(1880ـ 1951) ڤلاديمير ڤينيشنكو Volodymyr Vynnychenko كاتب وسياسي أُكراني من أصول فلاحيّة، ولد في مقاطعة يليزاڤيت غراد Yelisavetgrad بمنطقة بولتاڤا Poltava. درس في جامعة كييڤ؛ لكنه لم يتمكّن من التخرج لضيق ذات اليد. اعتقلته السلطة الروسية الحاكمة عام 1903. انتسب إلى حزب الثورة الأُكرانيRUP، ثم إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الثوري USDRP، وغادر بلاده مع بدء الحرب العالمية الأولى ساعياً إلى تعرّف الحركات الثورية وأدبها، ثم عاد إلى روسيا، وعاش فيها متخفياً، ونشر أدبه باسم مستعار. تلقى نبأ قيام ثورة أكتوبر الاشتراكية عام 1917 بعداء شديد، وانحاز إلى البرجوازية الأُكرانية، واشتغل لها سياسياً. انضمّ إلى الحركة القومية الأُكرانية المركزية Central Rada، وهي تنظيم وحَّد البرجوازية الصغيرة والأحزاب والحركات القومية بين عامي 1917و1918. ثم أسّس ما عُرف باسم «إدارة أُكرانيا» Ukraina Directoria؛ وهي حركة قومية برجوازية أعلنت قيام «جمهورية أُكرانيا الشعبية» واستمرت حتى عام 1920، وكان ڤينيشنكو أول رئيس لها. وقد أعلنت هذه الحكومة الحرب على جمهورية روسيا السوڤييتية، فطردتها حركةُ العمال والفلاحين عام 1919 خارج حدود أُكرانيا، وزالت من الوجود تماماً بعد انتهاء الحرب البولونية ـ السوڤييتية عام1920. وبعد هزيمة الحركة المناهضة للثورة الاشتراكية هاجر ڤينيشنكو إلى أوربا الغربية، وأمضى فيها ثلاثين عاماً إلى أن تُوفِّي في باريس.
بدأ ڤينيشنكو نشاطه الأدبي عام 1902 عندما نشر مجموعاته القصصية الأولى «قرب الماكينة» Near the Machine، ثمّ «الصعاليك» The Paupers تناول فيها الحياة الواقعية المعيشية للفلاح الفقير في عمله الموسمي. انضم بعد ذلك إلى المعسكر المحافظ (الرجعي وفقاً لتسميات تلك الحقبة)، وصار واحداً من أهم منظريه المتعصبين، وهو ما تجلّى بوضوحٍ في روايته «على موازين الحياة» (1911) On The Scales of Life، وعبّر فيها عن آرائه السياسيّة، وتعرضت لنقدٍ شديد من الحركة الاشتراكية واسعة الانتشار في بلده، وكان من أهمّ نقادها مكسيم غوركي. أما روايته «نداء الآباء» (1914) Call of the Fathers فقد تناولها لينين نفسه بالنقد. ثم كتب يوميات عنونها «مِفيوستوفل أفطس الأنف» (1917) Mephistophiles the Snub-Nose.
تابع ڤينيشنكو في منفاه الأوربي كتابة القصة والرواية والمقالة والكتاب الشعبي، وأصدر «انبعاث الأمة الجديد» The New Resurrection of the Nation في ثلاثة مجلدات أصبحت مصدراً مهماً لدراسة المجموعات الثورية في تلك الحقبة، ويتضمّن تاريخ الثورة الأُكرانية (آذار/مارس1917 ـ كانون الثاني/يناير1919)، وكتب إلى جانب ذلك مجموعة مسرحيات وقصص تشرّبت بعبادة الذات والنزعة الشهوانية (الإيروتيكا erotica) والهزء والسخرية من الثورة الاشتراكية.
