غوستاف كليمت

Wednesday, July 22, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
غوستاف كليمت

(1862ـ 1918) غوستاف كليمت Gustav Klimt مصور ورسام نمساوي. ولد في العاصمة النمساوية ڤيينا وتوفي فيها. ويُعد أحد الأسماء البارزة في الفن العالمي المعاصر، وصاحب أسلوب فني خاص ارتبط به، يجمع فيه بين نزعة تعبيرية رمزية وأخرى تزيينيّة، كما أسس مدرسة خاصة في الرسم تدعى بـ «الأسلوب المنشق» le style sécession (Sezessionsstil).

درس كليمت الفن في مدرسة فيينا للفنون الزخرفيّة، وفي عام 1883 أسس مشغلاً خاصاً به، سخره لتنفيذ اللوحات الجدارية، وقد جاءت أعماله الفنيّة الأولى استمراراً أميناً وقوياً لنهج فن الرسم والتصوير الأكاديمي وطرازهما الرصين في القرن التاسع عشر، بل حاضنةً أساليب المعلمين الكبار في عصر النهضة، والموضوعات التي اشتغلوا عليها، من ذلك لوحته «خرافة» fable المنفَّذة عام 1883، ولوحة «قصيدة ريفيّة» المنفذة عام 1884، ولوحة «المشاهدون في مسرح المدينة القديم» المنفذة عام 1888، ولوحة «المسرح في تاورمينا» المنفذة عام 1888، وفيها تظهر بدايات ولع كليمت بالزخرفة التي أغرق بها اللوحة من جوانبها كافة. أما في لوحته «وجه جوزيف بامباور» المنفذة عام 1890 فقد تجلت قوته في الرسم الواقعي الأكاديمي، ورغبته بالانعتاق صوب البساطة والعفوية والزخرفية. وفي لوحته «حب» المنفذة عام 1895، بدأت نزعة رومنسية واضحة تطغى على أعماله، وفي لوحتيه «موسيقى 1901» و«صاحبة الدور الحزين»، توضحت البدايات الأولى لأسلوبه الفني الذي جمع فيه بين الصيغة التعبيريّة والزخرفة.

ضمت حركة «الأسلوب المنشق» مجموعة كبيرة من المصورين الذين تمردوا على الفن الأكاديمي وقواعده، لمصلحة أسلوب كليمت الذي وفق ببراعته بين واقعيّته المبسطة وزخرفيته شديدة التنميق والتزويق والاختزال فقربها من روح الإعلان (الملصق).

في عام 1897، برز بوضوح أسلوب كليمت الناضج المعبر عن تفرده الفني. وبعد مدة قصيرة من هذا التاريخ، قام بتنفيذ ثلاث لوحات جدارية لمدرج جامعة فيينا غير أن انتقادات لاذعة وقاسية وُجهت إليها، مردها رموزها الجنسية الفاضحة، وروح اليأس والتشاؤم التي سيطرت على موضوعاتها، ما خلق فضيحة أدت إلى رفضها.

 
تدرج تطور أسلوب كليمت ليأخذ صيغته النهائية مع مجموعة من اللوحات منها: «مراحل الحياة الثلاث» و«قبلة لكل العالم» منفذة عام 1902 بألوان طغى عليها اللون الذهبي الذي أولع به واستخدمه كثيراً في أعماله، وأحياناً بشكل رقائق، ولوحة «شخصية إميلا فلوكيه» المنفّذة عام 1902، ولوحة «غابة» المنفذة في العام نفسه، ولوحة «ثلاثة عشاق قدماء للسيدة» المنفذة عام 1905. والموجودة في الصالة النمساوية. أما في لوحة «القبلة» المنفذة ما بين عامي 1907 ـ 1908 والموجودة في الصالة النمساوية فقد أخذ أسلوب كليمت أبعاده النهائية، مميطاً اللثام عن تجربة فنية فريدة من نوعها، وصيغة تشكيلية جديدة، اختفت منها الظلال لصالح إحساس مترف، وشهوانية واضحة، تطل من بشرة الأجساد الإنسانية التي أحاطها بمساحات ومسطحات لونية مهشرة ومسمطة، تطرزها الزخارف والخطوط تارة، وتتدرج في الأرضية عبر لمسات ريشة مشبعة باللون، حساسة ومرهفة إلى درجة كبيرة تارة أخرى.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.