الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وسلم

لقد كانت الحاجة إلى إرسال الأنبياء على الدوام، وذلك لِمَا كانت تتعرّض له الأديان من الإنحراف والتبديل، ولذا كان لا بدّ من أن يبعث الله عزّ وجلّ نبيّاً، هادياً، بشيراً ونذيراً وهو نبيُّ الإسلام.
Thursday, April 19, 2018
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وسلم
 الرسول الأعظم  صلى الله عليه واله وسلم


لقد كانت الحاجة إلى إرسال الأنبياء على الدوام، وذلك لِمَا كانت تتعرّض له الأديان من الإنحراف والتبديل، ولذا كان لا بدّ من أن يبعث الله عزّ وجلّ نبيّاً، هادياً، بشيراً ونذيراً وهو نبيُّ الإسلام.
قال تعالى:﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾1.
1ـ الدّليل على نبوة نبيّ الإسلام
يمكن إثبات نبوّة النبيّ بطريقين
أحدهما: إخبار نبيّ سابق، وقد أخبر عيسى (عليه السلام) بنبيّ يأتي من بعده اسمه أحمد، كما ورد التعرّض لذلك في القرآن الكريم.﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ﴾2.
ثانيهما: المعجزة التي كانت مع النبيّ (صلى الله عليه واله وسلم)، ومعجزة نبيّ الإسلام تختلف عن معاجز سائر الأنبياء؛ فهي معجزة خالدة، ما تزال إلى اليوم تشهد على نبوّة هذا النبيّ، وهي القرآن الكريم.وقد تحدّى الله عزّ وجلّ الناس، بأن يأتوا بمثل هذا القرآن.
ـ إنّ معجزة نبيّ الإسلام، وهي القرآن الكريم، هي معجزة حيـّة لا نزال نشاهدها حتـّى اليوم.
قال تعالى:﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً﴾3.
كما تحدّاهم بالإتيان بعشر سور، قال تعالى:﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِين﴾4.
وَكذلِكَ، تحدّاهم بالإتيان بسورة منه، قال تعالى:﴿وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾5.
2ـ وجوه إعجاز القرآن
في القرآن وجوهٌ كثيرة من الإعجاز، وكلّما تقدَّم الزمن اكتشف الإنسان وجوهاً من إعجازه ومن هذه الوجوه
أ ـ البلاغة والفصاحة، فقد اعترف العربُ، وأقرّوا بعجزهم عن الوصول إلى فصاحة القرآن وبلاغته.
ب ـ الأخبار المتعلّقة بأقوام سابقين، كأصحاب الكهف، وقصّة سبأ، وذي القرنين، والعبد الصالح (الخضر) (عليه السلام).
ج ـ الأخبار الغيبيّة المتعلّقة بالمستقبل، كقصّة الروم:﴿غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ﴾6.
د ـ هناك آيات كثيرة تشير إلى اكتشافات علميّة متقدِّمة.
ز - عدم وجود التهافت والاختلاف بين آياته -﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا﴾7.
إستنتاج
ـ لإعجاز القرآن وجوه متعدّدة، أهمّها الفصاحة، والبلاغة، والإخبار المتعلّق بالماضي، والغيب في المستقبل، وإشاراته العلميّة.
3ـ النبوّة الخاتمة
لماذا كانت معجزة القرآن خالدة؟
الجواب واضحٌ لأنّ الإسلام خاتم الأديان، ونبيّ الإسلام خاتم الأنبياء فلا نبيّ بعده.
أوّلاً: خطاب القرآن كان خطاباً عامـّاً، يشمل البشر إلى يوم القيامة فنجد فيه قوله:﴿يَا بَنِي آدَمَ﴾،﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾.
ثانياً: إنّ القرآن وصف النبي صلى الله عليه واله وسلم بأنّه خاتم النبيّين، يقول تعالى:﴿وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾8
، ولذا ورد عنه قوله مخاطباً أمير المؤمنين(عليه السلام):"أَنْتَ مِنّيِ بِمَنْزِلَةِ هارونَ مِنْ موسى إَلا أَنَّهُ لا نَبْيَّ بَعْدي"9.
ثالثاً: لشموليـّة الإسلام وكماله، فأحكامه شاملة لكلّ ما يحتاجه البشر.
إستنتاج
النبيّ محمّد هو خاتم الأنبياء، وجعل عليّاً وصيّاً من بعده"أَنْتَ مِنّيِ بِمَنْزِلَةِ هارونَ مِنْ موسى إلّا أَنَّهُ لا نَبْيَّ بَعْدي".

مخافة الله‏

نقل الشيخ الصّدوق عليه الرحمة:بينما رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) مستظلٌّ بظلِّ شجرة في يوم شديد الحرِّ، إذ برجلٍ جاء فنزع ثيابه ثمَّ جعل يتمرّغ في الرَّمضاء، يكوي ظهره مرّة وبطنه مرّة، وجبهته مرّة، فيقول:
يا نفسُ ذوقي.. فما عند الله عزّ وجلّ أعظم ممّا صَنَعْتُ بك. ورسول الله ينظر إلى ما يصنع.
ثمّ إنّ الرجل لبس ثيابه ثم أقبل، فأومأ إليه النبيّ(صلى الله عليه واله وسلم)بيده، ودعاه، فقال له:يا عبد الله لقد رأيْتُك صَنَعْت شيئاً ما رأيت أحداً من الناس صنعه، فما حَمَلك على ما صنعت؟
حَمَلني على ذلك مخافة الله عزّ وجلّ، وقلت لنفسي: يا نفسي ذوقي فما عند الله أعظم ممّا صَنَعْتُ بك.
فقال النبيّ(صلى الله عليه واله وسلم):"لقد خِفْتَ ربّك حقّ مخافته، فإنّ ربَّك لَيُباهي بك أهل السماء".
ثمّ قال لأصحابه:"يا معاشر من حضر، أدنُوا من صاحبكم حتّى يدعو لكم". فدنَوا منه، فدعا لهم، وقال:"اللّهمّ اجمع أمرنا على الهدى واجعلِ التقوى زادنا والجنّة مآبنا"10.
المصادر :
1- الجمعة: 2.
2- الصف: 6.
3- الإسراء: 88.
4- هود: 13
5- البقرة: 23.
6- الروم: 2 و3.
7- النساء: 82.
8- الأحزاب: 40.
9- الكافي، الشيخ الكليني، ج 8، ص 26.
10- الأمالي، الشيخ الصدوق، ص 421.
 


نظرات کاربران
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.