الدكتور محمد بن الحسين بنعمارة (المغرب). ولد عام 1945 بمدينة وجدة. نشأ في أسرة متدينة يستمع فيها إلى قراءة القرآن الكريم والمدائح النبوية, ودرس بالتعليم العربي, وأتم دراسته الثانوية بالرباط, ثم انتقل إلى فاس حيث تخرج في كلية الآداب بها, وحصل على الليسانس, ثم على شهادة استكمال الدروس, ثم دبلوم الدراسات العليا في الأدب الحديث, ثم دكتوراه الدولة في الشعر المغربي المعاصر. يعمل مدرساً في المرحلة الثانوية, ويشرف على برنامج إذاعي بعنوان: حدائق الشعر.
دواوينه الشعرية: الشمس والبحر والأحزان 1972- العشق الأزرق (بالاشتراك) 1976-عناقيد وادي الصمت 1978 - نشيد الغرباء 1981- مملكة الروح 1987- السنبلة 1990.
ممن كتبوا عنه وعن شعره النقاد المغاربة: العربي بن جلون في كتابيه: جدال وسجال, وأبعاد النص, ومحمد إقبال عروي في كتابه: جمالية الأدب الإسلامي, ومن النقاد العرب: علي عبدالفتاح, وجابر عبدالدايم, وغيرهما.
عنوانه: ص ب 1042- وجدة - المغرب.
فــي معـــنى الجــــسـد
جسد من دخان
ونرجسة تنبت الآن فيه
وتمتدُّ في ضحكات الزمان
- قليل من الماء
حفنة طين
صراخ النحاس
ورعشة عصفورة رخوة
وهمس بلاد من الفحم
ينبع منها صهيل المكان
جسد من دخان
جسد من غيوم
ستبصرني واقفا كالشجرْ
ثنائيةٌ ضحكتي
أنا أنت , أو أننا واحد
يعانق طينا
ويكتب آلام روح من الكون
تسكن صوت النهار
وتخنق في لحظة رخوة
أغاني البحار
وتهرُب .. تغلق أبوابها
- لعلك يا نخيل صحرائنا
مليكة أزمنة
هرّبتها مقامات عشقك
حيث وجدتُكِ سرا نقيا
وطفلا من الوهم
ياقوتة تكتم اللمعان
جسد من معاني علاقاتنا
تحولني في مسافاته دخانا
تبدده ريحك العاتيه
كلام يؤجج نار المعاني
ويرسم ثورتنا الآتيه
رحلت فلم أجد النار
كان الرماد سؤالا رحيقا
وكنت غريقا
أناجي مكاني
وأسأله عن مقام الفناء
أيا أيها الكون :نحن كما شاء رب السماء
عبيد من الضوء
فينا المكانُ المضيء
وفينا الزمانُ الذي يشرب القطرات
وفينا ركام التراب
وفينا الحياة
وفينا الحياة
وفينا الحياة
