عالم عباس محمد نور (السودان). ولد عام 1948 في الفاشر. تخرج في جامعة أم درمان الإسلامية 1972. يعمل في بيت الثقافة بالخرطوم. له إسهامات متعددة في النشاط الثقافي والأدبي بالصحف والمجلات السودانية.
دواوينه الشعرية: له عدد من الدواوين منها: إيقاعات الزمن الجامح1974 - أشجار الأسئلة الكبرى - منك المعاني ومنا النشيد1984 .
حاصل على جائزة الشعر الأولى للشباب 1973, ووسام الدولة للآداب والفنون 1979.
عنوانه:بيت الثقافة - الخرطوم - السودان.
من قصيدة: حبيبــي أيــهــا الإنــســان
أسُكرٌ هواك أم خمرُ?
ونار نواك أم جمرُ?
وهذا الليل أم عُمْرُ?
فإن الليل, أقسى مايكون الليل, حين يضيع محبوبي
وآن أهيم كالمجذوب أبحث في كؤوس الحزن عن كوبي
وعن ذكرى أكدِّسها دروعاً عند لقياه
أحب الليل, أخشاه
ويقتلني وأهواه.
لهذا الليل يحضرني خيال حبيبي النائي ضبابيًا ضبابيا
يشق طريقه وهْنا, يزيح الدمع, يرقص راعشا جفني
ويستل الكرى سيفا يضل طريقه طيفا ويمضي
بين قاع العين والممتد جسرا ما تداعى عند باب القلب
وأذكر كيف أحبابي استناموا عن شكاياتي وعن
ليل سهرت بهم أناجيهم, فما سمعوا ولا زاروا, ولا
لربوعنا ساروا, فما أحد يناديني, ولا طيف يواتيني
ولا خبر يواسيني, يشرِّق دمعي المصبوب يغرقني
وأبحث عن أياديهم لتنقذني, وعن وجه ظللت أبيع
بعضَ العمر, كلَّ العمر, عمرَ العمر لو ألقاه, ما ألقى
سوى بعض الصدى يرتدّ لي عند الفضاء الرحب.
همو? هبْ أن هذا الليل مهما طال يا كم طال, يا ما
كنت أغمر عمره بالمن والسلوى, أساقيه الهوى نجوى.
وأمطره أناشيدا زغاريدا, وأجعل كل ثانية به عيدا
وشكوانا, فيا ما كان شكوانا فؤوس الصبح تهدم صرح
مخدعنا ومأوانا
ويا ما كان مر الليل أسرع من رموش العين في لقيا,
وأسرع من سقوط الحلم في وعيي, وأسرع من دموع
الصب.
وحيدا عند صدر الدار تذكي النار, ماذا تبتغي? هب
أن طيفا زار?فكيف طريقه والدمع بحر زاخر,لا الريح
يعبره يموِّجه ولا سفن ترجرجه, ولا قاع به, كيف
السبيل إليك أنت, وأنت أبعد من سماء ما رأت طيرا
يطير, ولا غيومًا أو نجومًا, أو شهابًا راصدا,
كيف السبيل لو أن طيفًا زار?
مائة من الأيام والأوهام, بل مائة من الأعوام, بل دهر,
حملْتُ جراحه وحدي سكبت نزيفه وحدي, اتكأت
على شفا سكينه وحدي, ووحدي ها أنا باقٍ تهددني
الزعازع, أينما اتَّجَهَت شراعاتي,
ويأتمر الملا بي ما لهم?
لا دينهم ديني ولا بيني وبينهم سوى الأقدار
تعال, تعال, أنت كسوتني بردا بليلتي الشتائيه
وأنت تركتني فردا, وأنت رميتني بسباسب سقَّيتها دمعي