(1913ـ 1994) ڤيتولد لوتوسلاڤسكي Witold Lutoslawski مؤلف موسيقي بولندي، وُلد، وتُوفِّي في وارسو. تلقّى دروس الموسيقى الأولى عند عازفة البيانو هيلينا هوفمن H.Hoffmann، ثم أشرف على دراسته جوزيف سميدوڤيتش J.Smidovitch، وتلقّى لدى ليديا كميتوڤا L.Kemitova دروساً في فنّ العزف على الكمان ، ولقنه ماليشيڤسكي Malishivsky بدءاً من عام 1928 أصول التأليف وفنّه، وتحت إشرافه ألّف أول أعماله الموسيقية عام 1930. وفي الوقت نفسه انتسب إلى كليّة الرياضيات في جامعة وارسو، وتابع دراسته فيها مدة عامين. حصل عام 1936 على الدبلوم من صفّ البيانو في كونسرفاتوار وارسو، وعام 1937 على الدبلوم في التأليف عن «قدّاس الموتى» Requiem للأوركسترا والجوقة الغنائية وسوبرانو، وقدّم عام 1938 عملاً موسيقياً لفت الانتباه إليه؛ هو «تنويعات لحنية سمفونية» Symphonic Variations، ولكن الحرب العالمية الثانية أوقفت صعوده الفني، واضطر لأن يعمل عازفاً للبيانو في بعض المقاهي لكسب قوْته. ومع ذلك فقد ألّف عام 1941 عملاً بقي من أشهر الأعمال التي كتبها في حياته؛ وهو «تنويعات لحنية على لحن لباغانيني» Variations on a Theme of Paganini لآلتي بيانو.
في عام 1947 أنهى سمفونيته الأولى التي كان قد بدأ بكتابتها عام 1941، وبدأ العالم يتعرف عليه عن طريق مهرجان وارسو الموسيقي للأعمال المعاصرة Warsaw Autumn، ولكن شهرته الحقيقية حقّقها بعملين ألّفهما في السنوات التالية؛ أولهما «موسيقى جنائزية في ذكرى بارتوك» Musique funèbre à la mémoire de Bartok (1958)، وثانيهما «ألعاب مدينة البندقية» Jeux Vénitiens (1961) لفرقة موسيقى الحجرة [ر]؛ والذي قدّم فيه أسلوباً جديداً في التأليف من ابتكاره عرف فيما بعد باسم «الموسيقى الاحتماليّة المراقبة» L’aléatoire contrôlé. وأتبع هذين العملين بعمل لا يقل عنهما شهرة هو «ثلاث قصائد عن ميشو» Trois Poèmes d’Henri Michaux (1963) تولى قيادته بنفسه. وبدءاً من هذا العام استهلّ مهنة براقة؛ قائد أوركسترا، فحلّ ضيفاً على أشهر الفرق العالمية، وتركز اهتمامه على تقديم مؤلفات معاصريه من الموسيقيين، والتعريف بمصنفات أساتذة القرن العشرين، إلى أن وافته المنيّة متأثراً بمرض السرطان.
يُعدّ لوتوسلاڤسكي، إلى جانب شيمانوڤسكي Szymanowski، وشوبان Chopin أشهر أساتذة الموسيقى البولونية، ويقسم أساتذة الموسيقى أعماله إلى أربع فترات:
الفترة الأولى: (1937- 1947) أنتج فيها أعمالاً بأسلوب الكلاسيكيين الجدد néo-classique. الفترة الثانية: (1947- 1958) وهي فترة تأثره بالموسيقى الفولكلورية التي أنتج فيها أعمالاً اعتمدت على معرفته بالموسيقى الشعبية البولونية، مثل «المتتالية الصغيرة» (1950)، و«حواريّة (كونشرتو) الأوركسترا». الفترة الثالثة: بدءاً من عام 1958؛ والتي ألّف فيها أعمالاً بنظام الاثني عشر صوتاً dodecaphony، أو ما سمي في أعمال شونبرغ الموسيقى اللالحنية. الفترة الرابعة: بدءاً من عام 1967 عاد إلى الطابع التقليدي للتأليف وكتب أعمالاً غنية بالألحان والإيقاعات، مثل «السمفونية الثانية» (1967)، و«كتاب للأوركسترا» Livre pour orchestre (1968) جعلت منه واحداً من أكثر موسيقيي النصف الثاني من القرن العشرين شعبية وشهرة.
أعماله
مصنفات كثيرة، أهمها أربع سمفونيات: (1947)، و(1967)، و(1983)، و(1992). وحواريات للأوركسترا (1954)، وللفيولونسيل والأوركسترا (1970)، والحوارية الثنائية الأوبوا والهارب وفرقة موسيقى الحجرة (1980)، وحوارية البيانو (1988).
أعمال أخرى
«كتاب للأوركسترا» (1968)، و«تنويعات لحنية على لحن لباغانيني للبيانو والأوركسترا، (1978)، وهو العمل ذاته الذي ألّفه عام 1941 للبيانو، ووزّعه فيما بعد للأوركسترا.
