(1912ـ 1939م) الملك غازي بن الملك فيصل بن الشريف حسين بن علي، ولد في مكة المكرمة، والدته الأميرة عليَّة بنت الشريف ناصر بن علي، أخي الشريف حسين، وهي شقيقة «أم طلال» زوج الأمير عبد الله، أمير شرقي الأردن.
نشأ الأمير غازي في رعاية أمّه في مكة المكرمة، بعيداً عن أبيه الذي شغلته السياسة عن الاعتناء به. وفي سنة 1924م؛ نودي به وليّاً لعهد أبيه فيصل، ملك العراق، فاهتم والده بتربيته وتعليمه، لكن الذين تولوا ذلك لاحظوا أن الأمير غازياً لا يتجاوب معهم ولا يفهم ما يُلقى إليه من المسائل، الأمر الذي دفع الملك فيصل للاعتقاد بوجود نقصٍ في قواه العقلية.
ألحقه ساطع الحصري بفرق الكشافة وأشرف على تربيته مع طه الهاشمي، الأمر الذي أدى إلى تقدُّم الأمير تقدُّماً سريعاً، وتلافى التأخر السابق، ووصل إلى المستويين العلمي والفكري الضرورين لالتحاقه بالمدارس العسكرية، ثم أُرْسِلَ إلى مدرسة هارو Harrow العامَّة في إنكلترا، وعاش مع أسرة إنكليزية، وكان طوال مدة إقامته في لندن بين عامي 1926ـ 1927 لايخفي تذمُّره من المدرسة والمدرسين الإنكليز ومن إنكلترا نفسها.
وفي سنة 1928م؛ التحق بالكلية العسكرية، وقُبِلَ فيها على أنه أحد أبناء العشائر، لأنه لم تكن لديه مؤهلات علمية.
وفي 7 أيلول 1933 نُودِيَ به ملكاً على العراق بعد وفاة والده المفاجئة في سويسرا، تزوج في عام 1934 الأميرة علياء بنت الملك علي بن الحسين، أخت الأمير عبد الإله، الذي صار الوصي على ولده فيصل فيما بعد. توفيت والدته عام 1935 في بغداد فجأة، فحزن لوفاتها كثيراً، وفي السنة نفسها رُزِقَ بابنه الأمير فيصل الثاني، الذي صار ولياً لعهده، ثم ملك العراق.
يقول جيمس موريس: «إن الملك غازياً كان أول ملك هاشمي لايحب الإنكليز، ولم يكن يحمل أدنى شعور بالصداقة لهم، ولذلك كان من أكثر الملوك الهاشميين شعبية في قلوب الجماهير».
وكان يساعده عدد من أقطاب السياسة في العراق من أمثال جعفر العسكري، وحكمت سليمان، ورشيد عالي الكيلاني وجميل المدفعي وياسين الهاشمي وعلي جودت ونوري السعيد، إضافة إلى عسكري فذ ساعده على القضاء على الثورات المختلفة التي قامت في العراق، وهو اللواء بكر صدقي الذي كان بينه وبين الملك غازي انسجامٌ كبير في كل الأمور، وكان عصر الملك غازي عصر الديكتاتوريات العسكرية في إيران وتركيا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا، وكان الناس يرون أن الملك غازي قادر بوساطة القوة العسكرية على تحدّي الإنكليز وعملائهم في العراق.
قام بكر صدقي يوم 29 تشرين الأول 1936 بأول انقلاب عسكري في تاريخ العرب الحديث، وفرض حكمت سليمان لرئاسة الوزارة، فكان له ما أراد، ووعد بالقضاء على الفساد المنتشر بالبلاد، وهرب نوري السعيد على طائرة حربية بريطانية إلى القاهرة. وقوبل الانقلاب بحماس جماهيري منقطع النظير.
وعلى الرغم من اغتيال بكر صدقي في مطار الموصل بعد عشرة شهور من انقلابه؛ إلا أن الجيش بقي هو الآمر الناهي في العراق، فهو الذي يسقط الوزارة، ويُعيّن غيرها، لكن جو الحرية كان المسيطر على العراق أيام الملك غازي، مثلما كان الأمر في عهد والده الملك فيصل.
وقد تناوب على رئاسة الوزارة في العراق في عهد الملك غازي كل من: رشيد عالي الكيلاني، وجميل المدفعي الذي شكل الوزارة أربع مرات، وطه الهاشمي، وحكمت سليمان، وأخيراً نوري السعيد الذي استقال بُعيد وفاة الملك في 6 نيسان 1939.
توفي الملك غازي عندما كان متوجهاً إلى قصره في الحارثية، وهو يقود سيارته الرياضية بأقصى سرعة، فاصطدمت بعمود للكهرباء قرب القصر فوقع العمود على رأسه، فحطم جمجمته، وتوفي في المستشفى بعد ساعات، وعمت العراق والعالم العربي موجة حزن طاغية، واتَّهمت إذاعة برلين العربية بريطانيا بتدبير الحادث لعداء الملك غازي للإنكليز والصهيونية والاستعمار، وقامت المظاهرات في الموصل، وقُتِلَ القنصل البريطاني فيها، وظل الناس يتناقلون سيرة غازي ردحاً طويلاً من الزمن.
وقد تأثر العرب لوفاته تأثراً بالغاً، ولاسيما في سورية وفلسطين ولبنان، وأغلقت المحلات، وأقيمت مجالس العزاء في مختلف المدن السورية.
كان الملك غازي قومياً يتحسس آمال شعبه، ولكنْ كانت تنقصه بعض المؤهلات التي لابد منها لأي ملك دستوري.
غازي بن فيصل الهاشمي
Saturday, May 9, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر أعلام
الأكثر زيارة في الأسبوع
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور