باتريس لومومبا

Saturday, August 15, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
باتريس لومومبا

( 1925ـ 1961) باتريس لومومبا Patrice Lumumba زعيم إفريقي، ولد في قرية أونالو Onalua من إقليم كازاي Kasai في الكونغو البلجيكية لأسرة كاثوليكية متدينة، تنتمي إلى قبيلة باتيتيلا Batetela، كان أبوه معلماً للديانة في المدارس وأمه عاملة زراعية. وبعد تخرجه من الثانوية التي يشرف عليها مبشرون بلجيكيون بروتستنت، عمل في شركة كيندو بورت إمبين Kindu Port-Empain، ثم أصبح من نشطاء نادي الإفريقيين المثقفين. كتب عدة مقالات وقصائد شعرية نشرت في الصحف والمجلات الكونغولية، وحصل على الجنسية البلجيكية الكاملة، فالتحق بمعهد البريد والهاتف في ليوبولدفيل Léopoldville، وتعرف اليوم باسم كينشاسا Kinshasa. عُين بعد التخرج محاسباً في مكتب البريد في ستانلي فيل Stanleyville، وهي كيسانغاني Kisangani حالياً وعاصمة إقليم أوريانتال Orientale.

في عام 1955 أصبح رئيساً لنقابة موظفي الحكومة ومستخدميها التي لم تكن قد التحقت كغيرها بأي من الاتحادين النقابيين البلجيكيين، وهما الاتحاد الاشتراكي، والاتحاد الكاثوليكي. وبدأ يظهر ناشطاً في الحزب الليبرالي البلجيكي Belgian Liberal Party في الكونغو. وفي عام 1956، دُعي مع عدد آخر من الشباب إلى القيام بجولة دراسية في بلجيكا برعاية وزير المستعمرات، ولدى عودته قُبض عليه بتهمة الاختلاس، لكن سُرِّح فيما بعد.

في تشرين أول/ أكتوبر 1958، أسس الحركة الوطنية الكونغولية (MNC)؛ فكانت أول حزب سياسي كونغولي على صعيد الشعب كله. وحضر أول مؤتمر شعبي إفريقي شامل في أكرا Accra عاصمة غانا Ghana في العام نفسه؛ حيث التقى عدداً من النشطاء في الحقل الوطني من مختلف أنحاء القارة الإفريقية، واختير عضواً في المنظمة الدائمة المنبثقة من ذلك المؤتمر.

في تشرين أول/أكتوبر 1959 جرت مصادمات دموية مع السلطات البلجيكية في ستانلي فيل أسفرت عن مقتل 30 شخصاً، اعتقل إثرها لومومبا بتهمة إثارة الشغب والتحريض عليه. وقررت حركته الوطنية MNC  التي يتزعمها خوض الانتخابات عام 1960 ففازت بأكثرية كاسحة (90% من الأصوات)، وكلف لومومبا بتشكيل أول حكومة كونغولية، على الرغم من المناورات التي حيكت للحيلولة دون ذلك، وبعد أيام من تشكيلها تمردت بعض الوحدات العسكرية على قائدها البلجيكي، فأعلن إقليم كاتانغا Katanga انفصاله عن الكونغو بزعامة مويس تشومبي Moïse Tshombé بمساعدة القوات البلجيكية التي دخلت الإقليم بذريعة حفظ النظام.

وجَّهت الحكومة الكونغولية نداء إلى الأمم المتحدة للمساعدة على حفظ النظام في البلاد واستعادة إقليم كاتانغا، فرفضت التدخل، فتوجه لومومبا إلى الاتحاد السوڤييتي طالباً المساعدة لنقل قواته إلى كاتانغا،  في الوقت الذي دعا فيه الدول الإفريقية المستقلة إلى عقد اجتماع في ليوبولدفيل للوقوف بجانبه، مما أزعج القوى الغربية والرئيس الكونغولي كازافوبو Kasavubu الذي كان يميل إلى منح إقليم كاتانغا استقلاله الذاتي على نقيض مشروع لومومبا القاضي بتوحيد المناطق الكونغولية في دولة واحدة مناهضة للاستعمار، فأمر كازافوبو بإقالة لومومبا من منصبه. ولكن الأخير رفض تنفيذ القرار بدعوى أنه غير شرعي، فاستولى قائد الجيش الكونغولي «الكولونيل» جوزيف موبوتو Joseph Mobutu على السلطة، وقُبض على لومومبا، ثم مالبث كازافوبو أن عاد من جديد إلى منصبه، وكلف أدولا Adoula تشكيل الحكومة، وعادت الأوضاع إلى طبيعتها، وكان المقصود من هذه الحركة هو التخلص من لومومبا وحده فقط.

كان لومومبا في البداية من أنصار اندماج الكونغوليين بالبلجيكيين، شرط أن تتحقق المساواة فيما بينهم. ولكن منذ أن أسس الحركة الوطنية الكونغولية عاد فتبنى فكرة القومية الكونغولية متأثراً بالزعيم الغاني «نكروما» Nkrumah، ويعد لومومبا من أبرز دعاة الوحدة الإفريقية والمنادين بسياسة عدم الانحياز التي عرفّها أنها عودة إلى القيم الإفريقية، رافضاً أي قيم أو أيديولوجيات مستوردة، بما فيها الأيديولوجية الشيوعية.

تمكن لومومبا من السفر إلى ستانلي فيل بعد الانقلاب العسكري بحماية دولية، ولكن قوات كازافوبو قبضت عليه وسلمته إلى ألد أعدائه في إقليم كاتانغا، وتمت تصفيته جسدياً في كانون الثاني/يناير 1961 بإشراف مفوضية الشرطة البلجيكية، وتحول لومومبا بعد مقتله  إلى رمز وطني مناهض للاستعمار وداعية إلى التحرر، ليس في إفريقيا وحدها بل في مختلف أنحاء العالم الثالث. وتكريماً له أنشأ الاتحاد السوڤييتي السابق جامعة في موسكو تحمل اسمه، وهي خاصة بطلاب دول العالم الثالث، وفي عام 1966 أصدر «الجنرال» موبوتو مرسوماً ينص على أن  لومومبا بطل قومي من أبطال الكونغو، وتحولت الدار التي قتل فيها لتصبح محجاً للشباب الإفريقي.
 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.