هو جرير بن عبد الله بن جابر بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جشم ابن عويف ، بن خزيمة بن حرب بن عليّ بن مالك بن سعيد بن نذير بن قسر ، البجليّ ، القسريّ ، وكنيته : أبو عبد الله ، وقيل أبو عمرو ، لقوله :
أنا جرير كنيتي أبو عمرو / أضرب بالسيف وسعد في القصر
استخلفه المغيرة بن شعبة على إمارة الكوفة سنة50 للهجرة ، وقيل استخلف ابنه عروة بن المغيرة ، وذلك عند مرضه الّذي مات منه
أسلم جرير على يد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سنة 10 للهجرة ، فأكرم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم مقدمه وقال : (إذا جاءكم كريم فأكرموه). وروى عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أحاديث كثيرة ، وقيل أسلم في السنة الّتي مات فيها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بعد نزول آية الوضوء
وكان جرير جميل الصورة ، حتّى قال فيه الخليفة عمر بن الخطاب : (جرير يوسف هذه الأمة). وقال فيه أيضا : (نعم السيد كنت في الجاهلية ونعم السيد أنت في الإسلام).
وعند ما جاء جرير بن عبد الله من اليمن ، أرسله عمر إلى العراق سنة 14 للهجرة مع جيش مكوّن من القبائل ، وجعله أميرا عليهم ، ولمّا وصل بالقرب من الكوفة كتب إليه المثنى بن حارثة الشيبانيّ كتابا جاء فيه : (أقبل إليّ إنّما أنت لي مدد) (1).
فقال جرير : (إنّي لست فاعلا ، إلا أن يأمرني بذلك أمير المؤمنين فأنت أمير ، وأنا أمير). ثمّ ذهب جرير نحو الجسر ، فلقيه مهران بن باذان عند النخيله ، فوقعت بينهما معركة ، قتل فيها مهران ، وقد اشترك في قتله كلّ من المنذر بن الحسّان ، وجرير بن عبد الله ، وقد اختصما في سلبه ، فأخذ جرير السلاح ، وأخذ المنذر المنطقة
وجرير : هو سيّد قبيلة بجيلة ، وفيهم قال الشاعر :
لو لا جرير هلكت بجيلة / نعم الفتى وبئس القبيلة
وقيل : تفاخر جرير (أيّام الجاهلية) مع خالد بن أرطأة الكلبيّ ، فذهبا إلى الأقرع بن حابس (وكان عالم العرب في زمانه) ليكون حكما بينهما ، فقال الأقرع لخالد : قل ما عندك ، فقال : (ننزل بالبراح ، ونطعن بالرماح ، ونحن فتيان الصباح).
ثم التفت إلى جرير وقال له : هات ما عندك ، فقال : (نحن أهل الذهب الأصفر ، والأحمر المعتصر ، نخيف ولا نخاف ، ونطعم ولا نستطعم ، ونحن حيّ اللقاح ، نطعم ما هبّت الرياح ، نضمن الدهر ونصوم الشهر ، ونحن الملوك لقسر)
فقال الأقرع لجرير : (واللّات والعزّى لو نافرت قيصر ملك الروم وكسرى عظيم الفرس والنعمان ملك العرب لنفرت عليهم). وقال عمر بن خشارم البجليّ في تلك المفاخرة :
يا أقرع بن حابس يا أقرع / إنّي أخوك فانضرن ما تصنع
إنّك إن يصرع أخوك تصرع / إنّي أنا الداعي نزارا فاسمعوا
في باذخ من عز مجد يفرع / به يضرّ قادر وينفع
وادفع غدا وأمنع / عزّ ألدّ شامخ لا يطمع
يتبعه الناس ولا يستتبع / هل إلّا أذنب وأكرع
وزمع مؤتشب مجمع / وحسب وغلّ وأنف أجدع
وقيل سأله عمر بن الخطاب يوما عن الناس. فقال جرير : (هم كسهام الجعبة منهم القائم الرائش ، والنصل الطائش). وكان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أرسل جرير إلى هدم (ذي الخلصة) فهدمه. وشارك جرير في (معركة الجسر) مع أبي عبيدة الثقفيّ وجعله سعد بن أبي وقّاص على ميمنة الجيش في (معركة القادسية)
ولمّا انتخب الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام خليفة للمسلمين كتب إلى جرير بن عبد الله (وكان جرير آنذاك أميرا على ثغر همدان) من قبل عثمان بن عفّان ، يأمره بالمجيء إلى الكوفة ، ليذهب إلى الشام رسولا عنه إلى معاوية بن أبي سفيان. وكان مع الإمام عليّ عليهالسلام ابن أخت جرير ، فكتب هذا إلى خاله كتابا وضمنه بالأبيات التالية : (2)
جرير بن عبد الله لا تردد الهدى / وبايع عليا إنّي لك ناصح
فإنّ عليا خير من وطأ الحصى / سوى أحمد والموت غاد ورائح
ودع عنك قول الناكثين فإنّما / أولاك أبا عمرو كلاب نوائح
وبايعه إن بايعته بنصيحة / ولا يكتمنها في ضميرك فادح
فإنّك إن تطلب الدين تعطه / وإن تطلب الدنيا فبيعك رابح
إلى آخر الأبيات.
ولمّا وصل الكتاب إلى جرير جمع الناس وخطب فيهم ، ثمّ سار بمن معه من الجيش حتّى وصل الكوفة ، ودخل على الإمام عليّ عليهالسلام فبايعه ، وأنشأ يقول شعرا نقتبس منه :
أتانا كتاب عليّ فلم / يناب الكتاب بأرض العجم
ولما نعص ما فيه لما أتى / ولما نظام ولما ندم
مضينا يقينا على ديننا / ودين بني بجل الظلم
له الفضل والسبق والمكرمات / وبيت النبوة والمدعم
ثم طلب الإمام عليّ عليهالسلام من جرير أن يذهب إلى معاوية في الشام لمبايعته ، فلمّا وصل جرير إلى الشام ، دخل على معاوية وهو يخطب بالناس وهم يبكون حوله وقميص عثمان معلّق في رمح فأعطاه جرير الكتاب فقال رجل من أهل الشام لمعاوية :
إنّ بني عمّك عبد المطلب / هم قتلوا شيخكم غير كذب
وأنت أولى الناس بالوثب فثب / واغضب معاوي للإله وارتقب
بادر بخيل الأمّة الغار الأشب / بجمع أهل الشام ترشد وتصب
وسر مسير المحزئل الملتئب / وهزهز الصعدة لليأس الشغب
ثم أعطى ذلك الرجل كتابا إلى معاوية من الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، جاء فيه : (3)
معاوي إنّ الملك قد جبّ غاربه / وأنت بما في كفّك اليوم صاحبه
أتاك كتاب من عليّ بخطه / هي الفصل فاختر سلمه أو تحاربه
فإن كنت تنوي أن تجيب كتابه / فقبح ممليه وقبح كاتبه
وإن كنت تنوي رجع جوابه / فأنت بأمر اللامحال راكبه
فألقي إلى الحيّ اليمانين كلمة / تنال بها الامر الّذي أنت طالبه
تقول : أمير المؤمنين اصابه / عدوّ ومالهم عليه أقاربه
وكنت أميرا قبل الشام فيكم / وحسبي من الحقّ الّذي واجبه
فجيئوا ومن أوس بشيرا مكانه / ندافع بحرا لا تردّ غواربه
فأكثر وأقلل مالها الدهر صاحب / سواك فصرّح لست ممن تواربه
فقال معاوية لجرير : أقم عندنا ، ريثما يهدأ الناس ، فانّهم بعد مقتل عثمان قد نفروا. فبقي جرير عند معاوية أربعة أشهر. ثمّ رجع جرير ، بعد ان رفض معاوية المبايعة.
وكان معاوية خلال هذه الفترة قد اتصل بعمرو بن العاص ، وتشاورا فيما بينهما ، واتفقا على عدم مبايعة الإمام عليّ عليهالسلام.
ثم جاء كتاب آخر من الوليد بن عقبة إلى معاوية جاء فيه :
ألا أبلغ معاوية بن حرب / فإنك من أخي ثقة مليم
قطعت الدهر كالسدم المعنى / تهدر في دمشق وما تريم
فإنّك والكتاب إلى عليّ / كرابعة وقد حلم الأديم
فلو كنت القتيل وكان حيّا / لشمّر لا ألّف ولا سؤوم
وقيل إنّ جرير توضأ فمسح على خفيّه فقيل له أتمسح على خفيّك؟
قال : (ومالي لا أمسح ، وقد رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يمسح؟.
وقيل إنّ حديث جرير (هذا) هو أوثق حديث في المسح ، لأن جرير أسلم في العام الّذي مات فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد نزول آية الوضوء.
وقيل إنّ جرير البجليّ أنتقل من الكوفة إلى (قرقيسياء) وقال : (لا أقيم في بلدة يشتم فيها عثمان). ثمّ أعتزل الفريقين (الإمام عليّ ومعاوية).
وقال (الأخطل) مادحا جرير بن عبد الله بقصيدة نختطف منها
عندي بنائلة الإحسان والصفدا
إنّي امتدحت جرير الخير إن له / إنّ جريرا شهاب الحرب يسعرها
إذا توكّلها أصحابها وفدا / جرّ القبائل ميمون نقيته
يغشى بهن سهول الأرض والجددا / تحمله كلّ حرارة مجلّلة
تخال فيها إذا ما هرولت حردا
مات جرير بن عبد الله البجليّ في الكوفة سنة 51 للهجرة وقيل سنة 54 (4)
المصادر :
1- ابن حبان ـ الثقات. ج ٢ / ٢٠٤.
2- ابن الجوزي ـ تلقيح فهوم الأثر. ص ١١٣.
3- ابن منظور ـ مختصر تاريخ دمشق. ج ٦ / ٢٧.
4- تاريخ ابن خياط. ج ١ / ٢٥٨. وابن حبان ـ الثقات. ج ٣ / ٥٥. والخطيب البغدادي ـ تاريخ بغداد. ج ١ / ١٨٨. وعبد القادر عمر البغدادي ـ خزانة الأدب. ج ٨ / ٢٢. وابن العماد ـ شذرات الذهب. ج ١ / ٥٨. وابن منظور ـ مختصر تاريخ دمشق. ج ٦ / ٣٠.
أنا جرير كنيتي أبو عمرو / أضرب بالسيف وسعد في القصر
استخلفه المغيرة بن شعبة على إمارة الكوفة سنة50 للهجرة ، وقيل استخلف ابنه عروة بن المغيرة ، وذلك عند مرضه الّذي مات منه
أسلم جرير على يد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سنة 10 للهجرة ، فأكرم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم مقدمه وقال : (إذا جاءكم كريم فأكرموه). وروى عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أحاديث كثيرة ، وقيل أسلم في السنة الّتي مات فيها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بعد نزول آية الوضوء
وكان جرير جميل الصورة ، حتّى قال فيه الخليفة عمر بن الخطاب : (جرير يوسف هذه الأمة). وقال فيه أيضا : (نعم السيد كنت في الجاهلية ونعم السيد أنت في الإسلام).
وعند ما جاء جرير بن عبد الله من اليمن ، أرسله عمر إلى العراق سنة 14 للهجرة مع جيش مكوّن من القبائل ، وجعله أميرا عليهم ، ولمّا وصل بالقرب من الكوفة كتب إليه المثنى بن حارثة الشيبانيّ كتابا جاء فيه : (أقبل إليّ إنّما أنت لي مدد) (1).
فقال جرير : (إنّي لست فاعلا ، إلا أن يأمرني بذلك أمير المؤمنين فأنت أمير ، وأنا أمير). ثمّ ذهب جرير نحو الجسر ، فلقيه مهران بن باذان عند النخيله ، فوقعت بينهما معركة ، قتل فيها مهران ، وقد اشترك في قتله كلّ من المنذر بن الحسّان ، وجرير بن عبد الله ، وقد اختصما في سلبه ، فأخذ جرير السلاح ، وأخذ المنذر المنطقة
وجرير : هو سيّد قبيلة بجيلة ، وفيهم قال الشاعر :
لو لا جرير هلكت بجيلة / نعم الفتى وبئس القبيلة
وقيل : تفاخر جرير (أيّام الجاهلية) مع خالد بن أرطأة الكلبيّ ، فذهبا إلى الأقرع بن حابس (وكان عالم العرب في زمانه) ليكون حكما بينهما ، فقال الأقرع لخالد : قل ما عندك ، فقال : (ننزل بالبراح ، ونطعن بالرماح ، ونحن فتيان الصباح).
ثم التفت إلى جرير وقال له : هات ما عندك ، فقال : (نحن أهل الذهب الأصفر ، والأحمر المعتصر ، نخيف ولا نخاف ، ونطعم ولا نستطعم ، ونحن حيّ اللقاح ، نطعم ما هبّت الرياح ، نضمن الدهر ونصوم الشهر ، ونحن الملوك لقسر)
فقال الأقرع لجرير : (واللّات والعزّى لو نافرت قيصر ملك الروم وكسرى عظيم الفرس والنعمان ملك العرب لنفرت عليهم). وقال عمر بن خشارم البجليّ في تلك المفاخرة :
يا أقرع بن حابس يا أقرع / إنّي أخوك فانضرن ما تصنع
إنّك إن يصرع أخوك تصرع / إنّي أنا الداعي نزارا فاسمعوا
في باذخ من عز مجد يفرع / به يضرّ قادر وينفع
وادفع غدا وأمنع / عزّ ألدّ شامخ لا يطمع
يتبعه الناس ولا يستتبع / هل إلّا أذنب وأكرع
وزمع مؤتشب مجمع / وحسب وغلّ وأنف أجدع
وقيل سأله عمر بن الخطاب يوما عن الناس. فقال جرير : (هم كسهام الجعبة منهم القائم الرائش ، والنصل الطائش). وكان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أرسل جرير إلى هدم (ذي الخلصة) فهدمه. وشارك جرير في (معركة الجسر) مع أبي عبيدة الثقفيّ وجعله سعد بن أبي وقّاص على ميمنة الجيش في (معركة القادسية)
ولمّا انتخب الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام خليفة للمسلمين كتب إلى جرير بن عبد الله (وكان جرير آنذاك أميرا على ثغر همدان) من قبل عثمان بن عفّان ، يأمره بالمجيء إلى الكوفة ، ليذهب إلى الشام رسولا عنه إلى معاوية بن أبي سفيان. وكان مع الإمام عليّ عليهالسلام ابن أخت جرير ، فكتب هذا إلى خاله كتابا وضمنه بالأبيات التالية : (2)
جرير بن عبد الله لا تردد الهدى / وبايع عليا إنّي لك ناصح
فإنّ عليا خير من وطأ الحصى / سوى أحمد والموت غاد ورائح
ودع عنك قول الناكثين فإنّما / أولاك أبا عمرو كلاب نوائح
وبايعه إن بايعته بنصيحة / ولا يكتمنها في ضميرك فادح
فإنّك إن تطلب الدين تعطه / وإن تطلب الدنيا فبيعك رابح
إلى آخر الأبيات.
ولمّا وصل الكتاب إلى جرير جمع الناس وخطب فيهم ، ثمّ سار بمن معه من الجيش حتّى وصل الكوفة ، ودخل على الإمام عليّ عليهالسلام فبايعه ، وأنشأ يقول شعرا نقتبس منه :
أتانا كتاب عليّ فلم / يناب الكتاب بأرض العجم
ولما نعص ما فيه لما أتى / ولما نظام ولما ندم
مضينا يقينا على ديننا / ودين بني بجل الظلم
له الفضل والسبق والمكرمات / وبيت النبوة والمدعم
ثم طلب الإمام عليّ عليهالسلام من جرير أن يذهب إلى معاوية في الشام لمبايعته ، فلمّا وصل جرير إلى الشام ، دخل على معاوية وهو يخطب بالناس وهم يبكون حوله وقميص عثمان معلّق في رمح فأعطاه جرير الكتاب فقال رجل من أهل الشام لمعاوية :
إنّ بني عمّك عبد المطلب / هم قتلوا شيخكم غير كذب
وأنت أولى الناس بالوثب فثب / واغضب معاوي للإله وارتقب
بادر بخيل الأمّة الغار الأشب / بجمع أهل الشام ترشد وتصب
وسر مسير المحزئل الملتئب / وهزهز الصعدة لليأس الشغب
ثم أعطى ذلك الرجل كتابا إلى معاوية من الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، جاء فيه : (3)
معاوي إنّ الملك قد جبّ غاربه / وأنت بما في كفّك اليوم صاحبه
أتاك كتاب من عليّ بخطه / هي الفصل فاختر سلمه أو تحاربه
فإن كنت تنوي أن تجيب كتابه / فقبح ممليه وقبح كاتبه
وإن كنت تنوي رجع جوابه / فأنت بأمر اللامحال راكبه
فألقي إلى الحيّ اليمانين كلمة / تنال بها الامر الّذي أنت طالبه
تقول : أمير المؤمنين اصابه / عدوّ ومالهم عليه أقاربه
وكنت أميرا قبل الشام فيكم / وحسبي من الحقّ الّذي واجبه
فجيئوا ومن أوس بشيرا مكانه / ندافع بحرا لا تردّ غواربه
فأكثر وأقلل مالها الدهر صاحب / سواك فصرّح لست ممن تواربه
فقال معاوية لجرير : أقم عندنا ، ريثما يهدأ الناس ، فانّهم بعد مقتل عثمان قد نفروا. فبقي جرير عند معاوية أربعة أشهر. ثمّ رجع جرير ، بعد ان رفض معاوية المبايعة.
وكان معاوية خلال هذه الفترة قد اتصل بعمرو بن العاص ، وتشاورا فيما بينهما ، واتفقا على عدم مبايعة الإمام عليّ عليهالسلام.
ثم جاء كتاب آخر من الوليد بن عقبة إلى معاوية جاء فيه :
ألا أبلغ معاوية بن حرب / فإنك من أخي ثقة مليم
قطعت الدهر كالسدم المعنى / تهدر في دمشق وما تريم
فإنّك والكتاب إلى عليّ / كرابعة وقد حلم الأديم
فلو كنت القتيل وكان حيّا / لشمّر لا ألّف ولا سؤوم
وقيل إنّ جرير توضأ فمسح على خفيّه فقيل له أتمسح على خفيّك؟
قال : (ومالي لا أمسح ، وقد رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يمسح؟.
وقيل إنّ حديث جرير (هذا) هو أوثق حديث في المسح ، لأن جرير أسلم في العام الّذي مات فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد نزول آية الوضوء.
وقيل إنّ جرير البجليّ أنتقل من الكوفة إلى (قرقيسياء) وقال : (لا أقيم في بلدة يشتم فيها عثمان). ثمّ أعتزل الفريقين (الإمام عليّ ومعاوية).
وقال (الأخطل) مادحا جرير بن عبد الله بقصيدة نختطف منها
عندي بنائلة الإحسان والصفدا
إنّي امتدحت جرير الخير إن له / إنّ جريرا شهاب الحرب يسعرها
إذا توكّلها أصحابها وفدا / جرّ القبائل ميمون نقيته
يغشى بهن سهول الأرض والجددا / تحمله كلّ حرارة مجلّلة
تخال فيها إذا ما هرولت حردا
مات جرير بن عبد الله البجليّ في الكوفة سنة 51 للهجرة وقيل سنة 54 (4)
المصادر :
1- ابن حبان ـ الثقات. ج ٢ / ٢٠٤.
2- ابن الجوزي ـ تلقيح فهوم الأثر. ص ١١٣.
3- ابن منظور ـ مختصر تاريخ دمشق. ج ٦ / ٢٧.
4- تاريخ ابن خياط. ج ١ / ٢٥٨. وابن حبان ـ الثقات. ج ٣ / ٥٥. والخطيب البغدادي ـ تاريخ بغداد. ج ١ / ١٨٨. وعبد القادر عمر البغدادي ـ خزانة الأدب. ج ٨ / ٢٢. وابن العماد ـ شذرات الذهب. ج ١ / ٥٨. وابن منظور ـ مختصر تاريخ دمشق. ج ٦ / ٣٠.