صلاة الآيات
هي واجبة عند حدوث إحدى هذه الأمور1:1ـ كسوف الشمس ولو جزئيّاً.
2ـ خسوف القمر ولو جزئيّاً أيضاً.
3ـ الزلزال.
4ـ كلّ آية مخوّفة عند غالب الناس كالريح السوداء أو الخسف.
كيفية صلاة الآيات
صلاة الآيات مؤلّفة من ركعتين في كلّ ركعة خمسة ركوعات وسجدتان.ولها كيفيّتان2، وهي على الشكل التالي:
الأولى:
1ـ النيّة.
2ـ تكبيرة الإحرام.
3ـ يركع خمس مرّات بعد أن يقرأ قبل كلّ ركوع الفاتحة مع سورة.
4ـ السجود.
وبعد الانتهاء من الركعة الأولى يقوم للثانية ويفعل كما فعل في الأولى.
5ـ التشهّد.
6ـ التسليم.
الثانية
وهي مثل الأولى إلّا أنّه يقرأ قبل الركوع الأوّل الفاتحة مع آية واحدة من سورة أخرى3، ثمّ يقرأ قبل كلّ ركوع بعضاً آخر من تلك السورة بدون الفاتحة حتّى ينهيها قبل الركوع الخامس. وعندها لا يكون هناك قراءة لسورة الفاتحة إلّا مرّة في كلّ ركعة، ثمّ يفعل في الركعة الثانية كما فعل في الركعة الأولى ثم يتشهّد، ويسلّم.
وقت أدائها
1ـ صلاة الكسوف والخسوف أداؤها من حين بدء الآية إلى حين الشروع في الإنجلاء، ولو أخّر عنه أتى بها بنيّة القربة المطلقة4.
2ـ صلاة الزلزلة والآيات الأخرى تجب المبادرة إليها بعد التمكن من أدائها فوراً ولو أخّر أتى بها بنيّة الأداء مطلقاً5.
أحكامها
1ـ تتكرّر صلاة الآيات بتكرّر موجبها6.
2ـ يستحبّ فيها الجماعة والجهر بالقراءة7.
3ـ إنّما تجب صلاة الآيات فقط على من كان في بلد الآية والبلد المتّصل بها8.
4ـ إنّ ما ينطبق من أحكام وشروط على الفرائض اليوميّة ينطبق هنا أيضاً (من الطهارة والإباحة وغير ذلك)9.
5ـ من لم يعلم بالآية إلّا بعد إنتهائها فله حالتان:
أ. إن كانت زلزالاً أو آية مخوفة، فهنا صورتان10
الأولى: أن يعلم بها في الوقت المتّصل مباشرة بالآية فيجب عليه إتيانها.
الثانية: أن يعلم بها بعد الوقت المتّصل بالآية فلا يجب عليه الإتيان بها، وإن كان الأحوط استحباباً ذلك.
ب. إن كانت كسوفاً أو خسوفاً، وهنا صورتان11
الأولى: أن يكون جزئيّاً فلا شيء عليه.
الثانية: أن يكون كليّاً فعليه القضاء.
صلاة القضاء
وجوب القضاءـ يجب قضاء الصلاة اليوميّة التي فاتت عن عمد أو سهو أو جهل، ولا يجب على الصبيّ أن يقضيّ ما فاته قبل تكليفه، ولا على المجنون، ولا على المُغمى عليه، إذا لم يكن الإغماء بفعله12.
ـ النائم يجب أن يقضي ما فاته من الصلوات أثناء نومه، وكذلك المغمى عليه إذا كان الإغماء بفعله على الأحوط وجوباً13.
ـ لو بلغ الصبيّ أو أفاق المجنون والمغمى عليه، ولم يبقَ من الوقت إلا مقدار ركعة واحدة ولو مع التيمّم وجب عليه الأداء، وإلا يقضي هذه الصلاة14.
ـ جميع الصلوات التي تصلّى حال الجنابة أو أيّ حدث، ولو عن جهل (كما يحدث في بدايات البلوغ) أو لجهة بطلان الغسل أو الوضوء يجب قضاؤها15.
وقت القضاء
ـ لا تجب الفورية في القضاء بل هو واجب موسّع ما دام العمر، إذا لم يعتبر تهاوناً ومسامحة في أداء التكاليف16.ـ يجوز قضاء الفرائض في كلّ وقت، من ليل أو نهار أو سفر أو حضر، ويصلّي في السفر ما فات في الحضر تماماً، ويصلّي في الحضر ما فات في السفر قصراً، أي (يقضي ما فات كما فات)17.
ـ لو كان في أوّل الوقت حاضراً وفي آخره مسافراً أو بالعكس، فالعبرة بحال الفوت، أي آخر الوقت18.
ـ النوافل والصلوات المستحبّة لا تعتبر قضاءً عن الصلوات الفائتة19.
ـ لو علم أنّ عليه إحدى الصلوات اليوميّة من غير تعيين، يكفيه قضاء صبح ومغرب وأربع ركعات بقصد ما في الذمّة. هذا إذا كان حاضراً، أمّا إذا كان مسافراً فإنّه يأتي بمغرب وركعتين بقصد ما في الذمّة20.
ـ إذا علم المكلّف بفوات صلوات، ولم يعلم مقدارها فيجوز له الإكتفاء بالقدر المتيقّن. كما لو شكّ بأن الفائت عشر صلوات أم خمس عشرة، فيجوز في هذه الحالة الإكتفاء بعشر صلوات، وإن كان الأحوط استحباباً الإتيان بالخمس الباقية21.
ـ لا يجب تقديم صلاة القضاء على الفريضة، بل الأحوط استحباباً تقديم الفائتةخصوصاً فائتة نفس اليوم على الفريضة كتقديم قضاء الصبح على صلاة الظهر من نفس اليوم22.
كيفية القضاء
ـ إذا تعدّدت الفوائت، فالأحوط استحباباً تقديم السابق على اللاحق، أمّا ما يعتبر فيه الترتيب في أدائه شرعاً، كالظهرين والعشاءين من نفس اليوم فيجب فيه الترتيب23 24.ويوجد طريقتان لقضاء الصلوات الفائتة وهي:
الأولى: أن يقضي كلّ يوم بيومه على نحو الصلاة اليوميّة25.
الثانية: أن يصلّي كلّ فرض عدداً معيّناً ثمّ يصلّي الفرض الثاني، مع مراعاة الترتيب الذي ذكرناه بين الظهرين والعشاءين26.
المتهجـّدون بالأسحار
عن الصادق عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنّه قال:"إذا قامَ العبدُ من لذيذِ مضجعِه، والنعاسُ في عينه، ليُرضي ربَّه تعالى بصلاةِ ليلِه. باهى اللهُ تعالى به الملائكةَ، وقالَ أَما ترَون عبدي هذا قد قام من لذيذِ مضجعِه لصلاةٍ لم أفترضْها عليه، اشهَدوا أنّي قد غفرتُ له".وقال عليه السلام:"كذبَ من زعَم أنَّه يصلّي بالليل، ويجوعُ بالنهارِ".
وقال عليه السلام:"إنّ البيوت التي يصلّى فيها بالليل بتلاوةِ القرآنِ تضيءُ لأهلِ السماءِ كما تضيءُ نجومُ السماء لأهلِ الأرض"27.
ورُوي أنّ الصادق عليه السلام وقف على رِجلٍ يصلّي فقال له: (يا عبدَ اللهِ أيَّ شيءٍ تُصلّي؟) فقال:"صلاةَ الليلِ فاتتني أقضيها بالنهارِ". فقال عليه السلام (لصاحبه) حُطَّ رَحلك حتَّى نتغدَّى مع الذي يقضي صلاةَ الليلِ. فقال: جُعلت فداكَ تروي فيه شيئاً فقال عليه السلام: حدّثني أبي، عن آبائه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"إنَّ اللهَ يباهي بالعبدِ يقضي صلاةَ الليلِ بالنهارِ، يقول: يا ملائكتي انظروا إلى عبدي كيف يقضي ما لم أفترضْ عليه، أشهِدُكم أنّي قدْ غفرْتُ له"28.
المصادر :
1- أجوبة الاستفتاءات، ج1، ص207، س710.
2- م.ن، س711.
3- الإمام الخامنائي: باعتبار عدم ثبوت كون البسملة جزءاً من كل سورة فيما عدا الفاتحة، فالأحوط وجوباً عدم ترتيب آثار الجزئيّة عليها.
4- تحرير الوسيلة، ج1، ص192، م3.
5- م.ن.
6- أجوبة الاستفتاءات، ج1، ص208، س714.
7- تحرير الوسيلة، ج1، ص194، م11 12.
8- أجوبة الاستفتاءات، ج1، ص208، س712.
9- تحرير الوسيلة، ج1، ص194، م10.
10- أجوبة الاستفتاءات، ج1، ص208، س713.
11- تحرير الوسيلة، ج1، ص192، م7.
12- م.ن، ج1، ص223.
13- م.ن.
14- م.ن، ص222، م1.
15- أجوبة الاستفتاءات، ج1، ص150، س523 524 527.
16- تحرير الوسيلة، ج1 ص223.
17- م.ن، ج1، ص224، م5.
18- م.ن.
19- م.ن، س525.
20- م.ن، ج1، ص225، م9.
21- م.ن، ج1، ص226، م10.
22- تحرير الوسيلة، ج1، ص227، م13.
23- الإمام الخامنائي: إذا قدّم في القضاء بما يخالف الترتيب بين المرتّبتين، فإن كان جاهلاً عن قصور فلا يعيد، والترتيب بينهما شرط ذكريّ.
24- م.ن، ص225، م8.
25- أجوبة الاستفتاءات، ج1، ص151، س529.
26- م.ن، س530.
27- المقنعة، الشيخ المفيد، ص 120.
28- ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة، الشهيد الأول، ج 2، ص 440.
