بعد ان شعرت بحقيقة مخاطر عزلتها الدولية
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
شهدت الاوساط الإعلامية إستمرار احتدام السجالات لقاءات وزير الخارجية الامريكي السابق جون كيري مع نظيره الإيراني على خلفية خروج الأحادي الجانب لترامب من الاتفاق النووي مطلع شهر مايو ايار الماضي.
Saturday, September 15, 2018
الوقت المقدر للدراسة:
ولم يكن كيري وحده هدفا لصقور المحافظين المهيمنين على البيت الأبيض الامريكي وحده، بل ان نظيره الايراني محمد جواد ظريف لم يسلم من النقد اللاذع لمعارضيه على خلفية استمرا رلقاءاته مع شخصية امريكية وإن لم تكن ناشطة في الحكم في الوقت الراهن.
فبعد التصعيد الذي واصله سيد البيت الابيض دونالد ترامب ضد كيري ولقاءاته مع الوزير الايراني، جاء الدول لصقر آخر من صقور المحافظين المتشددين في عدائهم لإيران اي مايك بومبيو وزير الخارجية الامريكي الحالي ليوجه اصابع الاتهام الخيانة لسلفه، بسبب استمرار لقاءاته غير المرخصة مع شخصية من حكومة عدوة للولايات المتحدة الامريكية.
اما المراقبون يرون ان التصعيد المقصود ضد وزير الخارجية الامريكي السابق يكشف عن عدة قضايا نشير الى أهم ثلاث نقاط منها:
النقطة الاولى: يأتي التصعيد الأخير ضد جون كيري بعد ان ساءت سمعة ترامب على الصعيدين الداخلي والخارجي. فهو الذي يواجه مشاكل عديدة في الداخل بدء من الشكاوى الاخلاقية التي تنهمر عليه وعلى طاقمه من قبل ضحاياهم اللواتي تعرضن لتحرشات بل واعتداءات جنسية منه ومن طاقمه منذ وصولهم السلطة وحتى قبل ذلك.
كما تلاحقه قضية تورطه وتورط رئيس حملته الانتخابية بالتواصل مع المخابرات الروسية والتأثر بها قبيل الانتخابات وحتى إبان الحملة الانتخابية، ما حمل كيري على مخاطبة ترامب يوم أمس الجمعة ليقول له:
((يا رئيس الجمهورية بدلا من ان تقلق بسبب لقاءاتي، عليك ان تقلق للقاءات "بال مانافورت" مع "روبرت مولر"، واذا شئت أن تتعلم من الاتفاق النووي الذي جعل العالم اكثر أمنا من اي وقت آخر، عليك إقتناء كتابي «Every Day Is Extra»(=كل الأيام اضافية).
وتأتي تصريحات كيري هذه بعيد اعتراف "مانافورت" الذي عمل رئيسا لحملة ترامب إبان الانتخابات الرئاسية الاخيرة(2016) بإرتكاب مخالفتين حسب القوانين الانتخابية ولم يفصح عنهما. ويرى المراقبون ان هذه الاعترافات تشكل كابوسا مريرا على ترامب وتلقي بثقلها على كاهله كل يوم، خاصة وان امريكا مقبلة على انتخابات نصفية للحزبين الجمهورية والديمقراطي في السادس من نوفمبر القادم.
النقطة الثانية: اما النقطة الثانية التي باتت تؤرق سمسار البيت الابيض وزبانيته في البيت الابيض، فشلهم امام كل الأموال والجهود التي كرسوها لإسقاط الدولة السورية عبر زج الجماعات الارهابية فيها وزعزعة أمنها واستقرارها لأكثر من سبع سنوات، لكنهم لم يحصدوا غير خيبة الأمل وانكشاف عورات عملائهم في المنطقة اكثر من ذي قبل.
فلا أهداف البيت الأبيض تحققت في اسقاط الدولة السورية، ولابإمكان عملاء امريكا واصابع الكيان الصهيوني التستر خلف حكوماتهم الديكتاتورية لمواصلة مهامه في تنفيذ المخططات الصهيوامريكية في المنطقة. بل ان واقع الأمر يؤكد إلتئام تحالف يكاد يجمع اقوى دول شرق العالم بما فيها الصين وروسيا والهند وايران وباكستان وتركيا حول محور واحد، لأن قاسمهم الأكبر المقاطعات التي يواجهونها جراء سياسات ترامب المتهورة.
ذلك التحالف الذي انطلقت نواته بتشكيل الدول الضامنة لمحادثات الاستانة الداعمة لمفاوضات جنيف لايجاد حل سلمي سوري سوري للأزمة السورية المفتعلة. وكان آخر نجاح سجله هذا التحالف هو انعقاد القمة الثلاثية(الايرانية الروسية التركية) في العاصمة طهران والتأكيد على ضرورة تطهير ادلب وكل الارض السورية من دنس الجماعات الارهابية، الأمر الذي أظهر إعادة تريا للصف الإقليمي بعد ان حاول الغرب ضمها الى الصف الغربي في اطار "الناتو".
النقطة الثالثة: وبعد فشل امريكا من تحيقيق اهدافها على أرض الواقع في سوريا، عمدت لإيفاد وزير دفاعها للمشيخات الخليجيات ليجتمع بنظرائه ويحذرهم من التقاعس عن دعم التحالف الأسمي الذي شكلته السعودية قبل اكثر من ثلاثة أعوام لدعم هجماتها على اليمن.
لكن التحالف المتصدع اساسا هو الآخر بات يعاني من عدة مشاكل داخلية أهمها رفض سكان جنوب اليمن للهيمنة السعو- إماراتية، وإعتبروها إحتلالا يجب مقارعته حتى طرده من الارض اليمنية.
كما ان ما يسمى بـ "الحكومة الشرعية" التي حاولت الامارات والسعودية فرضها على ارض الواقع في جنوب اليمن هي الاخرى شهدت مظاهرات احتجاجية عارمة طالبت بطرده من على الارض اليمنية، ما حمل التحالف المتصدع الى خطف "الشرعية" عبد ربه منصور هادي واخراجه من اليمن، الامر الذي شكل صفعة اخرى للسياسة السعودية الأمريكية الاسرائيلية في المنطقة.
علما ان بعض المراقبين رأوا ان تنامي الخلافات الإماراتية السعودية كان وراء طرد هادي أو نقله من جنوب اليمن بذريعة صحية، الامر الذي فاقم من الاوضاع على ارض الواقع.
فمهما كانت دواعي هروب هادي من الجنوب اليمني، فإنها ساعدت على تأجيج الخلافات السعودية الاماراتية إزاء اليمن، الامر الذي ينعكس بشكل مباشر على السياسات الأمريكية في المنطقة. وبالتالي يرى المراقبون ان الضجة المفتعلة في امريكا ضد لقاءات جون كيري ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف خلال الاشهر الاخيرة، هي للتغطية على الأزمات والإنهيارات التي تعصف بحكومة ترامب من الداخل والخارج. وما تكشفه الانتخابات النصفية الامريكية القادمة قد يكون اكبر مما ذهب اليه المراقبون. وغدا لناظره قريب.
عبدالهادي الضيغمي
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر الاخبار
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
الأكثر زيارة في الأسبوع
قيادة عمليات الأنبار: مقتل شاكر وهيب و10 قياديين بداعش
أقوى مشروب لإزالة رائحة الفم الكريهة نهائياً
مخابرات إيطاليا: "داعش" تدرب مغاربة على استهداف بلدهم جوّا
المرجع النجفی یعتبر الانخراط فی الجیش والشرطة جهاداً
10 فوائد طبية للزنجبيل ليس من بينها التخسيس
النائب توکلی : امیرکا تخلت عن شروطها المسبقة مع ایران
القوات العراقیة تعتقل احد امراء "داعش" بالأنبار
فیلم ایرانی ینال جائزة أفضل کارتون من مهرجان کندی
احذر.. 7 أطعمة نتناولها يوميا تصيب بالسرطان
داعش تفجر ديرا للراهبات شمالي الموصل
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور