الثوابت الایرانیة بین واشنطن ودمشق!

‘ لا العقل ولا القرآن الکریم ولا الشعب یمنحنا مثل هذا الحق: ان نتراجع قید انملة عن ثوابتنا وحقوقنا المشروعة’ والکلام للجنرال محمد علی جعفری القائد العام لقوات حرس الثورة الاسلامیة وهو یعلق على مقولة الامام القائد السید علی خامنئی التی باتت تعرف بـ’الانعطافة البطولیة او الثوریة’!
Monday, October 14, 2013
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
الثوابت الایرانیة بین واشنطن ودمشق!
‘ لا العقل ولا القرآن الکریم ولا الشعب یمنحنا مثل هذا الحق: ان نتراجع قید انملة عن ثوابتنا وحقوقنا المشروعة’ والکلام للجنرال محمد علی جعفری القائد العام لقوات حرس الثورة الاسلامیة وهو یعلق على مقولة الامام القائد السید علی خامنئی التی باتت تعرف بـ’الانعطافة البطولیة او الثوریة’!

لکن اهمیة هذا التصریح تأتی عشیة انطلاق المباحثات بین طهران ومجموعة الخمسة زائد واحد فی جنیف ، حیث یدور کلام کثیر حول ‘تنازلات متبادلة’ کما یتمنى البعض ویروج، او صفقة محتملة کما یخمن البعض الاخر ، فی حین قد یکون معنى او دلالات مثل هذا التصریح بان مطبخ صناعة القرار الایرانی فی طهران فی حل مما یذهب الیه المروجون والراغبون والمخمنون!

وعندما یترافق هذا التصریح بجملة توضیحات مهمة للقائد العسکری المرجح للقرار السیاسی فی بلاده بالقول: ‘ بان ثمة فی نفسه ان یحرف مقولة القیادة العلیا حول المرونة او الانعطافة للایحاء بان المشاکل والتداعیات الناجمة عن الحصار والعقوبات الاقتصادیة یمکن حلها من خلال التطبیع مع امریکا، وهو امر مشکوک فیه تماما فی الوقت الراهن نتیجة انعدام مثل هکذا مؤشرات الان…. وان هذه المقولة انما طرحت من جانب القیادة العلیا لیس من منطق الضعف وانما من منطق القوة ومنح الفرصة لمن یقول بامکانیة فتح ثغرة او نافذة تحول ما فی منطق الاستکبار لا اکثر…. ‘!

عندها قد نستطیع القول بسهولة بان ما یجری من حراک دیبلوماسی على المسرح الدولی بین طهران والغرب لاسیما مع واشنطن لا یتجاوز منطق اختبار النوایا فی محاولة لتغییر قواعد الاشتباک الدیبلوماسی والتفاوضی على خلفیة نجاح محور المقـاومـة فـی افشال العدوان الامریکی عـلى دمشق ووضع الادارة الامریکیة فی حـالـة الـدفـاع ربما للمـرة الاولى منـذ 11 ایلول (سبتمبر) العام 2001 م!

لم تکن قیادة الحرس الثوری هی الوحیدة التی ادلت بدلوها فی هذا السیاق، فالصحافة الایرانیة الاصولیة ومنظمات المجتمع الاهلی والدینی المحافظ شنت هجوما واسع النطاق وشدید اللهجة طوال الاسابیع القلیلة الماضیة على من سمتهم بالمنشقین على مؤسس الثورة الخمینیة (ره) مرة او التحریفیین مرة اخرى، والذین روجوا مؤخرا لافکار مفادها بان زمن ‘ الموت لامریکا قد ولى’ وان الامام الخمینی الراحل ‘لم یکن راضیا على مثل هذا الشعار’ او ان ‘الخطاب القرانی لا یتناسب ومثل هذه الشعارات’ على اعتبار ان المسلمین ‘ لیسوا لعانین ولا سبابین’ وکل ذلک فی اشارات واضحة الى الشیخ هاشمی رفسنجانی الذی یبدو انه المقصود الاول فی کل الحملة التی تتحدث عن تیار تحریفی یحاول التسلل الى خیمة الثورة من بوابة رئیس مجلس تشخیص مصلحة النظام ، کما یؤکد المتابعون لهذا الجدل المثیر!

وحده الامام السید القائد الذی یبدو انه یحتفظ بکل اوراق القوة التی تستخدم الان على اکثر من صعید من جانب ایران فی اکثر من ساحة لمواجهة مرحلة ما بعد انتصار الاسد على خصومه الاقلیمیین!

الامام الذی الذی یقال انه یفاوض الغرب مجتمعا بـ ‘مفتاح’ روحانی ویقاتل الغرب مجتمعا بـ’معراج’ قاسم سلیمانی ویوازن بینهما بعصا سید المقاومة حسن نصر الله!

فی هذه الاثناء فان زوار الاسد ینقلون عنه انه تلقى رسالة واضحة وشفافة وقاطعة من القیادتین الایرانیة و حزب الله بان الحوار الایرانی ـ الغربی ـ الامریکی لن یکون مطلقا على حساب سوریا فی ای مرحلة من المراحل، وان القرار بالوقوف الى جانب الشقیقة سوریا حتى الانتصار الکامل على کل اشکال العدوان والارهاب وحروب الفتن الطائفیة والمذهبیة والعرقیة المتنقلة على اجساد الشعب السوری، هو هو لم یتغیر ولن یتغیر مع ای تحول ظرفی هنا او هناک ، باعتبار ان المتغیر هو ‘مداراة’ العدو والثابت هو المروءة مع الشقیق والصدیق!

*القدس العربی-محمد صادق الحسینی

المقالة تعبر عن رأی الکاتب، وهیئة التحریر غیر مسؤولة عن فحواها

/110/

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.