وحدة الامة الاسلامیة فی سنة الرسول الاعظم (2)

إن الإسلام هو دین العلم والمعرفة، یدعو أتباعه إلى المزید من العلم والثقافة، بل أمر الله تعالى صفوة خلقه وخاتم رسله بأن یطلب منه المزید من العلم، وأن یدعو بذلک: ) وَقُلْ رَبِّ زِدْنِی عِلْماً) ([17]).
Sunday, January 6, 2013
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
وحدة الامة الاسلامیة فی سنة الرسول الاعظم (2)

وحدة الامة الاسلامیة فی سنة الرسول الاعظم (2)

 

 

 

 

 

موقف الإسلام من الاجتهادات الصحیحة

إن الإسلام هو دین العلم والمعرفة، یدعو أتباعه إلى المزید من العلم والثقافة، بل أمر الله تعالى صفوة خلقه وخاتم رسله بأن یطلب منه المزید من العلم، وأن یدعو بذلک: ) وَقُلْ رَبِّ زِدْنِی عِلْماً) ([17]).

وهو الدین العالمی الذی جاء بالدعامة فی الزمان وفی المکان، وبعث بدستوره السماوی الخالد خاتم رسل الله ورحمة الله للعالمین سیدنا محمد(ص).

ولعموم الدعوة وخلودها إلى أن یقوم الناس لرب العالمین؛ اتسم دستورها السماوی وهو القرآن الکریم بالعموم والخلود،)إِنْ هُوَ إِلَّا ذِکْرٌ لِلْعَالَمِینَ) ([18]).

ولعموم الدعوة وخلودها أرسل لها رسولاً هو رحمة الله للعالمین، لم تختص دعوته بقوم دون قوم، ولا بزمان دون زمان کما قال الله تعالى: )إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) ([19]). فحفظه رب العزة سبحانه وتعالى فی الصدور وفی السطور.

ولعموم الدعوة وخلودها أرسل لها رسولاً هو رحمة الله للعالمین، لم تختص دعوته بقوم دون قوم، ولا بزمان دون زمان کما قال الله تعالى: )وَمَا أَرْسَلْنَاکَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِینَ) ([20]).

ولعموم الدعوة وخلودها صان الله تشریعها السماوی من أی دخیل أو مدسوس، فکما تکفل الله تعالى بحفظ القرآن الکریم تکفل سبحانه بحفظ کل حقیقی وصحیح من الحدیث النبوی، لیکون بیاناً للقرآن )إِنَّ عَلَیْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ، ثُمَّ إِنَّ عَلَیْنَا بَیَانَهُ) ([21]).

فقیض الله لحفظ السنة النبویة المطهرة رجالاً أمناء عُرفوا بالعدالة وبالضبط والورع وقمة الذکاء، فصانوا السنة النبویة المطهرة من تحریف الغالین، وانتحال المبطلین، وتأویل الجاهلین.

ولعموم الدعوة، وخلودها کانت حقائق التشریع فیها توحد لا تفرق، وتدعو إلى التمسک بالوحی الإلهی من کتاب الله تعالى ومن سنة رسوله صلوات الله وسلامه علیه، وفی دائرة هذا الوحی المعصوم کان الاجتهاد فی الأمور التی لم یرد فیها نص، وکان التفکیر الإسلامی من أهل العلم المتخصصین.

ولعموم الدعوة وخلودها کان منهاجها الربانی یتسم بالحکمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتی هی أحسن، فلم ینتشر بالقوة ولا بالسیف، فقد قال الله تعالى: )لا إِکْرَاهَ فِی الدِّینِ قَدْ تَبَیَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَیِّ (([22]). وقال سبحانه: ) وَمَا أَنْتَ عَلَیْهِمْ بِجَبَّارٍ(([23])، وقالجل شأنه: ) لَسْتَ عَلَیْهِمْ بِمُصَیْطِرٍ(([24]).

وحین یکون المجتهدون – فی أمور الدین –أهلاً لهذا الاجتهاد وتتعدد الآراء؛ فإن الإسلام لا یحجر على رأی، ولا یصادر فکراً مادام له نصیب فی الصحة ومادام صاحبه من أهل الاجتهاد، فقد کان رسول الله(ص) یقر الاجتهاد وتعدد الآراء، تأکیداً لسماحة الإسلام ویسره، وما کان یعنف أحداً، فقد روی أن النبی (ص) قال یوم الأحزاب: «لا یصلین أحد العصر إلا فی بنی قریظة» فأدرک بعضهم العصر فی الطریق، فقال بعضهم: لا نصلی حتى نأتیها، وقال بعضهم: نصلی، لم یرد منا ذلک فذکر ذلک للنبی (ص)، فلم یعنف أحداً منهم.

ومن أمثلة إقرار تعدد الآراء حین تکون صحیحة: نبأ الرجلین الذین تیمما صعیداً طیباً، وأثناء صلاتهما وجدا الماء ، فأعاد أحدهما الوضوء والصلاة، ولم یعد الثانی ، فقال النبی(ص) للذی لم یعد: «أصبت السنة» وقال لمن أعاد: «لک الأجر مرتین».

أحیاناً ینفرد بعض الصحابة باجتهاد فی مسألة ما من المسائل أو حال من الأحوال التی تعرض له، وقد یرى البعض اجتهاد هذا الصحابی غریباً أو مستبعداً، ولکن رسول الله صلوات الله وسلامه علیه حین یرد إلیه الأمر یبین لهم الحق فیه، فحین یرى فی هذا التصرف أو الاجتهاد وجهاً من وجوه سماحة الإسلام یقره ولا یرفضه، ولا یعنف صاحبه.

فضحک رسول الله(ص) ولم یقل شیئاً. رواه أبو داود والحاکم.

نرى أن الرسول صلوات الله وسلامه علیه کان یقر الاجتهاد الصحیح ویقبل تعدد الآراء مادام ذلک فی إطار الحق والصواب، ومادام ذلک فیما لم یرد فیه نص، ولم یصادم آیة من کتاب الله تعالى، ولا حدیثاً صحیحاً من أحادیث رسول الله صلوات الله وسلامه علیه.

بل إن علماء الحدیث یعدون إقرار الرسول(ص) لعمل أحد الصحابة نوعاً من أنواع السنة النبویة ومن الحدیث الشریف، لأنهم یعرفونه بأنه ما أضیف إلى الرسول(ص) من قول أو فعل أو تقریر أو صفة.

وعبر عصور الإسلام الزاهرة، ما کان سلف هذه الأمة – حیث تتعدد آراؤهم – یلزم أحدهم الآخر برأیه، ولا یکره أحد أحداً على شیء، فقد روی أن الإمام أبا حنیفة النعمان قال: هذا الذی نحن فیه رأی لا نجبر أحداً علیه، ولا نقول: یجب على أحد قبوله بکراهیة، فمن کان عنده شیء أحسن منه فلیأت به.

موقف الإسلام من الآراء التی لیست صحیحة

وأما موقف الإسلام من الآراء التی لیست صحیحة، فإنه ینکرها ولا یقرها، بل لا یقر – ابتداء – أحداً على القیام بالاجتهاد أو الإفتاء أو الرأی فی دین الله إلا إذا کان مزوداً بعلوم الاجتهاد والإفتاء من التفسیر وعلوم القرآن والقراءات وأسباب النزول والحدیث وأسباب الورود والناسخ والمنسوخ والفقه والنحو والصرف وغیر ذلک من العلوم.

ویأمر الله تعالى من لا علم لهم أن یسألوا العلماء المتخصصین وأهل الذکر العارفین، فقال سبحانه: )وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِکَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِی إِلَیْهِمْ فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّکْرِ إِنْ کُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) ([25]).

وحذر الإسلام من اتباع آراء من لا علم لهم، لأنهم یَضلون ویُضلون کما قال رسول الله(ص) : «إن الله لا یقبض العلم انتزاعاً ینتزعه من الصدور، ولکن یقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم یبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسئلوا فأفتوا بغیر علم، فضلوا وأضلوا» رواه البخاری.

وإن من لا علم له حین یفتی فی دین الله أحداً؛ یُضِله ولا یهدیه، ویعرض من یفتیه للهلاک، عن جابر(رض) قال: خرجنا فی سفر، فأصاب رجلاً منا حجر فی رأسه، ثم احتلم فسأل أصحابه: هل تجدون لی رخصة فی التیمم؟ فقالوا: ما نجد لک رخصة، وأنت تقدر على الماء، فاغتسل فمات..

فلما قدمنا على رسول الله(ص)، أخبر بذلک فقال علیه الصلاة والسلام: «قتلوه قتلهم الله، ألا سألوا إذا لم یعلموا؟ فإن شفاء العی السؤال، إنما کان یکفیه أن یتیمم ویعصر أو یعصب على جرحه خرقة، ثم یمسح علیها ویغسل سائر جسده» رواه أبو داود وابن ماجة.

ففی قوله(ص) «قتلوه قتلهم الله» ما یفید اعتبار الذین أفتوه خطأ فأوردوه موارد الموت بمثابة القتلة لأخیهم حین أفتوه خطأ بغیر علم.

ومن ذلک أیضاً ما رواه أسامة بن زید قال: بعثنا رسول الله(ص) فی سریة، فصبحنا الحرقات من جهینة، فأدرکت رجلاً فقال: لا إله إلا الله، فطعنته، فوقع فی نفسی من ذلک، فذکرته للنبی(ص)، فقال رسول الله(ص): «أقال: لا إله إلا الله وقتلته؟» قلت: یا رسول الله إنما قالها خوفاً من السلاح قال: «أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم من أجل ذلک قالها أم لا؟ من لک بلا إله إلا الله؟» ما زال یکررها حتى تمنیت أن لم أکن أسلمت قبل ذلک الیوم. رواه البخاری ومسلم وأحمد وأبو داود.

ومع الاختلاف فی الرأی، فإن الأمر لا یصل إلى حد أن یکفّر أحد أحداً، ولا أن یحکم أحد على المخطئ بالفسق أو الابتداع، لأنه لا یمکن لأحد أن یدخل قلوب الناس، أو أن یسیطر علیها، فلا یعلم ما فی القلوب إلا علام الغیوب، ولا یسیطر علیها إلا الله سبحانه وتعالى الذی خلقها.

لا تعصب فی اجتهادات الأئمة

لقد کان لأئمتنا رحمهم الله تعالى جهودهم التی تذکر فتشکر فی مجال الاجتهادات، وکانت لهم آراؤهم المتعددة، والتی قد یختلف بعضهم فیها مع الآخر، ولکنهم مع هذا لم یتعصبوا، ولم یلزم أحدهم الآخر برأیه.

فقد کانت هناک أسباب عدیدة لاختلاف وجهات النظر من بینها: ألا یکون الحدیث قد بلغ بعضهم، أو یکون بلغه ولکنه لم یثبت عنده، لأن أحد رجال الاسناد مجهول أو متهم أو سیّئ الحفظ، أو یعتقد ضعف الحدیث باجتهاد قد خالفه فیه غیره، أو یکون الحدیث قد بلغه وثبت عنده ولکنه نسیه.

ومن أسباب الاختلاف أیضاً ما یرجع إلى بعض القواعد الأصولیة، کأن یأخذ بعضهم مثلاً ببعض تلک القواعد الأصولیة: «کالمصالح المرسلة أو سد الذرائع أو الاستحسان أو الاستصحاب أو العرف» ولا یأخذ البعض بهذه القواعد.

ومع اختلافهم فی بعض الأحکام، إلا أنهم لم یتعصبوا لآرائهم، لأنها لم تکن اختلافات على الأصول بل فی الفروع، کاختلافهم فی قراءة البسملة وعدم قراءتها، وفی الجهر بها أو الإسرار، ولم یلزموا أحداً بآرائهم، ولم یمنع اختلافهم هذا أن یصلی بعضهم خلف بعض.

فنرى الإمام الشافعی رحمه الله تعالى، یصلی فی مسجد الإمام أبی حنیفة قریباً من مقبرته، فلا یقنت فی صلاة الصبح، مع أن القنوت عند الإمام الشافعی سنة، فلما قیل له فی ذلک، أجاب قائلاً: أخالفه وأنا فی حضرته؟

وعندما أراد الخلیفة المنصور أن یلزم الناس بالموطأ قال الإمام مالک: یا أمیر المؤمنین لا تفعل هذا، فإن الناس قد سبقت لهم أقاویل، وسمعوا أحادیث، ورووا روایات، وأخذ کل قوم بما سبق إلیهم، فدع الناس وما اختار کل بلد منهم لأنفسهم فقال الخلیفة: وفقک الله یا أبا عبدالله.

ومن احتیاط أئمتنا وتواضعهم ما روی عن الإمام مالک رحمه الله أنه سئل عن ثمان وأربعین مسألة، فقال فی اثنتین وثلاثین منها: لا أدری.

وقال أبو الدرداء (رض): «لا أدری نصف العلم» فلا یصح لمن لم یؤت فقها فی الدین، واستعدادا فی الاجتهاد أن یتجرأ على القول فی دین الله بغیر علم، فأجرأ الناس على الفتوى أجرؤهم على النار، وعلى عامة الناس أن لا یسألوا فی دین الله تعالى إلا من کان عالماً متخصصاً، کما قال الله تعالى: ) فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّکْرِ إِنْ کُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ(([26]).

وهکذا نهج سلفنا من أئمة المسلمین منهج التثبت فی دین الله، وعدم التعصب لرأی دون رأی أو اجتهاد دون اجتهاد، مادام لم یصادم نصاً من کتاب الله سبحانه وتعالى أو حدیثاً صحیحاً من سنة رسول الله (ص).

دعوة الإسلام إلى توحید موقف المسلمین تجاه التحدیات المعاصرة

إن حقائق الإسلام وتشریعاته، توحد المسلمین، ولا تفرقهم، وإن اجتهادات الأئمة وتعدد الآراء واختلافها – أحیاناً – إنما کان فی الفروع لا فی الأصول، ولم یمنع الاختلاف من وحدتهم وتضامنهم، ولم یکن – یوماً – مدعاة للتعصب لرأی دون آخر.

ولما کان للتشریع الإسلامی هذا المنهج فإن من الطبیعی أن نقدر دعوته لتوحید موقف المسلمین من کل أمورهم الدنیویة وفی کل خطاهم وحیاتهم، وخاصة تجاه التحدیات المعاصرة التی یتعرضون لها.

لقد وضح القرآن الکریم وحدة هذه الأمة: )وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُکُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّکُمْ فَاتَّقُونِ(([27]).

وفی دعوة الإسلام لتوحید موقف المسلمین تجاه التحدیات یحذر القرآن الأمة الاسلامیة من أهم تلک التحدیات التی یحاول أعداؤها أن ینشروها بینهم، وهی التی تتمثل فی العلاقات بین المسلمین، والخلا فات أکبر تحد وأخطر معول هدام یقضی على هذه الأمة، ومن أجل ذلک نرى الاستعمار قبل أن یغادر بعض الدول التی تحررت ترک حدوداً مصطنعة وترک حدوداً تمثل تنازعاً واختلافاً بین الدول؛ حتى لا تتحد الأمة؛ وحتى تظل فی خلافات سیاسیة ودولیة فیما بینها.

وإلى جانب الاختلاف على الحدود، راح أعداؤنا یضخمون الخلافات الفقهیة التی جرت بین العلماء فی بعض المسائل الفرعیة، ففی جو الخلاف تضعف الأمة، ویتغلب علیها عدوها، وبهذه الخلافات فی الأمور الدینیة استطاعوا أن یحدثوا شروخاً بین فصائل الشباب المسلم، ولا شیء أقسى وأخطر من الاختلاف فی الدین، إنه اختلاف یتهدد دنیا الإنسان بالأخطار، ویتهدد آخرته کذلک.

ولذا اعتبره القرآن خروجاً عن حظیرة الإسلام: )إِنَّ الَّذِینَ فَرَّقُوا دِینَهُمْ وَکَانُوا شِیَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِی شَیْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ یُنَبِّئُهُمْ بِمَا کَانُوا یَفْعَلُونَ([28]).(

والذین یشغلهم الخلاف یهدرون حیاتهم دون طائل، ویضیعون أعمارهم من غیر فائدة، ومن بین تلک التحدیات ما ینهض به أعداء هذه الأمة من محاولة حصرها فی موقف المدافع، لا فی موقع المنطلق لنشر دعوته، المهاجم بها لکل الأباطیل، وبهذا المخطط الخبیث بث أعداؤنا کثیرا من الشبهات التی لا تقع تحت حصر، لیجعلوا المسلمین فی موقف المدافع عنها ولیشغلوهم بها.

فانتشرت دعاوى وشبهات حول المرأة فی الإسلام، وشبهات أخرى حول تعدد الزوجات، وحول الطلاق، وإدعاء انتشار الإسلام بالسیف أو بالقوة، وکلها شبهات زائفة ولا أساس لها من الصحة، وتعالیم الإسلام ذاتها تحمل الحِکَمْ التشریعیة العلیا، والأسرار الإلهیةالتی تحمل سعادة البشر وتحمل العدالة والحق والخیر فی کل تشریع إلهی محکم.. ولیس معنى هذا أن لا نرد على تلک الشبهات، بل المراد أن نرد علیها بالقیام بنشر الإسلام وإبراز فضائله ومحاسنه وتشریعاته السمحة التی کانت من أهم الأسباب فی نشر الإسلام واعتناق الکثیرین له عن اقتناع ومحبة.

وهناک تحدیات کثیرة عسکریة وسیاسیة واجتماعیة واقتصادیة وصحیة وثقافیة، وتتمثل التحدیات العسکریة فی الاستعمار وغزوه لکثیر من البلاد والدول والأقلیات الإسلامیة.

وتظهر التحدیات السیاسیة فی محاولة نشر المنظمات السیاسیة التی تفرق الأمة، وتودی بها فی تناحر وخلافات لا تنتهی.

وتظهر التحدیات الاجتماعیة فی نشر التعامل فی المجتمع بتلک التقالید الوافدة فی الأسرة وفی البیئة وفی الزی وفی غیر ذلک من المجالات الاجتماعیة.

وتتضح التحدیات الاقتصادیة فی نشر التعامل بالربا ومحاولة تسمیته بغیر اسمه، وجرِّ الدول الإسلامیة إلى الاستدانة لجعلها غریقة بالدیون التی تضیع معها هیبتها، ویهتز معها قرارها.

وأما التحدیات الصحیة ففی نشر الخمور وتداولها والمخدرات والسموم البیضاء، وغیرها من المواد التی تقضی على صحتها وعلى عقل کل فرد من أفراد هذه الأمة.

أما التحدیات الثقافیة، فتظهر فی الغزو الفکری الذی یمثل أخطر هذه التحدیات، والذی یعمل على تغریب هذه الأمة وتغییب رسالتها التی تقوم بها، وبإیقاف المد الإسلامی إلى الخارج وبضربه من الداخل.

وفی محیط هذه التحدیات المتعددة، والمحیطة بالأمة من کل جانب تصاب الأمة بالوهن، وتوشک الأمم أن تتداعى علیها بسبب ضعفها وبسبب الخلافات التی تفرق بینها کما أخبر بذلک رسول الله(ص) حین قال: «یوشک أن تداعى علیکم الأمم کما تداعى الأکلة إلى قصعتها»، قالوا: أمن قلة نحن یومئذ یا رسول الله؟ قال: «لا بل أنتم یؤمنذ کثیر، ولکنکم غثاء کغثاء السیل، ولینزعن الله من صدور عدوکم المهابة منکم، ولیقذفن فی قلوبکم الوهن»، قالوا: وما الوهن یا رسول الله؟ قال: «حب الدنیا وکراهیة الموت». رواه أحمد وأبو داود.

الهوامش:

[17]- طـه:114.

[18]- ص:87 .

[19]- الحجر:9.

[20]- الانبیاء:107.

[21]- القیامة:17- 19.

[22]- البقرة:256.

[23]- قّ:45.

[24]- الغاشیة:22.

[25]- النحل:43.

[26]- الانبیاء:7.

[27]- المؤمنون:52.

[28]- الأنعام:159.

مصدر : رسالة التقریب 54



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.