كاترينا الثانية

Wednesday, July 1, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
كاترينا الثانية

(1729 ـ 1796) كاترينا الثانية أو كاترينا الكبيرة Katharina II die Grosse، أميرة ألمانية تربعت على عرش الامبراطورية الروسية من 1762 إلى 1796.

اسمها الأصلي صوفي أُوغسُته فريدريكِه Sophie Auguste Friederike، أميرة ولاية أنهالت ـ زربست Anhalt - Zerbst، ولدت في مدينة شْتِيتن Stettin في بولندا حالياً، والدها الضابط والأمير كريستيان أوغسطس. وعندما أصبحت في السادسة عشرة من عمرها خُطبت لولي عرش روسيا الأمير بطرس Peter. وسافرت إلى موسكو عام 1744 برفقة والدتها الأميرة النبيلة يوهانا Johanna، وفي الطريق تعرفت الأميرة ملك بروسيا فريدريش الثاني Friedrich II في برلين، ونالت إعجابه لثقافتها العالية وذكائها الخارق وإتقانها الحاذق لثلاث لغات أوربية، وقبل زفافها إلى بطرس عام 1745 كان عليها أن تبدل اسمها ومذهبها، فأصبحت يكاترينا ألكسيفنا الأرثوذكسية Yekaterina Alekseyevna، وبدأت في تعلم اللغة الروسية لكي تستطيع مخاطبة شعبها بعد أن تصبح امبراطورة.

بعد وفاة امبراطورة روسيا إليزابيت Elisabeth ابنة بيتر الأكبر في كانون الثاني/يناير عام 1762 أصبح ابن أخيها بطرس الضعيف وغير الكفء قيصر روسيا باسم بطرس الثالث وعمره 34 سنة. ولم يكن محبوباً بسبب سوء إدارته حتى إنه أثار الكنيسة الأرثوذكسية ضده حينما هاجمها، ولهذا كله قررت كاترينا الإطاحة بزوجها من خلال دعم عشيقها الضابط في الحرس الامبراطوري ألكسي أورلوف Aleksei Orlov، ونُحي بطرس الثالث عن العرش، ثم قُتل بعد ثمانية أيام وذلك في حزيران/يونيو 1762، وأعلنت كاترينا نفسها امبراطورة على روسيا وهي ما تزال في الثالثة والثلاثين من عمرها ولقبت بـ كاترينا الكبيرة وأم الوطن.

كانت كاترينا امرأة شديدة العزيمة وبالغة الدهاء إلى جانب أنها متنورة ومتأثرة بثقافة عصر الأنوار التي عاصرتها، وكان لها علاقات شخصية مع كبار المفكرين الفرنسيين، وتقرأ بحماس كتب فولتير Voltaire ومونتسكيو Montesquieu وتاكيتوس Tacitus، وساعدتها اللغات العديدة التي تتقنها على ذلك، وشغفت بالآداب والفنون والعلوم والسياسة، لكنها من ناحية ثانية كانت امبراطورة مستبدة لم تفعل ما يذكر لصيانة حريات غالبية الشعب الروسي، بل إنها أبقت على نظام القنانة ووسعت من نطاقه، وأخمدت انتفاضات الفلاحين بوحشية، وخاصة في أوكرانيا، وقضت على ثورة القوزاق عام 1774.

إصلاحاتها السياسية والإدارية

كانت كاترينا الثانية من أنصار التحديث والتطوير، إذ إنها سارت على نهج بطرس الأول الكبير (1689ـ 1725) من أجل تحديث الدولة ولكن بطرق مختلفة عنه، فوضعت مشروعات اجتماعية لتطوير المجتمع، وعلى صعيد الإصلاحات السياسية، قامت بوضع دستور جديد للبلاد عام 1764، وإعطاء صلاحيات واسعة لحكام الولايات، وأقرت بتشييد المدارس والمستشفيات، وشجعت التطعيم ضد الجدري، وطورت تعليم المرأة، وأشاعت روح التسامح الديني. وفي عهدها وفد المعلمون والكتاب والفنانون إلى روسيا من جميع أنحاء أوربا، وأقامت مستوطنات على ضفاف نهر الفولغا، جلبت لها الفلاحين الألمان الذين سموا بـ «ألمان الفولغا» لتطوير هذه المناطق وتحديث مزارعها، فأقاموا بعض المدن الحديثة تحت إدارتها مثل مدينة «أوديسا» Odessa على البحر الأسود، وشجعت الصناعة وخاصة صناعة النسيج وصناعة التعدين في الأورال.

أسهمت كاترينا في توسيع نفوذ الامبراطورية الروسية في حربين متتاليتين ضد الدولة العثمانية (1768ـ1774) و(1787ـ1792) واحتل جيشها بعض المقاطعات العثمانية في مولدافيا وفلاشيا (الأفلاق والبغدان وجزيرة القرم)، وتمكنت من تحطيم الجدار الذي يفصل روسيا عن أوربا، المتمثل في الدولة العثمانية وبولونيا بعد أن وصل جيشها إلى المياه الدافئة في البحر الأسود والبحر المتوسط، وكان ذلك كله بالتخطيط والتشاور مع قائد جيشها ووزيرها غريغوري بوتومكين G.Potomkin الذي كان زوجها غير الرسمي لسنوات عدة. وشاركت فريدريش الكبير Friedrich der Grosse ملك بروسيا في تقسيم بولندا على مراحل، بعد أن اتفقت معه على تصفية المقاومة البولونية.

لاشك في أن لكاترينا الكبيرة أهميتها ومكانتها التاريخية، فقد حكمت الامبراطورية الروسية مدة 34 عاماً ارتفعت في أثنائها مكانة روسيا بين دول العالم ونظمت المجتمع الروسي على نحوٍ حديث وأرست قواعد الثقافة الروسية. لكن على الرغم من كل ما قدمته على الصعيدين السياسي والعسكري تركت خلفها سلسلة من الفضائح التي تشير إلى انغماسها بالملذات مع عشاقها الذين زادوا على العشرين، غالبيتهم من ضباط قصرها.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.