مِلڤِل

هرمن

Friday, June 9, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
هرمن
(1818 ـ 1891) هرمن مِلڤِل Herman Melville روائي أمريكي بارز وشخصية أدبية ألقت بظلالها على الاهتمامات الأدبية في القرن العشرين بسبرها موضوعات نفسية وميتافيزيقية، على الرغم من أنّ أعماله ظلّت مغمورة حتى عشرينيات القرن العشرين حين جرى الاعتراف بعبقريته الأدبية المميّزة. ولد مِلڤِل في نيويورك لعائلة كانت تعمل في الاستيراد لكن أوضاعها تدهورت وأحاق بها الإفلاس. وفي عام 1837 عمل خادماً على ظهر سفينة أبحرت إلى ميناء لڤربول في إنكلترا. وحين عاد إلى الولايات المتحدة راح يتلقى تعليمه قبل أن يبحر ثانيةً في عام 1841 على ظهر سفينة مخصَّصة لصيد الحيتان. وبعد رحلة دامت ثمانية عشر شهراً ترك السفينة في جزر الماركيز Marquesas وعاش طوال شهر بين سكانها المحليين. ومن هناك ذهب إلى تاهيتي، ثم إلى هاواي، حيث سُجِّل في عام 1843 بحاراً على فرقاطة في البحرية الأمريكية مدة سنة. وقد ظهرت تجاربه المختلفة هذه فيما كتب من الروايات وصارت له مكانة بارزة في الحياة الأدبية الأمريكية، وكانت وفاته في مسقط رأسه.

حقّقت روايات مِلڤِل  الأولى شعبيةً سريعة. فالروايتان «تايبي: نظرة مُخْتَلَسة إلى الحياة البولينيزية» Typee: A Peep at Polynesian Life (1846)، و«أومو: قصة مغامرات في بحار الجنوب» Omoo: A Narrative of Adventures in the South Seas (1847) تدور أحداثهما في جزر جنوبي المحيط الهادئ. أمّا «رِدْ بِرْن، رحلته الأولى» Redburn¨ His First Voyage (1849) فتقوم على رحلته البحرية الأولى، في حين تقوم روايته «السترة البيضاء» White Jacket (1850) على تجاربه في البحرية.

انتقل مِلڤِل في عام 1850  إلى مزرعة قرب بِتسفيلد Pittsfield في ماسَتْشوسِتس، حيث غدا صديقاً حميماً للكاتب نثانيال هوثورن[ر] Nathaniel Hawthorne، الذي ترك أثراً كبيراً في أعمال مِلڤِل وقد أهداه روايته الشهيرة «موبي ديك» Moby Dick (1851)؛  التي كان الموضوع المركزي فيها الصراع بين القبطان آحاب Ahab، قبطان سفينةٍ لصيد الحيتان، وموبي ديك، الحوت الأبيض الضخم الذي سبق له أن مزّق إحدى ساقي آحاب. ويتملّك شعور الثأر القبطان آحاب، فيجوب البحار مع طاقم سفينته، وبينهم إسماعيل Ismael، راوي القصة، في بحث لا يكلّ عن عدوه الحوت. وقد كتب مِلڤِل هذا العمل بأسلوب سردي أصيل مفعم بالقوة. ولعل أشد هذه المقاطع أثراً تلك العظة الساحرة البليغة التي تُلقى قبل الإبحار، وتلك الضروب من المناجاة التي يطلقها البحّارة، وتلك المقاطع التي تنقل مادةً غير سردية، كالفصل الذي يتناول الحيتان، وتلك المقاطع الزخرفية التزيينية الصرف، كحكاية «تالي-هو« Tally-Ho، التي ترقى إلى عدّها قصصاً قصيرة بحد ذاتها. والعمل كله مفعم بإحساس الدهشة والرهبة الذي يحسّه إسماعيل حيال القصة التي يرويها، إلا أن ذلك لا يمنعه من أن ينقل ذلك الإدراك الواضح بأن بحث آحاب لا يمكن أن يكون له سوى خاتمة واحدة. وهذا ما يحصل بالفعل، إذ يحطّم الحوت موبي ديك سفينة صيد الحيتان ويغرق جميع أفراد طاقمها عدا إسماعيل الذي ينجو ليروي القصة.

ويشتمل مؤلف مِلڤِل «حكايات بيازا» Piazza Tales (1856) على بعض من أجمل قصصه القصيرة؛ خاصةً «بِنيتو سيرينو» Benito Cereno و«بارتلبي الناسخ» Bartleby the Scrivener  والمقطوعات الوصفية العشر عن جزر غالاباغوس، في الإكوادور. أما روايته غير المكتملة «المحتال» The Confidence Man (1957) ، التي تدور أحداثها في قارب بخاري في نهر المسيسيبي، فهي هجاء للأنانية والروح التجارية.

عمل مِلڤِل  مدة طويلة مفتشاً للضرائب في نيويورك. وقد نشر هناك بعض الأشعار التي راحت تحظى بتقدير متزايد، وأكمل روايته القصيرة «بيلي بَدْ» Billy Budd (1891)، وهي قصة بحار شاب، يجسد البراءة ويلقى حتفه على يد ضابط سفينة حقود يجسّد الشرّ. وقد تحولّت هذه الرواية إلى مسرحية، ثم إلى فيلم سينمائي، وأوبرا (1951)، على يد الموسيقار الإنكليزي بنجامين بريتّن[ر] Benjamin Britten  بالتعاون مع الروائي الإنكليزي فورستر[ر] E.M. Forster.

  ثائر ديب

مراجع للاستزادة:
ـ ماركوس كنليف، أدب الولايات المتحدة الأمريكية، ترجمة سامي فهمي القليوبي، بإشراف الإدارة العامة للثقافة بوزارة التعليم العالي، سلسلة الألف كتاب «558» (مؤسسة سجل العرب، القاهرة 1965).

ـ دانفورث روس، القصة الأمريكية القصيرة، ترجمة سميرة عزام (منشورات المكتبة الأهلية بيروت بالاشتراك مع مؤسسة فرنكلين للطباعة والنشر 1962).

- JOHN BRYANT¨ Ed.¨ A Companion to Melville Studies¨ (Greenwood Press 1968).

- NEWTON ARVIN¨ Herman Melville (Grove Press 2002).


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.