عصمة الخليفة

وأما العصمة فقال فيها: (ان اللّه اصطفى آدم ونوحا) والفاسق لايكون مصطفاه، بل المصطفى من كان متقيا مطيعا له مجتنبا له عن الصغائر والكبائر.والمخالف يقول : روى أبوبكر عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) أحد عشر حديثا،
Thursday, September 29, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
عصمة الخليفة
 عصمة الخليفة

 





 

وأما العصمة فقال فيها: (ان اللّه اصطفى آدم ونوحا) (1) والفاسق لايكون مصطفاه، بل المصطفى من كان متقيا مطيعا له مجتنبا له عن الصغائر والكبائر.
والمخالف يقول : روى أبوبكر عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) أحد عشر حديثا، (2)
وعمركان مثله في علمه، ولم يعرفا معنى (الاب ) في قوله تعالى (وفاكهة وأبا).
فقال كل منهما: أي سماء تظلني وأى أرض تقلني اذا قلت في كلام اللّه برأيي ؟ أما الفاكهة فأعرفها، وأما الاب فلا أعرف . (3)
وعلي (عليه افضل الصلاة والسلام) كان أبدا مفتيهم، حتى ان عمر قال سبعين مرة : (لولا على لهلك عمر)، (4)
لما عجز عن حل معضلة بينها له على . وكان يقول عمر: لا أبقاني اللّه بعدك يا أبا الحسن . (5)
وعلى (عليه افضل الصلاة والسلام) كان ممن قال : لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا. (6)
وقال :(عليه افضل الصلاة والسلام): سلموني عن طرائق السماء فاني أعلم بها من طرائق الارض (7)
سلموني عما دون العرش . (8) واللّه لو ثنيت لي الوسادة وجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الانجيل بانجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم . واللّه ما من آية نزلت في بحر ولابر، ولا جبل ولاسماء ولا أرض الا أنا أعلم فيمن نزلت وفي أى شيء نزلت . (9)
وقال : علمني رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) ألف باب من العلم فانفتح لي من كل باب ألف باب . (10)
وكان باب علم الرسول، كما قال :(عليه افضل الصلاة والسلام) أنا مدينة العلم وعلى بابها. (11)
ولا ينكر جميع ما ذكرته أحد من المخالفين الا معاند ملحد مكابر. فلما وقع التشاجربين أمة محمد(صلی الله عليه وآله وسلم) في خلافة على (عليه افضل الصلاة والسلام) وأبي بكر وجدنا عليا(عليه افضل الصلاة والسلام) كان موصوفابصفة آدم منعوتا بنعته و كان أبوبكر، كقطرة من البحر المحيط. وعلمنا أن المحق على (عليه افضل الصلاة والسلام) وأن غيره مبطل، (فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه ). فطرف على (عليه افضل الصلاة والسلام) معلوم وطرف أبي بكر خيال موهوم، ولا يترك العاقل المعلوم المتيقن للخيال الصرف . ويؤيده الخبر النبوى حيث قال : دع مايريبك إلى ما لا يريبك . (12)
نبهنا اللّه تعالى في هذه الايات أن الملائكة ردوا عليه تعالى في استخلافه آدم، فعلى هذا لو ردت الاصحاب الذين أسلموا من الشرك على النبي وكلامه، وعلى الولى وخلافته وبراهينه، لما كان أمرا غريبا في الدين وعجيبا في الاسلام، بل هاهنا أجوز، والتوقع أكثر.

قوله تعالى : (اني جاعلك للناس اماما) ودلالته على عصمة الامام

قال اللّه تعالى : (و اذا بتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين ). شرح ذلك : لما أتم ابراهيم كلمات اللّه، وتلك الكلمات بناء البيت والمناسك المتعلقة به وذبح ولده وابعاد اسماعيل و امه هاجر عن سارة، و أن اللّه تعالى أخبر عن فضائل شيعة على (عليه افضل الصلاة والسلام) ودرجاتهم عند القيامة، قال : الهي أسألك بمحمد وعلى أن تجعلني من شيعة على فأجاب دعاءه . (13)
ومن ذلك قوله تعالى (و ان من شيعته لابراهيم ). فقال اللّه تعالى (اني جاعلك للناس اماما) اكراما لك باتمام الكلمات .وأضافه إلى نفسه ليعلم الناس أن التأميم و الاستخلاف منه تعالى وبنصبه موضعه، كما قال اللّه تعالى : (اللّه اعلم حيث يجعل رسالته ) وأن ليس لنا اختياره ولا أثر فيه لاجماعنا ولبيعتنا (14)، به، كما قال تعالى (و ربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة ).
وعلم ابراهيم دأبه تعالى أنه يجعل هذا الامر بالوراثة، كما قال : (ذرية بعضها من بعض ) ، أراد أن يعرف حال ذريته في اطراد الحكم فيهم ليطمئن به قلبه، فقال : (ومن ذريتي )، أورد (بمن ) التبعيض لما علم أن من ذريته من لا يستحق الامامة فاللّه تعالى أجابه مطلقا، لامعينا على لفظ، يدخل فيه جميع الخلفاء إلى يوم القيامة .فقال : من كان في الدنيا ظالما من ذريتك أو من غير ذريتك لا ينال عهدي، الذي هوالامامة ولا ينال عهدي سالبة كلية دائمة .
مثل ما قال اللّه تعالى : (لا ينفع مال ولابنون ) وقال : (يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ) (ولا يظلم ربك احدا) (ولا يسأل حميم حميما) (ولا يخفف عنهم من عذابها). هذه وأمثالها منفية انتفاء الحكم عن محله إلى أبد الاباد. والظالم من يضع الشئ في غير موضعه، فعلى هذت كان أبوبكر و عمر يظلمان سنين متطاولة في وضع الجبهة عند ما لا يستحقه وهو الظلم . فقال اللّه تعالى (والكافرون هم الظالمون ) وقال : (ان الشرك لظلم عظيم ) .
وادعاء الخلافة دون العترة . ولم يحكما بية الغدير وغيرها، والاخبار الواردة من الرسول لعلي وأهل بيته، و بية المواريث لفاطمة (سلام الله عليها)، وبخبر (البينة على المدعي واليمين على من أنكر). (15)
كانت فاطمة (عليها السلام) صاحب اليد لفدك وطلبوا منها البينة . ولما أحضرتها ذوي عدل مثل على والحسن والحسين (عليه افضل الصلاة والسلام) وام أيمن وغيرهم لم يحكموابها (16) .
قال اللّه تعالى في ذلك : (ومن لم يحكم بما انزل اللّه فالئك هم الظالمون ) ولما ثبت الظلم عنهما ثبت أنهما دخلا في آية عامة متناولة لسائر من لايستحق الخلافة إلى يوم القيامة، وهي قوله تعالى : (لا ينال عهدى الظالمين ).
فلايستحقان الخلافة ولامن ماثلهما من العباسية والتيمية والاموية وغيرهم.

عصمة الامام في القرآن أيضا

قال ابراهيم :(عليه افضل الصلاة والسلام) لما علم أن غيرالمعصوم لا يستحق الخلافة واء ن من ارتكب صغيرة أوكبيرة فهو ظالم لنفسه بهما غير مستحق للتقدم فدعا اللّه بأن يوفق بعض أولاده بترك ماهو منافي الاستحقاق فقال : (واجنبنى وبنى ان نعبدالا صنام ) ثم قال : (فمن تبعنى فانه مني ) يعني، ولدي حقيقة (ومن عصاني فانك غفور رحيم ) ان عفوت عنه فأنت حاكم و ان عذبته فأنت عادل . فهو كما قال عيسى :(عليه افضل الصلاة والسلام) (ان تعذبهم فانهم عبادك و ان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم ).
كاء نه استحى أن يقول : ان الظالم الجائز الخطاء ليس من ولدي، لأنه (عليه افضل الصلاة والسلام) علم منه تعالى أنه قال لنوح في ابنه : (انه ليس من أهلك انه عمل غير صالح ) [و]نفى ولديته منه : فعلى هذا لا فخر لقوم يزعمون أنهم من قريش اذا كانوا ظالمين لا ن الصالح ينفي الولد الطالح، ولذلك قال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم): ان اللّه اصطفى من ولد اسماعيل قريشاواصطفى من قريش هاشما. (17)
فثبت من هذا أن الامام يجب أن يكون نصا منه تعالى، و نصبا من الرسول باذن اللّه، وكونه معصوما، ومن أهل بيت النبوة . (18)
ولم يوجد بعدالرسول أحد بهذه الصفة الا على بن أبي طالب وأولاده إلى المهدي (عليه افضل الصلاة والسلام) واء ن من ادعاها غيرهم كان ضائعا باطلا.

آية دعوة ابراهيم و عصمة الامام ببيان آخر

وجدنا الامة بعد محمد(صلی الله عليه وآله وسلم) على قولين : قوم قالوا: بامامة على (عليه افضل الصلاة والسلام)، وآخرون :بامامة العمرين .
ثم رجعنا إلى القرآن ووجدنا أن اللّه تعالى جعل الامامة في ذرية ابراهيم من كان معصوما غير ظالم حيث قال لابراهيم : (لا ينال عهدي الظالمين ). و عندذلك دعا ابراهيم لنفسه و لذريته فقال : (رب اجعلنى مقيم الصلوة ومن ذريتي ) طمعا في امامتهم فانحصرت الامامة على المقيمين المذكورين بذرية ابراهيم (عليه افضل الصلاة والسلام).
ووجدنا عليا مقيم الصلاة، ووجدنا الشيخين تارك الصلاة إلى أيام كبرهما. حتى قال على (عليه افضل الصلاة والسلام) فيه عن جواب من سأله : (أنت خير أوالعمران )؟، قال : وكيف يكونان خيرا مني وأنا عبدت اللّه قبلهما وعبدته بعدهما؟ وقال : آمنت قبل أن آمن أبوبكر وأسلمت قبل أن أسلم أبوبكر. (19)
فقال : ان وهبا؟ قال : هب أن اللّه عفى عن المسي ء أمافات عنه ثواب المحسن ؟ وقال اللّه تعالى في مدح الانبياء والائمة : (على صلاتهم دائمون ). فعلمنااء ن عليا هو الامام الحق لكونه مقيم الصلاة من صغره إلى آخر عمره بنص اللّه بدعاء ابراهيم (عليه افضل الصلاة والسلام) ووعد الحق له هذه الحالة في ذريته . والنبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : (دع ما يريبك إلى مالايريبك ). (20) فعلي (عليه افضل الصلاة والسلام) ما لا يريب، وغيره ما يريب .
المصادر :
1- - آل عمران /33.
2- الغدير 7: 108, نقلا عن شرح رياض الصالحين للصديقي 2: 23.
3- الكشاف 4: 704ـ705, شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 13: 33.
4- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1: 18, الفصول المهمة : 18, كنز العمال 1: 154, الـتـذكـرة لابن الجوزي : 157,المناقب للخوارزمي : 48, شرح تجريد الاعتقاد: 373, كشف المراد: 297, بناء المقالة الفاطمية : 175 و324, النقض :163.
5- ترجمة الامام علي بن أبي طالب 3: 40, احقاق الحق 7: 605ـ 607, نقلا عن فلك النجاة : 409.
6- طبقات الشافعية للسبكي 4: 54, المناقب للخوارزمي : 375, الصواعق المحرقة : 129, احقاق الحق 7: 605و607, نقلا عن المناقب للخوارزمي .
7- نهج البلاغة , تحقيق صبحي الصالح : 28 بتفاوت .
8- الثاقب في المناقب : 120, بصائر الدرجات : 286.
9- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6: 136, بتفاوت , فرائد السمطين 1: 341, احقاق الحق 7: 579, نقلا عن مصادر أهل السنة .
10- شرح المقاصد 2: 300, احقاق الحق 4: 342, نقلا عن ميزان الاعتدال 2: 67, وأيضا فيه 6: 40, نقلا عن نظم دررالسمطين ,113, ينابيع المودة :77 وانظر أيضا: الأصول من الكافي 1: 296, اعلام الوري : 165.
11- سنن الترمذى 2: 250, اعلام الورى : 165, ترجمة الامام علي بن أبي طالب 2: 464, المناقب لابن المغازلي :427, كفاية الطالب : 220, التوحيد للصدوق : 307.
12- مسند أحمد 3: 153, الكشاف 1: 34.
13- مجمع البيان 1: 200.
14- مجمع البيان 4: 262.
15- صحيح البخاري 3: 116, بداية المجتهد و نهاية المقتصد 2: 466.
16- الاختصاص للمفيد: 183 ـ 185, المعيار والموازنة : 229, شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16: 274, السيرة الحلبية 3: 487.
17- سنن الترمذي 5: 143, الاربعين في أصول الدين : 473.
18- الذخيرة في علم الكلام : 429, الرسائل العشر: 98.
19- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4: 122, وأيضا 13: 215, وفي الارشـاد لـلمفيد 1: 31 راجع أيضا: مناقب آل ابي طالب 2:4.
20- مسند أحمد 3: 153.

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.