![حجج الشيعة بالغة وان لم تقبل حجج الشيعة بالغة وان لم تقبل](https://rasekhoon.net/_files/thumb_images700/article_ar/A13562.jpg)
لم یقبل أبوجهل وأبولهب، ولامن الرسول (صلی الله عليه وآله وسلم) ثلاث آلاف معجزة ، ولا اليهود من موسى (عليه افضل الصلاة والسلام) تسع آيات، ولا القبطية من قوم فرعون، ولا ثمود من نبيهم وعقروا حجتهم وأصبحوا نادمين، ولا أولاد يعقوب (عليه افضل الصلاة والسلام) من يعقوب، ولا قابيل من هابيل، ولا أصحاب محمد(صلی الله عليه وآله وسلم) مناقب علي (عليه افضل الصلاة والسلام) في ثلاث مائة آية من القرآن، (1)
ولاثلاثين ألفا من الاخبار من محمد صلی الله عليه وآله وسلم في مدح على (2) ولا آية الغدير، ولا آية المباهلة، ولا آية الرحم، ولا آية القرابة، ولاآية الخاتم، ولا سورة هل أتى .
قال اللّه تعالى لنبيه : (ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ).
وقال :(وكأين من آية في السموات والا رض يمرون عليها وهم عنها معرضون ).
فاذا لم يقبل من اللّه ولا من رسله، فلايكون عجيبا ولا غريبا أن لايقبلوا من فقيه ضعيف .
مع أن الحجة ينبغي أن يكون لها حجة في نفسها، لا أن تكون مقبولة في قلب المعاند.
سأل من علي (عليه افضل الصلاة والسلام) سائل فقال : (سل متفقها لا متعندا). (3)
فاذا سمع المتعاند لا يقبل، لا ن الحجة عنده حينئذ كالعسل عند الصفراوى يكون مرا، بلى صارت حجته عليه سببا لمزيد عقوبته في القيامة فاشتد عليه غضب اللّه وحجته، بسبب رده حجتك .
دخل الامام موسى بن جعفر(عليه افضل الصلاة والسلام) على هارون الرشيد وكان في غضب على أحد، فقال :أغضب عليه اللّه ؟ قال : نعم .
قال : فلاتغضب أشد مما غضب لنفسه . فاذا لم يقبل حجتك غضب اللّه عليه وحلم منه، فتخلق أنت أيضا بأخلاق اللّه .
والمخالف لايقبل الحجة من عقله، فكيف يقبل منك ؟ وهو مضياع ألطاف ربه في حقه، فكيف يقبل بملامك الذي هو لطف له ؟
لابد مع القرآن من امام معصوم
ان قيل : القرآن امامنا يكفينا، لايحتاج إلى آخر؟ الجواب : فالصحابة ضائعة في البين لايحتاج اليهم فاحملوه على أحسن وجوهه . وقال اللّه تعالى : (فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه )، فلابد عند هذا من امام معصوم يعتمد بقوله عنداحتمال الوجوه واختلاف الناس فيه .لا تخلو الارض من لدن آدم إلى الان من حجة الهية
مسألة : عجبا من جاهل يقول : ان بين الملائكة المعصومين الوفا في الوف، كلهم معصومون، كان مجرما واحدا وهو ابليس اللعين . كان ظاهر الصلاح والزهد والعبادة والصلاحية، لكن كان دخلة أمره خبيثة : فلم يجوز اللّه أن يتركه بغير حجة . فخلق آدم وبين دخلة أمره وألزم عليه به الحجة، حتى لايقول غدا، ما جاءنا بشير ولانذير، ولايتفكر ولا يقول : ان الدنيا مملوءة كفرا وعصيانا وقتلا ونهبا، فكيف يجوز أن يخلو من الحجة .وقال اللّه تعالى : (سنريهم آياتنا في الا فاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم ...). وما من شيء الا ويدل على ذاته ونبوة نبيه وولاية وليه .
استخلافات النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) زمن حياته
قدم النبي (عليه افضل الصلاة والسلام) للصلاة ابن ام مكتوم (4) في المدينة .وأمر عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل وكان أبوبكر وعمر فيهم، وكانا يصليان مقتديين بعمرو بن العاص . وأمر اسامة بن زيد وجعلهما أيضا تحت رايته وكانا يقتديان به اجازة من النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وقيل : مشى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى اصلاح ذات البين بين قوم تخاصموا، وبقي في ذلك حتى كاد يفوت وقت الصلاة، فقدمت الصحابة عبدالرحمن بن عوف فقدم الرسول واقتدي به .
ولم يدل هذا على خلافة عبدالرحمن . ويوم وفاته قطع صلاة أبي بكر ولم يلتفت إليها (5)
الفرق بين أهل الردة وأهل الجمل
اعلم أن من خرج على أميرالمؤمنين كمن خرج على أبي بكر من أهل الردة، وهو أحل أموالهم و ذراريهم . (6)وعلى لم يحل، لأنهم لم يخرجواعلى الامام وولدوا على الفطرة، ولا ن الكفر والايمان لايسريان من أحد إلى آخر. ولم يأخذ ما لم يحوه العسكر، لا ن أولادهم في حكم الاسلام، وكان الميراث لهم مما كان في البيوتات .
والكفر في صورة على أشد مما كان في صورة أبي بكر، لا ن امامة على (عليه افضل الصلاة والسلام) بالنص والنصب وهو نفس الرسول، وهم أنكروا امامته .
وأهل الردة لم ينكروا امامة أبي بكر، بل منعوا الزكاة بالعذر الظاهر ونوع من التأويل .
وقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) يا على، ستقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين، (7) ولم يقل :(وأنت ظالم ) كما قال لزبير: (ستقاتل عليا وأنت ظالم) .
بل قال : (ياعلى، حربك حربي ). ومحارب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) كافر اجماعا. فرخصه لحربهم ولم يمنع منه .
بعض أحكام الكفار
وأحكام الكفار مختلفة . ألا ترى أن أميرالمؤمنين أعطى الذميين ميراثهم ؟ وأكثر العامة على أنه لايجوز أسر ذراريهم ويجوز المناكحة بهم ومنهم، مع كفرهم اجماعا.قال اللّه تعالى : (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين ) وقال : (ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين ) فذكر بالواو والمغايرة .
والنبي (صلی الله عليه وآله وسلم) نادى يوم الفتح : (ان من دخل بيته فهو آمن ). وكذلك من دخل المسجد الحرام، ومن ترك القتال، ومن دخل بيت أبي سفيان، فهؤلاء آمنون .
فالذمي حكمه قبول الجزية أو الاسلام، والا قتل . وحكم الباغي الرجوع إلى طاعة الامام، أوالقتل . وحكم الحربى الاسلام، أوالقتل .
روى بريدة الاسلمى أنه (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : يا بريدة، لا تبغض عليا، فانه مني وأنا منه. وان الناس خلقوا من شجر شتى وخلقت أنا وعلى من نور واحد. (8)
وأصحاب الجمل قصدوا قتله، وقتلوا سبعين شيعيا صالحين في البصرة وأغاروا على بيت المال.
حول بعض نساء الرسول (صلی الله عليه وآله وسلم)
قالوا: كانت نفس الرسول مست نفسها، فكيف يتصور الكفر منها؟يعني : من عائشة . الجواب : قال (صلی الله عليه وآله وسلم): علم لاينفع، ككنز لاينفق منه . (9)وقال : اذا لم يعمل العالم بعلمه فالعلم والعالم في النار. (10)
ولم تكن بأعلم من بلعام بن باعور وبرصيصا الزاهد. وأظهرت الفساد، وقال اللّه تعالى :(انما جزاء الذين يحاربون اللّه ورسوله ويسعون في الا رض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أوتقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الا رض ). أليست الاحبار ينصحون أولادهم بالاسلام، ولم يقبلوا، وكانواكالدولاب والمغزل بلسان العالم .
وهما عاريتا الاستاه . وأما المس بنفس الرسول فلا ينفع، بدليل امرأة نوح وامرأة لوط، كما هو في سورة التحريم . قال اللّه تعالى : (فلم يغنيا عنهما من اللّه شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين ). وهذه قصة عائشة وحفصة وقعت مثلا لهما ان سأل السائل عنهما.
وأما خيانتهما ففي الدين لافي الفراش، لا ن الدياثة على الانبياء(عليه افضل الصلاة والسلام) محال .قال اللّه تعالى : (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين ). فبان أن عذابهن ضعف عذاب غيرهن . وهذا يقدح كلامه حيث قال : بأن المس ينفع لدخول الجنة .
ونزل فيهن : (ان اتقيتن ). مشروطا. وقال في أهل البيت مطلقا عاريا عن الشرط ، فاذا ظهر التناقض بينهما ثبت أن آية التطهير لم ترد في حق نسائه . (11)
وقال فيهن : (عسى ربه ان طلقكن ) . وقال : (وأسرحكن سراحا جميلا). فهذه كلها دلائل جواز الافتراق بالطلاق لما قال : (عسى ربه ان طلقكن أن يبدله أزواجاخيرا منكن ). وأما الامومة فليست بحقيقة، بل تعظيما لهن . فان طلحة قال : (ان محمدا ينكح منا ونحن لا ننكح منه . ان مات أنا أتزوج ام سلمة ).
وقال عثمان بن عفان : (أنا أتزوج عائشة ). فانهي ذلك إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وصعب ذلك عليه، فنزلت آية الامومة . ودليل أنها مجاز، قوله تعالى : (ماهن أمهاتهم ان أمهاتهم الا اللا ئي ولدنهم).
بعض الآيات في نساء النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)
ونزلت كذا آية في النور (12) في مدح عائشة فكيف يقدح فيها؟ الجواب : الايمان عطائى، وهو مالك الملك يمكن أن يسلبه عنها وعن غيرها عندالمخالف .وأيضا لا صيغة للعموم عنده، ولا ن الاضمار والاشتراك والتخصيص والنقل والنسخ ومعارضة الادلة العقلية قائمة، وعدمها لايقطع . ولا معول بقوله على الايات عنده .
ولأنها امرت أن تسكن بيتها بقوله تعالى : (وقرن في بيوتكن )، وقدخرجت من اقليم إلى آخر متسلحة لقتل الامام ومن معه من الاصحاب . وقامت على العسكر وهو اسم جملها تهيئ وتعبئ الجيش .
قال اللّه : (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي فى قلبه مرض ) وهي تتضرع لئلا ينفر الجيش عنها وقال اللّه تعالى : (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الا ولى ).
فحلت نفسها وعسكرها بالاسلحة، ثم أرسلت على الجمل جلد النمر.
وحربت مرة اخرى على جنازة الحسن (عليه افضل الصلاة والسلام) ظنا منها أنه يدفن عند النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)مع عسكر الشام .
واستدعت من مروان قوسا وسهما ورمت بالنشاب إلى جنازته (عليه افضل الصلاة والسلام) ثم رشق عسكر الشام بمتابعتهم .
وجرى بينها وبين عبداللّه بن العباس كلمات موحشة .
فقال يا عائشة:
تجملت تبغلت *** وان عشت تفيلت
لك التسع من الثمن *** وبالكل تصرفت
فدفن الحسن عند جدته فاطمة بنت أسد وخاله ابراهيم بن محمد (صلی الله عليه وآله وسلم). (13)
المصادر :
1- تاريخ الخلفاء للسيوطي : 191, قادتنا 3: 31, نقلا عن تاريخ بغداد6: 76.
2- الـمـنـاقب للخوارزمي : 33. وفيه : قال الامام أحمد بن حنبل : ما ورد لاحد من أصـحاب رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) من الفضائل ما ورد لعلى ـ (عليه افضل الصلاة والسلام).
3- الخصال : 229 هكذا: (سل تفقها ولا تسأل تعنتا).
4- الفصول في سـيـرة الـرسول : 128, 140,142, 157, الكامل في التاريخ 1: 541,549, 565, وترجمته مـوجـودة في : الاصابة 2: 523. .
5- الفصول المختارة : 89ـ 91, الشافي في الإمامة 2: 109, اعلام الورى : 141.
6- مـروج الذهب 2: 301, الكامل في التاريخ 2: 33, شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2: 45ـ57, الملل والنحل 1:31, الايضاح : 132, الاستغاثة : 6.
7- مسند أحمد 5: 359, كنزالعمال ج13 رقم 36424, مستدرك الـصـحـيحين 2: 241, نظم دررالسمطين : 79. وذيل الحديث : (انه مني و أنا منه) موجود في : سنن الترمذي 5: 296 و300, كنزالعمال ج11 رقم32941 .
8- كنزالعمال ج10 رقم 28994, ترجمة شهاب الاخبار: 33.
9- انـظـر نفس المصدر ج10 رقم 2911 .
10- الكشاف 1: 369, فـرائد الـسـمطين 1: 367, وأيضا 2:18, كشف اليقين : 405, الطرائف : 43 و122
11- الـكـشاف 3: 217, الدر المنثور 5: 25ـ 31, ذيل الايتين 11 و24 من سورة النور, مجمع البيان 4: 130.
12- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 17: 216. وتمام القصة مع الشعر موجودان فـي : الارشـاد لـلـمـفيد 2: 19, الخرائج والجرائح 1: 243, بحار الانوار 44: 155 نقلا عن الخرائج .
13- الدر المنثور 5: 25ـ31, الكشاف 3: 217 و223, مجمع البيان 4: 130.