لماذا النفخ في الصور

يظهر وکان الحياة تحتاج الی نفخ کما بدانا الله سبحانه وتعالی عندما نفح في ابینا آدم من روحه فوهبه الحياة فکان انسانا وتعاقبت الاحداث المعروفة اوالمروية وسنموت جميعا ثم نحيا بنفخة بالصور مرتین فاذا الناس قيام ينظرون فهي اذن بداية
Monday, June 6, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
لماذا النفخ في الصور
 لماذا النفخ في الصور

 






 

يظهر وکان الحياة تحتاج الی نفخ کما بدانا الله سبحانه وتعالی عندما نفح في ابینا آدم من روحه فوهبه الحياة فکان انسانا وتعاقبت الاحداث المعروفة اوالمروية وسنموت جميعا ثم نحيا بنفخة بالصور مرتین فاذا الناس قيام ينظرون فهي اذن بداية حياة جديدة ، وما ادراک ماهذه الحياة و ما الجديد فیها ..
وفي الواقع أنّ النفخ في الصور بتفاصيله مازال مجهولاً لنا ، وهو من الأُمور الغيبيّة التي يجب الإيمان بها ، وقد عبر عنها القرآن بأمر محسوس من باب تشبيه المعقول بالمحسوس ، وعلىٰ كلّ حال فالنفخ له مرحلتان :
المرحلة الأُولى : مرحلة الإماتة ، وهي قُبيل يوم القيامة يسفر عن هذا النفخ الصعقُ والفزع اللّذان كُنّيَا بهما عن الموت.
المرحلة الثانية : مرحلة الإحياء وإحضار الناس إلى المحشر.
وقد ذكرت النفختان في الآية التالية : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ). (1)
فقوله : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ ... ) إشارة إلى النفخة الأُولى التي تميت من في السماء والأرض إلاّ من شاء الله.
وقوله : ( ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ ) إشارة إلى النفخة الثانية التي يقوم فيها الناس من الأجداث منتظرين لمصيرهم.
وهناك آية أُخرىٰ صرّحت بالنفخة الأُولىٰ وأشارت إلى نتيجة النفخة الثانية ، من دون أن تصرّح بالنفخة الثانية ، قال : ( وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاءَ اللهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ). (2)
فقوله : ( يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ) إلى قوله : ( إِلاَّ مَن شَاءَ اللهُ ) تتحد مع ما جاء في الآية الأُولى.
وأمّا قوله : ( وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ) معناه يأتونه في المحشر إذلاّء صاغرين ، وهذه نتيجة النفخة الثانية غير المذكورة ، وكأنّه قال : « ثمّ نفخ فيه أُخرى وكلّ أتوه داخرين ».
وعلى كلّ حال فقد وردت النفخة الثانية في القرآن الكريم في سبع آيات ،
وهي :
1. ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ). (3)
2. ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ ... ). (4)
3. ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ). (5)
4. ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ... ). (6)
5. ( وَلَهُ المُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ). (7)
6. ( يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ المُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا ). (8)
7. ( يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ). (9)
تعابير أُخرى عن النفخة في الصور
وقد عبر القرآن الكريم عن تلك الواقعة المفزعة ، ثمّ المحيية بتعابير أُخرى ، وهي كالتالي :
1. الصيحة :
وهي الصوت العالي ، والقرآن يحكي عن تعدّدها كالنفخ ، وهي صيحة الإماتة ، وصيحة الإحياء ، ويذكر الأُولىٰ بقوله : ( مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ * فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ). (10)
فهذه الصيحة عبارة عن النفخة الأُولى أو نتيجتها ، والناس حينها أحياء يتخاصمون بعضهم مع بعض ولكنّها لا تمهل الناس أن يوصوا بشيء أو يرجعوا إلىٰ أهلهم فيوافيهم الموت.
وأمّا الصيحة الثانية القائمة مكان النفخة الثانية ، فقد أُشير إليها بقوله سبحانه : ( إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ). (11)
فقوله سبحانه : ( فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ) ، نظير قوله في النفخة الثانية : ( فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ) أو قوله : ( كُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ).
يقول سبحانه : ( وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ المُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالحَقِّ ذَٰلِكَ يَوْمُ الخُرُوجِ ). (12)
والظاهر انّ الآية تشير إلى النفخة الثانية لقوله بعد سماع الصيحة : ( ذَٰلِكَ يَوْمُ الخُرُوجِ ) وقد كانت الصيحة الأُولىٰ ، صيحة الإماتة لا الخروج من الأجداث وإنّما كانت الصيحة الثانية ملاك الخروج والمثول أمام الله سبحانه.
2. الصاخّة :
وهناك تعابير في القرآن الكريم تنطبق مع النفخة الثانية ، وهي الصاخّة والنقر والزجرة ، يقول سبحانه : ( فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ). (13)
والصاخّة : هي الصيحة والصوت العالي التي تكاد تصُم الآذان ، والمراد منها هي النفخة الثانية بشهادة أمرين :
الأوّل : انّه جاء بعده فرار المرء من أعزّائه ، وهي من خصائص يوم القيامة لا قبلها.
الثاني : انّ الآيات التالية تصنّف الناس إلىٰ قسمين كما في قوله تعالى :
( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ). (14)
ومن الواضح انّ هذا التقسيم من خصائص يوم القيامة.
3. الزجرة
( فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ ). (15)
ومعنى قوله : ( زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ) أي صيحة واحدة ، ( فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ ) أي فإذا هم ملقون علىٰ وجه الأرض ، وسميت الأرض بالساهرة لأنّها لا تنام بشهادة أنّها تنبت النبت ليلاً ونهاراً عملاً دؤوباً دون انقطاع. وبما انّها تحكي عن ظهور الناس على الأرض فهي بالنفخ الثاني الذي يحيا فيه الناس أوفق.
4. النقر
( فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ * فَذَٰلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ * عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ ). (16)
والمراد من النقر : هو النفخة الثانية ، بشهادة ما جاء بعده من إحياء الكافرين وانّه يوم عسير عليهم ، وهذا بخلاف النفخة الأُولى فانّ أهوالها تعمّ المؤمن والكافر، ولذلك قال سبحانه : ( فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ ). (17)
5. الراجفة والرادفة
يقول سبحانه : ( يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ) (18) و « الراجفة » : صيحة عظيمة فيها تردد واضطراب كالرعد إذا تمخض ، وهي تنطبق على النفخة الأُولى ، و « الرادفة » : كلّ شيء تبع شيئاً آخر فقد ردفه ، ولعلّ المراد النفخة الثانية التي تعقب النفخة الأُولى ، وهي التي يبعث معها الخلق ، والشاهد على أنّ الرادفةهي النفخة الثانية ، قوله سبحانه : ( قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ * أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ ) (19)
أي : قلوب مضطربة شديدة وأبصار خاشعة ذليلة من هول ذلك اليوم.ما هي حقيقة النفخ في الصور ؟
إنّ الآيات السالفة الذكر تؤكِّد علىٰ أنّه ينفخ في الصور مرتين ، ولكلّ نفخ أثره الخاص ، إنّما الكلام في حقيقة هذا النفخ.
أمّا كلمة « نفخ » فمعلوم ، يقال : نفخ نفخاً بفمه أي أخرج منه الريح ، وأمّا الصور فهو القرن الذي ينفخ فيه (20) ، ولعلّ الوسيلة الوحيدة للنفخ في ذلك الزمان كان هو القرن ، فكان ينفخون فيه للإيقاظ ، وقد تطورت الكلمة من حيث المصداق وأصبحت تطلق اليوم علىٰ كلّ وسيلة ينفخ فيها بغية إيجاد الصوت لغايات شتىٰ.
وعلى أيّة حال فظاهر الآيات يوحي إلى وجود النفخ في الصور قبل يوم القيامة وحينه. لكن هل ثمة صور ونفخ حقيقيان ، أو هما كناية عن إيجاد الصوت المهيب للإماتة والإحياء ؟
والذي يمكن أن يقال إنّ هناك صوتين أحدهما قبل قيام الساعة والآخر بعده ، فالصوت المرعب الأوّل لغاية إماتة الإنسان وإزالة النظام الكوني ، وأمّا الصوت المرعب الثاني فهو لغاية إحياء الإنسان وحشره للحساب.
أمّا ما هو حقيقة هذا النفخ والصور ؟ فهما من المسائل الغيبية التي يجب الإيمان بها ، وإن لم نقف على حقيقتها وواقعها ، وللعلامة الطباطبائي كلام في هذا
الموضع نأتي بنصه :
ولا يبعد أن يكون المراد بالنفخ في الصور يومئذٍ مطلق النفخ أعمّ ممّا يميت أو يحيي ، فانّ النفخ كيفما كان من مختصات الساعة ويكون ما ذكر من فزع بعضهم وأمن بعضهم من الفزع وسير الجبال من خواص النفخة الأُولى ، وما ذكر من إتيانهم داخرين من خواص النفخة الثانية. (21)
ربما يطرح هنا سؤال وهو : ما هو مقدار الفاصل الزماني بين النفختين الذي يحكي عنه تخلّل لفظة « ثمّ » بين النفختين ، يقول سبحانه : ( ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ) ؟. (22)
والجواب : انّه غير معلوم لنا مقدار الفاصل الزماني بينهما ، ولعلّه من الأُمور التي استأثر الله بعلمها لنفسه ، يقول سبحانه : ( وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ). (23)
والعلم بالفاصل الزمني يستلزم العلم بزمن وقوع القيامة ، فمثلاً الذي يعلم جميع أشراط الساعة إذا وقف على الفاصل الزمني بين النفختين لعلم بالضرورة زمن وقوع يوم القيامة مع أنّه سبحانه يقول : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ). (24)
عن ثوير بن أبي فاختة ، عن علي بن الحسين قال : سئل عن النفختين كم بينهما ؟ قال : « ما شاء الله ». (25)
انّه سبحانه يستثني طائفة خاصة من الناس من الصعق عند النفخة الأُولىٰ ، ويقول : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ). (26)
وعندئذٍ يطرح السؤال التالي وهو من هم الذين شاء الله أن لا يصعقهم عند النفخة ؟
ويمكن الإجابة من خلال التدبّر في الآيات التالية :
1. ( مَن جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ * وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ). (27)
إنّ قوله سبحانه : ( فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ ) دليل على أنّ المراد من اليوم في قوله : ( وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ) هو يوم القيامة وانّ من جاء بالحسنة يكون آمناً في ذلك اليوم.
2. ( لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ المَلائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ). (28)
وهذه الآية تشهد على أنّ هناك طائفة لا يحزنهم الفزع الأكبر يوم القيامة فتتحد الآيتان من حيث المدلول.
لكن الكلام في تحديد من جاء بالحسنة ، فهل المراد مطلق من جاء بالحسنة ، وإن كانت حسنة تكتنفها الذنوب ؟ فيلزم أن يكون كلّ من أتىٰ بحسنة مأموناً من الفزع ، وهذا مالا يمكن الإذعان به.
أو المراد من جاء بالحسنة المطلقة ؟ أي لا يوجد في كتابه إلاّ الحسنة ، مقابل من لا يوجد في كتابه إلاّ السيّئة.
ولذلك يكون مصير الطائفة الثانية هو الانكباب في النار على وجوههم كما يكون مصير الطائفة الأُولىٰ هو الأمن من الفزع ، ومن الواضح انّ هذه الطائفة نادرة.
وعلى هذا فالطائفة المستثناة طائفة خاصّة تتميز بعمق الإيمان والاستقامة على الدين حتى صاروا ذوي نفوس مطمئنة لا تزعزعهم الحوادث المرعبة كما كانوا كذلك في الحياة الدنيا ، وليس هؤلاء إلاّ الأنبياء والأوصياء.
ويمكن تحديد المستثنىٰ بوجه آخر وهو انّه سبحانه يذكر انّ كلّ من شمله الصعق والفزع في النفخة الأُولى ، يقوم عند النفخة الثانية وينتظر حساب عمله ، قال : ( ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ) (29) وقال في آية أُخرى : ( وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ). (30)
هذا من جانب ، ومن جانب آخر تستثني بعض الآيات المخلصين من الحضور للحساب ، وتقول : ( فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ) (31) وفي آية :
( فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ * إِلاَّ عِبَادَ اللهِ المُخْلَصِينَ ). (32)
فالمخلصون من عباده سبحانه لا يحضرون إلى الحساب كما لا يحزنهم الفزع الأكبر ولا تصعقهم وتفزعهم النفخة الأُولى.
وأمّا المراد من المخلصين الذين لا يعمهم الفزع الأكبر فتوضحه الآيات التالية :
1. يحكي سبحانه كلام إبليس ويقول : ( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ). (33)
إلاّ أنّ الشيطان يعود ويستثني تسلّطه على المخلصين وإغواءهم ويقول : ( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ ). (34)
وقال : ( فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ ) (35) ، ومن خلال ضمّ هذه الآيات بعضها إلى بعض ، يعلم انّ الآمنين من الصعق هم الذين لا يحزنهم الفزع الأكبر ، ولا يحضرون إلى الحساب ، وهم المخلصون الذين لا يتعرض لهم إبليس بالإغواء وليس هؤلاء إلاّ المعصومون من عباد الله ، أعني : من الأنبياء والرسل والأئمّة.
دلّت الآيات على أنّه لم يكتب لأحد البقاء في هذه النشأة ، وانّ الناس يموتون حتى الأنبياء والرسل ، قال سبحانه : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ). (36)
وعندئذٍ فكيف يصحّ استثناء المخلصين ، إذ يكون معنى الآية انّ كلّ من في السماوات والأرض لميتون عند النفخة الأُولى إلاّ المخلصين ، مع أنّ أخلص المخلصين هو نبيّنا الخاتم صلی الله عليه وآله وسلم قد خوطب بقوله : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ ) ؟
والجواب : انّ الصعقة لو كانت بمعنى الفزع والخوف فالاستثناء يرجع إلى ذلك لا إلى الإماتة.
نعم لو كان الصعق والفزع في الآيتين بمعنى الموت فلا محيص من القول بأنّ المخلصين لا يموتون لأجل النفخ بل يموتون لأجل عامل آخر.
المصادر :
1- الزمر : 68.
2- النمل : 87.
3- الكهف : 99.
4- المؤمنون : 101.
5- ق : 20.
6- الحاقة : 13.
7- الأنعام : 73.
8- طه : 102.
9- النبأ : 18.
10- يس : 49 ـ 50.
11- يس : 53.
12- ق : 41 ـ 42.
13- عبس : 33 ـ 37.
14- عبس : 38 ـ 41.
15- النازعات : 13 ـ 14.
16- المدثر : 8 ـ 10.
17- الزمر : 68.
18- النازعات : 6 ـ 7.
19- النازعات : 8 ـ 9.
20- مجمع البيان : 3 / 496 ، تفسير الآية 99 من سورة الكهف.
21- الميزان : 15 / 400 ، ط بيروت.
22- الزمر : 68.
23- لقمان : 34.
24- الأعراف : 187.
25- بحار الأنوار : 6 / 324.
26- الزمر : 68.
27- النمل : 89 ـ 90.
28- الأنبياء : 103.
29- الزمر : 68.
30- النمل : 87.
31- يس : 53.
32- الصافات : 127 ـ 128.
33- إبراهيم : 22.
34- الحجر : 39 ـ 40.
35- ص : 82 ـ 83.
36- الزمر : 30.

 

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.