(1865-1939) أمبرواز ڤولار Ambroise Vollard تاجر لوحات فرنسي، وكاتب وناشر للمخطوطات، ولد في جزيرة رئيونيون Réunion، وتوفّي في فرساي Versailles. بدأ حياته موظفاً بسيطاً في أحد متاجر اللوحات الفنية، ثمّ استطاع بجهوده أن يفتتح عام 1899 محلاً خاصاً به لبيع اللوحات في الحي اللاتيني بباريس، حيث يتجمع في هذا الحي كثير من متاجر بيع الأعمال الفنية.
في البدء حاول جاهداً استجلاب أعمال الفنانين الكبار لعرضها، ولكن هذا لم يكن سهلاً، فنصحه أوغست بوشي Auguste Bauchy، أحد محبي الفن وصاحب أحد الملاهي الليلية، بأن يتبنى الفنانين الشباب الموهوبين، وأن يرعاهم ويوطّد علاقته معهم، وشيئاً فشيئاً بدأ يعجب بتجارب هؤلاء الفنانين الذين صاروا فيما بعد رواد الفن الحديث في أوائل القرن العشرين.
وفي عام 1895، وبإلحاح من المصور بيسارو Pissarro، قام ڤولار بتفجير قنبلة ثقافية هزّت الحركة الفنية آنذاك، وذلك بتنظيمه المعرض الأول للفنان سيزان Cézanne، وجاءت ردود الفعل قاسية، إذ عُدَّ المعرض من قبل النقاد ضربة للذوق السليم، وأنه فضيحة، مما اضطره إلى سحب اللوحات شيئاً فشيئاً من واجهات العرض.
ولكن ڤولار كان مصراً على احتضان الفنانين الشباب، وتشكيل قاعدة من المثقفين ومحبي الفن والفنانين الكبار مثل ديغا Degas ورنوار Renoir، لدعم هؤلاء الشباب واحتضانهم وإقامة معارض لهم، فأطلق بجهوده هذه كثيراً من الفنانين كالنحات رودان Rodin، والفنان الإسباني بيكاسو Picasso ابتداءً من عام 1901. كما ساعد الفنان ماتيس Matisse عام 1904، والفنان ديران Derain عام 1905، وفي السنة التالية كان دور الفنان فلامنك Vlaminck.
وفي مجال دعمه للفنانين نشر مجموعة من الكتب الفنية، وكلّف الفنانين برسمها، ثمّ كلف الفنان بونار Bonnard بتزيين ديوان «أزهار الشر» للشاعر الفرنسي بودلير Baudelaire، كما كلف الفنان موريس دوني M.Denis بتزيين كتاب «الحكمة»، والفنان رووه Rouault برسم كتاب «تجسُّد الأب أوبو»، والفنان بيكاسو بوضع لوحات لكتاب «الأعمال المجهولة» للأديب بلزاك Balzac في عام 1931.
وقد عرَّف ڤولار في كتاب مذكراته «ذكريات بائع لوحات» الذي صدر عام 1937، بالفنانين الشباب، وسرد تجاربه معهم، ومحاولاته لتعريف الجمهور بهم، وكتب دراسات نقدّية مفصّلة عن الفنانين الروّاد ولاسيما سيزان وغوغان ورنوار وديغا، وغيرهم. وأهدى مجموعة من لوحات مشاهير الفنانين لمتحف القصر الصغير Petit Palais بباريس.
