الکفر وعلامات الکافر

حدد الاِمام الصادق علیه السلام معنى الکفر أفضل تحدید ، بقوله : « کلّ معصیة عُصی الله بها بجهة الجحد والاِنکار والاستخفاف والتهاون فی کلِّ ما دقّ وجلّ وفاعله کافر ومعناه معنى کُفر ، من أیّ ملّةٍ کان ومن أیّ فرقة کان بعد أن تکون منه معصیة
Tuesday, May 6, 2014
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
الکفر وعلامات الکافر
 الکفر وعلامات الکافر

 






 

حدد الاِمام الصادق علیه السلام معنى الکفر أفضل تحدید ، بقوله : « کلّ معصیة عُصی الله بها بجهة الجحد والاِنکار والاستخفاف والتهاون فی کلِّ ما دقّ وجلّ وفاعله کافر ومعناه معنى کُفر ، من أیّ ملّةٍ کان ومن أیّ فرقة کان بعد أن تکون منه معصیة بهذه الصفات فهو کافر... » (1)
ویرسم لنا الاِمام الباقر علیه السلام قاعدة عامة فی مسألة الاِیمان والکفر هی : « کلّ شیء یجرّه الاِقرار والتسلیم فهو الاِیمان ، وکلّ شیء یجرّه الاِنکار والجحود فهو الکفر » (2)
ومن یستقرأ موجبات الکفر فی أحادیث أهل البیت علیهم السلام یجد أنها تتمحور ـ أساساً ـ حول الفقرات التالیة :
أولاً : الشک فی الله تعالى ورسوله : یقول الاِمام الصادق علیه السلام : « من شکَّ فی الله وفی رسوله صلى الله علیه وآله وسلم فهو کافر » (3)
وعن منصور بن حازم قال : قلتُ لاَبی عبدالله علیه السلام من شک فی رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم قال : « کافر » (4)
ثانیاً : ترک العمل بالفرائض الواجبة أو جحدها : وحول هذه الفقرة یقول الاِمام الصادق علیه السلام : «.. إنَّ الله عزَّ وجل فرض فرائض موجبات على العباد فمن ترک فریضة من الموجبات فلم یعمل بها وجحدها کان کافراً»(5) وعن جابر عن الرسول صلى الله علیه وآله وسلم : « بین الاِیمان والکفر ترک الصلاة » (6)
ثالثاً : الانحراف العقائدی : وقد یتمثل فی تشبیه الله بخلقه وإطلاق صفات المخلوقین علیه ، یقول الاِمام الرضا علیه السلام : « من وصف الله بوجه کالوجوه فقد کفر »(7)
ومن مظاهر الانحراف الاُخرى الموجبة للکفر القول بالجبر والتفویض، فقد ورد عن الاِمام الرضا علیه السلام إنَّ : «.. القائل بالجبر کافر ، والقائل بالتفویض مشرک » (8). کما ورد عنه علیه السلام أنّ القول بالتناسخ موجب ـ أیضاً ـ للکفر ، قال : « من قال بالتناسخ فهو کافر بالله العظیم مکذّب بالجنة والنار»(9)
رابعاً : إدعاء الاِمامة : فقد جاء عن الصادق علیه السلام أنّه قال : « من ادّعى الاِمامة ولیس من أهلها فهو کافر » (10)
خامساً : بغض أهل البیت علیهم السلام : وهو من الموارد التی تؤدی إلى الکفر ، قال الاِمام الباقر علیه السلام لزید الشحام : « یا زید حُبنا إیمان وبغضنا کفر » (11). وعن عبدالله بن مسعود قال : سمعتُ رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم یقول : « من زعم أنه آمن بی وبما جئت به وهو یبغض علیّاً علیه السلام فهو کاذب لیس بمؤمن » (12). وقد تقدم ما یدل علیه فی حب أهل البیت علیهم السلام أیضاً .
وجوه الکفر وحدوده :
ما أکثر وجوه الکفر وألوانه وما أکثر الطرق المؤدیة إلیه ، بعضها واضح جلی وبعضها غامض خفی ، یسیر علیها الاِنسان ولا یعلم أنه صائر إلى الهاویة .
وقد کشف لنا الاِمام الصادق علیه السلام بما امتاز به من نظرة قرآنیة عمیقة ، عن وجوه الکفر فی القرآن ، عن أبی عمرو الزبیدی ، عن أبی عبدالله علیه السلام قال : قلتُ له أخبرنی عن وجوه الکفر فی کتاب الله عزَّ وجلَّ قال علیه السلام : «الکفر فی کتاب الله على خمسة أوجه فمنها : کفر الجحود، والجحود على وجهین ، والکفر بترک ما أمر الله ، وکفر البراءة ، وکفر النعم . فأما کفر الجحود فهو الجحود بالربوبیة وهو قول من یقول : لا ربّ ولا جنّة ولا نار وهو قول صنفین من الزّنادقة یقال لهم : الدّهریة وهم الذین یقولون : (..وما یُهلِکُنا إلاّ الدَّهرُ ) (13)وهو دین وضعوه لاَنفسهم بالاستحسان على غیر تثبت منهم ولا تحقیق لشیء مما یقولون.. وقال : ( إنَّ الَّذینَ کفرُوا سواءٌ علیهم ءأنذَرتَهُم أم لم تُنذِرهُم لا یُؤمِنُونَ ) (14). یعنی بتوحید الله تعالى فهذا أحد وجوه الکفر .
وأما الوجه الآخر من الجحود على معرفة وهو أن یجحد الجاحد وهو یعلم أنّه حقّ قد استقر عنده وقد قال الله عزَّ وجلَّ : ( وجَحَدُوا بِها واستَیقَنتها أنفُسهم ظُلماً وعُلُّواً.. ) (15)وقال الله عزَّ وجل : (.. وکانُوا مِن قَبلُ یَستَفتِحُونَ على الَّذینَ کفروا فلمّا جاءَهُم ما عَرفُوا کَفروا بِهِ فَلعَنةُ اللهِ على الکافِرینَ ) (16) فهذا تفسیر وجهی الجحود .
والوجه الثالث من الکفر کفر النعم وذلک قوله تعالى یحکی قول سلمان علیه السلام : (.. هذا مِن فَضل ربی لیبلُونی ءأشکُرُ أم أکفُرُ ومن شَکَرَ فإنّما یَشکُرُ لِنَفسهِ ومن کَفَر فإنَّ ربی غنیٌّ کریمٌ ) (17). وقال : ( لئن شَکَرتُم لاَزِیدنّکُم ولئن کَفرتُم إنَّ عذابی لشدیدٌ ) (18)
وقال : ( فاذکرُونی أذکُرکُم واشکروا لی ولا تکفُرون ) (19)
والوجه الرابع من الکفر ترک ما أمر الله عزَّ وجلَّ به وهو قول الله عزَّ وجلَّ : ( وإذ أخذنَا مِیثاقَکُم لا تَسفِکُونَ دِمَاءَکُم ولا تُخرِجُونَ أنفُسَکُم مِن دیارِکُم ثمَّ أقرَرتُم وأنتُم تَشهدُونَ * ثمَّ أنتُم هؤلآءِ تقتُلُونَ أنفُسَکُم وتُخرِجُونَ فریقاً مِنکُم من دِیارِهِم تظاهرُون عَلیهِم بالاِثمِ والعُدوانِ وإن یَأتُوکُم أُسارى تُفادُوهم وهُوَ مُحرَّمٌ عَلیکُم إخراجُهُم أفَتُؤمِنُونَ بَبعضِ الکِتابِ وتَکفُرونَ بِبعضٍ فما جَزآءُ مَن یَفعَلُ ذَلِکَ مِنکُم.. ) فکفّرهم بترک ما أمر الله عزَّ وجلَّ به ونسبهم إلى الاِیمان ولم یقبله منهم ولم ینفعهم عنده فقال : ( فَما جَزاءُ من یَفعَلُ ذَلِکَ مِنکُم إلاّ خِزیٌ فی الحَیاةِ الدُّنیا ویومَ القیامةِ یُردُّونَ إلى أشدِّ العذابِ وما اللهُ بغافلٍ عَما تَعمَلُونَ)(20)
والوجه الخامس من الکفر کفر البراءة وذلک قوله عزَّ وجلَّ یحکی قول إبراهیم علیه السلام : (.. کَفرَنا بِکُم وبَدا بَیننَا وبَینَکُم العَداوَةُ والبَغضَآءُ أبَداً حتّى تُؤمِنُوا باللهِ وحدَهُ.. ) (21). یعنی تبرأنا منکم ، وقال یذکر إبلیس وتبرئته من أولیائه من الاِنس یوم القیامة : (.. إنّی کَفَرتُ بِما أشرَکتُمُونِ مِن قَبلُ ) (22). وقال : (.. إنَّما اتَّخذتُم مِن دُونِ اللهِ أوثَاناً مودَّة بَینَکُم فی الحَیاةِ الدُّنیا ثُمَّ یَومَ القِیَامةِ یَکفرُ بَعضُکُم ببعضٍ ویَلعنُ بَعضُکُم بَعضاً.. ) (23)یعنی یتبرّء بعضکم من بعض »(24)
ومن الکفر العظیم ما یتصل بإنکار الاَنبیاء أو تکذیبهم فیما ینقلون عن الله تعالى مما وصل إلینا بطریق التواتر ، أو التفریق بینهم ، أو الاِیمان ببعض الاَنبیاء والکفر ببعض ، قال تعالى : ( إنَّ الَّذینَ یکفُرُونَ باللهِ ورُسلِهِ ویُریدُونَ أن یُفرّقوا بَینَ اللهِ ورسُلِهِ ویقُولُونَ نؤمِنُ بِبعضٍ ونکفُر بِبعض.. أولئکَ هُمُ الکافِرُونَ حَقاً )( 25)
ویدخل فی زمرة الکافرین أهل الاَدیان الاُخرى الذین یُنکرون نبوة محمد صلى الله علیه وآله وسلم وعموم رسالته وأنه خاتم النبیین ، فالقرآن یقول عن الیهود الذین عرفوا أنّ نبوة محمد صلى الله علیه وآله وسلم حق فی عصره ثم أنکروها إستکباراً وعناداً : ( فَلمَّا جآءهُم ما عَرفُوا کَفَرُوا بِهِ فلعنَةُ اللهِ على الکَافِرینَ )(26)
ویدخل ـ أیضاً ـ فی زمرة الکافرین الذین أنکروا کون القرآن الکریم من عند الله تعالى : ( قُل أرَیتُم إن کانَ مِن عِندِ اللهِ ثُمَّ کَفرتُم بِهِ.. ) (27)
ولا بدَّ من التنویه على أنّ الکفر لیس ذاتیاً فی الاِنسان بل هو عارض یضعف ویقوى ، فإذا قوى حجب الاِیمان وستره ولکن لا ینفیه ولا یبطله بدلیل أنّ من یکفر قد یعود بالتوبة أو بالهدایة من الله إلى الاِیمان بعد الکفر(28) قبل أن یموت ، فإذا مات فحکمه أنّه کافر . ومن الشواهد الدالة على ازدیاد الکفر ما ورد عن محمد بن مسلم قال : قلتُ لاَبی عبدالله علیه السلام : ( عُتُلٍّ بعدَ ذلکَ زنیمٍ ) (29)قال : « العُتُلُّ العظیم الکفر ، والزنیم المستهتربکفره » (30)
من جانب آخر نجد نمطاً من الناس قد أسرُّوا الکفر ولکن أظهروا الاِیمان نفاقاً ، فهم کالحرباء التی تتأقلم مع الظروف وتتمحور حول المصالح الذاتیة ، وکنموذج من أولئک المنافقین فی تاریخنا الاِسلامی ممن انطلى نفاقهم وکفرهم على شریحة واسعة من المسلمین لتسترهم بظاهر الاِسلام : معاویة بن أبی سفیان وحزبه .
ولا نقول ذلک اجتهاداً منّا بل لتواتر التصریح به ، عن أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام فقد حلف بأغلظ الاَیمان لاَصحابه الذین صفهم فی صفین ، على نفاق وزیف إیمان أعدائهم بل وکفرهم ، قائلاً : « .. فو الذی فلق الحبَّة ، وبرأ النسمة ، ما أسلموا ولکن استسلموا ، وأسرُّوا الکفر ، فلما وجدوا أعواناً علیه أظهروه » (31). فهذا نموذج من الناس یعیش حالة الفصام بین الظاهر والباطن ، فیظهر الاِیمان ویبطن الکفر وهو ـ بلا شک ولا شبهة ـ من أخطر حالات الکفر ضرراً على الاِسلام .
إنَّ الاِسلام رکّز على التلازم بین الظاهر والباطن ، ومثل هذه الرؤیة تتوضح خطوطها فیما ورد عن الاِمام الصادق علیه السلام : عن الهیثم التمیمی قال: قال أبو عبدالله علیه السلام : « یا هیثم التمیمی إنَّ قوماً آمنوا بالظاهر وکفروا بالباطن فلم ینفعهم شیء ، وجاء قوم من بعدهم آمنوا بالباطن وکفروا بالظاهر فلم ینفعهم ذلک شیئاً ، ولا إیمان بظاهر إلاّ بباطن ولا بباطن إلا بظاهر » (32)
وبطبیعة الحال یُحمل قوله علیه السلام : «.. وجاء قوم من بعدهم آمنوا بالباطن وکفروا بالظاهر فلم ینفعهم ذلک شیئاً » على عدم القیام بلوازم الاِیمان من عبادات ومعاملات ، بتعبیر آخر یراد منه «کفر الطاعة» المتمثل بعدم أداء الواجبات وعدم الابتعاد عن المحرمات . وإلاّ فهناک شواهد قرآنیة قویة على إیمان من کفر ظاهراً تقیةً من الکفار ، یقول تعالى : ( مَن کَفرَ باللهِ مِنْ بَعدِ إیمانِهِ إلاّ مَن أُکرِهَ وقلبُهُ مُطمئنٌ بالاِیمانِ.. ) (33)
ولا خلاف أنها نزلت فی عمّار بن یاسر وجماعته إذ أکرههم مشرکوا قریش على کلمة الکفر فاستجاب بعضهم وأبى بعض ونزل القرآن بعذر من استجاب وقلبه مطمئن بالاِیمان .
وإنسجاماً مع هذه النظرة القرآنیة الاَرحب ، دفع آل البیت علیهم السلام شبهة کفر أبی طالب علیه السلام ، تلک الشبهة التی أثارها معاویة وتمسک بها فیما بعد خلفه وأنصاره ، وفی هذا الصدد قال الاِمام الصادق علیه السلام : « إنَّ مثل أبی طالب مثل أصحاب الکهف ، أسرّوا الاِیمان ، وأظهروا الشرک فأتاهم الله أجرهم مرّتین» (34)
هذا ، وقد أُلّفت فی إیمان أبی طالب علیه السلام عشرات الکتب .
منازل الکُفر :
للکفر منازل ودرجات ، فمن الکفار من یسد منافذ العقل والبصیرة التی منحها الله تعالى له ، ویتمسک بقوة بمتبنیاته العقیدیة الباطلة کما هو حال الاِنسان الجاهلی الذی تمسک بالاصنام التی صنعها بیده من الحجر أو التمر ! کما تمسک بظنونه بقوى الجن والسحر ، وشبَّ على شهواته لاهیاً عما یصیر إلیه ، قال تعالى : (.. والَّذینَ کَفرُوا یَتَمتَّعُونَ ویأکُلُونَ کَما تأکُلُ الاَنعامُ والنَّارُ مثوىً لهُم ) (35). ومن الکفار من یؤمن بالله تعالى ولکن یشترون بآیات الله ثمناً قلیلاً ، ویلبسون الحق بالباطل ویبادرون الکفر بما جاء به خاتم الرسل صلى الله علیه وآله وسلم کحال بنی إسرائیل الذین بلغت قلوبهم درجة التحجر ، لذلک خاطبهم تعالى مستنکراً : (.. أفَکُلّما جَآءَکُم رسُولٌ بِمَا لاتَهوى أنفُسُکُم استَکبرَتُم فَفَریقاً کذَّبتُم وفَرِیقاً تَقتُلُونَ * وقَالُوا قُلُوبُنا غُلفُ بل لَعَنَهُمُ اللهُ بکُفرِهِم فقلِیلاً ما یُؤمِنُونَ ) (36)
وهناک فریق من المسلمین قد یتسافل فیصل إلى أقرب المنازل من الکفر وإن لم یسمَّ کافراً ، وذلک فی الحالات التالیة :
أولاً : التعصب للبدع : وذلک عندما یبتدع شیئاً مخالفاً لقواعد الشرع ومتبنیاته ، فیتعصب لما إبتدعه ویعتبره من المسلمات التی لا تقبل نقاشاً ولا جدلاً ، ومن الشواهد الدالة على هذا النمط ، ما ورد عن الحلبی قال : قلتُ لاَبی عبدالله علیه السلام ما أدنى ما یکون به العبد کافراً ؟ قال : « أن یبتدع به شیئاً فیتولى علیه ویتبرأ ممّن خالفه » (37)
ومن خطورة التعصب للبدع أنه یجرّ صاحبه إلى الکذب على الشرع الحنیف وذلک بأن یتخبط تخبطاً عشوائیاً فیقلب الحقائق الشرعیة الواضحة فیعتبر المنهی عنه مأموراً به ! ویتخذ موقفاً معادیاً لمن یخالفه ، ویکشف لنا الاِمام علی علیه السلام عن هذا النمط من الانحراف عن جادّة الصواب بقوله : « ... أدنى ما یکون به العبد کافراً من زعم أنَّ شیئاً نهى الله عنه أنّ الله أمر به ونصبه دیناً یتولى علیه ویزعم أنّه یعبد الذی أمره به وإنّما یعبد الشیطان » (38). کما ورد عن الاِمام الرّضا علیه السلام : « من شبّه الله بخلقه فهو مشرک ، ومن نسب إلیه ما نهى عنه فهو کافر »(39)
ثانیاً : الخروج عن قواعد الاَخلاق : لا یمکن التفریق بین الاِیمان والاخلاق ، وعلیه فکل من فقد الخلق الحسن لا بدَّ وأن یقترب من الکفر وإن نطق الشهادتین ، فمن یتصف بالکذب والخیانة وخلف الوعد ، ویقوم بهتک حرمات الناس ، وإحصاء عثراتهم فسوف یتسافل إلى أسفل السافلین، وتکون منزلته أدنى منازل الکفر وإن لم یکن کافراً وفی هذا الاطار ورد عن الاِمام الباقر علیه السلام : « إنَّ أقرب ما یکون العبد إلى الکفر أن یؤاخی الرّجل الرّجل على الدّین فیحصی علیه زلاتّه لیعیّره بها یوماً ما»(40)
اُصول الکفر وعلامات الکافر :

أولاً : اُصول الکفر :

إذا تتبعنا اُصول الکفر وأرکانه فی مصادرنا المعرفیة ، فسنجد أنه یتمثل فی ثلاثة خصال تشکّل ثالوث الکفر وهی : الاستکبار ، والحرص ، والحسد .
أما الاستکبار فقد أدى إلى امتناع ابلیس (لعنه الله) من السجود لآدم علیه السلام وعصى ـ بذلک ـ الاَمر الاِلهی ، بعد أن « اعترته الحمیة ، وغلبت علیه الشقوة وتعزَّز بخلقة النار ، واستهون خلق الصّلصال ، فأعطاه الله النّظرة استحقاقاً للسُّخطة واستتماماً للبلیَّة وإنجازاً للعدة... »(41)
أما الحرص فهو السبب المباشر فی تکالب الناس فی کلِّ عصر وجیل على حطام الدنیا ومتاعها القلیل ، وهو من أخس الرذائل المؤدیة إلى کفران النعم والشک بعد الیقین والوهن بعد العزیمة والوجل بعد الجذل ، وقد وردت أحادیث کثیرة فی ذم الحرص وضرورة الابتعاد عنه لما فیه من نتائج وخیمة فی دنیا الفرد وآخرته .
فعن أبی عبدالله الصادق علیه السلام قال : « قال رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم : من علامات الشقاء : جمود العین ، وقسوة القلب ، وشدة الحرص فی طلب الدنیا ، والاصرار على الذنب »(42)
کما أنّ هناک أحادیث کثیرة تبیّن دعائم الکفر التی تتکىء على اُصوله أو تتظافر معها وکلّها ترجع إلى أمراض نفسیة خطیرة تبعد الاِنسان عن دائرة الاِیمان .

ثانیاً : علامات الکافر :

لقد رسم القرآن لنا بدِّقة علامات الکافر ، ویمکن التطرق إلیها ضمن الفقرات التالیة :

1 ـ الجهل :

وهو أصل کلّ شر ومنبع کل رذیلة ، والکافر جاهل لاترجى هدایته بالحجة والبرهان ولا بالموعظة والنصیحة.. ( إنَّ الَّذینَ کفرُوا سَوآءٌ عَلیهم ءأنذرتَهُم أم لم تُنذرهُم لا یُؤمِنُونَ ) (43). فالجهل هو السبب الرئیسی وراء الکفر قال : أمیر المؤمنین علیه السلام : « لو أنَّ العباد حین جهلوا وقفوا ، لم یکفروا ولم یضلّوا »(44)
ولاَنَّ الکفار قد تبلّدت عقولهم ، فهم یعیشون حالة الخواء من الداخل کجذوع نخل خاویة لا روح فیها ولا ثمر لذلک أمر نبینا الکریم صلى الله علیه وآله وسلم بالاعراض عنهم بقوله تعالى : ( خُذِ العَفوَ وأمُر بالعُرفِ وأعرِض عن الجَاهِلینَ ) (45)

2 ـ موالاة الطاغوت :

سواءاً أکان معنى الطاغوت الشیطان أو الدّنیا الدنیة أو الحاکم الجبارحسب اختلاف المفسرین ، فإنّ الطاغوت ما تکون موالاته والاقتداء به والاعتماد علیه سبباً للخروج عن الحق . قال تعالى : (.. والَّذینَ کفرُوا أولیآؤهُم الطَاغُوتُ یُخرِجُونَهُم مِنّ النُّورِ إلى الظُلماتِ ) (46). ولا یتوقف الاَمر عند حد الموالاة المجرّدة بل أنّ الکافر یذهب بعیداً فی موالاته للطاغوت إلى حد القتال فی سبیله والتضحیة بالنفس والنفیس قال تعالى : (..والَّذینَ کفرُوا یُقاتِلُونَ فی سَبِیلِ الطَّاغُوتِ.. )(47)

3 ـ الافراط فی الشهوات والملذات :

ومن علامات الکافر التی تمیزه عن المؤمن ، إفراطه فی شهواته وملذاته ، لاهم له غیرها حتى کأنه لم یخلق إلاّ لاجلها ، وقد وصفهم القرآن الکریم بهذا ، قال تعالى : (.. والَّذینَ کَفرُوا یَتَمتعُونَ ویأکُلُونَ کَما تأکُلُ الاَنعامُ والنَّارُ مثوىً لهُم ) (48)، بینما نجد المؤمن یعتبر تلک الاُمور وسیلة إلى هدف أعلى لاَنّها لم تکن غایة بحد ذاتها ومن هنا قال أمیر المؤمنین علیه السلام : «.. فما خُلقتُ لیشغلنی أکلُ الطَّیباتِ کالبهیمة المربُوطة ، همُّها علفُها ، أو المُرسلةِ شُغلُها تقمُّمها ، تکترشُ من أعلافها ، وتلهو عمَّا یُرادُ بها.. » (49)، وقال علیه السلام : « همّ الکافر لدنیاه ، وسعیه لعاجله ، وغایته شهوته »(50)

4 ـ الخیانة والمکر والخداع والکذب :

ومن العلامات البارزة فی حیاة الکفّار الخیانة والمکر والخداع والکذب، إذ لا رادع لهم عن ذلک لاَنّهم فقدوا لذة الاِیمان ودوره فی محاسبة النفس ، وقد شخّص الاِمام علی علیه السلام بدقة علامات الکافر بقوله : « الکافر خبٌّ لئیم ، خؤون مغرور بجهله.. » (51). والخبّ هو : «الخدّاع ومعناه الذی یفسد الناس بالخداع ویمکر ویحتال فی الاَمر ، یقال فلان (خبّ ضبّ) إذا کان فاسداً مفسداً مراوغاً» (52)
وأما الکذب فهو من أخصّ علامات الکافرین ، قال تعالى : ( بل الَّذینَ کفروا یُکذّبُونَ ) (53). وقال أیضاً : ( إنَّما یَفتَری الکَذِبَ الَّذینَ لا یؤمِنُونَ بآیاتِ اللهِ وأُولئکَ همُ الکاذِبُونَ ) (54)فمما یمیز المؤمن عن الکافر هو أنّ الاَخیر یکذب ویخون الاَمانة وبذلک لا یمکن الثقة بأقواله ومعاملاته ، قال الرسول صلى الله علیه وآله وسلم : « إیاکم والکذب فإنَّ الکذب مجانب للاِیمان » (55). وقال أیضاً : « کلُّ خلَّةٍ یُطبع علیها المؤمن إلاّ الخیانة والکذب » (56). وقد ورد عن الحسن بن محبوب قال : قلتُ لاَبی عبدالله علیه السلام : یکون المؤمن بخیلاً ؟ قال : « نعم ، قلتُ : فیکون کذّاباً ؟ قال : لا ولا خائناً ، ثم قال : یُجبل المؤمن على کلِّ طبیعة إلاّ الخیانة »(57)
ولا بدَّ من التنویه على أنّ المؤمن قد یکذب ولکن بداعی الصلاح أما الکافر فیکذب بداعی الفساد وشتان ما بین الداعیین ، وقد أحب الله تعالى الکذب فی الصلاح ، جاء فی وصیة النبی صلى الله علیه وآله وسلم للاِمام علی علیه السلام : «.. یا علی إنَّ الله عزَّ وجلَّ أحبَّ الکذب فی الصلاح وأبغض الصدق فی الفساد » (58) . وقال له أیضاً : « یا علی : ثلاث یحسن فیهنَّ الکذب : المکیدة فی الحرب ، وعِدتک زوجتک ، والاصلاح بین الناس .. » (59). فالکافر إذن یتصف بالکذب ، وهو عندما یواجهه المؤمن بالبرهان الذی یکشف عن زیف دعواه ، تستبد به الحیرة ویتملکه الاضطراب فیتهم المؤمن بالکذب ! ومن الشواهد القرآنیة على هذا المنحى المنحرف ، موقف أهل مدین من دعوة شعیب وما سبقه من الرسل فقد : ( کذَّبَ أصحابُ الاَیکةِ المُرسَلِینَ * إذ قَال لهُم شُعیبٌ ألا تَتقُونَ * إنّی لکُم رسُولٌ أمینٌ.. قالوا إنَّما أنتَ مِنَ المُسحَّرِینَ * وما أنتَ إلاّ بشرٌ مِثلُنا وإن نَّظُنکَ لَمِنَ الکَاذِبینَ )(60)
ومن الشواهد القرآنیة الاُخرى الدالة على تکذیب الکاذب للمؤمن ماقصّه الله تعالى من کذب زلیخا امرأة العزیز على یوسف علیه السلام عندما راودته عن نفسه وعرضت علیه مفاتنها ، ولما استعصم قذفته کذباً وزوراً ، ولکن یوسف دفع التهمة عن ساحته ، وقیّض الله تعالى له حکماً من أهلها فقطع النزاع کما حکاه القرآن الکریم : (.. إنَّ کانَ قمیصهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَت وهُوَ مِنَ الکاذِبینَ * وإن کانَ قمیصُهُ قُدَّ مِن دُبُر فَکَذَبَت وهُوَ مِن الصَّادِقینَ * فلمَّا رءا قَمیصَهُ قُدَّ مِن دُبُر قَالَ إنَّهُ مِن کیدکُنَّ إنَّ کَیدَکُنَّ عظیمٌ ) (61). فقد استخدمت هذه المرأة ضد یوسف علیه السلام سلاح الکذب والافتراء ولکن الله صرف عنه السوء والفحشاء .
ولا شکَّ أنّ الاَنبیاء علیهم السلام منزّهون عن القبائح کلّها ورأسها الکذب .

5 ـ السخریة والاستهزاء بالآخرین :

ولما کان الکافر جاهلاً یعجز ـ عادة ـ عن الرد على أهل الاِیمان بالحجة والبرهان ، یعبر عن عجزه هذا بالاستهزاء بهم والسخریة منهم ، یقول تعالى : ( زُیّنَ للَّذینَ کَفرُوا الحَیاةُ الدُّنیا ویَسخَرونَ مِنَ الَّذین آمنُوا..)(62). وهذه أحد علامات الکفّار فی کلِّ زمان ومکان ، یسخرون من المصلحین ویتهمونهم بالجهل والتخلف وعدم المسایرة لروح العصر !
فعلى سبیل المثال ، لما أمر الله نوحاً أن یصنع السفینة ، کان تحوله من داعٍ إلى الله إلى نجّار سبباً فی تعجب الکفّار فجعلوا من هذا الاَمر مادةً للسخریة والتندّر علیه .. ( ویَصنَعُ الفُلکَ وکُلَّما مرَّ عَلیهِ ملاَ مِّن قَومِهِ سَخِرُوا مِنهُ قال إن تَسخَرُوا مِنَّا فإنّا نَسخَرُ مِنکُم کَما تَسخَرُونَ ) (63)
وکان أهل مدین لا یؤمنون بالله ویعبدون سواه وکانوا من أسوأ الناس معاملة ینقصون الکیل والمیزان إذا باعوا ، فبعث الله فیهم رجلاً منهم وهو رسوله شعیب علیه السلام فدعاهم إلى عبادة الله وحده ، ونهاهم عن تعاطی هذه الافعال القبیحة وأمرهم بالعدل وحذرهم من عاقبة الظلم ، ولکن القوم أصروا على باطلهم وقابلوه بالاستهزاء والتهکم ( قالوا یا شُعیب أصلواتُکَ تأمرُکَ أن نَّترک ما یعبدُ ءآباؤنا أو أن نَّفعل فی أموالنا ما نشاءُ.. )(64)
وهذه النفسیة المعقدة سببت لهم ضیاع فرص الهدایة إلى الاَبد إذ کلّما سمعوا کلاماً فسروه تفسیراً سلبیاً واستهزؤا به .
ویصف لنا تعالى حالة التذبذب والنفاق التی یعیشها هؤلاء بقوله الکریم : ( وإذا لَقُوا الَّذینَ آمنُوا قَالُوا آمَنّا وإذا خَلَوا إلى شَیاطِینِهِم قَالُوا إنّا مَعکُم إنَّما نَحنُ مُستهزِؤنَ ) (65)

6 ـ الغرور والاستکبار :

إنَّ من عادة الکفّار الاغترار بقدرتهم وقوتهم مع المکابرة عن قبول الحق ، سادرین فی غیهم ، لاهین فی غفلتهم ، متناسین أو ناسین سخط الله القوی علیهم حتى لکأنهم یظنون أنّ قوتهم لا تضمحل وسطوتهم لا تزول ، وقد سخر القرآن الکریم من ذلک التعجرف والغرور وسفّه أحلام هؤلاء الجهلاء قائلاً : ( أمّن هذا الَّذی هُوَ جُندٌ لَکُم یَنصُرُکُم مِن دونِ الرحمنِ إن الکافِرُونَ إلاّ فی غُرُورٍ ) (66). ولهذا ، نراهم عندما یحاول المؤمنون أن یبرهنوا لهم عن قصور هذه الرؤیة ، وأنّ معادلات القوة لیست ثابتة ، تأخذهم العزّة بالاِثم ، فیتجهون للعناد والشقاق ، قال تعالى : ( بَلِ الَّذینَ کَفَرُوا فی عِزَّةٍ وشِقاقٍ )(67)
ومن الاَمثال الرائعة التی ضربها القرآن الکریم فی هذا المجال قصة صاحب الجنتین ، الذی کان کافراً غنیاً قد أبطرته النعمة ، فأخذ یحاور صاحبه المؤمن الفقیر مفتخراً علیه بأمواله وکثرة أعوانه . وما سرده الله من تحاورهما یصوّر للاِنسان بأجلى بیان کیف ینفخ الشیطان فی اُنوف أصحاب المال ویطغیهم حتى یلقیهم فی مهاوی الهلکة . وکیف یعلو الاِیمان بنفس صاحبه.. ویجعل له حسن العاقبة فی الدارین (68)
قال تعالى : ( واضرِب لهُم مَثلاً رَّجُلَینِ جَعلنا لاَحدِهِما جنَّتینِ مِن أعنابٍ وحَففنَاهُما بنخلٍ وجعلنَا بَینَهُما زَرعَاً * کِلتَا الجَنتَینِ ءاتت اُکلَها ولم تَظلِم مِنهُ شَیئاً وفجَّرنا خِلالهُما نَهراً * وکانَ لَهُ ثَمرٌ فقالَ لِصاحبِهِ وهُوَ یَحاورهُ أنا أکثرُ مِنکَ مالاً وأعزُّ نفراً * ودَخلَ جنَّتهُ وَهُوَ ظَالمٌ لِنفسِه قالَ ما أظنُ أن تَبیدَ هذهِ أبداً* ومآ أظُنُّ السّاعةَ قآئمةً ولئِن رُّددتُ إلى رَبّی لاَجدَنَّ خَیراً مِنها مُنقلباً * قالَ لَهُ صاحبُهُ وَهُوَ یُحاورُهُ أکفرتَ بالَّذی خَلقکَ من تُرابٍ ثُمَّ من نُّطفةٍ ثُمَّ سوَّاکَ رجُلاً* لکنّا هُوَ اللهُ ربّی ولا أُشرِکُ بِربّی أحَداً... وأُحِیطَ بثمرهِ فأصبَحَ یُقلّبُ کفَّیهِ على مآ أنفقَ فِیهَا وهِی خَاویةٌ على عُروشِهَا ویقُولُ یالیتَنی لم أُشرک بِربی أحَداً * ولم تَکُن لَّهُ فِئةٌ یَنصُرُونهُ مِن دونِ اللهِ وما کانَ مُنتَصِراً.. ) (69)
المصادر :
1- تحف العقول : 330 . وأیضاً الوسائل 1 : 24 ـ 25
2- اُصول الکافی 2 : 387 / 15 کتاب الاِیمان والکفر .
3- اُصول الکافی 2 : 386 / 10 کتاب الاِیمان والکفر .
4- المصدر السابق 2 : 387 / 11 کتاب الاِیمان والکفر .
5- المصدر السابق 2 : 383 / 1 کتاب الاِیمان والکفر .
6- کنز العمال 7 : 279 / 18869 .
7- وسائل الشیعة 18 : 557 .
8- وسائل الشیعة 18 : 557 باب جملة ما یثبت به الکفر والارتداد .
9- المصدر السابق .
10- وسائل الشیعة 18 : 560 .
11- المصدر السابق 18 : 561 .
12- المناقب للخوارزمی : 35 .
13- سورة الجاثیة 45 : 24 .
14- سورة البقرة 2 : 6 .
15- سورة النمل 27 : 14 .
16- سورة البقرة 2 : 89 .
17- سورة النمل 27 : 40 .
18- سورة إبراهیم 14 : 7 .
19- سورة البقرة 2 : 152 .
20- سورة البقرة 2 : 84 ـ 85 .
21- سورة الممتحنة 60 : 4 .
22- سورة إبراهیم 14 : 22 .
23- سورة العنکبوت 29 : 25 .
24- اُصول الکافی 2 : 389 ، 391 / 1 کتاب الاِیمان والکفر .
25- سورة النساء 4 : 150 ـ 151 .
26- سورة البقرة 2 : 89 .
27- سورة فصلت 41 : 52 .
28- ولا بدَّ أن نمیز هنا بین من کفر بعد الاِیمان ومن کان کافراً أصلاً للفرق بین الحالتین وحکمهما ، وتفصیل ذلک تجده فی کتب الفقه بعنوان حکم المرتد .
29- سورة القلم 68 : 13 .
30- معانی الاَخبار : 149 .
31- نهج البلاغة ، صبحی الصالح : 374 / کتاب 16 .
32- بصائر الدرجات : 536 .
33- سورة النحل 16 : 106 .
34- معانی الاَخبار : 285 ـ 286 .
35- سورة محمد 47 : 12 .
36- سورة البقرة 2 : 87 ـ 88 .
37- معانی الاخبار : 393
38- اصول الکافی 2 : 414 ـ 415 / 1 کتاب الایمان والکفر.
39- وسائل الشیعة 18 : 557 باب جملة ما یثبت به الکفر والارتداد.
40- اصول الکافی 2 : 355 / 6 کتاب الکفر والایمان.
41- نهج البلاغة ، صبحی الصالح : 42 / خطبة 1 .
42- اُصول الکافی 2 : 290 / 6 باب اُصول الکفر وارکانه من کتاب الاِیمان والکفر .
43- سورة البقرة 2 : 6 .
44- غرر الحکم .
45- سورة الاَعراف 7 : 199 .
46- سورة البقرة 2 : 257 .
47- سورة النساء 4 : 76 .
48- سورة محمد 47 : 12 .
49- نهج البلاغة ، صبحی الصالح : 418 / کتاب 45 .
50- غرر الحکم .
51- غرر الحکم .
52- مجمع البحرین ، للشیخ الطریحی 2 : 48 .
53- سورة الانشقاق 84 : 22 .
54- سورة النحل 16 : 105 .
55- کنز العمال 3 : 620 / خ 8206 .
56- المصدر السابق : خ 8211 .
57- الاختصاص : 231 .
58- مکارم الاخلاق ، للطبرسی : 433 .
59- المصدر السابق : 437 .
60- سورة الشعراء 26 : 176 ـ 186 .
61- سورة یوسف 12 : 26 ـ 28 .
62- سورة البقرة 2 : 212 .
63- سورة هود 11 : 38 .
64- سورة هود 11 : 87 .
65- سورة البقرة 2 : 14 .
66- سورة الملک 67 : 20 .
67- سورة ص 38 : 2 .
68- الامثال فی القرآن ، للدکتور محمود بن الشریف : 105 دار مکتبة الهلال
69- سورة الکهف 18 : 32 ـ 43 .



 

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.