محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الغزال أبو عبد الله بدر الدین المعروف بسِبط الماردینی -بکسر السین وسکون الباء- نسبة إلى جده "عبد الله بن خلیل الماردینی".عالم فلک وریاضة وطب، وهو دمشقی الأصل ولد بالقاهرة، وفیها نشأ وتعلم. وکان یعیش حیاته بین السفر لطلب العلم والعودة إلى القاهرة للإقامة بها. وتعلم سبط الماردینی علوم الریاضیات والفلک والطب فی مجالس العلماء بمدارس القاهرة ومساجدها فی العصر المملوکی، وخاصة فی جامعة الأزهر، ومن بین أساتذته الذین أخذ عنهم: ابن المجدی وقد قرأ علیه الفرائض والحساب والمیقات، وقد قام سبط الماردینی بشرح مؤلفاته الریاضیة، وکذلک أخذ عن العالم ابن حجر العسقلانی مؤرخ السیر، والعالم العلاء القلقشندی وقد لازمه وقرأ علیه الفرائض والفقه والفصول للعالم ابن الهائم والبخاری والترمذی، وحضر کذلک دروس القایاتی والبوتیجی والمحلی والعلم البلقینی والشروانی، وقرأ فی العربیة على ید عبد الکریم العقبی، وسمع على الشیوخ الصالحی والرشیدی وغیرهم من شیوخ وعلماء القاهرة، والشیخ شمس الدین بن الفقیه بدمیاط.
ورحل الماردینی فی طلب العلم، والإجازة فیه، سواء فی علوم الدین أو اللغة أو العلوم البحتة من: ریاضة، وفلک، وطب إلى دمشق القدس حماة و مکة المکرمة، ثم عاد إلى القاهرة بعد بضع سنین، وبدأ رحلته بالحج إلى مکة حیث درس على شمس الدین المراغی، وزار القدس مع أبی البقاء بن جیعان. وقد استقر سبط الماردینی بالقاهرة، ونبغ فی علوم الفلک والریاضیات واللغة العربیة، وصار له مجلس علمی، یقصده طلاب العلم من أنحاء مصر، ومن بلاد العالم الإسلامی، وصارت له شهرة واسعة، وکان مجلسه العلمی بجامع الماردانی بالقرب من باب زویلة بالقاهرة، وهذا ما جعل الکثیر من المؤرخین یخطئون فی نسبه ظانین أن لقبه المعروف به نسبة إلى الجامع الذی درّس فیه. وقد أسندت إلیه وظیفة "المؤقت" بجامع الماردانی، لأنه من الراسخین فی علم الفلک بکتبه وشروحه ومجالسه العلمیة ولذلک اهتم سبط الماردینی بالظواهر الطبیعیة التی ترتبط بالعبادات ومنها: الشفق، وظل سبط الماردینی فی هذه الوظیفة حتى توفی عام 912هـ/1506م عن عمر یجاوز الثمانین. ومن أهم تلامیذه العالم النجم بن حجی الذی تصدر فیما بعد حلقة علم فی مسجد ابن طولون .
وقد وصف المعاصرون سبط الماردینی بالذکاء وحسن العشرة والتواضع والرغبة فی الممازحة والنکتة وحب النادرة، تارکا التأنق فی مظهره، وکما یتضح من کتبه من شروح ومؤلفات أنه عالم جلیل متمکن من أصول الجبر والحساب، والفلک.
ویزید عدد کتبه الفلکیة عن الثلاثین کتابا ومن أهمها:
* مقدمة فی علم الفلک
* مجموعة فی علم الفلک
* التحفة المنصوریة فی علم المیقات
* الفرق السنیة فی حساب النسب الستینیة
* لفظ الجواهر فی معرفة الخطوط والجواهر
* هدایة الحائر لوضع فصل الدوائر
* مقدمة فی حساب المسائل الجیبیة والأعمال الفلکیة
وعدد مؤلفات سبط الماردینی الریاضیة حوالی ثلاثة عشر کتابا، ومن أهمها:
* تحفة الألباب فی علم الحساب، وهو کتاب هام یتناول العدید من المسائل الریاضیة العلمیة ویقع فی مقدمة وثلاثة أبواب تناول فیه عملیات الضرب والقسمة والکسور
* المعونة فی الحساب
* تعریفات ما یجب فی الریاضة
* وسیلة الطلاب ونزهة الألباب فی معرفة الأوقات بالحساب
* رسالة فی استخراج الدوائر
* اللمعة الماردینیة فی شرح الأرجوزة الیاسمینیة، وهو شرح أرجوزة إبن الیاسمین التی تدل على تمکنه من أصول الجبر والحساب وعرضها بلغة سهلة دون غموض أو التواء
وله مؤلف واحد فی الطب هو: الرسالة الشهابیة فی الصناعة الطبیة. وللماردینی ما یزید عن مائتی کتاب ومن بینها شروحات لأراجیز أو کتب بعض العلماء ومن بینهم: ابن المجدی وابن الهائم.