من يستحق اللعن
ان معاوية وعمرا وزيادا ومروان امثالهم من السابين اللاعنين لعلي عليه السلام على المنابر يعلمون ويعتقدون ان عليا افضل اهل زمانه واحبهم إلى الله واحقهم بالامر والخلافة ولكنهم يخالفون ذلك فعلا حرصا على الرياسة ورفعا
ان معاوية وعمرا وزيادا ومروان امثالهم من السابين اللاعنين لعلي عليه السلام على المنابر يعلمون ويعتقدون ان عليا افضل اهل زمانه واحبهم إلى الله واحقهم بالامر والخلافة ولكنهم يخالفون ذلك فعلا حرصا على الرياسة ورفعا لراية البغي والفساد في الارض على انهم قد يقرون بذلك في مطاوي كلامهم واحتجاج بعضهم على بعض (الا ترى) ان عمرا كيف انشاء تلك الابيات في فضل علي وشأنه في حضرة معاوية ليأخذ عليها بدرة من المال (فقد ذكر) الهمداني رحمه الله في كتاب الاكليل المشهور قال :
روي ان معاوية بن ابي سفيان قال : يوما لجلسائه من قال في علي ما فيه فله هذه البدرة فقال كل منهم كلاما غير موافق من شتم امير المؤمنين عليه السلام الا عمرو بن العاص فأنه قال : ابياتا اعتقدها وخالفها بفعاله.
بآل محمد عرف الصواب / وفي ابياتهم نزل الكتاب
وهم حجج الاله على البرايا / بهم وبجدهم لا يستراب
ولاسيما ابو حسن علي / له في المجد مرتبة تهاب
إذا طلبت صوارمه نفوسا / فليس لها سوى نعم جواب
طعام حسامه مهج الاعادي / وفيض دم الرقاب لها شراب
وضربته كبيعته بخم / معاقدها من الناس الرقاب
إذا لم تبر من أعدا علي / فمالك في محبته ثواب
هو البكاء في المحراب ليلا / هو الضحاك ان آن الضراب
هو النبأ العظيم وفلك نوح / وباب الله وانقطع الجواب
فأعطاه معاوية البدرة وحرم الآخرين (قلت) هذا كلام عمرو ـ والفضل ما شهدت به الاعداء.
(وقد) اخرج الدارقطني عن مروان بن الحكم انه قال : ما كان احد ادفع عن عثمان من علي فقيل له مالكم تسبونه على المنابر قال : انه لا يستقيم لنا الامر الا بذلك (انتهى)
(واني) والله لا اعجب من معاوية واشياعه في تعنتهم وتوغلهم في المهالك بسبهم عليا واهل بيته لانهم فئة غلف القلوب قد حق عليهم ما حق وغلب عليهم حب المال والجاه للذين لا ينالو نهما الا بأقتراف تلك المآتم وتنفير الناس عن اهل البيت الطاهر عليهم السلام فباعوا دينهم بدنيا واسعة وجاه عريض وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة في الآخرة الامتاع ولكني اعجب من قوم لا يزالون إلى الآن يتولونهم ويناصرونهم ويعتذرون عن قبائحهم ومساويهم بالمعاذير المردودة وينكرون وقوع ما لم يقدروا على الاعتذار عنه من منكراتهم ولم يبق لهم من ذلك المال العريض نقير ولا فتيل ومع ذلك يدعون وينتحلون ويتظاهرون بحب النبي صلى الله عليه وآله واهل بيته وربما اعتقدوا انهم من اخص الناس بهم واكثرهم اتباعا لهم وسلوكا لطريقتهم. هذه والله هي التجارة البائرة والصفقة الخاسرة.
تود عدوي ثم تزعم انني / صديقك ليس النوك عنك بعازب
ومن الحكم المأثورة عن الامام علي عليه السلام : اصدقاؤك ثلاثة واعداؤك ثلاثة فأصدقاؤك صديقك وصديق صديقك وعدو وعدوك واعداؤك عدوك وعدو صديقك وصديق عدوك (ونقل) عنه عليه السلام انه قال : لا يجتمع حبي وحب معاوية في قلب مؤمن أبدا (وأخرج) ابن ماجة عن أبي امامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال : من أشر الناس منزلة عند الله يوم القيامة عبداذهب آخرته بدنيا غيره (وسئل) ابو حازم رحمه الله اي المؤمنين اخسر قال : رجل اخطأ في هوى غير فباع اخرته بدنيا غيره.
فهل للمغرورين المقلدين ان يرجعوا إلى الحق وينصروه فانه خير لهم من الاصرار على الباطل وأولى بهم من المكابرة فان تولوا فأعلم انما يريد الله ان يصيبهم ببعض ذنوبهم.
(قلت) ان مما يفضي بالمؤمن إلى العجب ويذهب بالحكيم إلى الاستغراب هو محاولة معاوية وتطلبه من المؤمنين عامة ان يلعنوا ويسبوا عليا عليه السلام وبلوغه الجهد الجهيد في ذلك على علمه ان الله سبحانه وتعالى انما شرع له الاستغفار والحب من المؤمنين عامة حيث يقول جل وعلا : «والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان» وعلي عليه السلام اول السابقين إلى الايمان فالاستغفار له من عموم المؤمنين هو اللازم كما في القرآن لا السب واللعن كما يرغب ابن ابي سفيان.
على انه قد ضل بهذه البدعة الشنيعة التي انبتها معاوية بل انبت بها النفاق في القلوب خلق كثير واصيب بدائهاجم غفير فصارت منكرا مألوفا وعادة معتادة حتى ان عمر بن عبد العزيز رحمه الله نودي من جوانب المسجد يوم تركها من الخطبة السنة السنة يا امير المؤمنين تركت السنة وحتى اجمع اهل حمص في زمن ما على ان الجمعة لا تصح بغير لعن ابي تراب عليه السلام ولم يكن هذا الدعاء العضال والمنكر المألوف والسنة السيئة الذي اسسه ذلك الطاغية واتبعه فيه فراعنة بني امية مقصورا على ذوي الشوكة وعامة الناس فقط بل سرى سمه إلى كثير ممن يترسم بالعلم والدين وجرهم إلى الانحراف عن علي واهل بيته عليهم السلام ومن تظاهر بشئ من ذلك الانحراف قيل فيه انه صاحب سنة ومن أعل حديثا من احاديث فضلهم أو راويا من رواته أو دعى ولو بلا بينة ضعف الحديث أو وضعه قيل انه من انصر الناس للسنة.
لقد رابني من عامر ان عامرا / بعين الرضى يرنوالى من جفانيا
وربما عكس ذلك فيمن ادته قوة ايمانه إلى التصريح ببعض ما علمه مما جاء في فضائل اهل البيت الطاهر عليهم السلام أو مثالب اعدائهم فقد عوقب كثير منهم على ذلك العمل المحمود وجرح كثير من رواة الحديث بتشيعه فقط مع الاقرار بماله من باقي الفضائل (الا ترى) ان من رواة الصحيح غير الذي عدوهم من الصحابة واصطلحوا على تعديلهم مروان بن الحكم القائل للحسن بن علي انكم اهل بيت ملعونون ، وعمران بن حطان الخارجي القائل الابيات المشهورة يثنى بها على اشقى الآخرين ابن ملجم. يثلب الامام علي بن ابي طالب ، وحريز بن عثمان الرحبي الذي نقل عنه صاحب التهذيب انه كان ينتقص عليا وينال منه وقال اسمعيل بن عياش عادلت حريز بن عثمان من مصر إلى مكة فجعل يسب عليا ويلعنه
وقال : ايضا سمعت حريز بن عثمان يقول هذا الذي يرويه الناس عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال : لعلي انت مني بمنزلة هارون من موسى حق ولكن اخطأ السامع قلت فما هو قال : انما هو انت مني بمنزلة قارون من موسى وذكر الازدي ان حريز بن عثمان روى ان النبي صلى الله عليه وآله لما أراد ان يركب جاء علي بن ابي طالب فحل حزام البغلة ليقع النبي صلى الله عليه وآله وقيل ليحيى بن صالح لم لا تكتب عن حريز فقال كيف اكتب عن رجل صليت معه الفجر سبع سنين فكان لا يخرج من المسجد حتى يلعن عليا سبعين مرة وقال : ابن حبان كان يلعن عليا بالغداة سبعين مرة وبالعشي سبعين مرة فقيل له في ذلك فقال هو القاطع رؤوس آبائي وامثال هؤلاء الرواة كثيرون ولكن هؤلاء الثلاثة مروان وعمران وحريز عنوان ومثال لانهم من رواة صحيح البخاري الذي قالوا عنه انه اصح كتب الحديث
وقال : الذهبي في ترجمة المصعبي انه انصر أهل زمانه للسنة وانه وانه ثم قال : ولكنه يضع الحديث وقال في ترجمة الجوزجاني انه من الحفاظ الثقات وكان يتحامل على علي وفيه انحراف فيه.
أفهؤلاء من الثقات الذين يحتج بهم في دين الله؟! لا والله ثم لا والله.
ثم انظر ضد هذا مع من يميل إلى علي عليه السلام واهل بيته فأنهم مع مالهم من الفضل نبزوا بالتشيع كأنه كبيرة من الكبائر وأوذوا بذلك وجرحت عدالتهم فقد علمت ما جرى للامام النسائي رحمه الله حيث جمع خصائص الامام علي بن ابي طالب عليه السلام فأنه طولب في جامع دمشق ان يكتب مثلها في معاوية فقال لا اعرف فيه الا قول النبي صلى الله عليه وآله لااشبع الله بطنه فضرب بالنعال وعصرت خصيتاه ثم مات شهيدا رحمه الله
(وقال) الذهبي في ترجمة السقا الواسطي بارك الله في سنه وعلمه واتفق انه املي حديث الطير فلم تحتمله عقولهم فوثبو به واقاموه وغسلوا موضعه فمضى ولزم بيته ولم يحدث احدا من الواسطيين (وذكر) أيضا في ترجمة الحافظ ابن عقدة انه مقت لتشيعه (وقال) ضرب الحجاج ابن ابي ليلى ليسب عليا
(وقال) في ترجمة يحيى بن كثير انه امتحن وضرب وحلق لانه كان ينتقص بني امية (وذكر) أبو الفرج في خبر خندف ابن بدر الاسدي انه وقف بالموسم فقال ـ كما روى عمر بن شبة عنه في خبره ـ ايها الناس انكم على غير حق قد تركتم اهل بيت نبيكم والحق لهم وهم الائمة ولم يقل انه سب أحدا فوثب عليه الناس فضربوه ورموه حتى قتلوه (انتهى)
(وقال الذهبي) ان عباد بن العوام كان يتشيع فحبسه الرشيد زمانا (ولقد) صدق الشاعر حيث قال :
ان اليهود بحبها لنبيها / امنت مغرة دهرها الخوان
وذو والصليب بحب عيسى اصبحوا / يمشون زهوا في قرى نجران
والمؤمنون بحب آل محمد / يرمون في الآفاق بالنيران
(واكبر) من هذا كله جرح بعضهم الامام جعفر الصادق على آبائه وعليه افضل الصلاة والسلام وتسورهم على سمي مقامه.
ارادت عرارا بالهوان ومن يرد / عرارا لعمري بالهوان فقد ظلم
واليك بعض ما ذكروا عنه قال في تهذيب التهذيب قال ابن المديني سئل يحيى ابن سعيد القطان عن جعفر الصادق فقال في نفسي منه شئ ومجالد احب الي منه قال سعيد بن ابي مريم قيل لابي بكر بن عياش مالك لم تسمع من جعفر وقد ادركته قال سألته عما يحدث به من الاحاديث اشئ سمعته قال لا ولكنها رواية رويناها عن آبائنا وقال ابن سعد كان جعفر كثير الحديث ولا يحتج به ويستضعف سئل مرة هل سمعت هذه الاحاديث عن ابيك قال نعم وسئل مرة فقال انما وجدتها في كتبه قال الحافظ بن حجر يحتمل ان يكون السؤالان وقعا عن احاديث مختلفة فذكر فيما سمعه انه سمعه وفيما لم يسمعه انه وجده وهذا يدل على تثبته (انتهى).
(قلت) احتج الستة في صحاحهم بجعفر الصادق الا البخاري فكأنه اغتر بما بلغه عن ابن سعد وابن عياش وابن القطان في حقه على انه احتج بمن قدمنا ذكرهم وهنا يتحير العاقل ولا يدري بماذا يعتذر عن البخاري رحمه الله وقد قيل في هذا المعنى شعرا.
قضية اشبه بالمرزئة / هذا البخاري امام الفئة
بالصادق الصديق ما احج في / صحيحه واحتج بالمرجئة
ومثل عمران ابن حطان أو / مروان وابن المرأة المخطئة
مشكلة ذات عوار إلى / حيرة ارباب النهى ملجئه
وحق بيت يممته الورى / مغدة في السير أو مبطئه
ان الامام الصادق المجتبى / بفضله الآي اتت منبئه
اجل من في عصره رتبة / لم يقترف في عمره سيئه
قلامة من ظفرا بهامه / تعادل من مثل البخاري مئة
وقد انجربنا الكلام وطال ولكنه يعلم منه ما اصاب اهل البيب النبوي وشيعتهم بما اساسه واصله معاوية الطاغية وما بثه ونشره وايده بقوة السيف من سب علي واهل بيته وانتقاصهم ووبال ذلك كله عائد عليه في الآخرة يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو ان بينها وبينه ابدا بعيدا.
المصدر : راسخون 2017
المقالات مرتبط
تازه های المقالات
ارسال نظر
در ارسال نظر شما خطایی رخ داده است
کاربر گرامی، ضمن تشکر از شما نظر شما با موفقیت ثبت گردید. و پس از تائید در فهرست نظرات نمایش داده می شود
نام :
ایمیل :
نظرات کاربران
{{Fullname}} {{Creationdate}}
{{Body}}