دعاء الاب لولده

أللّهُمّ وَمُنّ عَلَيَّ بَبقَاء وُلْدي ، وَبإصْلاحِهِم لَي وَبِإمتاعَي بهِم ، إلهَي امْدُدْ لي في أعْمَارِهِمْ ، وَزِدْ لي في آجَالهِم ، وَرَبّ لي صَغيرَهُمْ ، وَقًوّلي ضَعِيفَهُمْ ، وَأصحّ لي أبدْانَهُمْ وأدْيَانَهُمْ وَأخْلاقَهُمْ ، وعَافِهِم في أنْفٌسهِم وَفي جَوارِحهِم وفي كُلّ ما عُنُيتُ بِهِ
Wednesday, December 21, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
دعاء الاب لولده
 دعاء الاب لولده

 







 

أللّهُمّ وَمُنّ عَلَيَّ بَبقَاء وُلْدي ، وَبإصْلاحِهِم لَي وَبِإمتاعَي بهِم ، إلهَي امْدُدْ لي في أعْمَارِهِمْ ، وَزِدْ لي في آجَالهِم ، وَرَبّ لي صَغيرَهُمْ ، وَقًوّلي ضَعِيفَهُمْ ، وَأصحّ لي أبدْانَهُمْ وأدْيَانَهُمْ وَأخْلاقَهُمْ ، وعَافِهِم في أنْفٌسهِم وَفي جَوارِحهِم وفي كُلّ ما عُنُيتُ بِهِ مِنْ أمْرهِمْ ، وَأدْرِر لي وَعلَىَ يَدي أرْزاقَهُمْ ، وَاجْعلْهُم أبْراراُ أتْقياءَ بُصَراءَ سَامعينَ مُطيعينَ لَكَ ، وَلأوْلِيَائكَ مُحبّينَ مُنَاصحينَ ، وَلِجَميعِ أعْدَائِكَ مُعانِدينَ وَمُبَغِضينَ ؛ آمينَ ...
( أللهم ومنّ عليّ ببقاء ولدي ) يتمنى الوالد طول الحياة لولده ، لأنه امتداد لوجوده وذكره وأجله وعمره ( وبإصلاحهم لي ) اجعلهم من أهل الإيمان والصلاح كي يطيعوك شاكرين ، ويسمعوا مني غير عاصين ( وبامتناعي بهم ... ) أتقوى بهم في شيخوختي ، ويخدموني في ضعفي وعليّ ( وربّ لي صغيرهم ) مدني بالعون من فضلك على تربيتهم تربية صالحة نافعة.

التوكل في العمل لا في البطالة والكسل

( وقوّ لي ضعيفهم وأصح ... ) أسألك يا إلهي أن يكون أولادي بالكامل اصحاء آقوياء وأبراراً أتقياء ... وليس معنى هذا أن يهمل الوالد شأن أولاده بالمرة ، ويترك تدبير هم لله وهو واقف ينظر ويتفرج ، بل معناه أن يأخذ للأمر هبته من أجلهم ويكافح بلا كلل وملل ، في سبيلهم متوكلاً على الله مستعيناً به في التوفيق وبلوغ الغاية ، والله سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملاً ، كيف وقد أمر بالجهاد والنضال وقال فيما قال : ( اعملوا فسيرى الله عملكم ـ ١٠٥ التوبة ) وندد بمن يعيش كلا على سواه في الآية ٧٦ من النحل.
وما من شك أن من ترك الكدح والعمل مع طاقته وقدرته بزعم الإتكال على الله ـ فقد تمرد على أمره تعالى ، و وضع رأيه فوق مشيئة الخالق وإرادته من حيث يريد أو لا يريد ، وتواتر عن الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إعقلها وتوكل » وقال حليم قديم : إن الله سبحانه أمرنا بالتوكل عليه في العمل لا في البطالة والكسل.
وبكلام آخر أن التربية من صنع الإنسان ، ولها أسس وقوانين تماماً كالصناعة والزراعة وغيرهما ، والإمام عليه‌السلام في دعائه هذا يسأل الله سبحانه أن يهد له السبيل إلى التنفيذ والقيام بما فرضه عليه من تربية الأولاد والعناية بهم والكدح من أجنهم .

أجهل الناس بالله

( وأدرر على يدي ارزاقهم ) ما داموا صغاراً وأطفالاً حتى إذا بلغوا أشدهم سعوا في الارض أكلوا من كد اليمين.
وفيه إيماء إلي أنه ينبغي للإنسان أن يحتاط ويحترز من أن يترك أيتاماً بلا مال ولا راع وكفيل ، وفي الحديث : « إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس » وقريب منه قوله تعالى : ( وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله (1)
وأجهل خلق الله بالله ودينه وسنته وشريعته ، من ترك العلاج للشفاء ، والسعي للرزق زاعماً ـ بلسان حاله وأفعاله ـ أنه قد أخذ من الله عهداً أن يعطيه ما يحتاج بمجرد نية التوكل دون أن يسرح ويتزحزح ! إن الله سبحانه هو الذي يشفي المريض ، ما في ذلك ريب ، ولكن بالعلاج ، ويطعم الجائع ولكن بالسعي تماماً كما يخلق الحيوان من النطفة والشجرة من النواة والليل والنهار من دوران الارض ...
وهكذا كل ما في السموات والأرض من أسباب ومسببات ، تُرد إلى السبب الأول الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى.
أللّهُمّ اشْدُد بهِمْ عَضُدي ، وَأقِمْ بِهِمْ أوَدي ، وَكثّر بهِم عدَدَي ، وَزَيّنْ بِهِم مَحَضري ، وَأحيْ بهِم ذكَري ، واكفِني بِهِم في غَيَبتي ، وَاعنّي بِهِمْ عَلى حَاجَتي ، وَاجْعلهُم لي مُحبيّنّ ، وعَلَيَّ حَدبينَ مُقْبِلينَ مُستْقمينَ لي ، مُطيعينَ غَيْرَ عَاصينَ وَلا عَاقّينَ وَلا خَاطِئينَ ،وأعِنَي عَلى تَربيِتهمْ وَتَأديبِهِمْ وَبِرّهِمْ ، وَهَبْ لي مِن لَدُنْك مَعَهُم أوْلاداً ذُكُوراً ، وَاجعَل ذلِكَ خَيْراً لي ، وَاجْعَلهُم لي عَوناً عَلى ما سَألتُكَ.
هذا الجزء من الدعاء واضح لا يحتاج إلى الشرح والتفسير. وأيضاً تقدم بالحرف أو بالمضمون في هذا الفصل وغيره ، ولذا نكتفي بالإشارة إلى المراد من بعض المفردات ، والفرق بين عطف الوالد على ولده ، وعطف هذا على أبيه ، ثم نذكر ما يهدف اليه الامام باشارة خاطفة.
( عضدي ) العضد : الساعد وهو من المرفق الى الكتف ، والمراد به هنا القوة والمساعدة ، قال سبحانه : « سنشد عضدك بأخيك (2)» أي يساعدك ويعينك ( أودي ) : ثقلي وحملي ، قال عز من قائل : ( ولا يؤوده حفظهما(3) أي لا يثقله حفظهما ( حدبين ) : مشفقين.

بين عطف الوالد والولد

أوصى سبحانه الولد بوالديه ، وأمره بالعطف عليهما ، ولم يوص الوالد بشيء من ذلك. والسر واضح ، لأن الولد بضعة من الوالد بل هو نفسه ولا عكس ، قال الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام لولده الامام الحسن عليه‌السلام : « وجدتك بعضي ، بل وجدتك كلي حتى لو أن شيئاً أصابك أصابني » وكتب ولد لوالده : جُعلت فداك. فكتب إليه والده : لا تقل مثل هذا ، فأنت على يومي أصبر مني على يومك. ومن الأمثال عندنا في جبل عامل : قلبي على ولدي وقلب ولدي على الحجر.
وقال سبحانه : ( إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاخذروهم ـ ١٤ التغابن ) وما قال : إن من آبائكم وأمهاتكم عدواُ لكم فاحذروهم ، لأن عاطفة الوالدين ذاتية كما أشرنا ، أما عاطفة الولد نحو فهي في ـ الغالب ـ مجرد المصلحة ، وقد تكون هذه المصلحة في موت والده. فينقلب عليه عدواً كما أشارت آية التغابن ، وفي الأشعار :
أرى ولد الفتى كلا عليه / لقد سعد الذي أمسى عقيما
فإما أن تربيه عدواً / وإما أن تخلفه يتيماً
وكنت ذات يوم في « التكسي » ذاهباً إلى المطبعة ، وفيها مراهقان ، فسمعت أحدهما يقول للآخر : هنيئاً لك ، أبوك من ذوي الاملاك والاموال. فقال له علناً وبكل صراحة ووقاحة : « لكن العكروت ما كان يموت » والكثير من الجديد على هذه الطوية والسجية.
وبعد ، فان الولد اما نعيم ليس كمثله الا الجنة ، وإما جحيم دونه عذاب الحريق ، والويل كل الويل لمن ابتلاه الله بامرأه سوء وولد عاق ... والامام عليه‌السلام يدعو الله ويناشده في أن يمده ويسعده بأولاد يحبهم ويحبونه ، أذلة عليه وعلى الحديث : « ان الله سبحانه رفع العذاب عن رجل ، أدرك له ولد صالح ، فأصلح طريقاً ، وآوى يتيماً ».
وَأعذْني وَذُرّيّتي مِن الشّيطَانِ الرَّجيمِ ، فإنّكَ خَلَثْتَنَا وَأمرَتَنَا وَنهَيْتَنَا ، وَرغّبْتَنَا في ثَوابِ مَا أمَرْتَنا ، وَرَهّبْتَنا عِقَابَه ، وجعَلْت لنَا عّدواً يكيدُنا ، سَلطْتهُ ، مِناّ عَلى مَا لَم تسَلطْنَا علَيهْ مِنْه ، أسكنتَهُ صُدُورنَا ، وَأجريتهُ مجاريَ دمَائنَا ، لا يَغْفُلُ إنْ غَفَلْنْا ، وَلا ينسي إن نَسينَا ، يُؤمِنُنَا عقابَكَ ، ويخوفُنَا بِغيْرِكَ ، إنْ هَمَمْنَا بفَاحشةٍ شَجّعَنا عَلَيْها ، وَإنْ هَمَمْنَأ بِعمَلٍ صالِحٍ ثَبّطَنَا عَنْهُ ، يَتَعَرّضُ لَنَا بالشّهَواتِ ، وَيَنْصبُ لنا بالشّبُهَاتِ ، إنْ وَعَدَنَا كَذبَنَا ، وَإنْ مَنّانا أخْلَفَنَا ، وَإلاَّ تَصرِفْ عَنّا كَيْدهُ ... يُضلّنا ، وإلاَّ تَقَنَا خَبَالَهُ ... َستْزِلّنَا.
أللّهُمَّ فَاقْهَرْ سُلطَانَهُ عَنَاّ بِسُلطانكَ ، حتّى تَحبِسَهُ عَنَا بكَثرْةِ الدّعاء لَكض فَنُصْبحَ مِنْ كَيَدْهِ في المْعْصومينَ بِكَ.
( وأعذني وذريتي ... ) واضح ، في الدعاء ( فانك خلقتنا وأمرتنا ... ) خلق سبحانه الانسان ، ومنحه العقل والقدرة والحرية ، وبهذا العناصر الثلاثه مجتمعة يستحق الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية ( ورهبتنا عقابه ) أي خوفتنا عقاب عصيان ما أمرتنا به نهيتنا عنه ( وجعلت لنا عدواً ) وهو الوسواس الخناس الذي يغلي في الصدور من الحقد والحسد والعزم على غيرهما من المآثم ... والدليل على ارادة هذا المعنى قوله : أسكنته صدورنا ، وأجريته مجاري دمائنا ، أما قوله : ( سلطته منا على ما لم تسلطنا عليه ) فمعناه أن هذا الواسواس الخبيث لا هو يذهب من تلقائه ، ولا نحن نستطيع الفرار منه ...
وهذا صحيح لا ريب فيه ، ومن أجل ذلك لا يحاسب سبحانه ويعاقب على أي شيء يدور ويمور في النفس من الافكار والنوابا السوداء إلا إذا ظهرت وتجسمت في قول أو فعل.
( يؤمننا عقابك ) يضمن لنا الأمن والأمان من غضبك وعذابك ( ويخوفنا بغيرك ) ومن ذلك أن الله سبحانه قال : ( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الارض ـ(4)
والنفس الأمارة أو الوسواس يخوفنا الفقر ، إن أطعنا وأنفقنا ( وإن هممنا بفاحشة شجعنا عليها ... ) يشير بهذا الى جهاد النفس التى تحاول التغلب بالهوى على العقل والتقوى ( نصب لنا الشبهات ) أظهر لنا الأفكار الخاطئة التى تُلبس الحق ثوب الباطل والباطل ثوب الحق ، وتوقع السذج البسطاء في الشك والحيرة.
( إن وعدنا كذبنا ... ) يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً ١٢٠ النساء ( وإلا تصرف عنا كيده يضلنا ) إقتباس من سورة يوسف : ( وإلا تصرف عني كيدهن أصب اليهن )(5)
أي إن لم تعني على نفسي أكن من الجاهلين ( وإلا تقنا خباله ) : فساده ( يستزلنا ) يوقعنا بالزلل والخطايا ( فاقهر سلطانه عنا بسلطانك ... ) هب لنا من لديك صبرأ عن الحرام ، ونصراُ على الهوى حتى لا نعصيك في جميع الحالات ( تحبسه عنا بكثرة الدعاء لك ) حثثت على الدعاء ، و وعدت بالإجابة ، وقد دعونا أن تصد عنا كل مكروه ، وتوسلنا بك وأكثرنا ، فكن لدعائنا مجيتاً ، ومن ندائنا قريباً.
أللّهُمَّ أعْطِني كُلّ سُؤلي ، وَاقْضِ لي حَوائِجَي ، وَلا تَمْنَعْني الإجَابَةَ وَقَدْ ضَمِنْتَهَا لي ، ولا تَحْجُبْ دُعَائي عَنْك ، وَقد أمَرتَني بِهِ.
وَامنُنْ عَلَيَّ بِكُلّ مَا يُصْلِحُني في دُنْيَايَ وَآخِرني مَا ذكَرْتُ منْهُ وَما نَسيِتُ ، أو أظهرْتُ أوْ أخْفيَتُ أوْ أعْلنَتُ أوْ أسْرَوْتُ.
وَاجْعَلْني في جَميع ذَلِك مِنَ الْمصُلِحين بسؤُالي إيّاكَ ، المُنْجِحِينَ بِالطّلّبِ إلَيكْ ، غَيْرِ الْمَمْنُوعِينَ بِالتّوَكّلِ عَلَيْكَ ، المَعَوَّدينَ بالتّعّوّذِ بِك ، الرّابِحينَ في التّجَارَةِ عَلَيْكَ ، الْمُجَارينَ بعِزّكَ ، الْموسَعِ عَلَيهِمُ الرّزقُ الحَلالُ مِنْ الذّلّ بِكَ ، وَالْمجَارينَ مِنَ الظّلْمِ بعَدْ لِكَ ، وَالْمُعَافَينَ مِنَ الْبَلاءِ بِرحْمتَكَ ، وَالْمُعَزّينَ مِنَ الْفَقْرِ : بِغِنَاكَ ، وَالمْعْصومِينَ مِنَ الذّنوبِ والزَّلَلِ وَالْخَطَإ بشَقْواكَ ، وَالْمُوفّقينَ لِخَيْرِ وَالرّشْدِ وَالصَّوابِ بِطَاعَتِكَ ، والْمُحَال بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الذّنوبِ بقُدْرتِكَ ، التَّارِكينَ لِكُلّ مَعْصِيَتِكَ السّاكِنينَ في جِوارِكَ.
( أللهم اعطني كل سؤلي ... ) مطلوبي وهو قضاء حوائجي ، فقد أنزلتها بك دون سواك ( ولا تمنعني الإجابة ، وقد ضمنتها لي ) بقولك : ( ادعوني استجب لكم ـ ٦٠ غافر ) ثم بيّن الامام عليه‌السلام هذه الحوائج بقوله : « وامنن علي بكل ما يصلحني ... هذا هو هم المؤمن وهمته : الصلاح وعمل الخير في الدنيا ، والنجاة والخلاص في الآخرة ، لا التكائر والتفاخر ( ما ذكرت منه وما نسيت ... ) واضح ، وتقدم مثله في الدعاء ٢٢.
( واجعلني في جميع ذلك من المصلحين بسؤالي إياك ... ) أسترشدك
بدعائي لكل ما فيه صلاحي في الدنيا وفوزي في الآخرة ( غير المتزعين بالتوكل عليك ) أنت يا إلهي تسمع الشاكين إليك ، ولا تمنع المتوكلين عليك ، وأنا منهم ، وأيضاً أنا من ( المعودين بالتعوذ بك ) لقد عوّدت الذين يتعوذون بك ويلوذون ، ان لا تردهم خابين ( الرابحين في التجارة عليك ) أي منك كقوله تعالى : ( الذين إذا اكتالوا على الناس ـ ٢ المطففين ) أي من الناس ، والمجرور متعلق بالرايح ، والمعنى من عمل صالحاً لوجه الله تعالى زاده من فضله ، والامام يسأل الله أن يجعله من العامليه له لسواه ، ومن ( المجارين بعزك ) : المحفوظين بعناية الله و حراسته ( المواسع عليهم الرزق الحلال ... ) ولا شيء أجل وأحل من لقمة يأكلها المرء بكدحه وسعيه لا بالرياء ورداء الصلحاء.
( المعزين من الذل بك ) أي بطاعتك ، وكم من أناس طلبوا العز بالنسب والثراء والخداع والرياء فاتضعوا وذلوا ( والمجارين من الظلم بعدلك ) أجرني بعدلك وقدرتك من كل ظالم ( والمعافين من البلاء برحمتك ... ) ارحمني برحمتك ، وامنن عليّ قبل البلاء بعافيتك ، وأيضاً اغنني بفضلك عن الناس ، وأبعدني بعنايتك عن الخطأ والخطيئة ، ووفقني للعمل بطاعتك ...
وكل ذلك تقدم مراراً. وأخيراً اجعلني في الآخرة من ( الساكنين بجوارك ) ومن سكن في جوار العظيم الكريم فهو حرز حارز ، وحصن مانع من كل سوء.
أللّهُمَّ أعطِنَا جَميعَ ذَلِكَ بِتَوفِيقِكَ وَرَحْمَتِكَ ، وَأعِنَا مِنْ عَذابِ السعّيرِ ، وَاعْطِ جَميعَ الْمُسْلِمينَ وَالمُسلِمَاتِ وَالمْؤمنينَ وَالْمُؤمِنَاتِ مِثْلَ الّذي سَألتْكَ لِنَفسي وَلِوُلدي في عَاجِلِ الدّنْيا وَآجِلِ الآخِرةَ.
إنّكَ قَريبُ مٌجيبُ سَميعُ عليمُ عَفُورَّ رؤُوفُ رَحِيمُ ، وآتِنَا في الدّنيَا حَسَنَةً ، وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذابَ النَارِ.
( أللهم اعطنا جميع ذلك ... ) إشارة إلى كل ما تقدم من صحة الأبدان والأديان إلى وفرة الأرزاق والسكنى في جوار الرحمن ( واعط جميع المسلمين والمسلمات ... ) ختم الامام دعاءه هذا بالرجاء أن يوفق سبحانه ويسهل السبيل الى ماذكر وسأل لنفسه ولذويه وأهل التوحيد ، لأن من أخص خصائص المؤمن أن يكون تعاونياً من الجميع. وفي الحديث : المؤمن يحب لغيره ما يحب لنفسه ...
المؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى » هذا ، إلى أن العلاقة ما بين أفراد المجتمع الواحد حتمية لتشابك المصالح و وحدة المصير. ( وآتنا في الدنيا حسنة ... )
المصادر :
1- النور الآية٣٣
2- القصص الآية٣٥
3- البقرة الآية٢٥٥
4- البقرة الآية٢٦٧
5- يوسف الآية ٣٣

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.