سيرغي غيراسيموف

Thursday, May 28, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
سيرغي غيراسيموف

(1906-1985) سيرغي غيراسيموف Sergeï Guerassimov ممثل ومخرج سينمائي روسي، وهو فنان بارز حاز جائزة لينين وجائزة الدولة، وفنان الشعب في الاتحاد السوڤييتي السابق. ترتبط باسمه صفحات عديدة من تاريخ السينما السوڤييتية التي وهب لها أكثر من 60 عاماً من نشاطه الإبداعي، وهو الذي قال «إني أملك الحق في أن أعتبر نفسي سينمائياً حتى العظم». وكان غيراسيموف مخرجاً بارزاً وواحداً من الأساتذة اللامعين في التمثيل والإخراج السينمائيين ممَّن وضعوا أسس الفن في الواقعية الاشتراكية، وكان أيضاً واحداً من السينمائيين الكلاسيكيين، وممثلاً متنوع الأداء والأدوار، حتى إن أدواره الصغيرة كانت عميقة في فهمها للطبع البشري، وكان منظِّراً أيضاً أسهمت أبحاثه وكتبه بقسط كبير في علم السينما وأسس الإخراج السينمائي.

بدأ غيراسيموف عمله في الإخراج منذ عام 1930، وقد قدم مجموعة من الأفلام المهمة التي تعد بصمات في السينما السوڤييتية، ابتداء من أفلام «الشجعان السبعة»، و«كومسمول»، و«المعلم». وقد عُرف غيراسيموف باقتباسه السينمائي لرواية فادييف Fadeev في فيلم «الحارسة الشابة» كيف يجمع الدعابة مع الإنسانية والبطولة بإظهاره فعل المقاومين الشبان في أوكرانيا المحتلة في أثناء الحرب العالمية الثانية، وقد أبرز الفيلم ممثلين جدد تخرجوا حديثاً في مؤسسة السينما Vsesoyuznyi Gosudarstvenyi Instituet Kinomatografii (VGIK). وصاروا فيما بعد مشهورين. وكان لهذا الفيلم ذي الجزأين نفحته وسعته. وفي عام 1985، أنهى غيراسيموف ثلاثية طويلة مقتبساً بذوق وأمانة رواية «الدون الهادئ» لشولوخوف Cholokhov. وفي حوار حول الفيلم قال غيراسيموف : «أنا فخور بأن دبلوم الشرف لرابطة المخرجين الأمريكيين الذي منحوني إياه لقاء فيلم «الدون الهادئ» قد وقعه شيخ السينما الأمريكية جون فورد[ر] J.Ford، وكان بالإمكان أن نتلاقى لاحقاً أيضاً لولا أنهم نقضوا صداقتنا حجراً حجراً وعمداً بصورة منتظمة.. ولا يمكن ابتكار نظام سياسي أكثر تجذراً في السينما الأمريكية الحديثة مما هو عليه الآن، وهو غزو المنتجات الأمريكية لكل شاشات العالم على حساب خنق السينما الوطنية». وكان آخر أفلام غيراسيموف «ليف تولستوي» مقتبساً من حياة الأديب الروسي الشهير، مما يؤكد انجذابه إلى عالم النماذج الكلاسيكية والتطلعات الروحية. وقد عبر الفيلم عن عبقرية غيراسيموف المتميزة، وأدَّى الدور الرئيس فيه برقة وقوة وحرارة. وعن عمله بالفيلم قال غيراسيموف: «إني أعيش اهتمامات تولستوي وعالمه الهائل كل هذه السنوات الأخيرة الماضية. كانت عقيدة تولستوي متناقضة ومعقدة ولكن تناقضاته كلها صبت في نقطة واحدة: السعي نحو تحسين الجنس البشري. أما السبيل إلى ذلك - برأيه - فيمر عبر الكمال الخلقي الذاتي للفرد».

كان غيراسيموف ـ قبل وفاته بأيام ـ قد بدأ العمل في إخراج فيلم «قوة الظلام» عن قصة ليف تولستوي الكاتب المفضل لديه. وعن الأفلمة (تحويل الأعمال الأدبية إلى أفلام) الأدبية والعلاقة الحميمة بين الأدب والسينما، يقول غيراسيموف: «لقد عملت في السنوات الأخيرة في مجال الأفلمة، فبدأت بالبطل الأدبي حين قمت بإخراج فيلم «الأبيض والأحمر والأسود» وهو أفلمة لرواية الكاتب الفرنسي ستَندال Stendhal. لقد طاف هذا الفيلم أرجاء واسعة من العالم وحقق نجاحه لي سعادة كبيرة جداً. ومع أن هناك طرحاً سينمائياً فرنسياَ للرواية، فقد قوبل تفسيرنا العصري السوڤييتي بحرارة شديدة في مناطق عدة من العالم. وسوريل (البطل الرئيس في الرواية) مصوَّر وكأنه في محرق العدسة.. حيث صُوِرت دقائق ومصاعب حياة شاب القرن التاسع عشر، فسوريل، وبيوتر الأول، والآن تولستوي، إن هذه الشخصيات مختلفة بالطبع، ولكنها تركت أثراً فيَّ وفي معالجتي السينمائية للنصوص والشخصيات الأدبية».

استطاع غيراسيموف من موقعه بوصفه أحد مؤسسي اتحاد السينمائيين السوڤييت، وعضو مجلس إدارة لجنة الدولة للسينما، تقديمَ دور تربوي، إذ كان معلماً ربّى أجيالاً من السينمائيين السوڤييت كان يذكرهم ويعرفهم ويحبهم جميعاً، وكان يتابع بعناية مسيرتهم الفنية.

إن كل طريق غيراسيموف الطويلة في السينما، وكل عمل من أعماله ليؤكدان حجم موهبته وعمق انفعاله الإبداعي الذي ليس له حدود.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.