عزيز غنام

Friday, May 22, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
عزيز غنام

(1922-1977) عزيز غنام موسيقي ملحن وعازف عود سوري ولد في حلب، تتلمذ على يدي أحمد الأوبري الذي أولاه عناية خاصة مذ كان طالباً في ثانوية الحمداني، إذ علمه العزف على العود والطنبور قبل أن يعلمه فن الموشحات وأسلوب تلحينها المتبع في حلب حتى غدا، وهو بعد مازال طالباً، أستاذاً بارعاً في فنه.

اكتسب عزيز غنام أسلوب أستاذه في العزف، وتأثر به، وحاكى به السنباطي والقصبجي وجورج ميشيل والنقشبندي في العزف الارتجالي التقليدي «التقاسيم»، ثم انفرد بعد وفاة الأوبري بأسلوبه الإبداعي الخاص الذي عرف به وسبق فيه الأخوين العراقيين العازفين الكبيرين جميل ومنير بشير.

لم يحصر عزيز غنام اهتماماته الفنية في العزف على العود والطنبور والنشأة كار والكيتار[ر. القيثارة]، لأن التراث الغنائي والموسيقي من قدود وموشحات وبشارف وسماعيات ولونغا[ر. الصيغ الموسيقية] كانت تشغل حيزاً كبيراً من وقته متفرغاً للعمل في إذاعتي حلب ودمشق، وعضواً في لجنة الاستماع الموسيقي فيهما، فدوَّن منها ما دوَّن وخاصة تراث الوشاحين الحلبيين، والموروث الموسيقي للمؤلفين الأتراك العثمانيين والعرب على حد سواء، من الذين عاشوا في القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين، وسجل جلّ هذه الأعمال على عوده للإذاعة السورية.

كذلك اهتم غنام بفنون الغناء المعاصر الذي حل شيئاً فشيئاً محل الغناء التراثي، وأولى الشعر في ألحانه عناية خاصة حتى قال فيه الموسيقي المرحوم ممدوح الجابري في مقالة قديمة ما يأتي: «لقد تعمق عزيز غنام في علم العروض، حتى أصبح في بحوره بحراً، وفي علم الإيقاع حتى أصبح فيه حجةً، وخاصة الإيقاعات العرجاء التي تتسم بها الموشحات العربية، ولطالما كان يهابه الضاربون بالإيقاع لما يبتكره من أوزان جديدة في الموسيقى العربية، لم تطرق أسماعهم من قبل».

تعد الأعمال التراثية التي حققها عزيز غنام ودوَّنها من قدود وموشحات من أهم الأعمال التي عملها، كما أن أعماله المماثلة في إخضاع القصائد التي نظمها الخالدون من الشعراء، كأبي نواس، لفن تلحين الموشح، على نحو ما فعل في قصيدة «حامل الهوى تعب»، من أجمل وأدق الأعمال التي لم يتابعها، لأن الموت كان أسبق إليه. وهذا العمل الذي جاء به، جعل الملحن المصري سيد مكاوي، الذي أذهلته التجربة، ينحو منحى عزيز غنام في ذلك.

لحن عزيز غنام فيما لحن من ضروب الغناء: الموشح والقصيدة والأغنية الشعبية ذات المنشأ الفولكلوري، كذلك اهتم بتحديث الأغنية، فأولى عنايته للمونولوغ والديالوغ (المحاورة) والأغنية ذات الإيقاعات الراقصة، وفي كل هذه الأنواع لم يلحن سوى الشعر بنوعيه التقليدي الذي لم ينظم أصلاً بهدف الغناء، والشعر الغنائي وقلة من الزجليات منها: محاورة عن ابن جامع، وأخرى بعنوان «غادرة» للشاعر مصطفى البدوي وغناهما: جلال سالم ومها الجابري، واسكتش «زرياب» لمصطفى نصري. وقصائد «وترٌ يشدو» للمطربة إلهام، و«سِر بي» و«اروِ عنا» و«على شفاه الصبح» و«المدى» للمطربة بسمة. و«المكتوب الأخضر» لجميلة سمعان. كذلك لحَّن عدداً كبيراً من الأغاني الوطنية منها «قنيطرة العرب» لمها الجابري، و«من أجل الوحدة» للثلاثي الأندلسي.

وجد عزيز غنام من وراء ثقافته الموسيقية بأن تقديم الفولكلور من دون تطوير يساير الزمن، يسهم في تأخير الأغنية وتطويرها عامة، ولاسيما أن التدوين الموسيقي للفولكلور محفوظ ومصان، ومن هنا عمل على تطويره ليواكب لغة العصر. من هذه الأغاني التي راجت كثيراً أغنيتا «يا ماريا»، و«أوف مشعل» غنتهما سحر. وتحتفظ مكتبة الإذاعة السورية بارتجالات (تقاسيم) لغنام على آلات العود والبزق والنشأة كار. وأعمال عزيز غنام، عامة، جديرة بالدراسة ولاسيما ارتجالاته التي تضم منهجه في تعلم العزف على الآلات الوترية؛ لأنها كما قيل فيها مدرسة قائمة بذاتها.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.