ماري ستيوارت

Sunday, August 23, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
ماري ستيوارت

(1542 ـ 1587) ماري ستيوارت Mary Stuart، ملكة اسكوتلندا (1542ـ 1567)، ولدت في قصر لينلثغو Linlithgow، والدتها ماري غويس Mary of Guise سليلة أسرة غويس الفرنسية المتنفذة، ووالدها جيمس الخامس James V ملك اسكوتلندا ابن مارغريت تيودور Margaret Tudor وحفيد الملك هنري الثامن ملك إنكلترا. أصبحت ملكة حين توفي والدها بعد ستة أيام فقط من ولادتها، وأرسلتها والدتها إلى فرنسا وهي في السادسة من عمرها لتنشأ في كنف أقاربها من أسرة غويس المتنفذة. تزوجت ماري من فرانسيس الثاني Francis II ملك فرنسا عام 1558 في ظل اتفاق يقضي بتوحيد تاجي اسكوتلندا وفرنسا في حال أثمر هذا الزواج مولوداً ذكراً، ووقعت ماري عقداً سرياً بتوريث اسكوتلندا إلى فرنسا في حال وفاتها من دون إنجاب مولود ذكر.

توج فرانسيس الثاني وماري الأولى في عام 1559 وتسنما عرش فرنسا، بيد أن القدر لم يمهل ماري، فقد توفي فرانسيس الثاني في السنة التالية، وضعفت شوكة أبناء عمومتها من أسرة غويس، وفي هذه الأثناء توفيت والدته؛ مما جعلها تفكر بالعودة إلى اسكوتلندا.

وفي عام 1561 عادت ماري إلى اسكوتلندا لتواجه موجة عداء عامة بسبب نشأتها الفرنسية الكاثوليكية، بيد أن سحرها وجاذبيتها أكسباها ودّ كثيرٍ من النبلاء والعامة.

عينت ماري ابن عمها هنري ستيوارت (لورد دارنلي Lord Darnley) ووليم مايتلند William Maitland مستشاريها الرئيسين؛ مما أزال مخاوف عودة التدخل الفرنسي في الشؤون الاسكوتلندية، كما وافقت على تأسيس الكنيسة المشيخية وعلى وضع بعض القوانين القاسية ـ تحت ضغط التيار البروتستنتي ـ بحق الكاثوليك. لكنها رفضت في الوقت نفسه التخلي عن حضور القداس الكاثوليكي في الكنيسة الصغيرة الملحقة بقصرها، كما رفضت التصديق على قانون يفرض حضور الصلوات البروتستنية.

انحصر مشروع ماري الدبلوماسي بكسب الاعتراف بأحقيتها وريثة لعرش إنكلترا، فسعت إلى زواج يعزز موقفها، فتزوجت عام 1565 من ابن عمها لورد دارنلي الذي كان له حق المطالبة بوراثة عرش إنكلترا لتحدره من مارغريت تيودور كما ماري. وقد عارض إيرل موريEarl of Murray ـ وهو أخ ماري غير الشرعي ـ ونبلاء بروتستنتيون آخرون هذا الزواج، وقادوا تمرداً، لكنهم انهزموا وفروا إلى إنكلترا.

كان دارنلي غير مؤهل سياسياً، ومغرماً بارتياد الحانات؛ فعمدت ماري إلى استبعاده عن حياة البلاط؛ مما دفعه إلى أحضان  النبلاء الاسكوتلنديين المناهضين لماري، فقاد دارنلي ـ مدفوعاً باليأس والغيرة ـ مع إيرل مورتون Earl of Morton عصبة من النبلاء اقتحمت منزل ماري وأقدمت على قتل  صديقها الموسيقي الإيطالي دافيد ريزيو David Rizzio أمام ناظريها فهربت ماري إلى دنبار Dunbar لينضم إليها إيرل بوثويل Earl  of Bothwell وعدد من النبلاء الموالين لها.

وفي عام 1566 أنجبت ماري ابنها جيمس James الذي أصبح ملك إنكلترا لاحقاً. وبعد إخفاق جهود المصالحة بين ماري ولورد دارنلي، بدأت ماري تستميل إيرل بوثويل الذي نفذ بمساعدة نبلاء آخرين خطة أودت بحياة لورد دارنلي. وبعد مدة وجيزة من موت دارنلي تزوجت ماري من بوثويل وفق الشعائر البروتستنتية.

فقدت ماري تأييد العامة واللوردات نتيجة عملها الاستقزازي بالزواج من قاتل زوجها، ثم حوصرت ماري وبوثويل في قلعة بورثويك Borthwick، لكنهما استطاعا الفرار وجمعا جيشاً من المؤيدين لهما، ومن ثم خاضا معركة كاربيري هيل Hill Carberry التي انهزما فيها، فأُجبرت ماري على الاستسلام وأُجبر بوثويل على الفرار ليموت مجنوناً في سجن دنماركي.

سجنت ماري في قلعة لوشليفن Lochleven وأجبرت على النزول عن العرش لمصلحة ابنها، وعلى تسمية موري وصياً. وفي عام  1568 تمكنت من الهروب من سجنها وجمعت قوة لابأس بها من الرجال ، لكنها انهزمت ثانية أمام موري في معركة لانغسايد Langside قرب غلاسكو، وهربت إلى شمالي إنكلترا طالبة حماية ابنة عمها الملكة إليزابيت الأولى Elizabeth I.

رحبت إليزابيث الأولى بماري ورفضت تسليمها إلى الحكومة الاسكوتلندية، ثم سعت إلى إقناع الطرفين بتقديم قضيتهما أمام إحدى المحاكم الإنكليزية، وانتهت القضية بصدور حكم نزلت بموجبه ماري عن عرش اسكوتلندا، وعُين موري وصياً عليه، وفرضت على ماري الإقامة الجبرية مدة ستة عشر عاماً لم تتوقف في أثنائها عن التخطيط لنيل حريتها. وفي عام 1578 حاول أنصار ماري الكاثوليكيون اغتيال إليزابيث الأولى لتمكين ماري من اعتلاء عرش إنكلترا. فكانت تلك المحاولة القشة التي قصمت ظهر البعير، فقد وقعت إليزابيث الثانية ـ بعد تردد طويل ـ مذكرة تقضي بإعدام ماري وقطع رأسها في فوثرينغاي Fotheringrhay، لتدفن لاحقاً في دير ويستمنستر Westminster إلى جوار ابنها جيمس الرابع.
 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.