كندي

مقنع

Monday, June 5, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: حسن نجفی
موارد بیشتر برای شما
المقنَّع الكِنْديُّ (… ـ 70 هـ / … ـ 690م )  محمد بن عمير بن أبي شمر بن فرعان بن قيس بن الأسود ابن عبد الله الكندي، وفي اسم أبيه خلافٌ، قيل: عمير، وقيل: ظفر بن عمير، والمقنَّع لقبٌ غلب عليه.

أديبٌ شاعرٌ، وُلِدَ في  حضرموت من اليمن.

كان أجملَ النَّاس وجهاً، وأمدَّهم قامةً، وأكملَهم خُلُقاً، وكان إذا سَفَرَ اللِّثام عن وجهه أصابته العين، فيمرض ويلحقه عَنَتٌ شديد، فاختار القناع، وكان لا يمشي إلا مقنعا، وذكر ابن جنِّي في تسمية الشَّاعر أنَّ المقنَّع هو الرَّجل اللابس سلاحَهُ، وكل مغطٍّ رأسَهُ فهو مقنَّعٌ.

شاعرٌ مُقِلٌّ من شعراء الدَّولة الأمويَّة، له محلٌّ كبيرٌ وشرفٌ ومروءةٌ وسؤددٌ في عشيرته وكان جدُّه سيِّد كِنْدةَ، نشأ المقنَّع كريماً سَمْحَ اليدِ بماله، لا يردُّ سائلاً عن شيء حتى أتلفَ كلَّ ما خلَّفه أبوه من مال، فاستعلاه بنو عمِّه عمرو بن أبي شمر بأموالهم وجاههم، وأحبَّ بنت عمِّه عمرو فخطبها إلى إخوتها فردُّوه وعيَّروه بفقره وما عليه من الدَّين، فقال في قومه يردُّ عليهم:

لا أَحْمِلُ الحِقْدَ القَدِيمَ عليهِــــمُ                ولَيْسَ رَئِيسَ القَوْمِ مَنْ يَحْمِلُ الحِقْدَا

ولَيْسُوا إلى نَصْرِي سِرَاعاً، وإِنْ هُمُ               دَعَوْنِي إِلى نَصْــرٍ أَتَيْتُهُمُ شَـدَّا

إِذا أَكَلُوا لَحْمِي وَفَرْتُ لُحُومَهُـــمْ               وإنْ هَدَمُوا مَجْدِي بَنَيْتُ لَهُمْ مَجْدَا

يُعَيِّرُني بالدَّيْنِ قَوْمِي، وإِنَّمــــا               دُيُونِي في أَشْــياءَ تَكْسِبُهُمْ حَمْدَا

قال عبد الملك بن مروان، أيُّ الشُّعراء أفضل؟ فقيل له: أفضلُهم المقنَّعُ الكِنْديِّ حيث يقول:

 إنِّي أحرِّض أهلَ البخل كلَّهم             لو كان ينفع أهلَ البخلِ تحريضي

ما قلَّ مالي إلا زادني كرمـاً              حتى يكـونَ برزقِ اللهِ تعويضي

والمال يرفع من لولا دراهمُه              أمسى يقلِّبُ فينا طَرْفَ مخفوض ِ

ويذكر حقيقةَ الكرمِ في موضعٍ آخرَ من شعره، فيقول:

ليس العطاءُ من الفضول سماحةً          حتى تجودَ وما لديك قليــلُ

ومن شعره في آداب الصُّحبة و حُسْنِ العِشْرَةِ :

اُبْلُ الرِّجالَ إذا أردْتَ إخاءَهم             وتوسَّــمنّ فعـالَهم وتفقّـد

فإذا ظفرْتَ بذي اللّبابة والتُّقى             فبـه اليدين قريرَ عينٍ فاشْدُدِ

وإذا رأيْتَ ولا محالـة زلَّـةً             فعلى أخيك بفضل حلمك فارْدُدِ

جلُّ شعره في الفخر و الغزل و الوصف، وأبدعُ أغراضه الشِّعريَّة ما انصرف فيه إلى الفخر بنفسه بين قومه الذين عابوا عليه المبالغةَ في الكرم، ويعبِّر شعره عن كريم أخلاقه، وطِيب معدنه، ويشـفُّ عن علوِّ همَّته، ونقاء سريرته، وعزَّة نفسه؛ يقول:

وَلا تَجعَل الأَرضَ العَريضَ مَحلُّها                عَلَيكَ سَـــبيلاً وَعَثَةَ المُتَنَقَّل

وَإِن خِفتَ مِن دارٍ هَواناً فَوَلِّهــا                 سِـواكَ وَعن دارِ الأَذى فَتَحَوَّلِ

ولا تك ممَّن يُغلقُ الباب دونــه                 عليه بمغـلاق من العجز مقفل

وَما المَرءُ إِلاَّ حَيثُ يَجعَلُ نَفسَـهُ                 فَفي صالِح الأَعمالِ نَفسكَ فَاِجعَلِ

له غزلٌ عذبٌ، جيِّدُ السَّــبكِ، حَسَـنُ الصِّياغة، من غير تَكَلُّفٍ في التَّعبير، كقوله :  

وفي الظَّعَائِن والأَحْداجِ أَحْسَنُ مَنْ                 حَلَّ العِراقَ وحَلَّ الشَّأْمَ واليَمَنَا

جِنِّيَّةٌ من نِساءِ الإِنْسِ أَحْسَـنُ مِنْ                 شَمْس النَّهارِ وبَدْر اللَّيْلِ لَوْ قُرِنَا

 أسامة اختيار

مراجع للاستزادة:                     
ـ ابن جني، المبهج في تفسير أسماء شعراء الحماسة (دار الفكر، دمشق 1987م).

ـ الأصبهاني،الأغاني (دار الكتب المصرية،القاهرة 1969م)

ـ أبو علي القالي، الأمالي (المكتبة التجارية الكبرى، القاهرة 1953 م).

ـ ابن قتيبة، عيون الأخبار (الهيئة المصرية للكتاب، القاهرة 1973م).

ـ ابن قتيبة، الشِّعر و الشُّعراء (دار إحياء العلوم، بيروت 1987م).


 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.