تفسير الامام الهادي عليه السلام

لأهل البيت (عليهم السلام) منهج خاص ومعروف في تفسير القرآن الكريم، يفهمه كل من مارس كلماتهم وأحاديثهم في تفسير القرآن، والخطوط الرئيسية لهذا المنهج تتمثل في تفسير القرآن بالقرآن، وتنزيه الخالق عن التجسيم والوصف والرؤية، وتنزيه الأنبياء
Monday, May 2, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
تفسير الامام الهادي عليه السلام

 تفسير الامام الهادي عليه السلام
 

 






 

لأهل البيت (عليهم السلام) منهج خاص ومعروف في تفسير القرآن الكريم، يفهمه كل من مارس كلماتهم وأحاديثهم في تفسير القرآن، والخطوط الرئيسية لهذا المنهج تتمثل في تفسير القرآن بالقرآن، وتنزيه الخالق عن التجسيم والوصف والرؤية، وتنزيه الأنبياء عن المعاصي، وقولهم بسلامة الكتاب الكريم من التحريف، هذا مضافا إلى جملة عقائدهم المعروفة في كتب الكلام والعقائد، وكل ما يخالف هذا المنهج فالأئمة (عليهم السلام) منه براء.
وليس من شك أن حديث أهل البيت (عليهم السلام) من أهم مفاتيح معرفة كتاب الله، ولا يمكن لأي مفسر يريد أن يفهم كتاب الله تعالى أن يستغني عما أثر عنهم (عليهم السلام) في هذا الميدان، وإذا لم يضع نصب عينيه الخطوط الأساسية التي رسموها (عليهم السلام) لفهم القرآن الكريم، فإن الفشل سيكون نصيبه.
وأمامنا تراث ضخم وفذ من تفسير أهل البيت (عليهم السلام) جمعه السيد هاشم البحراني المتوفى سنة 1107 ه‍في كتابه (البرهان في تفسير القرآن)، والشيخ عبد علي بن جمعة العروسي المتوفى سنة 1112 ه‍في تفسيره (نور الثقلين)، فضلا عن تفاسير المتقدمين كفرات الكوفي والعياشي وعلي بن إبراهيم (رحمهم الله) وغيرهم،
وفي ما يلي نقدم نماذج من تفسير الإمام الهادي (عليه السلام) مرتبة وفق ترتيب السور: القرآن كل زمان جديد
أبو جعفر الطوسي: قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أبو الحسين رجاء بن يحيى العبرتائي، قال: حدثنا يعقوب بن السكيت النحوي، قال: سألت أبا الحسن علي بن محمد بن الرضا (عليهم السلام): ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلا غضاضة؟ قال: إن الله تعالى لم يجعله لزمان دون زمان، ولا لناس دون ناس، فهو في كل زمان جديد، وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة (1).
العياشي، بإسناده عن حمدويه، عن محمد بن عيسى، قال: سمعته يقول: كتب إليه إبراهيم بن عنبسة - يعني إلى علي بن محمد (عليه السلام) -: إن رأى سيدي ومولاي أن يخبرني عن قول الله: *(يسألونك عن الخمر والميسر)*(2)... الآية، فما الميسر جعلت فداك؟ فكتب: كل ما قومر به فهو الميسر، وكل مسكر حرام (3).
العياشي، بإسناده عن محمد بن سعيد الأزدي، عن موسى بن محمد بن الرضا (عليه السلام)، عن أخيه أبي الحسن (عليه السلام)، أنه قال في هذه الآية: *(قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين)*(4) ولو قال: تعالوا نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم، لم يكونوا يجيبون للمباهلة، وقد علم أن نبيه مؤد عنه رسالاته، وما هو من الكاذبين (5).
العياشي، بإسناده عن أيوب بن نوح بن دراج، قال: سألت أبا الحسن الثالث (عليه السلام) عن الجاموس، وأعلمته أن أهل العراق يقولون إنه مسخ. فقال: أو ما سمعت قول الله: *(ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين)*(6)؟
العياشي، بإسناده عن موسى بن محمد بن علي، عن أخيه أبي الحسن الثالث (عليه السلام)، قال: الشجرة التي نهى الله آدم وزوجته أن يأكلا منها شجرة الحسد، عهد إليهما أن لا ينظرا إلى من فضل الله عليه وعلى خلائقه بعين الحسد،ولم يجد الله له عزما
العياشي، في تفسيره عن إبراهيم بن محمد، قال: كتبت إلى أبي الحسن الثالث (عليه السلام)، أسأله عما يجب في الضياع، فكتب: الخمس بعد المؤونة. قال: فناظرت أصحابنا، فقالوا: المؤونة بعد ما يأخذ السلطان، وبعد مؤونة الرجل. فكتبت إليه: إنك قلت: الخمس بعد المؤونة، وإن أصحابنا اختلفوا في المؤونة؟ فكتب: الخمس بعدما يأخذ السلطان، وبعد مؤونة الرجل وعياله (7).
العياشي، بإسناده عن يوسف بن السخت، قال: اشتكى المتوكل شكاة شديدة، فنذر لله إن شفاه الله يتصدق بمال كثير، فعوفي من علته، فسأل أصحابه عن ذلك، فأعلموه أن أباه تصدق بثمانمئة ألف ألف درهم، وإن أراه تصدق بخمسة ألف ألف درهم، فاستكثر ذلك. فقال أبو يحيى بن أبي منصور المنجم: لو كتبت إلى ابن عمك - يعني أبا الحسن (عليه السلام) - فأمر أن يكتب له فيسأله، فكتب إليه.
فكتب أبو الحسن (عليه السلام): تصدق بثمانين درهم، فقالوا: هذا غلط، سلوه من أين؟ قال: هذا من كتاب الله، قال الله لرسوله (صلى الله عليه وآله): *(لقد نصركم الله في مواطن كثيرة)*(8)، والمواطن التي نصر الله رسوله عليه وآله السلام فيها ثمانون موطنا، فثمانين درهما من حله مال كثير (9).
العياشي، بإسناده عن محمد بن سعيد الأزدي: أن موسى بن محمد بن الرضا (عليه السلام) أخبره أن يحيى بن أكثم كتب إليه يسأله عن مسائل: أخبرني عن قول الله تبارك وتعالى: *(فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك)*(10) من المخاطب بالآية؟ فإن كان المخاطب فيها النبي (صلى الله عليه وآله) ليس قد شك في ما أنزل الله! وإن كان المخاطب به غيره فعلى غيره إذا أنزل الكتاب؟ قال موسى: فسألت أخي عن ذلك، فقال: فأما قوله: *(فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك)* فإن المخاطب بذاك رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يك في شك مما أنزل الله، ولكن قالت الجهلة: كيف لم يبعث إلينا نبيا من الملائكة، إنه لم يفرق بينه وبين نبيه في الاستغناء في المأكل والمشرب والمشي في الأسواق.
فأوحى الله إلى نبيه (صلى الله عليه وآله): *(فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك)* بمحضر الجهلة، هل بعث الله رسولا قبلك إلا وهو يأكل الطعام ويشرب ويمشي في الأسواق؟ ولك بهم أسوة، وإنما قال: *(فإن كنت في شك)* ولم يكن، ولكن ليتبعهم، كما قال له (عليه السلام): *(قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين)*(11).
ولو قال: تعالوا نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم، لم يكونوا يجيئون للمباهلة، وقد عرف أن نبيكم مؤد عنه رسالته، وما هو من الكاذبين، وكذلك عرف النبي عليه وآله السلام أنه صادق في ما يقول، ولكن أحب أن ينصف من نفسه (12).
علي بن إبراهيم، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يحيى بن أكثم، أنه سأل موسى بن محمد بن علي بن موسى (عليه السلام) مسائل، فعرضها على أبي الحسن (عليه السلام) فكانت إحداها: أخبرني عن قول الله عز وجل: *(ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا)*(13)، سجد يعقوب وولده ليوسف وهم أنبياء؟ فأجاب أبو الحسن (عليه السلام): أما سجود يعقوب وولده ليوسف، فإنه لم يكن ليوسف، وإنما كان ذلك من يعقوب وولده طاعة لله وتحية ليوسف، كما كان السجود من الملائكة لآدم، ولم يكن لآدم، إنما كان ذلك منهم طاعة لله وتحية لآدم، فسجد يعقوب وولده وسجد يوسف معهم شكرا لله، لاجتماع شملهم.
ألم تر أنه يقول في شكره ذلك الوقت: *(رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماوألحقني بالصالحين)*(14)؟ فنزل جبرئيل فقال له: يا يوسف أخرج يدك، فأخرجها فخرج من بين أصابعه نور. فقال: ما هذا النور يا جبرئيل؟ فقال: هذه النبوة أخرجها الله من صلبك، لأنك لم تقم لأبيك، فحط الله نوره ومحا النبوة من صلبه، وجعلها في ولد لاوي أخي يوسف، وذلك لأنهم لما أرادوا قتل يوسف قال: *(لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب)*(15) فشكر الله له ذلك، ولما أرادوا أن يرجعوا إلى أبيهم من مصر وقد حبس يوسف أخاه قال: *(لن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين)*(16).
فشكر الله له ذلك، فكان أنبياء بني إسرائيل من ولد لاوي، وكان موسى من ولد لاوي، وهو موسى بن عمران بن يهصر بن واهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم. فقال يعقوب لابنه: يا بني أخبرني ما فعل بك إخوتك حين أخرجوك من عندي؟ قال: يا أبت اعفني من ذلك، قال: أخبرني ببعضه؟ فقال: يا أبت إنهم لما أدنوني من الجب قالوا: انزع قميصك، فقلت لهم: يا إخوتي، اتقوا الله ولا تجردوني، فسلوا علي السكين، وقالوا: لئن لم تنزع لنذبحنك، فنزعت القميص، وألقوني في الجب عريانا، قال: فشهق يعقوب شهقة وأغمي عليه، فلما أفاق قال: يا بني حدثني. فقال: يا أبت، أسألك بإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب إلا أعفيتني، فأعفاه.
قال: ولما مات العزيز، وذلك في السنين الجدبة، افتقرت امرأة العزيز واحتاجت، حتى سألت الناس، فقالوا: ما يضرك لو قعدت للعزيز؟ وكان يوسف (عليه السلام) يسمى العزيز، فقالت: أستحي منه، فلم يزالوا بها حتى قعدت له على الطريق، فأقبل يوسف (عليه السلام) في موكبه، فقامت إليه، وقالت: سبحان من جعل الملوك بالمعصية عبيدا، وجعل العبيد بالطاعة ملوكا.
فقال لها يوسف (عليه السلام): أنت هاتيك؟ فقالت: نعم، وكان اسمها زليخا، فقال لها: هل لك في؟ قالت: دعني بعد ما كبرت أتهزأ بي؟ قال: لا. قالت: نعم. فأمر بها فحولت إلى منزله وكانت هرمة. فقال لها يوسف (عليه السلام): ألست فعلت بي كذا وكذا؟ فقالت: يا نبي الله لا تلمني، فإني بليت ببلية لم يبل بها أحد، قال: وما هي؟ قالت: بليت بحبك، ولم يخلق الله لك في الدنيا نظيرا، وبليت بحسني بأنه لم تكن بمصر امرأة أجمل مني ولا أكثر مالا مني، نزع عني مالي، وذهب عني جمالي. فقال لها يوسف: فما حاجتك؟ قالت: تسأل الله أن يرد علي شبابي، فسأل الله فرد عليها شبابها، فتزوجها وهي بكر، قالوا: إن العزيز الذي كان زوجها أولا كان عنينا .
العياشي، بإسناده عن محمد بن سعيد الأزدي (وخروا له سجدا ) أسجد يعقوب وولده ليوسف؟ قال: فسألت أخي عن ذلك، فقال: أما سجود يعقوب وولده ليوسف فشكرا لله، لاجتماع شملهم، ألا ترى أنه يقول في شكر ذلك الوقت: *(رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين)*.
روى الشيخ الطوسي بالإسناد عن عبد الله بن محمد بن عبيد الله، قال: سمعت سيدي أبا الحسن علي بن محمد بن الرضا (عليه السلام) بسر من رأى يقول: الغوغاء قتلة الأنبياء، والعامة اسم مشتق من العمى، ما رضي الله لهم أن شبههم بالأنعام حتى قال: *(بل هم أضل سبيلا)*.
روى الطبرسي في الإحتجاج: أن يحيى بن أكثم سأل الإمام أبا الحسن العسكري (عليه السلام) عن قوله تعالى: *(سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله)* ، ما هي؟
فقال (عليه السلام): هي عين الكبريت، وعين اليمن، وعين البرهوت، وعين الطبرية، وجمة ماسيدان، وجمة إفريقية، وعين باهوران، ونحن الكلمات التي لا تدرك ولا تستقصى.
الصدوق، قال: حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني، قال: حدثنا علي بن محمد المعروف بعلان الكليني، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد، قال: سألت أبا الحسن علي بن محمد العسكري (عليهما السلام) عن قول الله عز وجل: *(والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه)* ، كما قال عز وجل: *(وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء)* ، ثم نزه عز وجل نفسه عن القبضة واليمين فقال: *(سبحانه وتعالى عما يشركون)*
روى الشيخ الطوسي (رحمه الله) بالإسناد عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن جعفر بن رزق الله، قال: قدم إلى المتوكل رجل نصراني فجربامرأة مسلمة، وأراد أن يقيم عليه الحد فأسلم، فقال يحيى بن أكثم: قد هدم إيمانه شركه وفعله، وقال بعضهم: يضرب ثلاثة حدود، وقال بعضهم: يفعل به كذا وكذا.
فأمر المتوكل بالكتابة إلى أبي الحسن الثالث (عليه السلام) وسؤاله عن ذلك، فلما قدم الكتاب كتب (عليه السلام): يضرب حتى يموت. فأنكر يحيى بن أكثم، وأنكر فقهاء العسكر ذلك، وقالوا: يا أمير المؤمنين، إن فقهاء المسلمين قد أنكروا هذا، وقالوا: لم تجئ به سنة، ولم ينطق به كتاب، فبين لنا بما أوجبت عليه الضرب حتى يموت، فكتب (عليه السلام): بسم الله الرحمن الرحيم: *(فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين * فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون)*(17)، قال: فأمر به المتوكل، فضرب حتى مات (18).
علي بن إبراهيم، في قوله: *(لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء)* إلى قوله: *(ويجعل من يشاء عقيما)*(19)، قال: حدثني أبي، عن المحمودي ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن إسماعيل الرازي، عن محمد بن سعيد: أن يحيى بن أكثم سأل موسى بن محمد عن مسائل، ومنها: أخبرنا عن قول الله: *(أو يزوجهم ذكرانا وإناثا)*، فهل يزوج الله عباده الذكران وقد عاقب قوما فعلوا ذلك؟
فسأل موسى أخاه أبا الحسن العسكري (عليه السلام)، وكان من جواب أبي الحسن: أما قوله: *(أو يزوجهم ذكرانا وإناثا)* فإن الله تبارك وتعالى يزوج ذكران المطيعين إناثا من الحور العين، وإناث المطيعات من الإنس من ذكران المطيعين، ومعاذ الله أن يكون الجليل عنى ما لبست على نفسك تطلبا للرخصة لارتكاب المآثم، قال: *(ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا)*(20)، إن لم يتب.
قال علي بن إبراهيم (رحمه الله) في قوله: *(واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف)*(21).
حدثني أبي، قال: أمر المعتصم أن يحفر بالبطائية بئر، فحفروا ثلاثمائة قامة، فلم يظهر الماء، فتركه ولم يحفره، فلما ولى المتوكل أمر أن يحفر ذلك البئر أبدا حتى يبلغ الماء، فحفروا حتى وضعوا في كل مائة قامة بكرة، حتى انتهوا إلى صخرة، فضربوها بالمعول فانكسرت، فخرج منها ريح باردة، فمات من كان بقربها.
فأخبروا المتوكل بذلك، فلم يعلم بذلك ما ذاك، فقالوا: سل ابن الرضا عن ذلك، وهو أبو الحسن علي بن محمد (عليه السلام)، فكتب إليه يسأله عن ذلك؟ فقال أبو الحسن (عليه السلام): تلك بلاد الأحقاف، وهم قوم عاد الذين أهلكهم الله بالريح الصرصر (22).
وروى الشيخ الطوسي بالإسناد عن الإمام الهادي (عليه السلام)، قال: وسمع أمير المؤمنين (عليه السلام) رجلا يقول: اللهم إني أعوذ بك من الفتنة، قال: أراك تتعوذ من حالك وولدك، يقول الله تعالى: *(إنما أموالكم وأولادكم فتنة)*(23)، ولكن قل: اللهم إني أعوذ بك من مضلات الفتن (24).
وروى الشيخ الصدوق (رحمه الله) عن أبيه، قال: حدثنا محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، أن أحمد بن هلال قال: سألت أبا الحسن الأخير (عليه السلام) عن التوبة النصوح ما هي؟ فكتب (عليه السلام): أن يكون الباطن كالظاهر، وأفضل من ذلك (25).
الصفار، قال: حدثنا بعض أصحابنا، عن أحمد بن محمد السياري، قال: حدثني غير واحد من أصحابنا، قال: خرج عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام) أنه قال: إن الله جعل قلوب الأئمة موردا لإرادته، فإذا شاء الله شيئا شاؤوه، وهو قول الله: *(وما تشاؤون إلا أن يشاء الله)*(26).
وروى الشيخ الطوسي بالإسناد عن علي بن عمر العطار، قال: دخلت على أبي الحسن العسكري (عليه السلام) يوم الثلاثاء، فقال: لم أرك أمس؟ قلت: كرهت الحركة في يوم الاثنين. قال: يا علي، من أحب أن يقيه الله شر يوم الاثنين، فليقرأ في أول ركعة من صلاة الغداة *(هل أتى على الإنسان)*، ثم قرأ أبو الحسن (عليه السلام): *(فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا)*(27).
روى الشيخ الصدوق عن محمد بن أحمد الشيباني (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا سهل بن زياد، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمد العسكري (عليهم السلام) يقول: معنى الرجيم أنه مرجوم باللعن، مطرود من مواضع الخير، لا يذكره مؤمن إلا لعنه، وإن في علم الله السابق أنه إذا خرج القائم (عليه السلام) لا يبقى مؤمن في زمانه إلا رجمه بالحجارة، كما كان قبل ذلك مرجوما باللعن (28).
المصادر :
1- أمالي الطوسي 2: 193.
2- البقرة: 219.
3- تفسير العياشي 1: 106.
4- آل عمران: 61.
5- تفسير العياشي 1: 176.
6- تفسير العياشي 1: 380. والآية من سورة الأنعام: 144.
7- تفسير العياشي 2: 9. تفسير العياشي 2: 63.
8- التوبة: 25.
9- تفسير العياشي 2: 84، تفسير البرهان 2: 752.
10- يونس: 94.
11- آل عمران: 61.
12- تفسير العياشي 2: 128.
13- يوسف: 100.
14- يوسف: 101.
15- يوسف: 10.
16- يوسف: 80.
17- غافر: 84.
18- التهذيب 10: 39 / 135.
19- الشورى: 49 و50.
20- الفرقان: 68 و69.
21- الأحقاف: 21.
22- تفسير القمي 2: 298.
23- التغابن: 15.
24- أمالي الطوسي: 580 / 1201.
25- معاني الأخبار: 174.
26- بصائر الدرجات: 37 / 47، والآية من سورة الإنسان: 30.
27- أمالي الطوسي: 224 / 386، طبع مؤسسة البعثة.
28- معاني الأخبار: 139.


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.