عمرو بن حريث

عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن مخزوم بن يقضة ، المخزومي ، القرشيّ ، وكنيته : أبو سعيد.استخلفه سعيد بن العاص على إمارة الكوفة سنة 34للهجرة
Saturday, February 3, 2018
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
عمرو بن حريث
 عمرو بن حريث


عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن مخزوم بن يقضة ، المخزومي ، القرشيّ ، وكنيته : أبو سعيد (1).
استخلفه سعيد بن العاص على إمارة الكوفة سنة 34للهجرة (2) وذلك عند ذهاب سعيد إلى المدينة بناء على استدعائه من قبل الخليفة عثمان ابن عفّان ، ثمّ طرده أهل الكوفة ، كما طردوا" أميرهم" (3) سعيد.
وفي سنة 50 للهجرة ، جمعت ولاية" المصرين" (4) إلى زياد بن أبيه من قبل معاوية بن أبي سفيان ، فذهب زياد إلى الكوفة ثمّ رجع إلى البصرة ، واستخلف على الكوفة عمرو بن حريث (5).
وفي سنة 60 للهجرة جاء عبيد الله بن زياد أميرا على الكوفة من قبل يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، ثمّ ولّاه يزيد" المصرين" أيضا ، فكان عند ما يذهب عبيد الله بن زياد إلى البصرة ، يستخلف عمرو بن حريث على الكوفة (6).
وفي سنة 73 للهجرة ، جمع عبد الملك بن مروان لأخيه بشر بن مروان إمارة" المصرين" فذهب بشر إلى البصرة ، واستخلف على الكوفة عمرو بن حريث (7).
وكان عمرو بن حريث يميل إلى بني أميّة ، كما أنّهم أي" بنو أميّة" يميلون إليه ويثقون به ، ولذلك كانوا يولّونه إمارة الكوفة عدّة مرّات ، فأصبح عمرو بن حريث من أغنى أهل الكوفة ، حيث اشترى دارا بالكوفة إلى جانب المسجد ، وكانت كبيرة ، ومشهورة ، وقيل إنّه أوّل قرشيّ اشترى دارا بالكوفة (8).
وكان عمرو بن حريث يشتغل بالتجارة ، إضافة على ما تدر عليه إمارتي" الكوفة والبصرة" من هدايا ورواتب وعطايا. وقد اشترى غنائم" معركة نهاوند" بألفي ألف درهم عند ما كان في البصرة ، ثمّ باعها في الكوفة بضعف ما اشتراها (9).
وعند ما دخل عبد الملك بن مروان إلى الكوفة سنة 71 للهجرة ، وذلك بعد مقتل مصعب بن الزبير ، أقام له عمرو بن حريث ، مأدبة كبيرة في" قصر الخورنق" (10) قدّم فيها ما لذّ وطاب من أنواع الطعام والشراب ، وعند ما دخل عمرو بن حريث إلى القصر ، أجلسه عبد الملك معه على سريره ، وبعد ما فرغوا من الطعام ، قال عبد الملك لعمرو بن حريث :
(ما ألذّ عيشنا لو دام ، ولكنّنا كما قال الأول (11) :
وكلّ جديد يا أميم إلى بلى / وكل امرئ يصير يوما إلى كان
ثمّ أخذ عبد الملك يتجول في القصر ، ومعه عمرو بن حريث ، وهو يسأله : لمن هذا القصر؟ ومن بناه؟ وعمر بن حريث يجيبه على أسئلته ، فقال عبد الملك :
إعمل على مهل فإنّك ميّت / واكدح لنفسك أيّها الإنسان
فكأنّ ما قد كان لم يك إذ مضى / وكأنّ ما هو كائن كان
وقيل : تزوج عمرو بن حريث ابنة أسماء بن خارجة ، فقالت له ذات يوم : (ما أحسبك وأبي تقرآن من كتاب الله إلّا حرفين). قال وما هما؟ قالت : (كان أبي يقرأ : (وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)(12) وأنت تقرأ : (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ)(13).
وكان عمرو بن حريث من الّذين شهدوا على حجر بن عدي الكندي (14) وجماعته ، أمام زياد بن أبيه ، وكانت تلك الشهادة مما سببت في قتل حجر وجماعته من قبل معاوية بن أبي سفيان ، وكان عمرو بن حريث آنذاك أحد رؤوس الأرباع في الكوفة ، وكان على ربع أهل المدينة (15).
ولمّا مات يزيد بن معاوية بن أبي سفيان سنة 64للهجرة (16) ، وكذلك مات ابنه معاوية الثاني ، كان الأمير على العراق عبيد الله بن زياد ، وكان آنذاك في البصرة ، وعلى الكوفة خليفته عمرو بن حريث. فخطب عبيد الله بن زياد في أهل البصرة قائلا : (إنّ يزيد بن معاوية قد مات ، وقد لحقه ابنه معاوية فمات أيضا ، ولم يستخلف أحدا للخلافة ، وبقي الأمر شورى) (17).
وقال في خطبته أيضا : (لا أرض اليوم أوسع من أرضكم ، ولا عدد أكثر من عددكم ، ولا مال أكثر من مالكم ، ففي بيت مالكم مائة ألف ألف درهم ، ومقاتلتكم ستون ألفا ، وعطاؤهم ، وعطاء العيال ستون ألف ألف درهم ، فانظروا رجلا تنظرونه يقوم بأمركم ، ويجاهد عدوكم ، وينصف مظلومكم من ظالمكم ، ويوزع بينكم أموالكم) (18).
فقام إليه أشراف أهل البصرة ، ومنهم : الأحنف بن قيس وقيس بن الهيثم السلمي ومسمع بن مالك العبدي ، وقالوا له : (ما نعلم ذلك الرجل غيرك أيّها الأمير ، وأنت أحقّ بهذا الأمر من غيرك).
فكتب عبيد الله بن زياد إلى عمرو بن حريث" خليفته على الكوفة" يعلمه بما قرّر أهل البصرة ، ويطلب منه أن يأمر أهل الكوفة أن يحذوا حذو أهل البصرة.
فصعد عمرو بن حريث" منبر الكوفة" وخطب في الناس ، وأخبرهم بما اتفق عليه أهل البصرة ، وطلب منهم أن يؤيدوا رأي البصرة.
فقام إليه يزيد بن رويم الشيباني وقال : (الحمد لله الّذي أطلق إيماننا ، لا حاجة لنا في بني أميّة ، ولا في إمارة ابن مرجانة) (19).
عندها ثار أهل الكوفة ، فطردوا عمرو بن حريث ، وجعلوا أميرا عليهم من قبلهم (20) ، ثمّ بايعوا لعبد الله بن الزبير (21).
مات عمرو بن حريث بالكوفة سنة 85 للهجرة (22) ، في خلافة عبد الملك بن مروان. وقيل سنة 78للهجرة (23).

ثابت بن قيس بن الخطيم الأنصاري

هو ثابت بن قيس بن الخطيم بن عمرو بن يزيد بن سواد ، وقيل هو ثابت بن قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر الأنصاري الظفري ، وظفر بطن من الأوس (24).
استخلفه سعيد بن العاص على إمارة الكوفة سنة 34 للهجرة (25) ، وذلك عند ذهاب سعيد إلى المدينة لملاقات الخليفة عثمان بن عفّان. ثمّ ثار أهل الكوفة على سعيد بن العاص بزعامة مالك بن الأشتر النخعي ، فأمر الأشتر النخعي بإخراج ثابت بن قيس من قصر الإمارة ، فأخرجوه (26).
وكان أبوه" قيس بن الخطيم" شاعر الأوس ، وأحد أبطالها وصناديدها في الجاهلية ، وأول ما اشتهر به هو أنّه تتبع قاتلي أبيه وجده حتّى قتلهما ، وقال في ذلك شعرا ، وقد أدرك الإسلام ، إلّا أنّه تريّث في إسلامه ، فقتل قبل أن يدخل فيه ، قتل قبل الهجرة بحوالي سنتين (27).
شهد ثابت بن قيس مع الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام حروب الجمل والنهروان وصفّين. ولثابت بن قيس ثلاثة بنين" عمرو ومحمّد ويزيد" قتلوا يوم الحرّة.
مات ثابت بن قيس في خلافة معاوية (28).
المصادر:
1- النووي ـ تهذيب الأسماء. ج ٢ / ٢٦ والمصدر السابق. ج ٣ / ٤١٨.
2- تاريخ الطبري. ج ٣ / ١٤٨.
3- تاريخ خليفة بن خياط. ج ١ / ١٨٠ وتاريخ الطبري. ج ٤ / ٣٣٠.
4- المصران : الكوفة والبصرة.
5- أبو الفرج الأصبهاني ـ الأغاني. ج ١٧ / ١٣٤ والبلاذري ـ فتوح البلدان. ص ٢٧١.
6- الذهبي ـ سير أعلام النبلاء. ج ٣ / ٤١٩.
7- تاريخ الطبري. ج ٦ / ١٩٤ وابن الأثير ـ الكامل. ج ٤ / ٣٦٣.
8- النووي ـ تهذيب الأسماء. ج ٤ / ٢٧ والذهبي ـ سير أعلام النبلاء. ج ٣ / ٤١٨.
9- تاريخ الطبري. ج ٤ / ١١٧ وأحمد صالح العلي ـ التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية في البصرة. ص ٢١٩.
10- قصر الخورنق : بناه النعمان بن امرؤ القيس بظهر الحيرة ، واستغرق بناؤه ستين سنة ، بناه رجل رومي ، ولمّا أكمل بناءه قذفه النعمان من أعلى القصر فمات ، فضرب به المثل المشهور : (جزاء سنمار).
11- تاريخ الطبري. ج ٦ / ١٦٧ وابن الأثير ـ الكامل. ج ٤ / ٣٣٢.
12- سورة سبأ : الآية ٣٩.
13- سورة الإسراء : الآية ٢٧.
14- حجر بن عدي : سوف نتكلم عنه عند ترجمة زياد بن أبيه.
15- تاريخ الطبري. ج ٥ / ٢٦٨.
16- ابن العماد ـ شذرات الذهب. ج ١ / ٢٨٦.
17- المسعودي ـ مروج الذهب. ج ٣ / ٨٤.
18- نفس المصدر السابق.
19- مرجانة : هي أمّ عبيد الله بن زياد.
20- تاريخ ابن خلدون. ج ٣ / ١٣٧.
21- عبد الله بن الزبير : وقد كتبنا ترجمته ص ١.
22- الطبقات ـ ابن سعد. ج ٦ / ٢٣ وذيل المذيل ـ تاريخ الطبري ص ٥٢٧ وابن الأثير ـ الكامل. ج ٤ / ٥١٦ والنووي ـ تهذيب الأسماء واللغات. ج ٢ / ٢٦ وابن العماد ـ الشذرات. ج ١ / ٣٤٩ ولويس ماسينيون ـ خطط الكوفة ص ٨٢.
23- خليفة ابن خياط ـ الطبقات. ص ٢٠.
24- ابن الأثير ـ أسد الغابة في معرفة الصحابة. ج ١ / ٤٥٠.
25- ابن أعثم الكوفي ـ الفتوح. ج ٢ / ١٩٢.
26- المسعودي ـ مروج الذهب. ج ٢ / ٣٣٨ والزركلي ـ الأعلام. ج ٦ / ٢٤١.
27- المصدر السابق الثاني. ج ٥ / ٢٠٥.
28- ابن الأثير ـ أسد الغابة في معرفة الصحابة. ج ١ / ٤٥٠.
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.