عمار بن بشير بن زايد ( الجزائر). ولد عام 1952 بالعوانة , ولاية جيجل . حاصل على درجة الماجستير في النقد الأدبي الجزائري الحديث بتقدير مشرف جدّاً, ويقوم حاليّاً بإعداد دكتوراه الدولة في النقد المنهجي في الأدب الجزائري المعاصر. شغل منصب نائب رئيس التحرير لمجلة ( ألوان) بضعة أعوام , ويعمل الآن أستاذاً مكلفاً بالمحاضرات في معهد اللغة العربية وآدابها بجامعة الجزائر, ويرأس كذلك تحرير مجلة اللغة والأدب التابعة للمعهد المذكور. شارك شاعراً ومحاضراً في نشاطات ثقافية عديدة داخل الوطن وخارجه , ونشر إنتاجه الشعري والأدبي في الصحف والمجلات الجزائرية والعربية .
دواوينه الشعرية, رصاص وزنابق 1983.
مؤلفاته: النقد الأدبي الجزائري الحديث.
كتب عنه وعن شعره العديد من المقالات في الصحف والمجلات الوطنية والعربية, كما عولج شعره في بعض الكتب والرسائل الجامعية.
عنوانه : معهد اللغة العربية -جامعة الجزائر - 2 نهج مراد ديدوش - الجزائر العاصمة .
من قصيدة: قراءة في كتاب مغلق
أنتِ برقٌ في سحابه
أنت بحرٌ
أنت عنوان الكتابه
أنت نجم في سماء الشعر ... حلم في تقاسيم الربابه...
أنت عطر في شفاه الحرف يسري ...
أنت نهر في كتاب الحرب يجري ....
أنت زرقاء اليمامه ...
وأنا الفارس في الصحراء وحدي ...
فانشري في الأفق عينيك غمامه !
وارسميني فيهما فجراً جديداً يتجلى !
وافرشي لي صدرك المشحون بالحب ربيعاَ !
وامنحيني لحظة تغسل قلبي من تجاعيد الرتابه !
من رسوم الزيف ,
من ليل الكآبه !
إن رأسي متعب جدّاً .. وعمري مرهق حتى النخاع ,
فافرشي لي صدرك المشحون بالحب ربيعاً !
كي أعيد العمر من بدء البدايه ...
كي أرى في وجهك الحالم أبعاد الحكايه ...
كي أبوح الآن بالسر الذي أَرَّقَ روحي
منذ أعوام قليله ,
أخرسوني ...
أطلقوا النار على الحرف , وساروا في الجنازه !
صادروا من شفتيَّ البسمة الحبلى , وقالوا !
لم يعد للحب وقت فجميع الوقت للكره المبجل !
أوقفوني ..
منعوا عني الهواء ...
منعوا الأوراق عني والمداد
سجّلوا دقات قلبي ...
نشروا الجند على صدري سياجاً ...
وأغاروا عبر أهداب الجفون ...
ثم قالوا في بيان عسكري :
قد رصدنا طيفها بين العيون ...
وفتحنا النار فوراً ,
بعدها عاد الهدوء ,
واحتمينا بالسكون .
وأقاموا لاستراق السمع في كل عروقي حاجزاً فيه محطه ,
هددوني بالدمار ..
منعوا الريح التي فيها شذاكِ
أن ترف ,
في سمائي
تذكرين ?
ذات يوم حينما عيناك زاغت نحو أطراف الحدود ...
وأتت ريح خفيفه
لامست منك الخدود ...
ثم طارت .. كيف هبوا ... صعّدوا أحقادهم
قصفوا الزهر وغنوا للرماد
أنزلوها
حللوها
قطَّروها
أفرغوها في زجاجه
سجلوا فوق شريط لاصق فوق الزجاجة
( إنها ريح عدوه ! )
إنه السر الذي أرَّق روحي ,
فامنحيني لحظة تغسل قلبي من تجاعيد الرتابه
من رسوم الزيف ,
من ليل الكآبه ,
واجعلي صدرك لي بحراً وغابه !
سأبوح الآن بالسر الذي أرق روحي
منذ أعوام قليله , أخرسوني ...
أطلقوا النار على الحرف ... وساروا في الجنازه!
صادروا من شفتيَّ البسمة الحُبلى, وقالوا :
لم يعد للحب وقت ,
فجميع الوقت للكره المبجل !
أوقفوني ,
فتشوني ,
سألوني ,
نزعوا مني لساني .. وبقيت ...
أنت لي , أنت الحبيبه .
حاكموني وفق أعراف القبيله
هددوني بالسيوف ,
إن هفا قلبي إليك
خيروني بين ربح أو خساره .
كل شيء حسْب أعراف القبيله
قابل للعرض في سوق التجاره !!
ودنا مني كبير القوم محفوفاً بحقد كالضباب
كان يبدو مثل غيلان الخرافه !
اختر الآن طريق !
قالها ثمَّ توارى ...
بينما الأصداء تعوي :
اختر الآن طريقك !
اختر الآن طريقك !
هكذا كان جوابي ,
بعد أن حل السكوت ,
والسكينه .
وإذا الأفق حريق !
وإذا الأرض غبار !
وإذا الشمس تلاشت بين أشلاء النهار!
وإذا البحر يقصّ:
هكذا صار, وصار...!!
فجأة صرت لوحدي زورقاً دون شراع...
كل ما عندي هواكِ, والمواويل الحزينه,
وعذاب مستبد ضارب حتى النخاع.