الحسن بن علی بن عمر المراکشی عالم الفلک والریاضی والجغرافی والمؤقت. عاش فی القرن السابع الهجری/الثالث عشر المیلادی.لم تحدد الموسوعات أو کتب تاریخ العلوم عام میلاد المراکشی. ومن المعروف أنه من علماء المغرب وولد بمراکش، ویتضح من مؤلفاته أنه قد اطلع على الکتب المصادر الیونانیة والعربیة فی علوم الفلک والریاضة والجغرافیا. ومن أهم من اعتمد علیهم من العلماء الخوارزمی و البوزجانی و البیرونی وجابر بن أفلح وقد اشتهر المراکشی بصنع الساعات الشمسیة.
وللمراکشی العدید من الإنجازات العلمیة من أهمها: أنه أول من استخدم الخطوط الدالة على الساعات المتساویة على الخریطة، أی خطوط الطول. ویقول عنه سیدیو فی کتابه: خلاصة تاریخ العرب معلقا على إنجازه هذا الذی سجله فی کتاب له بعنوان: جامع المبادئ والغایات فی علم المیقات " بها أول استعمال للخطوط الدالة على الساعات المتساویة. فإن الیونان لم یستعملوها قط، وقد فصل صناعة الدالة على الساعات الزمانیة الدالة المسماة أیضا بالساعات القدیمة والمتفاضلة، واستعمل خواص القطوع المخروطیة فی وصف أقواس البروج الفلکیة، وحسب خطوط المعادلة، ومحاور تلک المنحنیات لمعرفة عرض محل الشمس وانحرافها، وارتفاع الربع المیقاتی ". وفی هذا الکتاب تناول المراکشی موضوعات فی الحساب وصنع الآلات، وفی حساب المثلثات، وحلول مسائل بطریق الجبر والمقابلة، والساعات الشمسیة، وحلولا بطریق الرسم والتخطیط لبعض المسائل الفلکیة.
ومن إنجازات المراکشی الأخرى فی هذا الکتاب أنه کتب تفاصیل کثیرة عن 240 نجما رصدها عام 622هـ /1263 م،، ووضع جدولا یضمها جمیعا، وفیها أیضا جداول للجیب لکل نصف درجة. ومن إنجازات المراکشی العلمیة أنه رسم خریطة جدیدة للمغرب العربی وصحح أخطاء القدماء فیها، وبخاصة خریطة بطلیموس. ووضع تقدیرا صحیحا لطول البحر المتوسط بـ 42 درجة، وهو تقدیر صحیح لم یسبقه أحد إلیه، فکان التقدیر السابق لبطلیموس 62 درجة، وعند بعض الجغرافیین العرب کان 54 درجة. وقد اعترفت کافة کتب تاریخ العلوم الغربیة بمنجزات المراکشی وأشادت به کعالم من أهم العلماء الذین صححوا معلومات علمیة مغلوطة، وبخاصة عن طول البحر المتوسط وخریطة المغرب، ثم ذکرت أثر اکتشافاته هذه على أوروبا بوصفها خطوة هامة ودقیقة فی تاریخ العلم.
ومن مؤلفاته الأخرى: تلخیص العمل فی رؤیة الهلال
