![تعميق قيم الثورة تعميق قيم الثورة](https://rasekhoon.net/_files/thumb_images700/article_ar/A13462.jpg)
إن الثورة الإسلامية باقية لأن دعامتها هو التأييد الإلهي والشعبي، ويجب أن يكون نتاجكم الفني والأدبي باتجاه تعميق قيمها؛ وعليكم أن تصنعوا من وسائلكم الفنية سيفاً تستأصلون به الخبائث والشوائب لكي تفتحوا وتُعبّدوا بذلك سبيل تنامي الطهارة والإخلاص والتقوى في المجتمع(1).
لقد فُتح أمام الجميع اليوم ميدان اختبار إبداعهم الفني بعد تحقق حاكمية القيم الإلهية ودخول جماهير الشعب في ميادين الحياة الجادة والحقيقية، وأكبر مشجع لهم في هذا الإختبار هي الأجواء الثورية لثورة بالمعنى الحقيقي للكلمة، تسندها أيدي الشعب وقلوبه"، فالمفاهيم والأهداف الثورية والملاحم الجماهيرية هي أوسع ميدان لجولان ذهن الشاعر والفنان، وكل ذهن خلاق يستطيع أن يشاهد في نبل الشعب وبسالته في مقارعة ذئاب الإستكبار المتوحشة وتحطيم آلهة السلطة والثروة والخداع، سعياً للحياة الكريمة؛
وأن يرى في صفاء قلوب الشباب وصلابة واستقامة الأمهات في رفع راية الدفاع عن المستضعفين في سائر مظاهر الثورة الإسلامية أشد صور الفضائل سحراً وتأثيراً، ويجسّدها للآخرين بـإبداعات ذهنه الخلاّق؛ وهذا أدنى ما تتوقعه الثورة من الشاعر والأديب والفنان في هذا العصر، فعيون الثورة لن تتطلع للذين كانوا يقولون "نحن ضد الطاغوت" لكنهم ساروا عملياً معه، بل إن جلّ اعتماد الثورة هو على الطاقات التي أنجبتها الثورة وترعرعت في مهدها(2).
لقد لوّثت الأيدي القذرة الخائنة آلاف العيون الفنية المتفجرة... ونحن نرى اليوم عن قرب الآثار الثقافية لما كان يُصطلح عليها بالحركة الأدبية والفنية للعهد البائدة، لذا فإنكم تتحملون مسؤولية جسيمة، وبالخصوص أنتم الفنانون والأدباء وسائر الفنانين والأدباء من غير الحاضرين هنا، ومهمتكم صعبة ولا شك. ولكننا وبفضل الله نحظى بميزة مهمة، وهي الثورة، وهي ميزة عجيبة تشبه أجواء الربيع، فالزهور تنمو حتى في السندانة الموضوعة في غرفة ولكن لا يمكن مقارنة نموّها هنا بنموّها في الحقول الواسعة حيث تمنحها أمطار الربيع وأشعة الشمس وبركة الأرض الخصبة طراوة خاصة وسرعة مضاعفة في النمو.
المنجم الغنـي:
إن طاقات الشعب كنز لا يفنى ومنجم ثمين لا ينفذ، وقد سعى البعض الى إساءة استغلاله. أما اليوم فهذا المنجم الثري هو تحت صرف الثورة والإسلام، وهو منجم ذوق ومواهب وإبداعات الفن الإنساني... فاستخرجوا منه - ما أمكن - الأفضل والأنقى والأخلص من الغش، واصنعوا، وأنتجوا.لدي إيمان راسخ وجازم في أعماق القلب بأن مستقبل الفن والأدب في هذا البلد سيكون أكثر عطاءاً وأفضل نوعية، مثلما شاهدنا في المجالات الأخرى، حيث إنجازات قوانا العسكرية وشعبنا في ميادين الحرب وفنون القتال والمقاومة؛ وأنتم ترَون اليوم عظمة ذلك وعظمة الملاحم الفريدة التي تشهدها ميادين الجهاد،
وأنتم تتولَّون مهمة تسجيل وتصوير هذه الوقائع، فهذا ما لا يستطيعه أيٌ كان؛ بل إن رواياتكم وقصصكم هي القادرة على تجسيد روعة وجمال هذه الملاحم للعيون، لذا فعليكم أن تُقوّوا - ما استطعتم - طاقاتكم الفنية، وتزيلوا مختلف مواطن الضعف، فلا تتهاونوا في ذلك(3).
الهدم والبناء:
لن يكون ممكناً تلافي الأضرار التي ألحقها عهد التسلط الثقافي دون جهادكم الدؤوب، أنتم الشعراء الواعون والرساليون، ولن يتحقق بدونكم تفتّح وتفجّر الشعر الثوري بالصورة المطلوبة. لذا يجب:أولاً: يجب تشغيل كامل السعة الأدبية للمجتمع، والتعرف على المواهب، وتربيتها، وإعادة الطاقات المنسية التي لـفّتها أيدي الغفلة أو التغافل، إذا كانت سليمة.
ثانياً: ينبغي أن يصل الشعر الى الجزالة والقوة اللازمة، ويطهر بالكامل من التوافه والضعف والجمود.
ثالثاً: يجب الإهتمام أكثر - في الموضوعات والأهداف الشعرية - بالقضايا الراهنة المهمة للمجتمع، وكذلك بالمعارف الإسلامية، وهي عامل رسوخ وثبات النظام الإسلامي، فيتحرك الشعر في مواكبة كاملة لحركة الثورة.
رابعاً: ينبغي التجديد والإبتكار والإبداع في اللغة الأدبية والصورة التعبيرية والتشبيهية والمحسّنات(4)....
الفن العصري:
إن الفن الإيراني اليوم هو فن المقاومة لا الإستسلام والخضوع، ومثل هذا الفن يستلزم أساساً الوعي ومعرفة خصوصيات العصر وكذلك الشجاعة والجرأة في مواجهة الهجمات الوحشية التي فيها كافة الوسائل لقمع وإذلال شعبنا(5).لا يمكن أن يكون لبقايا فن عصر الطاغوت - الذي شكّل الإستسلام للهجوم الثقافي الأجنبي روحه وميزته الأساسية - دور في بناء الثقافة الثورية والفن الثوري في هذه الحقبة.
يجب البدء بتحرك عملي شامل ودؤوب على صعيد التعليم والتربية الفنية؛ وعلى المسؤولين المتصدين للشؤون الثقافية والفنية في الحكومة أن يضعوا الإمكانات اللازمة تحت تصرف الفنانين والباحثين في هذا المجال.
حادي قافلة الثورة:
إن استمرار هذه الحركة الجامعية يبعث الأمل بتنامي وتفتّح شجرة الشعر الثوري الفتي... إن روح هذه الحركة التضحوية يجب أن توجِد قدوة ونموذجاً بارزاً وواضحاً في مضمون الشعر والأدب الفارسي وفي أساليبه أيضاً وفي الحقيقة فإن شعر عهد الثورة ينبغي أن يكون حادي قافلتها(6).إن الشعراء الشباب يستطيعون أن يصبحوا - من خلال نتاجاتهم الشعرية - مرآة عاكسة لكافة أهداف ثورتهم وسياساتها وأساليبها وحقائقها... وشعوب العالم ترى اليوم في ثورتنا وشعبنا وبلدنا ونظامنا قدوة لها، وكثيرون هم الذين يريدون أن يرَوا مصيرهم في مرآة هذه الثورة.
الفن والأدب الشعبـي:
يجب أن نعلن مواقفنا بحزم وقوة ونقول: يا كتّاب وصنّاع الأفلام والتمثيليات! إذا أردتم حقاً مواكبة هذه الثورة والشعب فعليكم بمعرفة عقيدة هذا الشعب والتحرك وفقها لتصبحوا شعراء وكتّاباً وفنانين شعبيين؛ أما إذا بقيتم في البروج العاجية وواصلتم كتابة نفس الأفكار القديمة فستظلون منفصلين عن الشعب وتُعزَلون؛ ولأن هذه الحكومة شعبية فإذا اعتزلتم الشعب فستصبحون غرباء في كل مكان(2).ضمن الرسائل التي تصلني، وصلتني رسالة من شاعر معروف لا أريد ذكر اسمه وفيها - وبعد أن شكر اهتمامنا بالشعر - يشكو من أن أحداً لم يهتم بأمره رغم أنه أنشد بعد الثورة عدة قصائد..!
وعندما قرأت هذه القصائد وجدته يبشّر في إحداها بـ"بقرب رحيل هذا الخريف"!! فقلت لأحد الإخوة أن يكتب في الجواب على رسالته: إن نظرك ضعيف الى درجة توهمك أن هذا هو عهد "الخريف" فلا ترى هذا الربيع المزهر، ورغم ذلك تشكو من انفصالك عن الشعب!!
لقد حل الربيع ولكن أيدي السرّاق هاجمته لاقتطاع زهوره، لذا فالواجب هو مواجهة هذه الأيدي وإخراج الحمار الذي دخل هذه الرياض، وليس إنكار أصل وجود الربيع الذي أزهر بخضرته وجماله، لكنك أنت الذي لا تستطيع رؤيته!
وتقول إن الفجر سيأتي؛ فأي بصر لديك وأنت لا ترى هذا الفجر الصادق الذي انفلق؟!
وقد رد هذا الشاعر برسالة ثانية أعرب فيها عن سروره الكبير وقدّم فيها توضيحات لأقواله؛ وقد أجاب ذلك الأخ عليها برسالة بليغة للغاية(7).
.... وعلى أي حال، فالفنانون هم من الفئات الحريصة أكثر من الجميع على أن يعرف الآخرون قدرها، وهذا هو سبب الحالة التي ترَونها في الفنان والأديب من كونه شديد التأثر سريع الأذى مرهف الحساسية، فهو عندما يتحدث مع شخص ويرى أنه لا يُفهم كلامه يتأذى بسرعة ويقول لنفسه: ماذا أقول لمن لا يفهم قولي، لذا يجفوه ولا يعكف نفسه عناء النقاش والبحث.
الفن وتبليغ العقائد:
... ويمكن إعطاء موضوع ما لكاتب أديب أو فنان ليخرجه بأسلوب مبتكر عبر الإستفادة من فنه؛ وليس في ذلك تحديد له ليقال إن فئة جاءت لتقييد الفنانين بالأغلال وتحديدهم وسلبهم الحرية، وإن الفن لا يمكن إخضاعه لأُطر العقائد والتيارات الفكرية. إن هذا كذب محض، فالفن كان على الدوام أفضل أساليب تبيين العقائد. وعليه، يجب تجهيز الفنان والأديب بالأولويات التي يحتاجها المخاطبون اليوم(8).يجب القول بأننا قصّرنا كثيراً في العمل قبل الثورة فيما يرتبط بالمجال الفني والأدب وإعداد الكوادر الكفوءة في هذا المجال، وهذا ما يجب تلافيه الآن.
أخاطب القادرين على إعداد الأعمال الفنية والأدبية المؤثرة وتبليغها بأن عليهم أن يجتهدوا في العمل في هذا المجال ويستفيدوا من الأشكال والأساليب الفنية الجيدة والمؤثرة في مختلف الفروع والمجالات الفنية والأدبية.
يجب تنقية ثقافة شعبنا المستندة على أسس ورؤية إسلامية من الأفكار الموروثة من عهد الإنحطاط الثقافي السابق، وهي موجودة بلا شك حالياً وتشتمل على شوائب مضرة... فعلينا العمل بما يؤدي الى خبرات تخلّفنا الثقافي الموروث الذي ابتُلينا به على مدى قرون عديدة وبالخصوص في العهد الأخير(9).
مسألة الغناء والموسيقى
.... أما فيما يتعلق بالموسيقى والغناء، فعليّ أن أعترف بأننا لم نقدّم الى الآن جواباً واضحاً وكاملاً بشأن هذه المسألة؛ في السابق كنا نعتقد - ولا زلت على هذا الرأي - بأن الموسيقى المخصصة والمختصة بمجالس اللهو محرّمة، وكنا آنذاك نتصور أن الموسيقى الغنائية مختصة بمجالس اللهو، ولكن ما هو حكم الأدوات الحماسية أو طريقة "أبو عطا" أو "همايون" وأمثالهما؟إن جميع الحناجر الإنشادية يُخرجون أنغاماً تنطبق مع هذه الأجهزة (الإيقاعات) الإثني عشرة.
إذاً، فهذه ليست محرّمة؛ والموسيقى ليست سوى هذه الأنغام والإيقاعات والأطوار. وعليها، فهي ليست محرّمة إلا إذا داخلها شيء محرّم.
... ثم ظهر فيما بعد رأي كنا نحن أيضاً نقول به على نحو الإحتمال، وكان يقول به أيضاً سماحة الشيخ المنتظري عندما كان منفياً في "طبس"، وعندما قال به سماحته قَوِيَ لدينا،
وهذا الرأي هو: إننا عندما نقول إن الغناء محرّم في شرع الإسلام فالمشار إليه هنا هو المحتوى وليس الشكل؛ وأساساً إذا أردتم البحث عن مصداق الغناء فلا تدرسوا الموسيقى من زاوية شكلها لتقولوا بأنها حرام أو حلال، بل ابحثوا في المورد من زاوية المحتوى، بمعنى أن الغناء قضية محتوى لا شكل؛ فـإذا بيـّنتم مضمونـاً توحيديـاً بأجمل الأغاني أو بأي صورة أخرى فهذا ليس محرّماً، ولكن إذا تحدثتم عن مضمون محرّم فيه معصية عبر موسيقى رزينة ولحن مقبول فهذا غناء (محرّم)... وبالطبع فهذا الرأي ليس بعنوان فتوى ونحن أيضاً لم نثبته بهذا العنوان(10).
.... كان هذا هو المطروح عندنا سابقاً؛ أما الآن فالمطروح هو: أنه نُقل عن الإمام إنه قال بشأن بعض موارد الموسيقى، حتى المقترنة بأنغام الآلات الوترية: "لا إشكال في هذا المقدار".
ونستنبط من رأي الإمام أن أنغام الآلات الموسيقية الوترية ليست محرّمة على نحو الإطلاق، وكذلك الأغاني المنشَدة، أي لا إشكال في التي تشتمل على محتوى سليم وتُنشَد بأنغام مناسبة، أما إذا كانت الأنغام قبيحة غير مناسبة والمضمون غير سليم فكل منهما سبب للحرمة.
وبالطبع ينبغي أن أشير الى أن الأنغام عموماً تُخرج الإنسان بمقدار عن حالة الجدّ، وهذا طبع الموسيقى، فلا ينبغي إنكار الواقع، اللهم إلا إذا كان محتواها من القوة بحيث لا يسمع بحدوث ذلك، كما هو حال القرآن، فاللحن القرآني له هذه الخاصية فهو يبعث الروح في المقروء ويبرزه أمام الإنسان ويدخله ذهنه كلمة كلمة، ويجري في الروح جريان الماء، وبذلك يزيل تلك الحالة السلبية (الإخراج عن حالة الجدّ) الناتجة من صوت جميل مثل صوت الشيخ مصطفى إسماعيل مثلاً.
أنا نفسي عندما سمعت للمرة الأولى نشيد المرحوم الشهيد البهشتي رأيت أنه أخرجني بالكامل عن حالة الجدّ (الواقعية)، وذلك بملاحظة ذكرياتي الخاصة وسوابقي الذهنية التي جعلت موسيقى هذه الأنشودة ومضمونها تؤثر في أكثر من الشخص العادي الذي لا اطلاع له على هذه القضية (ولا معرفة له بالشهيد): والآن أيضاً عندما يُبَث هذا النشيد أسرح في عالم الذكريات والذهنيات وهذه حالة قد لا تكون لطيفة.
السؤال الآخر هو: لم يُتخذ الى الآن موقف واضح بشأن قضية الموسيقى في المجتمع الإسلامي، وهناك اختلاف في التعامل مع هذا الموضوع بين المسؤولين والآيات العظام، فلماذا؟
الجواب: هذا من الإشكالات الصحيحة بالكامل؛ وأعترف بأننا كان ينبغي أن نحدد موقفاً واضحاً تجاه موضوع الموسيقى قبل الآن بأمد طويل. ولا بد هنا من أن أقول لكم: إن المحرّم في الإسلام هو الغناء وليس الموسيقى، فالموسيقى هي كل نغمة وصوت يخرج من حنجرة أو أداة معيّنة وفق أسلوب معيّن، والمحرّم هو نمط خاص منها هو الغناء.
وسبب اختلاف الآراء هنا هو أننا نفتقد الآيات والأحاديث الصريحة التي تحدد تعريفاً كاملاً للغناء، لذا يختلف الإستنباط الفقهي بهذا الشأن، فمثلاً المرحوم آية الله العظمى البروجردي (رضوان الله عليه) كان يعتقد بأن الغناء يعني الأنغام والأنماط الموسيقية والأنشودات الخاصة بمجالس اللهو والتسلية فتُقرأ فقط فيها، فهذه محرّمة حتى لو قُرأت في غير هذه المجالس، وكنا نطبّــق هــذا المفهــوم - الى آخر حياة المرحوم آية الله البروجردي - على الأنغام والأغاني التي كانت متعارفة في ذلك العهد (عهد الحكم الملكي)، وكنا نعتبرها مصداقاً لا شك فيه للغناء (المحرّم). أما الموارد الأخرى فلا يقين في كونها مصداقاً له.
لسماحة آية الله الشيخ المنتظري استنباط فقهي لطيف جداً بشأن موضوع الغناء، فقد زرته عندما كان منفياً في "طبس" وسمعته منه للمرة الأولى هناك، يقول سماحته: إن الغناء قضية محتوائية. وهذا ما يستنبطه من الآيات الكريمة والروايات الشريفة المستندة إليها؛ بمعنى أنكم لو قرأتم شيئاً ذا مضمون سيئ بهذه الأنغام والموسيقى الخاصة فهو محرّم،
ولكنه إذا كان مضمونه جيداً ولا يصدق عليه مفهوم {لهو الحديث} و{ليضل عن سبيل الله بغير علم} فهو ليس غناءاً وليس حراماً؛ وبالطبع فهو لم يطرح ذلك على نحو الجزم والقطع بل أطلعنا على استنباطه الفقهي، وقد نقلناه عنه في الكثير من الأماكن. وقد سألته مؤخراً: هل تتذكرون رأيكم الفقهي الذي أخبرتنا به آنذاك؟ فأجاب بالإيجاب. ويتضح أن رأيه بهذا الشأن لم يتغير.
أما في موارد الشبهة والشك بأن هذا المورد هل هو غناء محرّم أم لا؟ فهنا "شبهة مفهومية" حسب اصطلاح علماء الأصول ومعظمهم يُجرون حكم "أصل البراءة" عليها، بمعنى أننا حيثما شككنا بأن هذا المورد هو غناء محرّم أو لا فعلينا القول بالنفي وعدم الحرمة.
ولكن إضافة لكل ذلك، من الضروري جداً أن نقوم بعمل تحقيقي صحيح في هذا المجال، وهذه مسؤولية الفقهاء. وقد قلت مراراً لإخوتنا الكبار من الفقهاء والأساتذة: إننا الآن لا نملك الفرصة اللازمة للبحث في هذه القضايا، وليس لدينا المجال اللازم للنشاط العلمي والفقهي، لذا فعلى الإخوة في قم من الفقهاء والخبراء الإسلاميين أن يعمدوا للبحث وحل مسألة الغناء والموسيقى للناس(11).
يجب شكر السيد "توكلي" على جهوده حيث أعدّ نتاجاً قيّماً للغاية للثورة، فكل واحد من هذه الأناشيد التي أُنشدت هو نتاج قيّم للثورة، وكل جزء من أجزاء هذا النشيد هو عمل فني إبداعي حقاً من الشعر والموسيقى وتشكيل مجموعة الإنشاد وإنشاده بهذا الإختيار الجيد. لذا يجدر بنا شكر هذا الرجل الكادح الصابر - حيث لا يمكن إنجاز مثل هذه الأعمال دون الصبر وتحمّل المشاقّ - ويجدر أن نقدّم التبريكات لهم على نجاحهم في إنجاز هذا العمل الفني بصورة جيدة والحمد لله.
كما أن جميع أفراد فرقة الإنشاد الأعزاء قد أجادوا أداء مهامهم، وقد دقّقت النظر في التلفزيون عند بث هذه الأناشيد فوجدت عمل وأداء هؤلاء الفتية المكرمين يدل حقاً على النضوج والتمرس مما يدل على جهود مدربيهم؛ كما أن أصواتهم متناسبة بصورة جيدة للغاية حيث أن عدم تناسب الأصوات في الإنشاد الجماعي يؤدي الى تخريب العمل...
كما أشكر هذا السيد العازف على "الناي" المنفرد على أدائه الهادئ والمؤثر، وهكذا يجب أن يكون العزف، لأن للعزف وللأنغام في أداء النشيد ككل حكم الملح للطعام فيجب عدم الإكثار منها فالتأثير الأساسي هو لأنفاس المنشدين فهي الموصلة للمضمون الى أذهان الجميع(12).
المصادر :
1- من رسالة القائد السيد علي الخامنه اي للمؤتمر العام الرابع للشعر والأدب والفن (16/5/1984م).
2- من رسالة لسماحته للمؤتمر الأول للشعر والأدب الجامعي (18/12/1984م).
3- من كلمته الإفتتاحية لمركز الفكر والفن (6/3/1985م).
4- من بيان للقائد السيد علي الخامنه اي وجهه لمؤتمر الشعر والأدب الذي أقامته "نهضة مكافحة الأمية في خراسان" (1/10/1985م).
5- من بيان لسماحته وجهه للمؤتمر العام الخامس لشعر والفن (5/5/1985م).
6- من رسالة لسماحته وجهها الى مؤتمر الشعر والأدب الجامعي لعموم إيران (18/12/1985م).
7- من حديث القائد السيد علي الخامنه اي مع أعضاء القسم الثقافي في صحيفة "الجمهورية الإسلامية" (15/2/1982م).
8- من كلمة القائد السيد علي الخامنه اي في مراسم ذكرى تأسيس منظمة الإعلام الإسلامي (22/6/1987م).
9- من كلمة القائد السيد علي الخامنه اي بمناسبة المرحلة الرابعة لمعرض كتاب السَنة (شباط 1986م) بمناسبة احتفالات عشرة الفجر.
10- من حديث القائد السيد علي الخامنه اي مع أعضاء القسم الثقافي في صحيفة "الجمهورية الإسلامية" (15/2/1982م).
11- من ندوة أجاب فيها سماحة القائد السيد علي الخامنه اي على أسئلة الحاضرين في جامعة طهران (16/12/1987م).
12- من كلمة قصيرة للقائد السيد علي الخامنه اي في مركز محافظة شيراز بعد برنامج اشتمل على إنشاد بعض الأناشيد (28/11/1987م).