فرانشيسكو دل كوسا

Monday, July 27, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
فرانشيسكو دل كوسا

(1436 ـ 1478) فرانشيسكو دل كوسا Francesco del Cossa مصور إيطالي، ولد في فيراري Ferrare في إيطاليا، واختص بالتصوير الجداري (الفريسك fresque)، ويُعدّ من روّاد عصر النهضة الأوائل، في منتصف القرن الخامس عشر.

كان كوسا تلميذاً للمصور الإيطالي كوزيمو تورا، كما تأثر أيضاً بالمبدأ الهندسي والمنظوري الذي تجلى في أعمال مانتينيا، وبييرو ديلا فرانشيسكا[ر] (1416 - 1492) P.della Francesca.


وقد اهتمّ كوسا بأعمال فنّاني فلورنسا، مثل المصور مازاتشيو[ر] (1401- 1428) Masaccio الذي لم يعمّر طويلاً، وقدَّم مع هؤلاء أسلوباً يمثل العودة إلى الشكل الأقرب إلى الواقع والأبعاد الثلاثة، متجاوزين تقاليد الفن البيزنطي المبسط والرمزي.

كما عاصر هذا الفنان مانتينيا (1431 - 1506) A.Mantegna الذي دفع فن التصوير الزيتي إلى الواقعية القاعدية، ولاسيما في مجال الاهتمام المبدئي بعلم المنظور، ويبدو ذلك واضحاً في اللوحات الجدارية الرائعة في قصر سكيفانويا في فيراري، والتي شارك فيها كوسا مع تورا C.Tura. مثّلت هذه اللوحة الصورة الأكمل لفن ذلك العصر، الذي اعتمد على مفهوم الصورة عند أفلاطون، وعلى أهميّة الطبيعة والواقع.

ومع أن الواقعية لم تكتمل تماماً في أعمال كوسا، ولكنه مازال يعدّ واحداً من مؤسسي عصر النهضة الإيطالية.

وفي عام 1470 وصلت شهرة كوسا إلى أوجها، فكلفه دوق بورسو دِسْتِه Borso d’Este إنجاز لوحة جدارية كبرى في غرفة واسعة تدعى غرفة ميزي Mesi إحدى غرف قصر سكيفانويا Palazzo Schifanoia الذي يملكه هذا النبيل.

كان موضوع هذه اللوحة متأثراً بالاهتمام الواسع في ذلك العصر بعلم الفلك والأجرام السماوية وبحركة الشمس والفصول، وانتقل هذا الاهتمام إلى الفنانين؛ ومنهم كوسا الذي جعل موضوع لوحته الكبرى هذه أشهر السنة؛ موزعة على الفصول الأربعة، وتمثّل الواقع المحلّي والفعاليات الزراعية والعملية التي ترافق هذه الشهور والفصول. وقُسِّمت بشريط عرضاني يمثّل رموزاً فلكية إلى ثلاثة أقسام متساوية، وتوزّعت في هذه الأقسام لوحات واقعية تترجم طبيعة كل شهر من شهور السنة ومناخه.

وفي مقدمة هذه اللوحات الجزئية مجموعة مشاهد مجازية، في وسطها مشهد عن الحياة اليومية لأعضاء أسرة هذا النبيل من أسرة استه Este. وباختيار لوحة شهر آذار/مارس مُعبِّراً عنه بفعاليات مناسبة، تصورها كوسا على هيئة مجموعة من النسوة الشغالات بلباسهن التقليدي اليومي يغزلن، وينسجن على النول، وحولهن مجموعة من الفتيات يتطلعن إلى إنجاز النسيج.


وفي لوحة أخرى تعود أيضاً إلى شهر آذار/مارس، صوّر كوسا المزارعين وهم يقلِّمون كروم العنب المعلقة على سقالات خشبية، وقد بدا في خلفية هذه الصورة رسم عمارة كان قد صممها كوسا.

وفي لوحة أخرى تمثّل انتصار فينوس Vénus أو مينيرفا Minerva، صوَّر مجموعة من النسوة العازفات والمنشدات بلباسهن المحلي الأنيق مع آلاتهن الموسيقية، وقد بدا في أعلى اللوحة رسم لثلاث نسوة عاريات يمثلن «النعم الثلاث» كما بدت في التراث الكلاسي.

تُعدّ هذه اللوحة الكبيرة رائعة كوسا، ومازالت تحمل سر مضمونها، وقد اعتمدت على علم الفلك، الذي اهتم علماء ذلك العصر بالكشف عنه، وأشار الفنانون إليه في موضوعاتهم، مثل لوحة المصور جيوليو بيبي G.Pippi؛ ويطلق عليه اسم رومانو Romano التي أنجزها في قصر الشاي في مانتوفا (1526) Mantova.

ولا بدّ من ذكر أن للمصور كوسا عملاً ضخماً آخر أنجزه في مدينة بولونيا Bologne الإيطالية، وقد نقل هذا العمل إلى كنيسة غريفوني Griffoni في مدينة سان بيترونيو S.Petronio.

عاش كوسا في مدينة بولونيا بقية حياته، وتُوفِّي فيها.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.