عمرو بن معد يكرب

Tuesday, May 5, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
عمرو بن معد يكرب

(…ـ 21هـ/… ـ643م) أبو ثور، عمرو بن معْد يكرب (أو معْدي كرب) بن عبد الله بن عمرو بن عُصم بن عمرو بن زُبيد الأصغر، من سعد العشيرة بن مذحج، فهو زبيدي مذحجي يماني، وذكر كنيته في شعره كقوله يوم القادسية:

أنا أبو ثور وسيفي ذو النُّون     

                  أضربهم ضرْب غلام مجنونْ

كان أبوه رئيس زبيد، ومنه آلت السيادة والرئاسة إلى ابنيه عبد الله ثم أخيه عمرو بعد مقتله، وأمه أسيلة بنت قيس من بني عِجْل من بني جَرْم، وأخته كبشة[ر] ذات قدرة ومكانة، وشعرها كان السبب في رجوع عمرو عن قبول دية أخيه عبد الله الذي قتلته بنو مازن، وزوجته الجُعْفية، التي رثته في أبيات لها يوم مات، أولها:

لقد غادر الركب الذين تحمّلوا    

                  بُروذة شخصاً لا ضعيفاً ولاغمْرا

ولم يعرف عن عقبه شيء بعده.

عُدَّ عمرو فارس اليمن في الجاهلية، وفارس زُبيد وسيدها في الإسلام، وقد أرسله أمير الحيرة في وفد إلى كسرى، وكان مضرب المثل في الفروسية والشجاعة والإقدام وفيه قيل المثل: فارس ولا كعمرو، وذكرته الشعراء في ذلك، فهو صاحب غارات وأيام في الجاهلية والإسلام، قدّمه كثير من الناس على زيد الخيل. وقد ساعده على هذا كله صفاته الجسمية والنفسية العظيمة، فهو طويل جسيم تخطّ قدماه الأرض إذا ركب الفرس، وكان عمر يقول إذا نظر إليه: «الحمد لله الذي خلقنا وخلق عَمْراً» تعجباً من عِظَم خلْقه، كان أكولاً يأكل ما يشبع ثلاثة رجال، وهو شديد قوي، وثمة حكايات حكايات نادرة عن قوته وبأسه، وكان عصي النفس تتملكه قسوة الجاهلية، اشتهر بسيفه الصمصامة[ر] الذي أهداه لخالد بن سعيد بن العاص، كما ذكره في شعره، قيل: أهداه لوالده سعيد، وظل متوارثاً في بنيه إلى أن صار إلى موسى الهادي، وهو أشهر سيوفه، وبه ضربت الأمثال عند الناس والشعراء، ومن سيوفه الأخرى ذو النون، والقلزم، وكذلك عُرف بعدد من الخيل كالبعيث والعطَّاف، والكاملة واليَعْسوف والعضواء.

أسلم عمرو سنة 9هـ على الأرجح في وفد قومه المؤلف من عَشرة أشخاص، فله صحبة، وإن كان بعض القدماء قد نفاها عنه، وجعله في التابعين. ثم ارتد عن الإسلام في بداية خلافة أبي بكر لأسباب شخصية تتلخص في تولية فروة بن مُسيْك المرادي مقاليد المسلمين في اليمن، إذ كان يرى أنه أولى بذلك، ولهذا سرعان ما رجع عن ردّته، وتاب عنها، فأرسله إلى خالد ابن الوليد بالشام، فشهد معركة اليرموك مع قومه زُبيد الذين كانوا على ميمنة الجيش، وأبلى عمرو فيها بلاء حسناً، وفيها ذهبت إحدى عينيه.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.