(1880ـ 1959) جورج كاتلت مارشال George Catlett Marshall قائد عسكري أمريكي، رئيس هيئة أركان الجيش في الحرب العالمية الثانية، ووزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية (1947- 1949). كان له أثر مهم في تقديم المساعدات الاقتصادية إلى أوربا الغربية من أجل النهوض بها اقتصادياً بعد تلك الحرب، فيما عرف باسم مشروع مارشال.
ولد جورج مارشال في مدينة يونيون تاون Uniontown من ولاية بنسلڤانيا Pennsylvania، وتلقى تعليمه في معهد ڤرجينيا العسكري، وتخرج فيه برتبة ملازم ثان في سلاح المشاة سنة 1901، و كانت بدايات خدمته العسكرية في جزر الفيليبين (1902-1903). التحق في عام 1907 بمدرسة القيادة في فورت ليڤنوورث Fort Leavenworth من ولاية كنساس، وتخرج الأول على دفعته وعين مدرباً فيها بين العامين 1908و1910. عاد إلى الفيليبين مرة أخرى سنة 1913، حيث مكث ثلاث سنوات. وفي عام 1917 انتقل مع وحدات الفرقة الأولى إلى فرنسا رئيساً للعمليات وشارك في التخطيط لأولى الحملات التي قام بها الجيش الأمريكي في فرنسا بعد دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى (1914- 1918)، فرقِّي إلى رتبة عقيد في عام 1918 وعيّن في منصب رئيس عمليات الجيش الأول الأمريكي هناك، وتلقى تقديراً عالياً من القيادات العليا لكفايته وحسن أدائه في التخطيط لأعمال القوات وإمداداتها في عملية سان ميهيل Saint Mihiel وعملية موز - أرغون Meuse-Argonne. وبدءاً من عام 1919 حتى 1924 خدم مساعداً للقائد العام للجيش الأمريكي الجنرال جون بيرشنغ [ر] John Pershing، نقل بعدها إلى الخدمة في الصين حيث مكث ثلاث سنوات ضابطاً تنفيذياً للفوج 15 مشاة في تيانتسين Tientsin. و بعد عودته عمل مدرساً في عدد من المدارس والتنظيمات العسكرية الأمريكية بين العامين 1927 و1936، ورقِّي في أثنائها إلى رتبة عميد brigadier general، عيّن بعدها قائد لواء في واشنطن (1936- 1938).
في عام 1939، عيّن جورج مارشال رئيساً لأركان الجيش برتبة جنرال. وأشرف طوال العامين التاليين على تنفيذ الاستعدادات التي جرت في الولايات المتحدة الأمريكية لدخول الحرب. وبعد أن دخلت الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية في كانون الأول/ديسمبر عام 1941 أصبح جورج مارشال مسؤولاً عن تدريب القوات الأمريكية وتنظيمها واستخدامها في جميع قطاعات أعمال القتال، ومسؤولاً كذلك عن اختيار القادة وتعيينهم في جميع العمليات الرئيسية. وبصفته واحداً من المستشارين الرئيسيين المختصين بالشؤون الاستراتيجية للرئيس فرانكلين د. روزفلت Franklin D. Roosevelt شارك جورج مارشال في المؤتمرات التي عقدها الحلفاء في كل من الدار البيضاء (كازابلانكا) Casablanca وكيبِك Quebec وطهران Teheran ويالطا Yalta وبوتسدام Potsdam. وكان من أشد المتحمسين لغزو أوربا عبر القنال الإنكليزي [ر. النورماندي (معركة ـ)]، وفي عام 1944 رقي إلى منصب جنرال الجيش (فريق) General of the Army. وبعد تقاعده عام 1945 عيّنه الرئيس هاري ترومان Harry S. Truman ممثلاً خاصاً له برتبة سفير إلى الصين، حيث أمضى سنتين، حاول في أثنائهما التوسط بين الشيوعيين الصينيين وزعماء الكومنتانغ Kuomintang الوطنيين، لكنه أخفق. وفي عام 1947 عُيّن جورج مارشال وزيراً لخارجية الولايات المتحدة خلفاً لجيمس فرانسيس بيرنز J.F.Byrnes، فبادر إلى طرح خطته التي سميت مشروع مارشال Marshall Plan، [ر: مارشال (مشروع -)] التي قدَّمت الولايات المتحدة الأمريكية بموجبها مساعدات اقتصادية لدعم العناصر المناهضة للشيوعية وتقويتها في دول أوربا الغربية التي مزقتها الحرب، كما ساعد على إنشاء حلف شمال الأطلسي[ر] وتقويته لمواجهة الاتحاد السوڤييتي [ر]، واضطر في عام 1949 إلى الاستقالة بسبب اعتلال صحته. ومع اندلاع الحرب الكورية في عام 1950 طُلِب من جورج مارشال شغل منصب وزير الدفاع؛ فبقي فيه حتى عام 1951. وفي عام 1953 مُنح جورج مارشال جائزة نوبل للسلام لمساهماته في استرداد أوربا عافيتها. وتوفي في واشنطن ودفن في مقبرة أرلينغتون الوطنية Arlington National Cemetry، حيث يوارى العظماء. وفي عام 1964 كُرِّم جورج مارشال بإطلاق اسمه على مكتبة الأبحاث في لكسنغتون Lexington.
