المقدسيّ

عبد الغني

Monday, May 29, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
عبد الغني المقدسيّ (541 ـ 600هـ/1147 ـ 1204م) أبو محمد، تقي الدين عبد الغني ابن عبد الواحد بن علي بن سرور بن رافع الجماعيلي المقدسي، الدمشقي الحنبلي.

ولد في قرية جَمّاعيل (قرب نابلس) إبان الاحتلال الصليبي لفلسطين، لأسرة من بني قدامة الذائعة الصيت، انتقل مع أقاربه وهو في العاشرة من عمره إلى دمشق طلباً للأمن والأمان، ونزلت أسرته المهاجرة في ظاهر دمشق، وأسست ضاحيةً جديدة عُرفت باسم الصالحية، التي ما فتئت أن غدت قبلةً ومقصداً لطلاب العلم، ومعهداً لنشر المذهب الحنبلي في بلاد الشام والعراق ومصر. درس على عددٍ من علماء دمشق، وتوجه إلى بغداد برفقة شقيقه الموفق عام 561 هـ، فنزلا عند الشيخ عبد القادر الجيلاني [ر] الذي أكرم وفادتهما، وبقي في تحصيل معارفه أربع سنوات، وكان ميالاً إلى الحديث، ثم تابع مسيرته العلمية في مصر بين 566- 570 هـ، توجه بعد ذلك إلى همذان وأصبهان والموصل فتلقى العلوم عن علمائها المشهورين، وعاد بعد رحلاته العلمية إلى دمشق؛ ليستقر فيها بعد أن غدا عالماً يشار إليه بالبنان، تتقاصده جموع الطلبة من كل مكان، وهي التي أصبحت محجاً للعديد من كبار علماء الأقطار العربية والإسلامية بعد أن تمكن السلطان صلاح الدين الأيوبي من تحرير القدس وتصفية مملكة القدس، فازدادت أهمية دمشق.

كان تقي الدين واحداً من أبرز علماء تلك المرحلة، أسهم في بناء مدرسة لنشر المذهب الحنبلي الكبير وتدريسه في صالحية دمشق، وكان واحداً من أشهر مدرسيه وأنبههم، فكان يُحدّث ويفتي. وكان كريم اليد، دمث الأخلاق، شديد التقى، ذا شخصيةٍ مؤثرة، أُرغم على مغادرة دمشق لخلافات مذهبية مع الشافعية، فتوجه إلى بعلبك، ثم إلى مصر، إلا أن سوء الحظ ما لبث أن لازمه هناك أيضاً، وعلى الرغم مما حظيَ به من حفاوةٍ وتكريمٍ رسميين، لاحقه الفقهاء بالاتهام، فزُج به في غياهب السجن، ثم أطلق سراحه بعد سبع ليال، تركت تلك المنغصات والخصومات والمطاردات أثرها الكبير في نفس هذا العالم الكبير، ولم يطل عمره بعد تلك المعاناة والظلم الذي حاق به، فأدركه الأجل في القاهرة ودفن فيها، وكان لعامة الناس اعتقادٌ كبيرٌ فيه، ويُرْوى له كثير من الكرامات. صنف عدداً كبيراً من المؤلفات بلغت خمسةً وأربعين كتاباً، معظمها في الحديث، وبعضها في الرجال، ويُذكر أنه كان لا يُسأل عن حديثٍ إلا ذكره وبينه وذكر صحته أو سقمه، وكان يقال: هو أمير المؤمنين في الحديث، أثنى عليه أئمة وقته، ولم يكن بعد الدارقطني مثله، كان دائم الصيام، حسن التصانيف، منها : «ًالمصباح»، و«نهاية المراد»، و«اليواقيت»، و«التحفة»، و«الآثار» و«المرضية»، و«الروضة»، و«محنة الإمام أحمد»، و«فضائل رمضان»، و«فضائل رجب»، و«فضائل عشر ذي الحجة»، و«فضائل الصدقة»، و«الجامع الصغير»، و«اعتقاد الإمام الشافعي»، و«درر الأثر»، و«فضل مكة»، و«وفاة النبي صلى الله عليه وسلم»، و«مناقب عمر بن عبد العزيز»، و«الأحكام»، و«الحكايات»، و«العمدة»، و«السيرة»، و«الإصابة»، و«الكمال في معرفة الرجال» يشتمل على رجال الكتب الستة في عشر مجلدات، ويُعد من أهم كتبه وأشهرها.

روى عنه ولداه أبو الفتح وأبو موسى، ودفن بالقرافة مقابل قبر الشيخ أبي عمر بن مرزوق.        

 

عبد الله حسين
مراجع للاستزادة:

ـ ابن كثير، البداية والنهاية (القاهرة 1358 هـ).

ـ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب في أخبار من ذهب (القاهرة 1931 ).

ـ سبط ابن الجوزي، مرآة الزمان في تاريخ الأعيان (حيدر أباد 1951).

ـ ابن طولون، القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية، تحقيق محمد أحمد دهمان (مجمع اللغة العربية، دمشق 1401 هـ / 1981 م).

 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.