عقيدة المسلمين بالإمامة

يعتقد المسلمون بأنّ الإمامة أصل من اُصول الدين ، لا يتم الإيمان إلاّ بالاعتقاد بها ، ولا يجوز فيها تقليد الآباء والأهل والمربّين مهما عظموا وكبروا ، بل يجب النظر فيها كما يجب النظر في التوحيد والنبوّة.
Monday, October 30, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
عقيدة المسلمين بالإمامة
 عقيدة المسلمين بالإمامة



 

يعتقد المسلمون بأنّ الإمامة أصل من اُصول الدين ، لا يتم الإيمان إلاّ بالاعتقاد بها ، ولا يجوز فيها تقليد الآباء والأهل والمربّين مهما عظموا وكبروا ، بل يجب النظر فيها كما يجب النظر في التوحيد والنبوّة.
بناءً على ما تقدم فإنّ الإمامة كالنبوّة لطف من اللّه تعالى؛ فلا بدّ أن يكون في كل عصر إمام هادٍ يخلف النبي في وظائفه من هداية البشر ، وإرشادهم إلى ما فيه الصلاح والسعادة في النشأتين ، وله ما للنبي من الولاية العامّة على الناس ، لتدبير شؤونهم ومصالحهم ، وإقامة العدل بينهم ، ورفع الظلم والعدوان من بينهم.
وعلى هذا ، فالامامة استمرار للنبوّة ، والدليل الذي يوجب إرسال الرسل وبعث الأنبياء هو نفسه يوجب أيضا نصب الإمام بعد الرسول.
فلذلك نقول : إنّ الإمامة لا تكون إلاّ بالنص من اللّه تعالى على لسان النبي أو لسان الإمام الذي قبله ، وليست هي بالإختيار ، والانتخاب من الناس ، فليس إذا شاؤوا أن ينصّبوا أحدا نصّبوه ، وإذا شاؤوا أن يعيّنوا إماما لهم عيّنوه ، ومتى شاؤوا أن يتركوا تعيينه تركوه ، ليصح لهم البقاء بلا إمام ، بل «مَن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة» على ما ثبت ذلك عن الرسول الأعظم بالحديث المستفيض.
وعليه لا يجوز أن يخلو عصر من العصور من إمام مفروض الطاعة ، منصوب من اللّه تعالى؛ سواء أبى البشر أم لم يأبوا ، وسواء ناصروه أم لم يناصروه ، أطاعوه أم لم يطيعوه ، وسواء كان حاضرا أم غائبا عن أعين الناس؛ إذ كما يصح أن يغيب النبي ـ كغيبته في الغار والشعب ـ صحّ أن يغيب الإمام ، ولا فرق في حكم العقل بين طول الغيبة وقصرها.
قال اللّه تعالى : «وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ» (١).
وقال : «وَإِن مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ»(2)
بيان في معنى الإمامة وخصائصها :
معنى الإمام :
تطلق كلمة الإمام أو القائد على شخص يقود جماعة أو فئة ، ويتحمل عب ء هذه المسؤولية ، أما في المسائل الاجتماعية أو السياسية أو الدينية. ويرتبط عمله بالمحيط الذي يعيش فيه ، ومدى سعة المجال للعمل فيه أو ضيقه.
إن الشريعة الإسلامية المقدسة تنظر إلى الحياة العامة للبشر من كل جهة ، فهي تصدر أوامرها لإرشاد الإنسان في الحياة المعنوية ، وكذا في الحياة الصورية من الناحية الفردية ، وتتدخل في إدارة شؤونه ، كما تتدخل في حياته الاجتماعية والقيادية (الحكومة) أيضا.
وعلى ما مر ذكره ، فإنّ الإمام أو القائد الديني في الإسلام ، يمكن أن يكون مورد اهتمام من جهات ثلاث :
الأولى : من جهة الحكومة الإسلامية.
الثانية : من جهة بيان المعارف والأحكام الإسلامية ونشرها.
الثالثة : من جهة القيادة والإرشاد في الحياة المعنوية.
تعتقد الشيعة بأن المجتمع الإسلامي يحتاج إلى الجهات الثلاث التي سبق ذكرها ، احتياجا مبرما ، والذي يتصدى لقيادة الجهات الثلاث ، بما فيها قيادة المجتمع ، يجب أن يعين من قبل اللّه والرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله(3)
علما بأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أيضا يعين الإمام بأمر من اللّه تعالى.
مما تقدم نستطيع أن نحصل على النتائج التالية :
١ ـ إنّ الإمام لكل أمة ، يمتاز بسمو روحي وحياة معنوية رفيعة وهو يروم هداية الناس إلى هذه الحياة.
٢ ـ بما أنّهم قادة وأئمة لجميع أفراد ذلك المجتمع ، فهم أفضل من سواهم.
٣ ـ إنّ الذي يصبح قائدا للأمّة بأمر من اللّه تعالى ، فهو قائد للحياة الظاهرية والحياة المعنوية معا ، وما يتعلق بهما من أعمال ، تسير مع سيره ونهجه.
خصائص الإمامة :
تعتقد الشيعة : أنّ الإمام كالنبي يجب أن يكون معصوما من جميع الرذائل والفواحش ، ما ظهر منها وما بطن ، من سنّ الطفولة إلى الموت.
كما يجب أن يكون معصوما من السهو والخطأ والنسيان؛ لأنّ الأئمة حفظة الشرع ، والقوّامون عليه ، حالهم في ذلك حال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والدليل الذي اقتضانا أن نعتقد بعصمة الأنبياء هو نفسه يقتضينا أن نعتقد بعصمة الأئمة ، بلا فرق.
ونعتقد : أنّ الإمام كالنبي يجب أن يكون أفضل الناس في صفات الكمال ، من شجاعة ، وكرم ، وعفّة ، وصدق ، وعدل ، ومن تدبير ، وعقل ، وحكمة وخلق.
والدليل في النبي هو نفسه الدليل في الإمام ...
أمّا علمه؛ فهو يتلقّى المعارف والأحكام الإلهية وجميع المعلومات من طريق النبي أو الإمام من قبله. وإذا استجدّ شيء لا بدّ أن يعلمه من طريق الإلهام بالقوة القدسية التي أودععها اللّه تعالى فيه ، فإن توجّه إلى شيء وشاء أن يعلمه على وجهه الحقيقي ، لايخطئ فيه ولا يشتبه ، ولا يحتاج في كلّ ذلك إلى البراهين العقلية ، ولا إلى تلقينات المعلّمين ، وإن كان علمه قابلاً للزيادة والاشتداد ، ولذا قال صلى‌الله‌عليه‌وآله في دعائه : «رَبِّ زدني علما» (4).
الأئمة الاثنا عشر عليهم‌السلام :
تستكمل العقيدة الشيعية في الإمامة حلقاتها بتسمية الأئمة الذين ورد النص بأسمائهم ، أئمة بعد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهم اثنا عشر إماما ، من سادة وزعماء آل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، تباعا وهم :
١ ـ الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام :
أبوه : أبو طالب واسمه عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم
أمه : فاطمة بن أسد بن هاشم بن عبد مناف.
مولده : في مكة المكرمة (في بيت اللّه الحرام) يوم الجمعة الثالث عشر من
شهر رجب قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة.
شهادته : استشهد في الكوفة في الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة (٤٠ هـ) ودفن في النجف الأشرف.
عمره الشريف : ٦٣ سنة وقيل ٦٥ سنة.
٢ ـ الإمام الحسن بن علي عليهما‌السلام :
أبوه : الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام.
أمه : سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بنت رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله .
مولده : في المدينة المنورة ليلة النصف من شهر رمضان السنة الثانية للهجرة وقيل السنة الثالثة.
شهادته : في المدينة المنورة في اليوم السابع من شهر صفر سنة (٥٠ هـ) ودفن في البقيع.
عمره الشريف : ٤٦ أو ٤٧ أو ٤٨ سنة.
٣ ـ الإمام الحسين بن علي عليهما‌السلام :
أبوه : الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام.
أمه : سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بنت رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله .
مولده : بالمدينة المنورة في الثالث من شهر شعبان السنة الثالثة للهجرة.
شهادته : في كربلاء في اليوم العاشر من شهر محرم سنة (٦١ هـ) ودفن في كربلاء.
عمره الشريف : ٥٨ سنة.
٤ ـ الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه‌السلام :
أبوه : الإمام الحسين بن علي عليه‌السلام.
أمه : شاه زنان بنت يزدجر وقيل إسمها شهربانويه.
مولده : بالمدينة المنورة في الخامس من شعبان سنة ٣٨ للهجرة.
شهادته : بالمدينة المنورة في الخامس والعشرين من شهر المحرم الحرام السنة (٩٥ هـ) ودفن في البقيع.
عمره الشريف : ٥٧ سنة.
٥ ـ الإمام محمد بن علي الباقر عليه‌السلام :
أبوه : الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه‌السلام.
أمه : فاطمة بنت الإمام الحسن بن علي عليهما‌السلام.
مولده : بالمدينة المنورة في غرة رجب سنة ٥٧ للهجرة.
شهادته : بالمدينة المنورة في السابع من ذي الحجة سنة (١١٤ هـ) ودفن في البقيع.
عمره الشريف : ٥٧ سنة.
٦ ـ الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام :
أبوه : الإمام محمد بن علي الباقر عليه‌السلام.
أمه : فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر.
مولده : بالمدينة المنورة في السابع عشر من شهر ربيع الأول سنة ٨٣ للهجرة.
شهادته : بالمدينة المنورة في الخامس والعشرين من شوال سنة (١٤٨ هـ) ودفن في البقيع.
عمره الشريف : ٦٥ سنة.
٧ ـ الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه‌السلام :
أبوه : الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام.
أمه : حميدة المصفّاة.
مولده : بالأبواء (موضع بين مكة والمدينة) في السابع من شهر صفر سنة ١٢٨ للهجرة.
شهادته : ببغداد في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة (١٨٣ هـ) ودفن في مقابر قريش في الجانب الغربي من بغداد «مدينة الكاظمية».
عمره الشريف : ٥٥ سنة.
٨ ـ الإمام علي بن موسى الرضا عليه‌السلام :
أبوه : الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه‌السلام.
أمه : أم البنين وتسمى تكتم وقيل نجمة.
مولده : بالمدينة المنورة في الحادي عشر من ذي القعدة سنة ١٤٨ للهجرة.
شهادته : بطوس من أرض خراسان في السابع عشر من شهر صفر سنة (٢٠٣ هـ) ودفن في طوس.
عمره الشريف : ٥٥ سنة.
٩ ـ الإمام محمد بن علي الجواد عليه‌السلام :
أبوه : الإمام علي بن موسى الرضا عليه‌السلام.
أمه : تدعى سبيكة من أهل بيت مارية القبطية.
مولده : بالمدينة المنورة في العاشر من شهر رجب سنة ١٩٥ للهجرة.
شهادته : ببغداد في أول ذي القعدة وقيل في آخره وقيل في الخامس من ذي الحجة سنة (٢٢٠ هـ) ودفن في مقابر قريش غربي بغداد «الكاظمية».
عمره الشريف : ٢٥ سنة.
١٠ ـ الإمام علي بن محمد الهادي عليه‌السلام :
أبوه : الإمام محمد بن علي الجواد عليه‌السلام.
أمه : سمانة المغربية وقيل جمانة.
مولده : في «صريا» قريبة من نواحي المدينة المنورة في الأول أو الثاني من شهر رجب وقيل في النصف من ذي الحجة سنة ٢١٢ أو ٢١٤ للهجرة.
شهادته : بسر من رأى «سامراء» في الثالث من شهر رجب سنة (٢٥٤ هـ) ودفن بداره في سامراء.
عمره الشريف : ٤٢ سنة.
١١ ـ الإمام الحسن بن علي العسكري عليه‌السلام :
أبوه : الإمام علي بن محمد الهادي عليه‌السلام.
أمه : تسمّى «سوسن» أو «حديثة» أو «سليل».
مولده : بالمدينة المنورة في الثامن أو العاشر من شهر ربيع الثاني سنة ٢٣٢ للهجرة.
شهادته : بسامراء في الثامن من شهر ربيع الأول سنة (٢٦٠ هـ) ودفن بداره في سامراء.
عمره الشريف : ٢٨ سنة.
١٢ ـ الإمام المهدي المنتظر محمد بن الحسن عليه‌السلام :
أبوه : الإمام الحسن بن علي العسكري عليه‌السلام.
أمه : تسمى «نرجس».
مولده : بسامراء في النصف من شهر شعبان سنة ٢٥٥ للهجرة.
غيبته : له غيبتان :
١ ـ الغيبة الصغرى : (٢٦٠ ـ ٣٢٩ للهجرة).
٢ ـ الغيبة الكبرى : ابتدأت سنة ٣٢٩ هـ ولا يعلم أمدها إلاّ اللّه عزّ وجل ، وأنّه لابدّ من ظهوره في آخر الزمان ليملأ الأرض عدلاً وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ، وعلى طبق ما أخبر به النبي الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله وسائر آبائه الأطهار عليهم‌السلام.
المصادر :
1- سورة الرعد : ١٣ / ٧.
2- سورة فاطر : ٣٥ / ٢٤./عقائد الامامية : ٣٠٩ ـ ٣١٢.
3- أوائل المقالات / المفيد : ٣٩ ـ ٤١.
4- عقائد الإمامية : ٣١٣ ـ ٣١٤.
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.