بينوتسو غوتسولي

Friday, May 22, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
بينوتسو غوتسولي

(1422-1497) بينوتسو دي ليزدي ساندرو غوتسولي Benozzo Gozzoli مصور إيطالي، ولد في مدينة فلورنسا Florence وتوفي في بيستويا Pistoia.

كانت مدينة فلورنسا مركز النشاط التجاري والثقافي في القرن الخامس عشر، فقد حكمتها عائلة ميدتشي Médicis الثرية، ذات النفوذ السياسي والتجاري، وقد عرف بعض أفرادها بحبهم للعلوم والآداب والفلسفة والشعر والفن. كما حظي النحت والتصوير بعناية كبيرة أسفرت عن ظهور عدد من كبار الفنانين الذين أسهموا في تزيين قصور هذه الأسرة وكنائسها، منهم: كاستانيو Castagno، وأوتشللو Ucello، وفرا أنجيليكو Fra Angelico، وغوتسولي.

بدأ غوتسولي حياته الفنية تلميذاً للفنان المعمار غيبرتي[ر] Ghiberti، وأسهم معه في إنجاز الباب الثاني لبيت المعمودية في مدينة فلورنسا، لكنه ما لبث أن أبدى نشاطاً بارزاً حين تعرّف الفنان فرا أنجيليكو (1387-1455)، الذي كان كاهناً يرسم بعض اللوحات الجدارية ذات الطابع الديني في دير كارتونا، وقد أخذ عنه غوتسولي عنايته ودقته في رسم الأشجار والأزهار حين التقاه في مدينة أورفيتو Orvieto عام 1447، وأسهم معه في إنجاز العديد من الأعمال التصويرية والتزيينية ذات الموضوعات الدينية والزخرفية.

توسعت نشاطات غوتسولي التصويرية، فشملت مدينة روما وعدداً من المدن الإيطالية منذ عام 1449، فقد أمضى عشرة أعوام في الأومبري Ombrie وفي داخل اللاتيوم Le Latium نفذ في أثنائها عدداً من التصاوير الجدارية في مدينة سان فورتيناتو S.Fortunato عام 1450، كما أنجز عدداً من اللوحات في مدينة سان فرانسيسكو دو مونتيفالكو S. Francesco de Montefalco عام 1452 داخل المصلى في كنيسة القديسة روزا S. Rosa.
 
أنجز غوتسولي في عام 1453، في مدينة فيترب Viterbe؛ عدداً من اللوحات التزيينية التي ضاعت آثارها بفعل عوائد الزمن، ثم عاد إلى فلورنسا عام 1459 فأُسندت إليه مهمة تنفيذ الأعمال التزيينية والتصاوير الجدارية للكنيسة الخاصة بقصر آل ميدتشي، التي أنجز فيها عمله الشهير «موكب ملوك المجوس» Le Cortège des Rois Mages بين عامي 1459-1462، وقد اتسم هذا العمل بنوع من تصوير تزييني جداري ذي طابع قوطي امتزجت فيه عناصر عقلانية مع عناصر رومنسية، وحفل بالرسم الدقيق للتفاصيل والنسب التشريحية والخطوط الواضحة والألوان المحدودة، كما أبدى اهتماماً برسم الخيول والفرسان وعناية بالملابس وزخارفها، وحرصاً على إبراز العنصر الزخرفي في رسم أوراق الأشجار والنباتات.

نفّذ غوتسولي عام 1465، في مدينة سان أغوستينو S. Agostino؛ عملاً جدارياً يمثل «مشاهد من حياة القديس أوغسطين»، ويخضع للخصائص الأسلوبية والفنية ذاتها التي انتهجها في تصويره «موكب ملوك المجوس». ولعل أهم إنجازاته التصويرية الأخيرة كانت الجداريات التي نفذّها من أجل «الكامبوزانتو دو بيز» le Camposanto de Pise بمساعدة فريق من تلاميذه، وذلك بين عامي 1468-1484، ومع أن هذه الجداريات كانت ذات ملامح غامضة بعض الشيء، إلا أنها تركت أثرها في ظهور النزعات الرئيسية للتصوير الفلورنسي في النصف الثاني من القرن الخامس عشر. وقد رأى الناقد فازاري Vasari أن غوتسولي يمتلك مقدرة فائقة في التصوير تجلت في رسمه للحيوانات والمناظر الطبيعية والصيغ التزيينية؛ إذ يبدو قاصاً بارعاً في تصوير الملامح الريفية الممتعة المشبعة بالزينة والمكسوة بألوان دائمة الحياة، ولكنها غالباً ما تكون ألواناً حارة وصارخة.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.