صواریخ الباتریوت

صممت صواریخ الباتریوت کنظام حمایة من الصواریخ المهاجمة مثل صواریخ کروز والطائرات أیضاً باصابتها وتفجیرها فی الهواء فی مدى یتراوح بین 3 إلى 6 امتار وبسرعة تبلغ 5 اضعاف سرعة الصوت. استخدمت صواریخ الباتریوت فی حرب الخلیج 1991 بکثافة عالیة لحمایة المدنیین من الصواریخ المغیرة وهنا سنقوم بشرح فکرة عمل هذه الصواریخ.
صواریخ الباتریوت هی صواریخ موجه بتقنیة عالیة تعتمد فیها على نظام رادار أرضی خاص به لیکشف الهدف ویتتبعه، حیث یقوم الرادار بمسح دائرة قطرها 80 کیلو متر وعلى هذه المسافة لا یکون الصاروخ المهاجم مرئی بالعین المجردة وهنا فإن بأمکن النظام الأوتوماتیکی لصاروخ الباتریوت ان یطلق صاروخ مضاد تجاه الصاروخ المعتدی ویفجره قبل ان یصل هدفه مع العلم ان الصاروخ المهاجم تکون سرعته 2 کیلو متر فی الثانیة وهذا یعنی وقت کافی لصاروخ الباتریوت ان یوجه ویطلق باتجاه الصاروخ المهاجم بمجرد کشفه على نظام الرادار.
یحمل صاروخ الباتریوت الذی یصل وزنه إلى طن منصة اطلاق تتحرک على عربة خاصة، تزود العربة برادار على شکل انتینا لکشف الصاروخ المهاجم. وبداخل العربة أجهزة الکمبیوتر التی تتحکم بالرادار والصاروخ والمنصة کما ان العربة مزودة بمولد طاقة کهربیة یولد 150 کیلووات لتزوید الرادار وأجهزة التحکم بالکهرباء اللازمة.

تحمل منصة الإطلاق 16 صاروخ باتریوت مع امکانیة تحمیل الإحتیاطی الموجود على العربة فی حالة إطلاق ای من الصواریخ تجاه الهدف وکل ذلک یتم اوتوماتیکیاً.

مکونات نظام الباتریوت

(1) صاروخ الباتریوت

صاروخ الباتریوت نوعان النوع الأول القدیم یدعى PAC-2 والنوع الثانی PAC-3 وهو النوع الأحدث والذی ظهر فی 2002.
یبلغ طول صاروخ الباتریوت من النوع PAC-2 حوالی 5 متر وقطره 40 سنتیمتر مزود باجنحة التوجیه ویصل وزن هذا الصاروخ 900 کیلوجرام منها 90 کیلو جرام من المواد المتفجرة ویمکن تزوید منصة الأطلاق باربعة صواریخ مرة واحدة ویصل إلى سرعة تفوق سرعة الصوت بعد ثانیة من انطلاقه. ینطلق هذا الصاروخ تجاه الصاروخ المعتدی (الهدف) وینفجر عندما یصل له لیدمره فی السماء او یحرفه عن مساره لیتفادى الهدف الموجه له.
أما صاروخ الباتریوت الحدیث PAC-3 فله نفس الطول تقریبا ولکن اخف وزناً من السابق حیث یصل وزنه 312 کیلوجرام منها 73 کیلو جرام من المواد المتفجرة وقطره 25 سنتیمتر، وهذا ما یجعل من الممکن تحمیل منصة الإطلاق 16 صاروخ. یعمل هذا الصاروخ على التصادم مع الصاروخ المعتدی ویفجره فی السماء بعیدا عن الأرض وهذا ما یؤدی إلى قوته کنظام حمایة حیث ان صاروخ الباتریوت PAC-2 کانت مهمته ان ینفجر بالقرب من الصاروخ المعتدی وبالتالی شظایا صاروخ الباتریوت هی التی تصیب الصاروخ المعتدی. وهذا هو الفارق الرئیسی بین النوعین حیث ان تصمیم صاروخ الباتریوت PAC-3 مزود بنظام رادار خاص لیتمکن الصاروخ من توجیه نفسه تجاه الهدف لیصطدم به ویحطمه وتبلغ تکلفه الصاروخ الواحد من PAC-3 ثلاثة ملایین دولار.

(2) منصة الإطلاق

تحتوی منصة الإطلاق على 16 قاذفة تحمل صاروخ باتریوت وکل قاذفة متصلة مع نظام التحکم من خلال الألیاف الضوئیة او من خلال الاتصال اللاسلکی. ونظام التحکم هو الذی یرسل تعلیمات اطلاق الصواریخ.
عند اطلاق ای صاروخ من منصة الإطلاق تتحرک ذراع هیدروکلوریکیة لتحمل صاروخ بدیل مکان الصاروخ الذی انطلق حتى یکون على جاهزیة واستعداد فی ایة لحظة. وتحتوی کل منصة اطلاق عى مصدر تغذیة کهربیة کما انه لیس بالضرورة ان تکون المنصة موجه للصاروخ المعتدی قبل اطلاق الباتریوت.

(3) نظام الرادار

کل منصة اطلاق تحتوی على رادار ذو طاقة عالیة حیث یمکن ان تقوم بمسح مدى یصل قطره إلى 100 کیلومتر یلعب دوراً رئیسیاً فی مسح السماء لاکتشاف ای صواریخ معتدیة، کما یحدد الرادار مسار وسرعة الصاروخ المعتدی ویقوم الرادار ایضا بارسال الاشارات الإلکترونیة للتعرف على الصاروخ القادم وتحدید ان کان صاروخ معتدی ام صاروخ صدیق وذلک من خلال نظام تشفیر خاص بین الاسلحة الصدیقة ورادار الباتریوت حتى لا یقوم نظام التحکم بالخطأ من اطلاق صاروخ باتریوت على هدف غیر معتدی. کما یقوم نظام الرادار بتتبع مسار صاروخ الباتریوت بعد انطلاقه ویقوم بتوجیهه إلى الهدف.

یستخدم نظام الرادار المزود لصواریخ الباتریوت على تکنولوجیا حدیثة تعتمد على phased array antenna حیث یمکن لهذا النظام من تتبع مسار 100 هدف والتحکم فی مسار 9 صواریخ باتریوت فی نفس اللحظة.

(4) نظام التحکم

یلعب نظام التحکم الإلکترونی دور الوسیط بین نظام الرادار ومنصة الإطلاق ونظام التحکم هو عبارة عن جهاز کمبیوتر متصل مع نظام الرادار ومع منصة الإطلاق ومزود ببرامج التحکم والتوجیه ویعمل على نظام التحکم ثلاثة اشخاص فی حالة الطوارئ وفی الأغلب یتم وضع النظام فی حالة التحکم الأتوماتیکی وهنا یقوم النظام باخذ المعلومات من الرادار وبناء على المعلومات التی یحللها نظام التحکم یتم الحکم على الصاروخ المهاجم ان کان من العدو او صاروخ صدیق ویتم بعد ذلک تفعیل منصة الإطلاق لاطلاق صواریخ الباتریوت فی حالة تبین ان الصاروخ معادی. وفی حالة وجود اکثر من منصة اطلاق صواریخ باتریوت فإن نظام التحکم تتصل مع بعضها البعض ومع المنصة الرئیسیة.
تختلف فکرة عمل المتکاملة لصاروخ الباتریوت حسب نوعه وفی حالة صواریخ PAC-2 تعمل من خلال ان یقوم الرادار بمسح السماء وعند رصد هدف ما یقوم المشغل أو نظام التحکم بارسال الاشارات الالکترونیة الخاصة لتحدید ما إذا کان ذلک الهدف عدو او صدیق فإذا ما تبین ان الهدف عدو یقوم نظام التحکم بتوجیه مبدئی لمنصة الإطلاق ویطلق صاروخ الباتریوت من المنصة ویبقى الصاروخ متصل مع نظام الرادار لتوجیهه إلى الهدف من خلال قیام الرادار باضاءة الهدف بواسطة شعاع لیزر لیتمکن صاروخ الباتریوت من التقاط الضوء المنعکس عن هذا الهدف لیتتبعه ومن ثم ینفجر عند اقرب نقطة تلاقی بین الصاروخ والهدف.
أما نظام PAC-3 فیختلف تماماً حیث ان الصاروخ مزود بمستقبل رادار وکمبیوتر للتحکم فی توجیه الباتریوت تجاه الهدف وهنا على الباتریوت ان یصطدم مباشرة بالهدف من خلال قیام رادار الصاروخ استقبال المعلومات من رادار المنصة وعلیه یقوم کمبیوتر الصاروخ بالتحکم باجنحة التوجیه لیصل صاروخ الباتریوت إلى الهدف ویصطدم به.
المصدر: تحقیق راسخون