علي محمد البتيري (الأردن). ولد عام 1945 في بتير - محافظة القدس. تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة القرية , والإعدادية في مدرسة بيت جالا , والثانوية في مدرسة بيت لحم الثانوية , وتخرج في دارالمعلمين. عمل بالتدريس في بلده, ثم في دولة الإمارات لخمس سنوات, وعمل إلى جانب التدريس بالصحافة الأردنية والعربية. وقد تولى إدارة تحرير مجلة سامر للأطفال, ومجلة الكرتون العربي للأطفال, ثم عضو هيئة تحرير في مجلة وسام للأطفال التي تصدر عن وزارة الثقافة. عضو رابطة الكتاب الأردنيين, وجمعية المكتبات الأردنية, والرابطة الوطنية للتربية والتعليم. مهتم بأدب الأطفال, ويكتب - إلى جانب الشعر - القصة , والمسرحية , والمقالة النقدية والصحفية. يشارك بشكل سنوي في مهرجان جرش للثقافة والفنون في مجال الشعر.
دواوينه الشعرية : لوحات تحت المطر 1973 - المتوسط يحضن أولاده 1981, ودواوين الأطفال : القدس تقول لكم 1983 - أطفال فلسطين يكتبون الرسائل 1984 - فلسطين يا أمي 1986 - صوت بلادي 1990.
حصل على جائزة أدب الأطفال (جائزة الملكة نور) 1991 , وعلى شهادة تقدير من التلفزيون الأردني عن أوبريت غنائي عنوانه (طريق المجد).
عنوانه : عمان ص.ب 183607 - الأردن.
من قصيدة:
الكلمـات الأخــيرة فــي دفـتر الشهيــد الأخـــير ..
أذكرُ, قبل رحيلك عنا بليالٍ معدودات
فجّرت شرايين الأرض المحرورةِ,
فانفجرت كتلاً من لهب حتى..
حتى في أعيننا الظمأى جرت الأنهارْ ..
تتدفق بالنور , فعمَّ الخصب وفاض القمحُ
على عتبات الفقراء ..
أذكر حين نقشت على ساعدك الأيمنِ... وشم الثورةِ ,
وانطلقت من صدرك كل عصافير النارْ,
ابتسم العشب المحزون على الطرقاتِ,
وأخفت أمك دمعتها عن عين الشمسِ,
وقامت تلثم في لهف زر قميصكَ,
فارتعش الزّر وخفْتَ على قلبك أن يضعفَ,
خفت على خفقته أن تفصح عن سر الأسرارْ..
تتخيلك الآن المدّادة فوق الشباك النائمِ,
حين لبست عباءة ذاك الليل الفاحمِ,
وتلفعت بصمتك حتى صرت على البوابةِ
تشهد فوق السور عليك جذوع الأشجارْ..
طرتَ خفيفاً مثل بنفسجة تتعقب آثار لصوصٍ,
حلّقت كما لو كنت هواء يتسرب من كل مسامات الدارْ
وانهمرت أمطارك حجراً حجراً
زخت أحجارك مطراً .. مطراً
واجهْت الأرض .. البحرَ الآفاق وحيداً
طاردت, وطُورِدت وحيداً
حتى انفجر القمر المسطوح من الغيظ,
ومال على نخلة أيامكَ,
سرَّح من فرط الخوف عليك ضفائرَها
واندسَّ بجدول روحك طفلاً أفزعه الليلُ,
فنام على حدّ السيف المكسورْ
وبكت من فرط براءته في قلب الأرض جذورْ!