يعتبرالأسلوب والمنهج العلمي الذي اتبعه صدر المتألهين في تحقيق مسائل الحکمة المتعالية ، نوعاً خاصاً به لم يکن متبعاً في الفلسفات الأخرى السابقة عليه ؛ لأنه کان يمثل أنجح محاولة قام بها فيلسوف إلهي في التاريخ الفلسفي الإسلامي ، نعم کانت هناک مجموعة من المحاولات للجمع والتوفيق بين الفلسفة من جهة ، والعرفان والکلام من جهة أخرى ، إلا أنها لم يحالفها الحظ مثلما حالف فيلسوفنا ملا صدرا ، فلقد کان العلامة الطباطبائي يذهب إلى أن أول محاولة للجمع بينها هي التي قام بها أبونصر الفارابي ، (1)
ثم جاء بعده الشيخ الرئيس ابن سينا ، في مقامات العارفين من الإشارات في النمط التاسع ، (2)
حتى عده البعض في عداد الفريق الباطني المعتقد بالکشف والشهود ، (3) ولا يصح جعله في عداد الفلاسفة المؤمنين بالاستدلال العقلي لأجل ذلک ، وليس بصحيح ، بل الجميع يراه شيخ الرؤساء للمدرسة المشاية التي أسس قواعدها أرسطو المعلم الأول ، ثم نضجت فکرة الجمع على يد شيخ الإشراق شهاب الدين السهروردي ، ثم ظهرت بعده في کلمات شمس الدين ترکة والمحقق الطوسي شارح کتاب الإشارات. (4)
والجدير بالذکر دن هذه المحاولة کانت تمثل مدى شجاعة صدرالمتألهين في خوض المخاطر ، وشاهد حي على مدى تبحره في العلوم الإلهية في کشف الأسرار التي عجز الکثير عن کشفها ، واثبات حقانيتها بالطرق والوسائل المتعبة آنذاک ، وکانت أخطر وأصعب عقبة هي مجازفة خاضها ملا صدرا تتمثل ببرهانه العقلي في مسألة المعاد الجسماني کما سيأتي بيانه بعد ذلک ، بينما کانت المسألة قبله متروکة للشرع من دون الخوض فيها عقلاً ، بل إن الکثير من المسائل التي طرحها أو کانت مطروحة قبله ولم تبرهن ، کانت تعد من المحظورات على الباحثين فيها ، قد مرت الفلسفة والعرفان في مرحلة ما محرمة من قبل بعض علماء الدين ؛ باعتبار أن الفلسفة لم تکن من مسائل الدين الإسلامي ، بل کانت دخيلة عليه من قبل الغرب .
فلذا تعد في عداد العلوم التي توجب الزندقة والکفر والضلالة للمسلمين ، وأما العرفان فأنه کان ينظر إلى نتائجه بأنها عبارة عن مجموعة خرافات وخيالات لا واقع لها ، ونهاية تضليل الناس وإبعادهم عن الحق والواقع الثابت بالشرع الإسلامي ، ولقد ذهب ضحية هذه الرؤية مجموعة من علماء الفلسفة والعرفان ، وخير شاهد على ذلک قتل العارف المتأله شيخ الإشراق شهاب السهروردي في حلب على يد ظاهر ابن صلاح الدين الأيوبي بأمر من أبيه بذلک ، بالرغم من معرفة الملک ظاهر ببراءته ، وإتباعه لشيخ الإشراق ، (5) فضلاً عن إلصاق التهم المستندة على أساس عدم الفهم لمطالبهم ومسائلهم ، کما حصل لصاحب کتاب تهافت الفلاسفة ، وقد کَثُرَت الفتاوى بکفرهم ونجاستهم ونجاسة کتاباتهم ، وحرمة تعلمها وتعليمها ؛ لأنها کانت تعد من کتب الضلال.
طبيعة التوفيق بين القرآن والعرفان والبرهان
قبل أن نبين کيف وفق صدرالمتألهين بين هذه الأرکان الثلاث ، علينا أن نبين المعنى المراد من التوفيق ، هل هو بمعنى التلفيق ، بحيث يعد هذا المنهج المتبع منهجاً التقاطياً من مجموعة أفکار أخرى أم لا ؟ فإن کان التوفيق بالمعنى الأول کما ينقدح بالنظرة الأولية البسيطة ، فلم يأت ملا صدرا بشيء جديد ، ولم يکن له فضل وجهد کبير ، بل قد يذم بدل من أن يمتدح عليه ، والحق أن ملا صدرا لا کما يبدو لنا بهذه النظرة الابتدائية البسيطة ؛ لأن الدور الذي قام به له يکن لمثله نظير في الزمان السابق ، فقد کانت محاولته هذه تعد أول محاولة ناجحة على أرض الواقع جمعت بين شهود العارف وقواعد الفيلسوف وظواهر الشريعة التي هي معتمد المتکلم والمحدث ، فقد جعل من خلالها المذاهب المختلفة مؤتلفة ، فکانت کل واحدة من هذه المذاهب الثلاثة تمثل رؤية خاصة عن الکون ، باعتبار أن لکل واحدة منها قواعدها وأصولها الخاص بها ، فکانت هناک رؤية کونية فلسفية ، وأخرى دينية ، وثالثة عرفانية ، وغيرها ، ولم تقتصر على ذلک فقط ، بل کل واحدة منها فسرت القرآن بالشکل الذي يتناسب مع الفهم الخاص بها ، فظهرت تفاسير متعددة ومتناقضة ، حتى قال العلامة الطباطبائي عن ذلک : ( إن الاختلاف بين المذاهب بلغ حداً لم يبق جامع بين أهل النظر إلا لفظ « لا اله إلا الله ، ومحمد رسول الله » وإن ذلک کان معلولاً لاختلاف المسائل والآراء العلمية ). (6)فإن التوفيق الذي قام به ملا صدرا في الجمع بين أرکان هذه المذاهب الثلاثة ، على أساس جعل کل واحد من هذه القواعد والأصول جزءاً مشترکاً في صناعة وصياغة اللبنة الأساسية لبناء فکرة موحدة مستقلة جديدة ومبتکرة ، لا تتنافي مع البرهان في نهجها ، ولا مع القرآن ، ولا مع العرفان ، فتکوّن من ذلک منظومة فلسفية متکاملة استطاعت حل الکثير من معضلات المسائل التي عجز الفکر البشري عن إيجاد الحل لها على أساس الأسلوب الواحد من دون حصول المعارض له.
وقد سمى منظومة الفکرية الفلسفية الجديدة بالحکمة المتعالية بالنسبة للفلسفات الأخرى ، وقد بيّن هذه الحقيقة بنفسه في کلامه التالي : (فابتکرت طريقة فلسفية جامعة أوجدت انقلاباً فکرياً في تاريخ الفلسفة والعلوم ، ووحدت بذلک بين الفلسفة والآراء الدينية من ناحية ، وبين الفلسفة والعرفان من ناحية أخرى ، ودمجت العناصر المشائية والإشراقية والعرفانية والدينية ، فتکوّن من دمجها ومزجها وتوحيدها فلسفة متعالية يمکن اعتبارها الحضارة الجديدة في التفکير الفلسفي ، وابتکار الحکمة المتعالية هذه عملية فکرية سلوکية تعاطاها صدرالدين الشيرازي وأدى بذلک تکليفه إلى الإنسانية والحضارة وإلى مبدئهما ومبدأ الکل ). (7)
ويقول عنها العلامة الطباطبائي : ( إن التأمل الدقيق في الحقائق الدينية والمکاشفات العرفانية وتطبيقها مع الأسس العقلية البرهانية ، هيأت أرضية جديدة لصدرالمتألهين لکي يحقق تقدماً کبيراً في الأبحاث الفلسفية من خلال الروح المتحرکة الوثابة والمبدعة التي حلّت في التفکير الفلسفي محل وموقع السکون والخمود الذي کان يحکمها ، مضافاً إلى النظريات المبتکرة والعميقة التي أضافها للفکر الفلسفي. (8)
بينما نجد الشهيد السعيد مرتضى المطهري يقول عنها : ( إن المحقق إذا طالع بدقة کتب صدرالمتألهين ووقف على المصادر والمنابع التي کانت قبله ، يتضح له ـ بنحو لا ريب فيه ـ أن فلسفة صدرالمتألهين تعد منظومة فلسفية منظّمة ومبتکرة ، ولا يعقل أن تتحقق مثل هذه المنظومة من خلال الجمع ما بين منظومات مختلفة ). (9)
ويقول السيد الأستاذ کمال الحيدري في هذا الصدد : ( على هذا الأساس نستطيع القول : إن المدرسة الفلسفية التي وضع أسسها صدرالمتألهين لم تکن تلفيقاً ولا هي اقتباس من الآخرين ؛ لأننا عندما نقف على الأصول والقواعد التي نقحها وبرهن عليها نجدها على أقسام :
الأول : إن بعض تلک القواعد لم تکن مطروحة في کلمات السابقين عليه من الفلاسفة والعرفاء والمتکلمين ، وإنما طرحت لأول مرة.
الثاني : کان قسم منها مذکوراً في کلمات السابقين ، ولکنه کان مرفوضاً لعدم قيام البرهان عليه.
الثالث : إن هناک جملة من المسائل ورد ذکرها في کتب العرفاء السابقين عليه ، إلا أنها کانت تفتقر إلى الدليل العقلي الذي يثبتها ). (10)
طبيعة الترتيب بين الأرکان الثلاثة في نظريته
من الضروري أن نبيّن طبيعة الترتيب بين هذه الأرکان الثلاثة حتى لا يبقى بعد ذلک إشکال في المسألة ؛ لأنه من الطبيعي أن يتبادر للبعض اختيار نوع خاص من الترتيب ، ويحمله على أنه مراد ملاصدرا ، في الوقت الذي قد لا يکون کذلک ، فيجب علينا أن نبين هذا الأمر ، فقد يراها عنده مترتبة بنحو الترتيب العرضي ، بمعنى أنها لم يکن بينها نوع ترتيب يکشف عن أهمية تقدم بعضها على بعض ، في حين لو کان بينها ترتب طولي فإن ذلک يکشف عن أهمية المتقدم منها على المتأخر ، ومنها نطرح السؤال التالي : ما هو نوع الترتيب بينها ؟ويجيبنا عن ذلک الأستاذ الشيخ جوادي آملي : ( إنّ الحکمة المتعالية وجدت کمالها في الجمع بين الأدلة : البرهان والعرفان والقرآن ، وإنه لا يوجد أي اختلاف بينها ، وإنما هي في توافق وانسجام تام ، نعم في مقام المقايسة الداخلية بين هذه الطرق الثلاث ، فإن المحورية الأصلية هي للقرآن ، والآخران يدوران حوله ، لا ينفکان عنه ). (11)
وقد يعترض علينا في هذا الجواب ، بأن الشيخ جوادي آملي هو أحد أتباع هذه المدرسة ، وطبيعي في التابع بأن يدافع عن مدرسته وعن منهجها ومؤسسيها ، فإن کان هناک دليل وشاهد موجود فليکن من مؤسسها ومبتکرها ، وفي جوابه نقول : نعم يوجد الدليل والصريح منه ; وهو ما جاء في کتابه العرشية حيث قال فيه : ( ختم ووصية ، يقول هذا العبد الذليل : إني أستعيذ بالله ربي الجليل في جميع أقوالي وأفعالي ومعتقداتي ومصنفاني من کل ما يقدح في صحة متابعة الشريعة التي أتانا بها سيد المرسلين وخاتم النبيين ) عليه وآله أفضل صلوات المصلين ( أو يشعر بوهن بالعزيمة والدين أو ضعف في التمسک بحبله المتين ؛ لأني أعلم يقينا أنه لا يمکن لأحد أن يعبد الله ـ کما هو أهله ومستحقه ـ إلا بتوسط من له الاسم الأعظم ، وهو الإنسان الکامل المکمل خليفة الله بالخلافة الکبرى في عالمي الملک والملکوت الأسفل والأعلى ونشأتي الأخرى والأولى ) ، (12)
وقال في موضع من کتابه الأسفار الأربعة : ( ... فلنذکر أدلة سمعية لهذا المطلب حتى يعلم أن الشرع والعقل متطابقان في هذه المسألة کما في سائر الحکميات ، وحاشا الشريعة الحقة البيضاء أن تکون أحکامها مصادمة للمعارف اليقينية الضرورية ، وتباً لفلسفة تکون قوانينها غير مطابقة للکتاب والسنة ). (13)
ومن مجموع هذه الشواهد وغيرها المذکورة في متون کتبه المتعددة ، تتضح لنا حقيقة الأمر في الحکم على ترتيب هذه الأصول من دون روية وفکر ، ويحق لنا القول بأن الترتيب الثابت عنده هو الترتيب الطولي بشرط أن يکون نص القرآن وقول المعصوم عليه السلام في المرتبة الأولى ، بحيث يکون مقدمة يقينية في الاستدلال العقلي ، کما يشهد لذلک القول التالي : ( بصفتها صادرة عن مبدأ العقل والوجود والحجج المعصومين عن الخطأ والزلل ، هي قضايا يقينية وضرورية لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها ، وبهذا العنصر الغني استجدت الفلسفة تطورها بقفزات جبارة وأثمرت عدداً کبيراً من المسائل الجديدة التي لم تکن تعهدها الفلسفات السابقة في الإغريق ... ). (14)
ولکن يجب أن يعلم من أنه ليس کل ما جاء به الشرع ناله العقل بنحو التفصيل ، ولا يحق للعقل الحکم باستحالته لمجرد عجزه عن نيله وإدراکه ، وفرق بين الحکم بالاستحالة العقلية وبين ما لا يستطيع نيله وإثباته ؛ باعتبار أن العقل يحکم ضمن دائرته ، فما فوق العقل يترک لأهل الکشف والشهود فأن دائرتهم ودورهم يبدأ حيث ينتهي دور العقل بشرط ألا يخالف الوحي الإلهي ، فإنه الميزان في تحقيق الأمور ، قال ملا صدرا : ( لا يجوز في طور الولاية ما يقضي العقل باستحالته ، نعم يجوز أن يظهر في طور الولاية ما يقصر العقل عنه ، بمعنى أنه لا يدرک بمجرد العقل ، ومن لا يفرق بين ما يحيله العقل وبين ما يناله ، فهو أخس من أن يخاطب فليترک وجهله ). (15)
وقال أيضاً : ( ثم إن بعض أسرار الدين وأطوار الشرع المبين بلغ إلى حد ما هو خارج عن طور العقل الفکري ، وإنما يعرف بطور الولاية والنبوة ، ونسبة طور العقل ونوره إلى طور الولاية ونورها ، کنسبة نور الحس إلى نور الفکر ، فليس لميزان الفکر کثير فائدة وتصرّف هناک ). (16)
وقد ذم المکتفين بالطريقة البحثية : ( إنّ کثيراً من المنتسبين إلى العلم ينکرون العلم الغيبي اللدني الذي يعتمد عليه السلاک والعرفاء ، وهو أقوى وأحکم من سائر العلوم ... ) ، (17)
وقال في ذم المکتفين بالطريقة الذوقية فقط : ( ... لأن من عادة الصوفية الاقتصار على مجرد الذوق الوجدان فيما حکموا عليه ، وأما نحن فلا نعتمد کل الاعتماد على ما لا برهان عليه قطعياً ، ولا نذکره في کتبنا الحکيمة ). وقال أيضاً : ( ولا تشتغل بترهات عوام الصوفية من الجهلة ، ولا ترکن إلى المتفلسفة جملة ، فإنها فتنة مضلة ، وللأقدام عن جادة الصواب مزلّة ، وهم الذين : ( فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) وقانا وإياک شر هاتين الطائفتين ، ولا جمع بيننا وبينهم طرف عين ).
وجاء في وصف الفريقين ما هذا نصه : ( ... إذن لا المشاءون بعد أرسطوا بلغوا ما بلغه بالمکاشفة ، ولا الإشراقيون والعرفاء بلغوا بالبحث والبرهان ، فهو المتفرد بالجمع بين مسلک الطائفتين والتوفيق بينهما ... ) ، وقال أيضاً : ( ولا يحمل کلامنا على مجرد المکاشفة والذوق ، أو تقليد الشريعة من غير ممارسة الحجج والبراهين والتزام القوانين ، فإن مجرد الکشف غير کاف في السلوک من غير برهان ، کما أن مجرد البحث من غير مکاشفة نقصان عظيم في السير ، والله المعين ) ، (18)
ولا يعد ملاصدرا نفسه أول من انتهج هذا اللون من البحث والتحقيق ، بل کان ينسب ذلک لغيره ، إلاّ أنه يعتبره غير موفق کما وفق هو فيه ، وإليک شهادته هذه : ( وظني أن هذه المطالب ، وإن أشارت إليها کلمات الأولين ، وقصدت إلى سبيلها عبارات المحققين ، إلا أنه يتفق لأحد إقامة البراهين وحجج أنوار العلم واليقين على مثل هذه الأصول التي اضطربت فيها عقول الناظرين ، وتزلزلت آراء المتأملين ، بل زلّت أقدام أکثرهم عن سمت سبيلها ، وانحرفت أدهانهم عن قصد طريقها ، فلله الحمد ولّي الفضل والرحمة ، معطي النور والنعمة). (19)
قال السيد الأستاذ کمال الحيدري : ( لا ريب أن النجاح الذي حققه ـ الشيرازي ـ في هذا المجال ، کان کبيراً جداً بنحو لا يمکن أن يقاس إلى التجارب التي سبقته ، بالأخص في المدرسة الإشراقية ، التي حاولت ذلک ولم توفق له ، مع أن عناصر الاتجاهين ومنابعهما کانت متقاربة ومشترکة ، وربما کان هذا هو سرّ نجاح هذه المدرسة وتحولها إلى إطار فکري وفلسفي ظلّ سائداً لقرون متعددة إلى يومنا هذا ، وفي هذا المقام من البحث تجلّت عبقرية صدر المتألهين ، حيث استطاع أن يحقق إنجازاً ضخماً على مستوى القواعد والمباني الفلسفية أدت إلى بناء نظام عقلي جديد قائم على أسس برهانية يمکنها تفسير العالم الإمکاني وعلاقته بمبدئه المتعالي ... ). (20)
وعدّ الشهيد مطهري أن قضية النزاع التي کانت دائرة بين الفلسفة المشائية والفلسفة الإشراقية التي امتدت طيلة ألفي عام ، قد حسمت على يد الفيلسوف الکبير صدرالمتألهين في القرن الحادي عشر للهجرة. (21)
وعلى أساس هذا الأسلوب العلمي المبتکر استطاع ملاصدرا أن يثبت عقلانية المعاد الجسماني الذي عجزت العقول عن إثباته ، فجعل العقول حيارى والإفهام صرعى ، بکل شجاعة من دون خوف ولا تردد ، وسيأتي الکلام مفصلاً في محله إن شاء الله تعالى ، ويعد هذا الأمر أول إنجاز علمي قام به فيلسوف إسلامي کبير ، ويکفيه فخراً في ذلک ، إذ حقق ما لم يسبقه إليه من متکلمي وعرفاء وفلاسفة الإسلام.
ماهية الإنسان
کان علينا أن نبين أن البحث عن تحديد ماهية الإنسان المقصود بالخطاب الإلهي من قبل صدرالمتألهين يختلف عما عليه بعض الفلاسفة المتقدمين عليه کابن سينا وأرسطو ؛ (. النفس بما هي جوهر وصورة نوعية لفرد ما مجردة ذاتا لا فعلاً عند الجميع ، ولکن وقع الاختلاف في تجرد قواها وعدمه ، وکذلک وقع الخلاف بينهم في حقيقة وکيفية تعلقها بالبدن ، فذهب أرسطو إلى أن اتحادها نوع اتحاد المادة بالصورة ، وابن سينا إلى علاقة التأثر والتأثير ، کعلاقة الرباني بالسفينة ، وصدرالمتألهين إلى أنها علاقة لزومية لا تنفک عن البدن أبداً ، وإن اختلفت صورته.)إذ جعل ابن سينا الذي يقع مورد الخطاب الإلهي هو النفس في مرتبتها العقلية لا في جميع مراتبها الأخرى ، کما مرّ علينا بيانه في بحث المسألة الخامسة عن بحث المعاد الجسماني من وجهة نظر ابن سينا ، بينما ، يرى أرسطو أن المقصود بالخطاب الإلهي هو النفس الإنسانية ، وهي جوهر مجرد متحد مع البدن نوع اتحاد المادة بالصورة ، ولکن الذي يذهب إليه صدر الدين المتألهين هو أن المقصود بالخطاب الإلهي هو النفس الإنسانية المجردة التي تشکل في وحدتها کل القوى ، وهي جوهر مجرد ذاتاً لا فعلاً ، کانت في بدايتها جسمانية الحدوث ، وفي بقائها وتعلقها روحانية ، وهذا ما برهن عليه في سائر کتبه الفلسفية ، (22)
في الوقت الذي کان ابن سينا يذهب فيه إلى مادية القوة الخيالية ، جاء ملاصدرا وبرهن على أنها مجردة
ثم أنه ذکر ما يقارب أحد عشر حجة على إثبات تجرد النفس في کتابه الأسفار ، المجلد الثامن ، (23)
وبعد تقرير هذه الحجج ذکر شواهد قرآنية وأحاديث روائية من الکتاب والسنة الشريفة تأييداً لما برهنه ، ومنها قوله تعالى : ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) ،وقوله : ( وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ) ، وقوله : ( ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا المُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ ) ، وقوله : ( سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ ) ،وغيرها ، وأما ما ذکره من الأحاديث النبوية فمثل قوله ) : « من عرف نفسه فقد عرف ربه » ، « أعرفکم بنفسه أعرفکم بربه » ، « أنا النذير العريان » ، « أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني » ، « خلق الله الأرواح قبل الأجساد بألفي عام » ، وغيرها ، وإن کان بعض هذه الحجج البرهانية والنقلية في المطلوب منها لا تخلو من المناقشة ، ولکن في الجملة تثبت المطلوب ، وهو تجرد النفس الإنسانية.
وعليه يتضح مما تقدم أن صدرالدين الشيرازي يعتبر النفس الإنسانية بما لها من القوى التي ثبت تجردها بالأدلة البرهانية ، هي التي تمثل ماهية وصورة وحقيقة الإنسان المقصود بالخطاب الإلهي.(24)
خصائص البدن الدنيوي والبدن الأُخروى
رأينا أن نبيّن خصائص البدنين الدنيوي والأخروى قبل البدء في بيان ما جاء به صدرالدين الشيرازي من دليل عقلي على إثبات المعاد الجسماني ؛ وحتى تتضح لنا الصورة بشکل جلي لا يشوبه بعد ذلک شک ولا ريب ؛ لأن أغلب الاعتراضات التي ترد من قبل بعض المستشکلين تعود إلى عدم اتضاح الصورة بهذا الشکل ، ولذا يعد هذا البحث بمثابة مقدمة لدراسة ما جاء به صدرالمتألهين من دليل على ذلک ، وإليک ما ذکره ملاصدرا في الفرق بينهما :الأول : إن کل جسد في الآخرة ذو روح ، بل حي بالذات ولا يتصور هناک بدن لا حياة له ، بخلاف الدنيا فإن فيها أجساداً غير ذات حياة وشعور ، والذي فيه حياة ، فإن حياته عارضة له زائدة عليه. (25)
الثاني : إن أجساد هذا العالم « الدنيا » قابلة لنفوسها على سبيل الاستعداد ونفوس الآخرة فاعلة لأبدانها على وجه الإيجاب ، وفي الآخرة يتنزل الأمر من النفوس إلى الأبدان.
الثالث : إنّ القوة ها هنا مقدمة على الفعل زماناً والفعل مقدم عليها ذاتاً ووجوداً.
الرابع : إنّ الفعل ها هنا أشرف من القوة ؛ لأنّه غاية لها ، وهناک القوة من الفعل ؛ لأنها فاعلة له.
الخامس : إنّ الأبدان في الآخرة وأجرامها غير متناهية على حسب أعداد تصورات النفوس وإدراکاتها ؛ لأن براهين تناهي الأبعاد غير جارية فيها ، بل في جهات وأحياز ماديين ، وليس فيها تزاحم وتضايق ، ولا بعضها من بعض في جهة ولا داخلة ، ولکل إنسان من سعيد وشقي عالم تام برأسه أعظم من هذا العالم لا ينتظم مع عالم آخر في سلک واحد ، ولکلِّ من أهل السعادة ما يريده من المسلک بأي فسحة يريدها ، فالعوالم هناک بلا نهاية کلّ منها ( كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ) بلا مزاحمة شريک وسهيم. (26)
السادس : إن الأجساد الأخروية وعظمها من الجنات والأنهار والغرفات والبيوت والقصور والأزواج المطهرة والحور ، وکل ما لأهل الجنة من الخدم والحشم والعبيد والغلمان وغيرها ، موجودة بوجود واحد ، وهو وجود إنسان واحد من أهل السعادة ؛ لأنها محاط بها تأييداً من الله نزلاً من غفور رحيم ، وليس کذلک حال الشقي الجهنمي بالنسبة إلى ما يصل إليه من النيران والغلال والسلاسل والحيات وغيرها ؛ لأنها محاط بها ، کما قال تعالى : ( أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ) ، وقوله : ( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ) ، إن في هذا بلاغاً لقوم عابدين.
ولکن يبقى شيء مهم جداً في المسألة يحتاج إلى نحو من البيان والتفصيل لکي تکتمل لنا الصورة ، وهو البحث عن طبيعة وماهية البدن المعاد في اليوم الآخر ، فعندما يقال إن المعاد في ذلک اليوم هو عين الجسد الدنيوي ونفسه بلا تفاوت کما طرحها القرآن الکريم ، فما هو المراد من هذا البدن الذي يبقى مع النفس من دون أن يطرأ عليه العدم ؟! وإلاّ لکان مثل البدن الدنيوي لا عينه ؛ لاستحالة تخلل العدم بين الشيء ونفسه ، وهو خلاف ما جاء به القرآن الکريم ، وهذا ما سنبحثه على أساس ما جاء في کلام ملاصدرا ، تحت عنوان اعتبارات البدن في المسألة الآتية.
اعتبارات البدن
ذکر للبدن اعتبارين لکل واحد منها خصوصية خاصة به من حيث البقاء والدوام وعدمه ، وإليک بيانهما :الاعتبار الأول : کون البدن بدنا لهذه النفس.
الاعتبار الثاني : کون البدن حقيقة في حد ذاته وجوهره ، ومن جملة أجسام العالم الطبيعي. (27)
وعليه : فعلى الاعتبار الأول يکون البدن باقياً ومستمراً ببقاء واستمرار النفس التي کانت صورة لذاته وعلة لوجوده وغاية لتکونه ، بينما يکون على الاعتبار الثاني زائلاً وفاسداً ومتبدلاً مع کل نمو وذبول وزيادة ونقصان تطرأ عليه. وهنا قد يعترض أو يتساءل البعض عن ماهية بدن الإنسان في حال الطفولة وفي حال الشباب وفي حال الشيخوخة ، هل کانت باقية بعينها ، أم أنّها قد تغيرت وتبدلت ؟!
وفي صدد الجواب عن ذلک ، رأينا أن ننقل کلام صدرالمتألهين ؛ ليتناسب مع طبيعة البحث الذي نحن في صدده ، إذ جاء في جوابه عن ذلک قوله : ( الجواب : بلا ، وبنعم ، کلاهما صحيح ؛ إذ کلٌّ من السلب والإيجاب صادق بوجه دون وجه ، فهو من حيث هو بدن زيد شخصي ذو نفس شخصية ، صح أنه هو بعينه ذلک البدن بلا تبدل إلا في عوارض هذا المعنى ، بما هو المعنى ، ومن حيث إنّه جسم له طبيعة جسمية ـ مع قطع النظر عن ارتباطه بأمر آخر ـ فهو في کل سنة غير الذي کان في السنة الأخرى ، بل في کل ساعة ولحظة هو غير الذي کان وسيکون ؛ لکونه دائماً في التحلل والذوبان ).
ثم أنه قال : ( فإذا أحکمت هذا ، فاعلم أنه إذا فرض تبدل هذا البدن بالبدن الآخر مع بقاء النفس فيهما صح قولک ، بأن أحدهما بعينه هو الآخر ، وصح اعتقادک بأن ما يرى في المنام بعينه هو هذا البدن المتعين ولا عبرة بتبدل المواد والخصوصيات ، فکل من يرى ببصره القلبي نفس الرسول الأعظم صلی الله عليه وآله وسلم مع أي تمثل کان ، فقد رأي صورة ذاته بعينه ؛ إن العبرة بتعين الشيء هو نفسه وصورته مع أي مادة کانت ، والبدن بمنزلة الآلة المطلقة للنفس ، فقد روى عن النبي الأکرم صلی الله عليه وآله وسلم : ( من رآني في المنام ، فقد رآني فان الشيطان لا يتمثل بي)
ثم قال : ( الآلة من حيث هي آلة إنما تتعين بذي الآلة ، وکذا المادة في وجودها في غاية الإبهام ، وإنما تتعين بالصورة وتستهلک فيها ، ولهذا تکون شخصية زيد تعيّنه باقياً مستمراً من أول صباه إلى آخر شيخوخته ، مع أن جسميته مما تبدلت وتجددت بحسب الاستحالات والأمراض ، وکذا جسمية کل عضو من أعضائه ، کما أن زيداً الشخصي ـ بمجموع ما يدخل في قوام هويته من النفس والبدن ـ بقى ومستمر ، وکذا جسميته وبدنه أيضاً ـ من حيث کونه بدناً لزيد ومرتبطاً به ارتباطاً طبيعياً موجود شخصي واحد مستمر من أول العمر إلى آخره ، وإن تبدلت ذاته بذاته من حيث جسميته لا من حيث بدنيته لما علمت من الفرق بين الاعتبارين ).
وقال أيضاً : ( فجوهرية العبد في الدنيا والآخرة وروحه باقية مع تبدل الصور عليه من غير تناسخ ، وکل ما ينشأ من العمل الذي کان يعمله بالدنيا يعطي لقالبه جزاء ذلک في الآخرة ، ( إِنَّ فِي هَٰذَا لَبَلاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ ) ).
وبعد ذلک خرج بهذه النتيجة : ( إنّ هذا هو الاعتقاد الصحيح المطابق للشريعة والملة الموافق للبرهان والحکمة ، فمن آمن بهذا فقد آمن بيوم القيامة والجزاء ، وقد أصبح مؤمناً حقاً ، والنقصان عن هذا خذلان وقصور عن درجة العرفان ، وقول بتعطيل أکثر القوى والطبائع عن البلوغ إلى غايتها والوصول إلى کمالاتها ونتائج أشواقها وحرکاتها ، ويلزم أن يکون ما أودعه الله في غزائر الطبائع الکونية وجبلاّتها من طلب الکمال والتوجه إلى ما فوقها هباءً ، وعبثاً ، وباطلاً ، وهدراً ). (28)
أقول : وسيأتي الکلام في مقدمات وأصول البرهان الذي أقامه ملا صدرا على إثبات ادعائه هذا فيما بعد ، وسنلاحظ فيما إذا کان بإمکان ما ذکره ، هل يثبت في وجه الاعتراضات والإشکالات التي يوجهها المخالفون من فلاسفة ومتکلمين أو لا ؟ وکذا نرى هل يصح أن يکون دليلاً عقلياً ثابتاً ومثبتاً للمعاد الجسماني على النحو الذي طرحه القرآن الکريم أم لا ؟ کل ذلک نؤجله إلى ما بعد بيان البرهان الذي قدمه لأول مرة في باب إثبات المعاد الجسماني على أساس المنطق العقلي.
ولکن تبقى نقطة هامة يجب الإشارة إليها ، وهي أن حقيقة الجسم وماهيته تختلف باختلاف موضوع البحث ، فالجسم في علم الفيزياء له معنى يختلف عما عليه في العلوم الأخرى ، فالجسم الذي يقع موضوعاً لعلم الفيزياء يراد به خصوص هذا البدن المرکب من مجموعة عناصر طبيعية ، بينما الجسم في علم الفلسفة له معنى آخر ، وهو صورة الشيء وهويته وشخصيته ، (29)
کما أن لمفهوم الجسم في علم العرفان معنى يقصد به العين الثابتة للشيء في الحضرة العلمية الإلهية ، فالجسم إذن يکون على هذا النحو من المشترکات اللفظية ، وقد فهم العامة من الناس وکذا المتکلمين أن المعاد الجسماني يکون للجسم بالمعنى الفيزيائي ، ولذا صعب عليهم إثبات ذلک الأمر ، فاضطروا للبحث عن دليل وتوجيه لهذا الأمر ، وعندما صعب عليهم إيجاد الدليل لجأ بعضهم إلى القول بالمعاد الجسماني فقط ، (30)
وبعضهم إلى القول بمعاد الأجزاء الأصلية التي لا يمکن لها أن تتبدل وتتغير ـ بحسب زعمهم ـ وإن انتقلت عن طريق الأکل إلى موجودات أخرى ، (31)
أو أنها ضلت في الأرض فإن الله تعالى يأتي بها ؛ لدليل عموم قدرته وعلمه الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ، وبعض إلى القول بالمعاد الروحاني فقط ، بناء على القول بتجرد النفس في مرتبتها العقلية فقط دون المراتب الأخرى ، التي أثبت تجردها فيما بعد ملاصدرا ، کتجرد القوة الخيالية. (32)
المصادر :
1- محمد حسين الطباطبائي ، مجموعة مقالات ، ج 2 ، ص 6.
2- الشيخ الرئيس ابن سينا ، کتاب الإشارات ، ص 363 فما بعد.
3- محمد عابد الجابري ، نحن والتراث ( قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي ) ، ص 87 فما بعد.
4- کمال الحيدري ، کتاب دروس في الحکمة المتعالية ( شرح بداية الحکمة ) ، ج 1 ، ص 87.
5- مجموعة مصنفات شيخ الإشراق ، ج 2 ، مقدمة وتصحيح سيد حسن نصر ، ص 12 ، 29 ، 30 ؛ د. غلام حسين إبراهيمي ديناني ، فلسفة سهروردي ، مقدمة مؤلف ، ص 65 ـ 67 ؛ شمس الدين الشهر زوري ، حکمة الإشراق ، شرح ص 26.
6- الميزان في تفسير القرآن ، ج 1 ، ص 5.
7- محمد بن إبراهيم صدرالدين ، مفاتيح الغيب ، مقدمة وتعليقة المولى على النوري ، قدم له محمد خواجوي .
8- محمد حسين الطباطبائي ، مجموعة مقالات ، ج 2 ، ص 6.
9- الشهيد مرتضي المطهري ، مقالات فلسفي ( بالفارسية ) ، ج 2 ، ص 75.
10- کمال الحيدري ، دروس في الحکمة المتعالية في شرح بداية الحکمة ، ج 1 ، ص 90.
11- جوادي آملي ، رحيق مختوم ( شرح الحکمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة ) ، القسم الأول من مج 1 ج1 ، ص 17.
12- محمد بن ابراهيم الشيرازي ، العرشية ، ص 285.
13- صدرالدين الشيرازي ، الحکمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة ، ج 8 ، ص 303.
14- صدرالدين الشيرازي ، مفاتيخ الغيب ، تعليقة المولى علي النوري ، قدم له محمد الخواجوي ، المقدمة .
15- صدرالمتألهين مجموعة الرسائل ، ص 283.
16- الشيرازي ، شرح أصول الکافي ، في آخر کتاب مفاتيح الغيب ، ص 461.
17- صدرالدين ، مفاتيح الغيب ، ص 142.
18- صدرالدين الشيرازي ، مقدمة الحکمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة ، ج 1 ص 11.
19- المصدر السابق ، ج 1 ، ص 12.. ، ج 1 ، ص 10 ؛ / کتاب المبدأ والمعاد لصدر المتألهين.. المصدر السابق ، ج 7 ، ص 326.
20- صدرالمتألهين ، شرح أصول الکافي ، ص 370.
21- کمال السيد الحيدري ، دروس في الحکمة المتعالية ( شرح کتاب بداية الحکمة ) ، ج 1 ، ص 105.
22- الشهيد المطهري ، أسس الفلسفة ، ج 1 ، ص 13.
23- صدرالدين ، الأسفار ، ج 8 ، ب 7 ، ف 2 ، ص 330.
24- ابن شهر آشوب ، مناقب آل أبي طالب ، ج 1 ، ص 184 ؛ محي الدين بن النووي ، المجموع في شرح المهذب ، ج 6 ، ص 358.. العجلوني إسماعيل بن محمد ، کشف الخفاء ، ج 1 ، ط 2 ، ص 113.
25- . صدرالمتألهين ، کتاب العرشية ، ص 54.
26- صدرالمتألهين ، الشواهد الربوبية ، ص 268.
27- صدرالمتألهين ، العرشية ، ص 55.. صدرالمتألهين ، تفسير القرآن الکريم ، ج 5 ، ص 347 ـ 348.
28- صدرالمتألهين ، تفسير القرآن الکريم ، ج 5 ، ص 347 ـ 348.. کتاب التعبير ، صحيح البخاري ، باب من رأي النبي في المنام ، ح 9 ص 42.
29- حاشية حسن زاده آملي على إلهيات الشفاء ، ص 461 ؛ .
30- القاضي عضد الدين الأيجي ، شرح المواقف ، تحقيق السيد الشريف الجرجاني ، ص 297.
31- العلامة الحلي ، کشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ، تحقيق الشيخ جعفر السبحاني ، القسم الثالث ، ص 259 ؛ / قواعد المرام في علم الکلام ، ص 799 ؛ السرابي التنکابني ، سفينة النجاة ، ص 394.
32- إلهيات الشفاء ، الشيخ الرئيس ابن سينا ، ص 422.