لما شملت آدم الخطيئة نظر إلى أشباح تضيء حول العرش فقال: يا رب إني أرى أشباحاً تشبه خلقي فما هي؟ قال: هذه الأنوار أشباح اثنين من ولدك اسم أحدهما (محمد) أبدأ النبوة بك واختمها به، والآخر أخوه وابن أخي أبيه اسمه (علي) أؤيد محمداً به وأنصره على يده (والأنوار) التي حولهما أنوار ذرية هذا النبي من أخيه هذا..
نص من کلمات ينقلها لنا ابرز علماء اهل السنة والجماعة في تفسیرهم لآيات من القران الکریم نطرح هنا بعظا منها :
سورة الكهف
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ) الكهف: 50.روى العلامة البحراني عن القاضي أبي عمر وعثمان بن أحمد - أحد شيوخ العامة - يرفعه إلى ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال:
(لما شملت آدم الخطيئة نظر إلى أشباح تضيء حول العرش فقال: يا رب إني أرى أشباحاً تشبه خلقي فما هي؟ قال: هذه الأنوار أشباح اثنين من ولدك اسم أحدهما (محمد) أبدأ النبوة بك واختمها به، والآخر أخوه وابن أخي أبيه اسمه (علي) أؤيد محمداً به وأنصره على يده (والأنوار) التي حولهما أنوار ذرية هذا النبي من أخيه هذا، يزوجه ابنته تكون له زوجة يتصل بها، أول الخلق إيماناً به وتصديقاً له، أجعلها سيدة النسوان وأفطمها وذريتها من النيران تنقطع الأسباب والأنساب يوم القيامة إلا سببه ونسبه. فسجد (آدم) شكراً لله أن جعل ذلك في ذريته. فعوضه الله عن السجود أن أسجد له ملائكته)(1).
(أقول): إنما ذكرنا هذا الحديث الشريف عند تفسير هذه الآية الكريمة لأجل أنه يدل على أن السبب الأساسي والأول لواقع هذه الآية كان رسول الله وأهل بيته (صلى الله عليه وعليهم أجمعين) فكأنها إشارة إليهم.
(وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً) الكهف: 88.
روى الحافظ البحراني، عن الفقيه (الشافعي) إبراهيم بن محمد الحمويني، بإسناده المذكور عن علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
(أتانى جبرئيل عن ربي عز وجل وهو يقول: يقرئك السلام ويقول لك: بشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ويؤمنون بك وبأهل بيتك الجنة، فلهم عندي جزاءً الحسنى)(2).
سورة مريم (عليها السلام)
وفيها آيتان:
بسم الله الرحمن الرحيم(كهيعص) مريم: 1.
أخرج الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) عن سعد بن عبد الله، قال: كنت رجلاً مشتغلاً بغوامض العلوم، وأثبتُّ في دفترٍ نيفاً وأربعين مسألة من صعاب المسائل على أن أسأل خير بلدي أحمد بن إسحاق - صاحب مولانا أبي محمد الحسن العسكري - وقد خرج قاصداً نحو مولانا بسامراء، فلحقته فدخلنا بالإذن عند مولانا.
إلى أن قال: قال لي مولانا: يا سعد ما جاء بك؟ قلت: شوقاً إلى لقائك، قال: فالمسائل التي أردت أن تسألها سل عنها قرة عيني، وأومأ إلى الغلام - يعني: الإمام المهدي - فقال الغلام: سل عما بدا لك، فسألت مسائلي واحدة بعد واحدة، فأجابني بجواب شاف.
قال: من جملة مسائله: سأله عن تأويل (كهيعص)
قال: (الكاف) كربلاء (والهاء) هلاك العترة (والياء) يزيد المعلون (والعين) عطش العترة (والصاد) صبرهم(3).
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً) مريم: 96.
روى العالم الحنفي محمد الصبان المصري، قال: وأخرج السلفي عن محمد بن الحنفية في قوله عز وجل: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً) أنه قال:
لا تلقى مؤمناً ولا مؤمنة إلا وفي قلبه ودّ لعلي وأهل بيته(4).
وأخرج نحواً منه علامة الشافعية الشبلنجي في (نور الأبصار) أيض(5).
سورة طه (صلى الله عليه وآله)
وفيها أربع آيات:
(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) طه: 82.أخرج الحافظ الحنفي سليمان القندوزي، عن الحاكم النيسابوري بسنده عن أنس بن مالك، قال: قال في هذه الآية: اهتدى إلى ولاية أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله)(6).
وأخرج هو أيضاً عن صاحب المناقب بسنده المذكور قال: عن علي (رضي الله عنه)، قال: (والله لو تاب رجل وآمن، وعمل صالحاً ولم يهتد إلى ولايتنا ومودتنا ومعرفة فضلنا ما أغنى عنه ذلك شيئاً)(7).
(يَوْمَئِذ لا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِي لَهُ قَوْلاً) طه: 109.
روى الفقيه الشافعي (ابن حجر) العسقلاني بإسناده المذكور قال: عن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال:
(من قال: (اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وترحم على محمد وعلى آل محمد، كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم) شهدت له يوم القيامة وشفعت له) (8).
(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا) طه: 132.
روى الفقيه (الشافعي) جلال الدين السيوطي في تفسيره (الدر المنثور) قال: وأخرج ابن مردويه، وابن عساكر، وابن النجار عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزل قوله تعالى: (وأمر أهلك بالصلاة) كان النبي (صلى الله عليه وآله) يجيء إلى باب علي صلاة الغداة ثمانية أشهر يقول: (الصلاة رحمكم الله (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) )(9).
(فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى) طه: 135.
روى العلامة البحراني مرسلاً عن الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى: (فستعلمون من أصحاب الصراط السوي). قال: هو والله محمد وأهل بيته(10).
سورة الأنبياء (عليهم السلام)
وفيها خمس آيات:(إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ * لاَ يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) الأنبياء: 101 - 103.
روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثني أبو الحسن الفارسي (بإسناده المذكور) عن علي (كرم الله وجهه) قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله):
(يا علي فيكم نزلت هذه الآية: (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون) )(12).
وروى هو أيضاً، عن أبي بكر السبيعي بإسناده المذكور عن أبي عمر النعمان بن بشير: (أن علياً قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: يا علي فيكم نزلت هذه الآية)(13) (لا يسمعون حسيسها)(14).
وروى هو أيضاً قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يا علي فيكم نزلت: (لا يحزنهم الفزع الأكبر). الناس يطلبون في الموقف وأنتم في الجنان تتنعمون)(15).
(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُوِرِ مَن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) الأنبياء: 105.
وروى الحافظ سليمان (الحنفي) القندوزي قال: عن الباقر والصادق (رضي الله عنهما) في قوله تعالى: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) قالا: (هم القائم وأصحابه)(16).
سورة الحج
وفيها إحدى عشرة آية(وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا) الحج: 7.
روى الفقيه (الشافعي) عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي في تفسيره، عن أبي داود في سننه، عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
(لا تقوم الساعة حتى يملك الأرض (المهدي) مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت قبله ظلماً وجوراً)(17).
قال السيوطي: وأخرج أحمد (بن حنبل) عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
(أبشركم بالمهدي، يبعثه الله في أمتي، على اختلاف من الزمان وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، ويرضى عنه ساكنو السماء وساكنو الأرض، يقسم المال صحاحاً).
فقال له رجل: ما صحاحاً؟
قال (صلى الله عليه وآله): (بالسوية بين الناس).
ثم قال (صلى الله عليه وآله): (ويملأ قلوب أمة محمد غنى، ويسعهم عدله، حتى يأمر مناد ينادي يقول: من كانت له في مال حاجة فليقم؟
فما يقوم من المسلمين إلا رجل واحد فيقول: ائت السادن - يعني: الخازن - فقل له: إن المهدي يأمرك أن تعطني مالاً، فيقول: أُحْثُ حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم، فيقول: كنت أجشع أمة محمد نفساً إذ عجز عني ما وسعهم).
قال (صلى الله عليه وآله): (فيرد فلا يقبل منه. فيقال له: إنا لا نأخذ شيئاً أعطيناه).
(أقول): لا بُعد في أن يراد بـ(الساعة) في هذه الآية الكريمة يوم ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، فيكون من الباطن، أو من الظاهر الأعم، لكون (الساعة) في مصطلح القرآن والسنة والعترة ساعتين إحداهما ساعة ظهور المهدي (عليه السلام)، (والثانية) ساعة القيامة، كما أن (الحشر) في مصطلح الشرع له (إطلاقان) حشر البعض عند ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) وحشر الكل عند قيام القيامة.
ودليل الحشر الأول قوله تعالى: (يوم نحشر من كل أمة فوجاً)(18).
ودليل الحشر الثاني قوله تعالى: (وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً)(19).
(وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) الحج: 32.
روى الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: عن علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) أنه قال في خطبة له: (نحن الشعائر والأصحاب، والخزنة والأبواب)(20).
(أقول): المقصود بكلمة (نحن) ها هنا وغيره أهل البيت الذين جعلهم الله تعالى مظاهر لأمره ونهيه وقدرته. ولا ينافي هذا التأويل من الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) لكلمة (الشعائر) وإن كان تفسيرها أو تنزيلها وارداً في الحج وشعائر الحجاج.
(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَأَنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ) الحج: 39 و40.
روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو الحسين (بإسناده المذكور) عن زيد بن علي (بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) في قوله تعالى: (أُذن للذين يقاتَلون بأنهم ظُلموا .. الذين أخرجوا من ديارهم..).
قال: (نزلت فينا)(21).
(أقول): يعني: فينا أهل البيت.
(الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ) الحج: 41.
روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) عن فرات بن إبراهيم بإسناده المذكور عن أبي جعفر في قوله تعالى: (الذين إن مكناهم في الأرض..).
قال: (فينا - والله - نزلت هذه الآية)(22).
(وَإِنّ اللهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمُنَوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) الحج: 54.
روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثني علي بن موسى بن إسحاق (بإسناده المذكور) عن أبي جعفر قال: (آل محمد الصراط الذي دل الله عليه)(23).
(وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) الحج: 55.
روى السيوطي (العالم الشافعي) قال: أخرج الحاكم وصححه عن عقبه بن عامر (رضي الله عنه) سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
(لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله ظاهرين على العدو لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم (الساعة) وهم على ذلك).
فقال عبد الله بن عمر: ويبعث الله ريحاً ريحها المسك ومسها مس الحرير، فلا تترك نفساً في قلبه مثقال حبة من الإيمان إلا قبضته، ثم يبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة(24).
(أقول): روايات عديدة وردت بهذا المضمون في ظهور القائم المهدي (عليه السلام)، وأنه لا يظهر حتى يُملأ العالم ظلماً وجوراً، وحتى يدخل الظلم كل بيت، وانه سيكون جمع آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر حتى يظهر المهدي (عليه السلام)، إلى غير ذلك من النظائر فتكون (الساعة) هي ساعة قيام القائم، كما صرح به في أحاديث أخرى.
(وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِىَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللهُ إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌ غَفُورٌ) الحج: 60.
روى الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: عن سلام بن المستنير عن الصادق (رضي الله عنه) في قوله تعالى: (ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور)، قال:
(إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أخرجته قريش من مكة، وهرب منهم إلى الغار، وطلبوه ليقتلوه فعوقب. ثم في بدر عاقب لأنه قتل عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وحنظلة بن أبي سفيان، وأبا جهل وغيرهم. فلما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) بغى عليه ابن هند بنت عتبة بن ربيعة (يعني: معاوية) بخروجه عن طاعة أمير المؤمنين، وبقتل ابنه يزيد الحسين بغياً وعدواناً. ثم قال تعالى: (لينصرنه الله) يعني: بالقائم المهدي من ولده)(25).
(وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ) الحج: 65.
روى العلامة البحراني، عن محمد بن الحسن بن شاذان - من طريق العامة بحذف الإسناد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، في حديث - إلى أن قال -: فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله مَن الأئمة من ولد علي بن أبي طالب؟
قال: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين، ثم الباقر محمد بن علي - وستدركه يا جابر فإذا أدركته فاقرئه مني السلام - ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم الكاظم موسى بن جعفر، ثم الرضا علي بن موسى، ثم التقي محمد بن علي، ثم النقي علي بن محمد، ثم الزكي الحسن بن علي، ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمّتي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما مُلئت جوراً وظلماً.
هؤلاء يا جابر خلفائي، وأوصيائي وأولادي، وعترتي، من أطاعهم فقد أطاعني، ومن عصاهم فقد عصاني، ومن أنكرهم أو أنكر واحداً منهم فقد أنكرني).
ثم قال (صلى الله عليه وآله): (وبهم يمسك الله السماء أن تقع على الأرض، وبهم يحفظ الله الأرض أن تميد بأهلها)(26).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجِ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) الحج: 77 و78.
روى العلامة البحراني، عن الفقيه الشافعي إبراهيم بن محمد الحمويني (بإسناده المذكور) عن سليم بن قيس الهلالي - في حديث طويل - قال: أقسم علي بن أبي طالب في أكثر من مائتي رجل - في اجتماع واحد - وهم من المهاجرين والأنصار والتابعين، فأشهدهم على أمور، وكان فيما قال:
(أنشدكم الله أتعلمون أن الله أنزل في سورة الحج: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير…) ).
فقام سلمان فقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد، وهم شهداء على الناس، الذين اجتباهم الله. ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة إبراهيم؟
قال (صلى الله عليه وآله): (عنى بذلك ثلاثة عشر رجلاً خاصة دون هذه الأمة).
قال سلمان: بيِّنهم لنا يا رسول الله (صلى الله عليه وآله).
قال: (أنا وأخي علي وأحد عشر من ولدي).
قالوا: اللهم نعم(27).
(أقول): الأحد عشر من ولده هم الذين سماهم (صلى الله عليه وآله) في تفسير الآية السابقة.
سورة المؤمنون
وفيها أربع آيات:(وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) المؤمنون: 73.
أخرج الحافظ الحنفي سليمان القندوزي في ينابيعه عن الفقيه (الشافعي) الحمويني محمد بن إبراهيم، بسنده عن علي (كرم الله وجهه) قال: (الصراط ولايتنا أهل البيت)(28).
(وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرِةَ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ) المؤمنون: 74.
أخرج الحافظ الحنفي سليمان القندوزي في ينابيعه قال: وفي المناقب، عن زيد بن موسى الكاظم عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علي (رضي الله عنهم) في هذه الآية قال: (عن ولايتنا أهل البيت)(29).
(فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ) المؤمنون: 101.
روى العلامة المناوي في (فيض القدير) بإسناده المذكور عن عمر بن الخطاب عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال:
(كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي)(30).
وروى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا عقيل بن الحسين (بإسناده المذكور) عن عطاء، عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
(كل حسب ونسب يوم القيامة منقطع إلا حسبي ونسبي إن شئتم اقرأوا: (فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون) )(31).
(إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ) المؤمنون: 111.
روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا عقيل (بإسناده المذكور) عن عبد الله بن مسعود في قول الله تعالى: (إني جزيتهم اليوم بما صبروا).
يعني: جزيتهم بالجنة اليوم بصبر علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين في الدنيا على الطاعات، وعلى الجوع والفقر، وصبروا على البلاء لله في الدنيا. (أنهم هم الفائزون) والناجون من الحساب(32).
سورة النور
وفيها خمس آيات(اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْديِ اللهِ لِنُورِهِ مَن يَشَاءِ وَيَضْربُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) النور: 35.
روى العلامة البحراني، عن الفقيه الشافعي ابن المغازلي في كتابه (المناقب) يرفعه إلى علي بن جعفر قال: سألت أبا الحسن عن قول الله عز وجل: (كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة).
قال: (المشكاة فاطمة، والمصباح الحسن والحسين.
(الزجاجة كأنها كوكب دري) قال: كانت فاطمة كوكباً درّيّاً بين نساء العالمين.
(يوقد من شجرة مباركة) إبراهيم (عليه السلام).
(لا شرقية ولا غربية) لا يهودية ولا وثنية.
(يكاد زيتها يضيء) قال: كاد العلم ينطق منها.
(ولو لم تمسسه نار نور على نور) قال: منها إمام بعد إمام.
(يهدي الله لنوره من يشاء) يعني: يهدي لولايتنا من يشاء)(33).
(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآَصَالِ * رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) النور: 36 - 38.
روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثني أبو الحسن الصيدلاني وأبو القاسم بن أبي الوقاء العدناني (بإسناده المذكور) عن أنس بن مالك وعن بريدة قالا: قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذه الآية: (في بيوت أذن الله - إلى قوله - الأبصار).
فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله أي بيوت هذه؟
قال: (بيوت الأنبياء).
فقام إليه أبو بكر فقال: يا رسول الله هذا البيت منها بيت علي وفاطمة؟
قال (صلى الله عليه وآله): (نعم من أفاضلها).
وروى العلامة البحراني عن تفسير مجاهد وأبي يوسف يعقوب بن سفيان عن ابن عباس قال: إن دحية الكلبي جاء يوم الجمعة من الشام بالميرة، فنزل عند أحجار الزيت ثم ضرب بالطبول ليؤذن الناس بقدومه، فنفر الناس إليه إلا علي، والحسن والحسين وفاطمة وسلمان وأبو ذر، والمقداد، وصهيب، وتركوا النبي قائماً يخطب على المنبر، فقال النبي (صلّى الله عليه وآله):
(لقد نظر الله إلى مسجدي يوم الجمعة، فلولا هؤلاء الثمانية الذين جلسوا في مسجدي لأضرمت المدينة على أهلها ناراً، وحصبوا بالحجارة كقوم لوط، ونزل فيهم: (رجالا لا تلهيهم تجارة) )(34).
(أقول): إنما ذكرنا الآيات الثلاث مع أن المذكور في الحديثين منها آيتان فقط، وذلك لأن الآية الثالثة تتمة للآيتين الأوليين، ونازلة فيمن نزلت فيهم الآيتان الأوليان، فلاحظها.
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) النور: 55.
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) عن تفسير فرات بن إبراهيم (بإسناده المذكور) عن القاسم بن عوف قال سمعت عبد الله بن محمد يقول: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات).
قال: هي لنا أهل البيت(35).
(أقول): ذكر في حاشية الكتاب: أن الظاهر أن عبد الله هذا هو ابن محمد بن الحنفية، بن علي بن أبي طالب (عليه السلام).
سورة الفرقان
وفيها أربع آيات:(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّك قَدِيراً) الفرقان: 54.
نقل العلامة المظفر عن (ينابيع المودة) للعالم الحنفي الحافظ القندوزي أنه روى عن أبي نعيم الحافظ، وعن الفقيه الشافعي ابن المغازلي أنهما أخرجا بسنديهما عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: (نزلت هذه الآية في الخمسة أهل العباء).
ثم قال ابن عباس: المراد من (الماء) نور النبي (صلى الله عليه وآله) الذي كان قبل خلق الخلق، ثم أودعه الله سبحانه في صلب آدم، ثم نقله من صلب إلى صلب إلى أن وصل إلى صلب عبد المطلب فصار جزئين، جزء إلى صلب عبد الله فولد النبي (صلى الله عليه وآله) وجزء إلى صلب أبي طالب فولد علياً، ثم ألف النكاح فزوج علياً بفاطمة فولد حسناً وحسين(36).
(وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إمَاماً أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيَها تَحِيَّةً وَسَلاماً خَالِدِينَ فِيَها حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً) الفرقان: 74 - 76.
روى الحاكم الحسكاني (الحنفي) عن فرات (بإسناده المذكور) عن أبي سعيد (الخدري) في قوله تعالى: (هب لنا..). قال النبي (صلى الله عليه وآله):
قلت: يا جبرئيل من أزواجنا؟ قال: خديجة.
قلت: ومن ذرياتنا؟ قال: فاطمة.
قلت: (قرة أعين)؟ قال: الحسن والحسين.
قلت: (واجعلنا للمتقين إماماً)؟ قال: علي (رضي الله عنه)(37).
(أقول): إنما ذكرنا الآيات الثلاث مع أن المذكور منها في الحديث هي الآية الأولى فقط، وذلك: لكون الآيتين الأخريين كالمحمول للموضوع، والخبر للمبتدأ، والنتيجة للقضية في القياس.
سورة الشعراء
وفيها آية واحدة:(إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَة فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) الشعراء: 4.
روى الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) عن (فرائد السمطين) للفقيه الشافعي قال: روى عن علي بن موسى الرضا (رضي الله عنه) أنه قال:
(إن الرابع من ولدي ابن سيدة الإماء، يطهّر الله به الأرض، من كل جور وظلم - إلى أن قال - وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض: (ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه فإن الحق فيه ومعه). وهو قول الله عز وجل: (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين) )(38).
سورة النمل
وفيها ثلاث آيات:(وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلاَلَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَ مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ * وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ) النمل: 81 و82.
روى جلال الدين السيوطي (الفقيه والمحدث والمفتي الشافعي) في تفسيره عند تفسير هذه الآية قال: وأخرج ابن جرير (الطبري) عن حذيفة بن اليمان قال: ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله) الدابة، فقال حذيفة: يا رسول الله من أين تخرج؟
قال: (صلى الله عليه وآله): (من أعظم المساجد حرمة على الله - يعني المسجد الحرام - بينما عيسى يطوف بالبيت ومعه المسلمون إذ تضطرب الأرض من تحتهم تحرك القنديل، وتشق الصفا مما يلي المسعى، وتخرج الدابة من الصفا، أول ما يبدو رأسها ملمعة ذات وبر وريش لن يدركها طالب، ولن يفوتها هارب، تسم - أي تعلّم من الوسم بمعنى العلامة - مؤمن، وكافر، أما المؤمن فيرى كأنه كوكب درّي، وتكتب بين عينيه (مؤمن) وأما الكافر فتنكت بين عينيه نكتة سوداء (كافر) )(39).
وروى هو أيضاً قال: وأخرج أبو نعيم عن وهب بن منبّه قال:
أول الآيات (الروم) ثم (الدجال) والثالثة: (يأجوج ومأجوج) والرابعة (عيسى ابن مريم) والخامسة (الدخان) والسادسة (الدابة)(40).
وروى في حديث آخر أن الدابة تقول: (أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون)(41).
(أقول): هذه العلامات كلها لظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، كما وردت صريحاً، أو ظهوراً في عديد من الأحاديث الشريفة، فتكون هاتان الآيتان الكريمتان أيضاً إشارة إلى مقدمات الظهور.
وكلمة (بآياتنا) في الآيتين إشارة غلى ظهوره (عليه السلام) وما تكتنفه من علامات سابقة ومقارنة، تنزيلاً، أو تأويلاً، أو تطبيقاً على الفرد الظاهر الأكمل والأتم.
(وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً) النمل: 83.
روى جلال الدين السيوطي (الشافعي) في تفسيره، عند هذه الآية الكريمة قال: وأخرج عبد بن حمد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله تعالى: (ويوم نحشر من كل أمة فوجاً). قال: زمرة(42).
(أقول): جاء في مستفيض الروايات أن ذلك اليوم هو يوم ظهور المهدي من آل محمد (صلى الله عليه وآله)، لأن الله تعالى يخرج في ذلك اليوم جمعاً من الظالمين للانتقام منهم قبل يوم القيامة.
وليس هذا اليوم هو يوم القيامة، لأن يوم القيامة يجمع الله تعالى فيه جميع الخلائق، كما قال سبحانه:(وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً)(43).
وهنا يقول عز من قائل: (ويوم نحشر من كل أمة فوجاً) أي: زمرة، لا الجميع.
سورة القصص
وفيها خمس آيات:(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ) القصص: 5 و6.
روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثني أبو الحسن الفارسي (بإسناده المذكور) عن المفضل بن عمر قال: سمعت جعفر بن محمد الصاديق يقول: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نظر إلى علي والحسن والحسين فبكى وقال:
(أنتم المستضعفون بعدي).
قال المفضل: فقلت له: ما معنى ذلك يا بن رسول الله؟
قال: (معناه أنكم الأئمة بعدي إن الله تعالى يقول: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) فهذه الآية فينا جارية إلى يوم القيامة)(44).
(أقول): إنما ذكرنا الآية التالية أيضاً لكونها تتمة للآية الأولى، فإذا كانت الأولى جارية في أئمة أهل البيت (عليهم السلام) كانت الثانية أيضاً كانت.
وأخرج الحافظ القندوزي (الحنفي) في حديث عن حكيمة عمة الحسن العسكري قالت: فلما كان اليوم السابع (يعني: من ولادة المهدي) ثم جئت فقال لي أبو محمد: يا عمة هلمي إلى ابني، فجئت به إليه، ففعل به كفعله الأول، وقال: تكلم يا بني. فتشهد الشهادتين، وصلى على آبائه واحداً بعد واحد، ثم تلا قوله تعالى: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين).
وأخرج العلامة البحراني (قدس سره) في تفسيره (البرهان) عن إمام العامة أبي جعفر محمد بن جرير (بسنده المذكور) عن زاذان عن سلمان قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله). وسرد حديثاً طويلاً إلى أن قال سلمان: فقال (صلى الله عليه وآله):
(إي والله الذي أرسل محمداً بالحق، مني - يعني: في عهد وزمان مني - ومن علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة.
إلى أن قال (صلى الله عليه وآله): (وتحقق تأويل هذه الآية: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وعامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) )(45).
(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ * وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ) القصص: 68 و69.
روى العلامة البحراني، عن الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي، في كتابه المستخرج من التفاسير الاثني عشر - وهو من مشايخ أهل السنة - في تفسير قوله تعالى: (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة). ويرفعه إلى أنس بن مالك قال: سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن هذه الآية؟ فقال (صلى الله عليه وآله):
(إن الله خلق آدم من الطين، كيف يشاء ويختار. وإن الله تعالى اختارني وأهل بيتي على جميع الخلق فانتجبنا، فجعلني الرسول، وجعل علي بن أبي طالب الوصي. ثم قال تعالى: (ما كان لهم الخيرة) يعني: ما جعلت للعباد أن يختاروا، ولكن أختار ما أشاء، فأنا وأهل بيتي صفوته وخيرته من خلقه. ثم قال تعالى: (سبحان الله) يعني: تنزهاً لله (عما يشركون) به كفار مكة. ثم قال تعالى: (وربك) يعني: يا محمد (يعلم ما تكن صدورهم) من بغض المنافقين لك ولأهل بيتك (وما يعلنون) من الحب لك ولأهل بيتك)(46).
(مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِئَاتِ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلَونَ) القصص: 84.
روى الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن أحمد (بإسناده المذكور) عن أبي جعفر يقول: دخل أبو عبد الله الجدلي على أمير المؤمنين فقال له: يا أبا عبد الله ألا أخبرك بقول الله تعالى: (من جاء بالحسنة - إلى قوله - يعملون)؟
قال: بلى جعلت فداك.
قال: (الحسنة حبنا أهل البيت، والسيئة بغضنا) ثم قرأ الآية: (من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزي الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون)(47).
سورة العنكبوت
وفيها آيتان:(وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللهِ وَلِقَائِهِ أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) العنكبوت: 23.
روى العلامة البحراني، عن الفقيه (الحنفي) موفق بن أحمد الخوارزمي (بإسناده المذكور) عن مالك بن أنس (إمام المالكية) عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
(ألا ومن أبغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله).
ثم أعقب ذلك العلامة البحراني فقال: قال مؤلف هذا الكتاب: أما موفق بن أحمد فهو عامي المذهب (حنفي)، ومالك بن أنس هو الذي تنسب إليه الفرقة المالكية إحدى الفرق الأربع من العامة، ونافع هو ابن الأزرق مولى عمر بن الخطاب وهو من الخوارج، وابن عمر هو عبد الله وهو من رؤوس النواصب الذين لم يبايعوا علي بن أبي طالب، وهذه الرواية من عجيب رواياتهم لأنهم أعداؤه (عليه السلام).
(أقول): أما نافع بن الأزرق، فهو الذين روى فيه الحاكم الحسكاني (بإسناده المذكور) عن أبي هارون العبدي قال: كنت جالساً مع ابن عمر، إذ جاء نافع بن الأزرق فقال: والله إني لأبغض علياً، قال (يعني ابن عمر): أبغضك الله تبغض رجلاً سابقة من سوابقه خير من الدنيا وما فيه(48).
وأما ابن عمر، فقد روى المحدث القمي عنه قال: لما دخل الحجاج مكة وصلب ابن الزبير راح عبد الله بن عمر إليه وقال: مد يدك لأبايعك لعبد الملك، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية.
فأخرج الحجاج رجله وقال: خذ رجلي فإن يدي مشغولة.
فقال ابن عمر: أتستهزئ مني؟
قال الحجاج: يا أحمق بن عديّ، بايعت مع علي وتقول اليوم من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، أو ما كان علي إمام زمانك؟ والله ما جئت إليّ لقول النبي (صلى الله عليه وآله)، بل جئت مخافة تلك الشجرة التي صلب عليها ابن الزبير(49).
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) العنكبوت: 69.
روى الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرني فرات بن إبراهيم (بإسناده المذكور) عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر، في قوله تعالى: (لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين).
قال: (نزلت فينا أهل البيت)(50).
سورة الروم
وفيها ثلاث آيات:(وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ) الروم: 4 و5.
روى الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال: روي عن أبي العبير عن جعفر الصادق (رضي الله عنه)، في قوله تعالى: (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله).
قال: (عند قيام القائم يفرح المؤمنون بنصر الله)(51).
(أقول): كون هذا معنى الآية، أو تأويلها، أو تطبيقها لا ينافي كون نزولها في أول الإسلام، فللقرآن ظهر وبطن، وله تفسير وتأويل، وأهل البيت الذين نزل القرآن في بيوتهم أدرى بمعاني القرآن ومراميه، وتأويلاته وتفسيره وتطبيقه من غيرهم.
(فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) الروم: 38.
روى الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا عقيل بن الحسين (بإسناده المذكور) عن ابن عباس قال: لما أنزل الله: (فآت ذا القربى حقه) دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة وأعطاها فدكاً وذلك لصلة القرابة(52).
سورة السجدة
وفيها ثلاث آيات:(وَلَنُذِيَقَّنُهم مِّنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) السجدة: 21.
روى العلامة السيد هاشم البحراني في تفسيره عن محمد بن الحسن ابن فرقد الشيباني (الحنفي) أنه قال: وروى عن جعفر الصادق بأن:
(الأدنى: القحط والجدب، والأكبر: خروج القائم المهدي بالسيف في آخر الزمان)(53).
(وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) السجدة: 24.
روى الحاكم الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا عقيل (بإسناده المذكور) عن ابن عباس في قول الله تعالى: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا).
قال: جعل الله لبني إسرائيل بعد موت هارون وموسى من ولد هارون سبعة من الأئمة. كذلك جعل من ولد علي ستة من الأئمة، ثم اختار بعد السبعة من ولد هارون خمسة فجعلهم تمام الاثني عشر نقيباً كما اختار بعد السبعة (علي وستة من ولده) خمسة فجعلهم تمام الاثني عشر(54).
(قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيَمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنظَرُونَ) السجدة: 29.
روى الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال: روى عن ابن دراج قال: سمعت جعفر الصادق (رضي الله عنه) في قوله تعالى: (قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون) يقول في هذه الآية:
(يوم الفتح يوم تفتح الدنيا على القائم، ولا ينفع أحداً تقرب بالإيمان ما لم يكن قبل ذلك مؤمناً، وأما من كان قبل هذا الفتح موقناً بإمامته، ومنتظراً لخروجه فذلك الذي ينفعه إيمانه، ويعظم الله عز وجل عنده قدره وشأنه - ثم قال -: وهذا أجر الموالين لأهل البيت)(55).
سورة الأحزاب
وفيها آيتان:(إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) الأحزاب: 33.
أجمع عامة أهل التفسير، والحديث، والتاريخ على أن المقصود بـ(أهل البيت) هم الخمسة الطيبون: محمد، وعلي، وفاطمة، والحسن والحسين (عليهم الصلاة والسلام).
روى (البلاذري) قال: حدثني أبو صالح الفراء (بالإسناد المذكور في كتابه) عن أنس بن مالك: أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر - وهو منطلق إلى صلاة الصبح - فيقول:
(الصلاة أهل البيت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) )(56).
وأورد الفيروزآبادي، عن الطحاوي (الحنفي) في كتاب (مشكل الآثار) بسنده عن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية في رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)(57).
وأورد أيضاً عن (أبي داود الطيالسي) في مسنده بإسناده عن أنس عن النبي (صلى الله عليه وآله): أنه كان يمر على باب فاطمة شهراً قبل صلاة الصبح فيقول: الصلاة يا أهل البيت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت..)(58).
وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل (بإسناده المذكور) عن أم سلمة: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لفاطمة: آتيني بزوجك وابنيك، فجاءت بهم فألقى عليهم كساءً فدكياً ثم قال (صلى الله عليه وآله): (اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد إنك حميد مجيد)(59).
وفي مستدرك الصحيحين كما أورد العلامة الفيروز آبادي - بإسناده المذكور عن عامر بن سعد، عن سعيد بن أبي وقاص يقول: لا أسبه (يعني علي بن أبي طالب) ما ذكرت حين نزل عليه (يعني النبي (صلى الله عليه وآله) الوحي فأخذ علياً وابنيه وفاطمة فأدخلهم تحت ثوبه ثم قال (صلى الله عليه وآله): (رب إن هؤلاء أهل بيتي)(60).
وروى (الفقيه الشافعي) جلال الدين بن أبي بكر السيوطي في تفسيره بإسناده عن سعد قال: نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) الوحي فأدخل علياً وفاطمة وابنيها تحت ثوبه ثم قال (صلى الله عليه وآله): (اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي)(61).
وأورد العلامة الفيروزآبادي، عن الهيثمي في كتاب (مجمع الزوائد) عن واثلة بن الأسقع قال: خرجت وأنا أريد علياً فقيل لي هو عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأممت إليهم فأجدهم في حظيرة من قصب رسول الله، وعلي وفاطمة وحسن وحسين قد جعلهم (صلى الله عليه وآله) تحت ثوب قال: (اللهم إنك جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم)(62).
وأخرج المفسر المعاصر (محمد عزة دروزة) في تفسيره الذي أسماه (التفسير الحديث) وقد رتب السور فيه على ترتيب نزولها لا على الترتيب المثبت عليه القرآن، قال: (ومنها حديث رواه مسلم والترمذي عن أم سلمة أم المؤمنين جاء فيه: (نزلت الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) في بيتي، فدعا النبي (صلى الله عليه وآله) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره ثم قال (صلى الله عليه وآله): اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً (فقلت): وأنا معهم يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وآله): أنتِ على مكانك وأنت إلى خير)(63).
وقال العلامة المراغي أحمد مصطفى - أستاذ الشريعة الإسلامية واللغة العربية بكلية دار العلوم، بمصر - في تفسيره: (وعن ابن عباس قال: شهدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) تسعة أشهر يأتي كل يوم باب علي بن أبي طالب عند وقت كل صلاة فيقول: (السلام عليكم ورحمة الله، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً، الصلاة يرحمكم الله، كل يوم خمس مرات)(64).
وأخرج الشيخ الإمام الخطيب الشربيني (الفقيه الشافعي) في تفسيره (السراج المنير) قال: وعن أم سلمة (رضي الله تعالى عنها) قالت: في بيتي نزلت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت). قالت: فأرسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين فقال (صلى الله عليه وآله): (هؤلاء أهل بيتي)(65).
وأخرج مثل ذلك بمعنى واحد، ونتيجة واحدة، وواقع غير متناقض، وإن كان بألفاظ عديدة، ورواة مختلفين، وأسانيد متكاثرة، كثيرون غير هؤلاء، نشير إلى مواقع ذكره من مؤلفاتهم كنماذج لا كاستيعاب، تسهيلاً على الطالب، وتمكيناً للراغب:
(منهم) الإمام فخر الدين الرازي في (تفسيره)(66).
(ومنهم) النيسابوري (الشافعي) في (تفسيره)(67).
(ومنهم) مسلم في (صحيحه)(68).
(ومنهم) الإمام الطبري في (تفسيره)(69).
(ومنهم) البيهقي في (سننه)(70).
(ومنهم) أحمد بن محب الدين الطبري (الشافعي) في (رياضه) و(ذخائره)(71).
(ومنهم) العلامة الطحاوي الحنفي في (مشكله)(72).
(ومنهم) الحاكم في (مستدركه)(73).
(ومنهم) المؤرخ الكبير ابن الأثير و(الشافعي) في (أسد الغابة)(74).
(ومنهم) ابن حجر الهيثمي (الشافعي) في (مجمعه)(75).
(ومنهم) غير أولئك من الأعلام.
(إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) الأحزاب: 56.
روى العلامة البحراني عن (الثعلبي) في تفسير هذه الآية بسنده المذكور عن كعب بن عجرة قال: لما نزلت: (إن الله وملائكته يصلون على النبي..)، قلنا: يا رسول الله قد علمنا السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟ قال (صلى الله عليه وآله):
(قولوا اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد)(76).
(ونقله) بنص العلامة المراغي في تفسيره أيض(77).
وأورد العلامة الفيروز آبادي عن البخاري في كتابه (الأدب المفرد) بسنده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله):
(من قال: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وترحّم على محمد وعلى آل محمد كما ترحّمت على إبراهيم وآل إبراهيم. شهدت له يوم القيامة بالشهادة وشفعت له)(78).
وأورد أيضاً عن عبد الرؤوف المناوي في كتابه (فيض القدير) قال: روى الطبراني في الأوسط عن علي موقوفاً قال: (كل دعاء محجوب حتى يصلي على محمد وآل محمد)(79).
وأخرج المفسر المعاصر محمد عزة دروزة في تفسيره قال: ومنها حديث عن عبد الله بن مسعود، قال: إذا صليتم على النبي فأحسنوا الصلاة عليه قالوا له: علّمنا، فقال قولوا: (اللهم صلى على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد)(80).
وقال الحافظ الإمام أبو القاسم محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي في تفسيره المسمى بـ(التسهيل لعلوم التنزيل) في تفسير هذه الآية. وروي أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (نزلت هذه الآية في خمسة: فيّ، وفي علي وفاطمة والحسن والحسين)(81).
وأخرج علي المتقي الهندي في (كنزه) بأسانيده العديدة عن زيد بن خارجة، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد)(82) .
وصـــلــی الـــلـه علـــی محــــمـد وآل محـــمد وســـلـم تـســـلـيمــا کـثــيــرا
المصادر :
1- غاية المرام: ص393.
2- غاية المرام: ص584.
3- ينابيع المودة: ص460.
4- إسعاف الراغبين: ص109.
5- نور الأبصار: ص112.
6- ينابيع المودة: ص110.
7- المصدر نفسه.
8- فضائل الخمسة عن (فتح الباري) ج2.
9- الدر المنثور: ج4 ص313.
10- غاية المرام: ص405.
11- شواهد التنزيل: ج1 ص337.
12- شواهد التنزيل: ج1 ص384 - 385.
13- ما بين القوسين فراغ مطبوع في شواهد التنزيل، والظاهر أن المحذوف هو ما أثبتناه وإن لم يكن بلفظه فبمعناه، بقرينة روايات أخر.
14- شواهد التنزيل: ج1 ص384 - 385.
15- شواهد التنزيل: ج1 ص384.
16- ينابيع المودة: ص510.
17- الدر المنثور: ج6 ص50.
18- سورة النمل: 83.
19- سورة الكهف: 47.
20- ينابيع المودة.
21- شواهد التنزيل: ج1 ص399.
22- شواهد التنزيل: ج1 ص400.
23- شواهد النزيل: ج1 ص61.
24- الدر المنثور: ج6 ص61.
25- ينابيع المودة: ص510.
26- غاية المرام: ص692.
27- غاية المرام: ص265.
28- ينابيع المودة: ص114.
29- ينابيع المودة: ص114.
30- فضائل الخمسة: ج2.
31- شواهد التنزيل: ج1 ص407.
32- شواهد التنزيل: ج1 ص408.
33- غاية المرام: ص315.
34- شواهد التنزيل: ج1 ص410.
35- شواهد التنزيل: ج1 ص413.
36- كتاب (دلائل الصدق): ج2 ص139.
37- شواهد التنزيل: ج1 ص416.
38- ينابيع المودة: ص448.
39- الدر المنثور: ج5 ص116.
40- الدر المنثور: ج5 ص116.
41- المصدر نفسه.
42- الدر المنثور: ج5 ص117.
43- سورة الكهف: 47.
44- شواهد التنزيل: ج1 ص430 - 431.v (7) ـ ينابيع المودة: ص450.
45- تفسير البرهان: ج2 ص406 - 407.
46- غاية المرام: ص331.
47- شواهد التنزيل: ج1 ص425 - 426.v (11) ـ غاية المرام: ص580.
48- شواهد التنزيل: ج1 ص20.
49- سفينة البحار: ج2 ص136.
50- شواهد التنزيل: ج1 ص442.
51- ينابيع المودة: ص511.
52- شواهد التنزيل: ج1 ص443.
53- تفسير البرهان: ج3 ص288.
54- شواهد التنزيل: ج1 ص455.
55- ينابيع المودة: ص511.
56- أنساب الأشراف: ج2 ص104.
57- فضائل الخمسة: ج2 ص219.
58- فضائل الخمسة: ج2.
59- مسند أحمد بن حنبل: ج4 ص107.
60- فضائل الخمسة: ج2.
61- الدر المنثور عند تفسير هذه الآية من سورة الأحزاب.
62- فضائل الخمسة: ج2.
63- التفسير الحديث: ج8 ص261.
64- تفسير المراغي: ج22 ص7.
65- تفسير السراج المنير: ج3 ص245.
66- تفسير الفخر الرازي: ج6 ص783.
67- تفسير النيسابوري في تفسير سورة الأحزاب (هامش تفسير الطبري).
68- صحيح مسلم: ج2 ص331.
69- تفسير جامع البيان: ج22 ص5.
70- سنن البيهقي: ج2 ص150.
71- الرياض النضرة ج2 ص188. (ذخائر العقبى) ص24.
72- مشكل الآثار: ج1 ص334.
73- المستدرك على الصحيحين: ج2 ص416.
74- أسد الغابة في معرفة الصحابة: ج5 ص521.
75- مجمع الزوائد: ج9 ص169.
76- غاية المرام: ص311.
77- تفسير المراغي: ج22 ص34.
78- فضائل الخمسة: ج2.
79- فضائل الخمسة: ج2.
80- التفسير الحديث: ج8 ص286.
81- تفسير الكلبي: ج3 ص299.
82- كنز العمال: ج1 ص439.