كارلو كريفيلّي

Tuesday, July 21, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
كارلو كريفيلّي

(نحو 1430ـ نحو 1494) كارلو كريفيلّي Carlo Crivelli رسام ومصور إيطالي، ولد في البندقية Venice وتوفي فيها. يُعد من أكثر فناني البندقية تمايزاً وتفرداً، إذ اتسمت أعماله الفنية بجملة من الخصائص الفنيّة والتقانية؛ جعلت منه نسيج وحده. فقد تمثل كريفيلّي قيم فن عصر النهضة والأساليب التي سادت فيه، وأسس عليها أسلوباً جديداً جانحاً نحو تعبيريّة من نوع خاص؛ لم تُعرف من قبله.


يُرجح أن يكون كريفيلّي أحد أبناء الفنان جاكوبو كريفيلّي Jacopo Crivelli، كما يعتقد أنه تأثر في بداية تجربته الفنيّة بمدرسة الفنانين أنطونيو Antonio وبارتولومو فيفاريني Bartolomeo Vivarini؛ وهما أخوان من بادوا Padua عاشا في البندقية، وتميزت أعمالهما الفنيّة بنعومة أشكالها واستداراتها، وإلحاحها على التفاصيل الواقعيّة، والإفراط باستخدام الزخارف والتزاويق. وكثير من هذه الخصائص انتقل إلى أعمال الفنان كريفيلّي الذي اطلع بعمق على تجربة هذين الفنانين، وتأثر بأسلوب استخدامهما للرسم وطريقتهما في تأطير الأشكال والهيئات من أجل تأكيدها وإبرازها، وكان تأثره الأكبر والأشد بأسلوب مصور بادوا الأشهر آندريا مانتينيا Andrea Mantegna الذي كان يُعد من أهم فناني القرن الخامس عشر. ركّز كريفيلّي في لوحاته على الخطوط الخارجيّة للهيئات والعناصر، بهدف تأكيدها وإبرازها، تماماً كما هو في لوحات مانتينيا.

في عام 1457 أمضى كريفيلّي مدة في أحد سجون البندقية بتهمة إغواء امرأة متزوجة، وبعد أن أنهى مدة العقوبة غادر البندقية ربما بصورة دائمة؛ ليستقر، ويعمل في المدن الواقعة في جنوبيها. وفي إقليم أنكونا Ancona احتك كريفيلّي بالأساليب والصيغ والتقاليد الفنيّة السائدة حينذاك، فتأثر بها، وأثر فيها.

غلبت الموضوعات الدينية المقدسة على أعمال كريفيلّي التي عالجها بأساليب عصر النهضة؛ لكنها مع ذلك تفردت بلمسة حداثية جديدة على الرسم والتصوير في ذلك الزمن، إذ قادته معالجاته غير الاتباعيّة أو التقليديّة، إلى خلق أسلوب شخصي ارتبط به دون غيره من الفنانين، وكانت معالجاته الفنية هذه رافلة بحساسية عالية لوناً وخطاً، وتماهت بروح الفن القوطي، وامتزجت. فقد كانت أشكاله وعناصر لوحاته، مُطرزة بالقماش المقصب؛ وغارقة بفيض من الزخارف والتزاويق؛ وتلح إلحاحاً كبيراً على التفاصيل، فجاءت أشكاله متداخلة بارزة على خلفية فخمة الزخارف، طافحة بالتزاويق؛ وذلك بهدف منح المتلقي إحساساً طاغياً بالكهنوتية، وجعله يشعر بأنه في عالم جديد وغريب عن الواقع الذي يعيش فيه.

إن الاستخدام الجيد والمتقن والجديد للخطوط الخارجيّة في الأشكال والهيئات، ومسحة الشحوب المبالغ فيها التي سيطرت على ملامح شخوصه وأطرافهم، والطريقة المتفردة في معالجتها؛ منحت هذه العناصر والهيئات في لوحات كريفيلّي إحساساً طاغياً بالمأسوية؛ ما جعلها تبدو وكأنها تنتمي للنحت النافر أكثر منها للرسم والتصوير.

لجأ كريفيلّي إلى المبالغة في تعابير وجوه شخوصه، وهي إما في حالة التأمل، وإما الحلم، وأحياناً تبدو مشوهة لشدة ما تحمل من الحزن، يضاف إلى ذلك الوضعيّة الخاصة للأيدي، ونحولها الشديد، والمبالغة بطولها، هذه الخصائص كافة منحت لوحات كريفيلّي تعبيراً متميزاً يجعلها أقرب إلى الفن الديني القوطي منها إلى فن عصر النهضة الموسوم بالعقلانية والهدوء.

 
من أبرز أعمال كريفيلّي وأهمها لوحة «مادونا ديلا باسيونه» Madonna della possione المنفذة عام 1457؛ ولوحة «تتويج العذراء مع الطفل والقديسين» The Virgin Enthosned with Child and Saints المنفذة عام 1491، وهذه اللوحة تحديداً أكثر أعماله تمثيلاً لأسلوبه وشخصيته الفنيين. وثمة لوحة له تتميز بالغرابة والقوة والتفرد تدعى «تتويج العذراء» Coronation of The Virgin نفذها عام 1493.

حصل كريفيلّي على مرتبة فارس في عام 1490، ولشدة تعقيد أسلوبه الفني وتفرده لم يترك أتباعاً له.
 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.