولنا
مسألة : من أنكر حكما واحدا من الدين حقا ويتمكن من معرفته ولا يلتفت إليه لاعتقاده بفساده، يكون كافرا، وان أقر باللّه وبرسوله . وكذلك من أنكر واحدا من الائمة المحقة، كما جاء في الاثر أن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : المنكر لاخرنا كالمنكر لا ولنا. (5)
في أن آباء الانبياء(عليه افضل الصلاة والسلام) كانوا مؤمنين
اعلم أن آباء الانبياء بأسرهم كانوا مؤمنين، لوجوه :
منها: قوله تعالى بعد ذكر الانبياء في الانعام (ومن آبائهم وذريتهم واخوانهم ). ومنها: أنه قال : (ان اللّه اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض ). أراد: صالح ابن صالح، كل واحد منهم من صلب من كان قبله .وقال اللّه تعالى في حق ابراهيم : (رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعء ربنا اغفرلي ولوالدى يوم يقوم الحساب ). فجمع هاهنا بين الوالدين، وا مه كانت مؤمنة اجماعا، ومحال أن يقبل اللّه دعاءه نصفا ويرد نصفا.
ودعا بقبول الصلاة ويجعله مقيمها، وضم إليها ذريته . فهذه أيضا جاءت مقبولة . وقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قال ابراهيم : (رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبنى أن نعبدالا صنام ) فقال (صلی الله عليه وآله وسلم): فانتهت الدعوة إلى والى على لم يسجد أحد منا صنما قط، فاتخذني اللّه نبيا واتخذ عليا وصيا. (6) وعم لفظة : (أحد منا) جميع الاباء.
وأيضا قال اللّه تعالى : (وتوكل على العزيز الرحيم الذي يريك حين تقوم وتقلبك في الساجدين ). فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) عند هذه : لم يزل اللّه ينقلني من الاصلاب الطاهرين إلى الارحام الطاهرات (7) .
وروي : من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات، وهذا أوفق في صنعة الاعراب ويكون التقدير من أصلاب الرجال الطاهرين، وأرحام النساء الطاهرات . (8)
وقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) نزل على جبرئيل ـ (عليه افضل الصلاة والسلام) وقال : (ان اللّه تعالى حرم على النار صلباحملك، وحجرا كفلك، وثديا أرضعك ). (9)
وروي : (بطنا وضعك ). فالصلب هوعبدالمطلب وعبداللّه أبوه، والحجر أبوطالب وامه، والثدي امه وظئره .
وقال على (عليه افضل الصلاة والسلام): (كيف يكون أبي في النار وأنا قسيم الجنة والنار؟ (10)
وورد نصاصريحا: ان اللّه أوجب على النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) دعاء والديه : كماقال : (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)، ولذلك علل الصغر بتربيته . وروي أن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : (المرء مع من أحب ) (11)
ولم يوجد في الدنيا أحب لمحمد من أبويه وأبي طالب .
والخصم يقول : الايمان عطائي، يمكن أن يسلب اللّه الايمان أويسلب الكفر ويبدله بالايمان وهو مالك الملك . (12)فأمكن أن اللّه أبدل كفر أبويهما بالايمان وهو مالك الملك، وأيضا فان محمدا(صلی الله عليه وآله وسلم) خير الخلق كيف يتصور أن يدخل موسى مثلا جنته مع أبويه فرحا جذلان، وأبو خير الخلق في أطباق النيران ؟ وأيضا اذا كان أبواه كافرين يلزم منه أن يكون محمد(صلی الله عليه وآله وسلم) كافرا، لكونه في صلب الاب وهو يسجد لصنم وفي بطن الام وهي تسجد لصنم .
ورد في التفاسير أنه (عليه افضل الصلاة والسلام) قال : لما نزل قوله : (ولسوف يعطيك ربك فترضى ) قال :(وأنا لا أرضى، وواحد (من أمتي في النار)، (13)
فعلى هذا كيف يرضى ووالداه فيها؟ وأيضا اذا ارتفع الحسن والقبح العقليان وليس اللّه تعالى بعادل، فأي شيء يمنع من دخولهما الجنة ؟ ان قيل : السمع؟
الجواب : السمع مظنون كما هو مذهب المخالف، لأنه يحتمل أشياء، وذلك مثل كونه منسوخا أوفيه اضمار أومجاز أوحذف أواشتراك أونقل .
القول في تزوج عمر من ابنة علي (عليه افضل الصلاة والسلام)
ان قيل : زوج على ابنته ام كلثوم عمر، ولو كان طاغيا لما زوجه كريمته ؟
الجواب : كان على (عليه افضل الصلاة والسلام) في ذلك كارها(14)
أولم يفعل لوط النبي (عليه افضل الصلاة والسلام) هكذا ببناته مع الكافرين، كما حكى اللّه تعالى عنه بقوله : (هؤلاء بناتي هن أطهرلكم).
مع أن ذلك القوم كانوا ظاهري الكفر، وعمر كان على ظاهر الاسلام راعيا للاحكام الشرعية بل ذلك التقدم على المستحق حكم آخر. والرسول (صلی الله عليه وآله وسلم) لم يمنع مناكحة المنافقين وانما منع مناكحة المشركين(15) .
وعن الصادق (عليه افضل الصلاة والسلام) أنه قال : ذلك أول فرج غصب علينا. (16)
ومعروف عندنا أنه خاطبه مرارا ولم يجبه . فقال عمر للعباس : ان عليا يستنكف مني، لولم يفعل هذا معي فأنا أقتله، ولا بد لك أن تحضر القوم في المسجد. حتى نادى الجامعة وصعد المنبر وحمداللّه وصلى على النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ثم قال : أيها الناس زنا وهو محصن، وقد اطلع عليه أميرالمؤمنين وحده، أفتقتلونه ؟
فرفعت الاصوات من جوانب المسجد: ان أميرالمؤمنين لايحتاج إلى الشاهد، فنقتله نقتله .
فعند ذلك نزل عن المنبر وجلس عند العباس، وقال مشافها: أتم هذا الامر حتى [لا] يقتله الناس من غير سبب . والقوم على ما تراهم لايطلبون البرهان .
فقام العباس ودخل على على (عليه افضل الصلاة والسلام) وأخبر الحال، وخرج غير مأذون به . فقال العباس : أنا وكيل على في هذا الامر. وزوجها من عمر. (17) .
أليست آسية تحت فرعون الكافر؟
أليس النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) زوج بنته زينب من أبي العاص بن الربيع وهو مشرك، ثم أسلم بعد ذلك بزمان، والرسول أمضى العقد الا ول ولم يجدد العقد؟أليس زوج رقية من عتبة بن أبي لهب وافترسه الاسد في طريق الشام ؟ (18)
فصل في زيد بن حارثة
اشتراه النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) بمال خديجة من سوق عكاظ ووهبته خديجة من محمد(صلی الله عليه وآله وسلم)فقال (صلی الله عليه وآله وسلم): اعتقته . وكان مسروقا من أبيه حارثة . فلما علم حارثة حاله جاء بطلبه، ونزل في بيت أبي طالب مع ملا من رؤساء قومه، وبعث أبوه أباطالب إلى النبي (عليه افضل الصلاة والسلام): ان الامر كان كذا، اما أن تمن علينا منا وترد ابني على، أوتبيعه مني بمااشتريت ؟ فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم): أنا اعتقته .فهو مخير، ان شاء يجي ء في صحبتك . فلما سمع هذا و أن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) خيره قال : اني بريء من أب مشرك . فلما سمع حارثة، غضب عليه وكتب أنه ليس ولده، وتبراء منه . فعظم هذا على زيد. فعند ذلك قال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم): (زيد ابني ). واشتهر زيد بـ(ابن محمد). (19) .
فأراد اللّه للحسن والحسين (عليه افضل الصلاة والسلام) بنوة الرسول وخلافته، فنزل الوحي (أدعوهم لآبائهم ). لم يترك الناس هذا الاعتزا، يعني زيد بن محمد، ثم نزل ثانيا قوله : (ماكان محمد أبا أحد من رجالكم ) فلم يترك الناس ذلك الانتساب، فنزل الوحي ثالثا بتطليق زيد امرأته .
وأمر اللّه تعالى أن يزوجها بعد العدة ليعلم الناس أنه ليس بابن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وانما ابنه الحسن والحسين (عليه افضل الصلاة والسلام)، ليصح خلافتهما ووراثتهما بعده منه (20) .
المصادر :
1- فاطر/ 1.
2- الفتح /27.
3- الأصول من الكافي 1: 176ـ177, باب الفرق بين الرسول والنبى والمحدث .
4- الأصول من الكافي 1: 179, كتاب الغيبة للنعماني : 12.
5- كمال الدين وتمام النعمة : 14, الاحتجاج : 43, بحار الانوار 36: 246 وأيضا 51: 160ـ نقلا عن كمال الدين .
6- المناقب لابن المغازلي : 276.
7- مجمع البيان 2: 322, تفسير الصافي 1: 525.
8- انـظـر مـؤدى هذا الحديث في : الأصول من الكافي 1: 442, الغدير 7: 347, نقلا عن كفاية الطالب : 260.
9- لـفـظ الـحـديث في الأصول من الكافي 1: 446 / الامالي للصدوق : 606, تـفسير أبي الفتوح الرازي 4: 210, تفسير الصافي 2: 268, الغدير 7: 378و375, نقلا عن مصادر عديدة .
10- بشارة المصطفى : 202, تفسير الصافي 2: 269.
11- سنن الدارمي 2: 321.
12- شرح الأصول الخمسة : 447.
13- الدر المنثور 6: 361, مجمع البيان 5: 505, بتفاوت .
14- تلخيص الشافي 2: 160.
15- مجمع البيان 1: 318, ذيل الاية 220 من سورة البقرة .
16- تلخيص الشافي 2: 160, (رسالة تزويج على بنته من عمر) للمفيد: 30, بحار الانوار 42: 106, نقلا عن الفروع من الكافي 5: 346, وسائل الشيعة 14: 433.
17- تلخيص الشافي 2: 160, اعلام الورى : 204, بحار الأنوار 42: 94ـ نقلا عن اعلام الورى .
18- تحقيق المسألة وهاتين القصتين : رسالة تزويج على بنته من عمر للمفيد: 15ـ 22.
19- السيرة النبوية لابن هشام 1: 265.
20- مجمع البيان 4: 359.
تازه های المقالات 
    ارسال نظر 
    
         در ارسال نظر شما خطایی رخ داده است
            
        کاربر گرامی، ضمن تشکر از شما نظر شما با موفقیت ثبت گردید. و پس از تائید در فهرست نظرات نمایش  داده می شود
            
        
            نام :
            
            
            
        
        
            ایمیل :
            
            
            
        
        
        
        
        
        
        
        نظرات کاربران 
    
{{Fullname}} {{Creationdate}}
{{Body}}