منجك
سيف الدين الناصري
Monday, June 26, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
من المناصب التي تولاها وزارة الديار المصرية بنيابة طرابلس، وحلب، والشام، ونائب السلطنة بمصر، وجمع بين نيابة السلطنة والأتابكية الكبرى.
كان منجك أولاً من الأمراء الممتازين في عهد الصالح عماد الدين إسماعيل بن الناصر محمد (743 ـ 746هـ/1342ـ 1345م)، فلما اشتدت الفتنة بين هذا السلطان وأخيه المخلوع الناصر أحمد المنفي في الكرك استسلم الناصر أحمد لجنود أخيه السلطان، فأرسل إليه الصالح إسماعيل الأمير منجك اليوسفي الناصري، فقطع رأسه وأحضره إلى القاهرة وذلك عام 745 هـ/1344م.
ثم لما ثار الأمير يلبغا اليحياوي نائب الشام في وجه السلطان الكامل شعبان ( 746ـ 747هـ/1345 ـ 1346م) في عصيان عام 747 هـ/1346م، اجتمع رأي الأمراء لدى السلطان على أن يرسل الأمير منجك الناصري إلى الشام، لينظر في الأمور، فتوجه منجك إليها.
وظلت مكانة منجك تعلو حتى عينه الناصر حسن بن الناصر محمد (حكم في المرة الأولى بين 748 ـ 752هـ/1347ـ 1351م، وفي المرة الثانية بين 755 ـ 762هـ/1354 ـ 1360م) وزيراً وأستاذاً بالديار المصرية، فأدار أمور الدولة، ودبرها.
ثم ما لبث أن عُزل عن الوزارة بسبب اقتصاده في نفقات المماليك، وقطعه رواتب بعضهم، وإخفاقه في تجاوز أزمة انحراف نهر النيل عن مجراه، ومحاولته التوسع في مناصبه، فأخذت الظنون والشبهات تتوزع حوله إلى أن اعترضه في طريقه هذا الأمير شيخو العمري، وأدى ذلك إلى نزاع انتهى بعزل منجك من الوزارة، ولكنه سرعان ما عاد إليها من جديد.
وفي هذه المرحلة تميزت حياته السياسية بالاضطراب وعدم الاستقرار، ففي عام 751هـ/1350م زجّ به السلطان حسن في سجن الإسكندرية، وظل به إلى أن تولى السلطنة الملك الصالح بن الناصر محمد، فأطلق سراحه عام 752هـ/1351م، وأنعم عليه، ثم قبض عليه مرة أخرى، ثم لما عاد السلطان حسن إلى العرش صلحت العلاقة بينه وبين منجك، فعينه نائباً على طرابلس، ثم نُقل إلى حلب عام 759 هـ/1357م، و عُين نائباً عليها بدل أحد الأمراء، ولكن سرعان ما دب الخلاف بينه وبين السلطان فاختفى إلى أن قبض عليه، ووبخه السلطان، وعفا عنه وعينه أميراً على الشام، وهناك تعرض للسجن، إلى أن عينه السلطان الأشرف شعبان (764 ـ 778هـ/1362ـ 1376م) حفيد الناصر محمد نائباً على الشام، فبقي في هذا المنصب حتى توفيّ نائب سلطنة مصر عام 775 هـ/1373م، فاستدعاه حينئذٍ السلطان الأشرف شعبان وأقامه نائباً لسلطنة مصر وأتابكاً للعسكر في وقت واحد، فجمع بذلك بين أكبر منصبين في الدولة، بل فوض إليه السلطان أيضاً أمور السلطنة في الديار المصرية والشامية.
استمر منجك في منصبه هذا إلى أن توفي وعمره نحو سبعين سنة، ودُفن في الخانقاه التي أنشأها لنفسه في القاهرة.
عُرف منجك بالبر والإحسان، وترك عدة آثار؛ عمرانية في مصر والشام والقدس، فله في القاهرة «جامع منجك» الذي أنشأه في مدة وزارته في مصر سنة 751 هـ/1350م، و«خانقاه» أو تربة منجك وهي باقية إلى اليوم، و«خان منجك» المجاور لخان الخليلي في قلب القاهرة، و«در منجك» بالقرب من مدرسة السلطان حسن بن الناصر محمد.
وله في البلاد الشامية عدة آثار منها «المدرسة المنجكية» التي أسسها في دمشق عام 776 هـ/1374م، وهي اليوم حدائق ولا أثر لها.
وبنى منجك في القدس الشريف «المدرسة المنجكية»، وفيها اليوم المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى.
عمار النهار
مراجع للاستزادة:
ـ أحمد بن علي المقريزي، الخطط المقريزية( بيروت، دار صادر، د.ت)
ـ أحمد بن علي المقريزي، السلوك لمعرفة دول الملوك، تحقيق أحمد زيادة (مطبعة لجنة تأليف الكتاب، القاهرة 1958).
ـ ابن إياس، بدائع الزهور في وقائع الدهور، تحقيق محمد مصطفى (الهيئة المصرية العامة للكتاب 1982).
ـ ابن حجر، الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، تحقيق محمد جاد الحق (مطبعة المدني، ط2، 1966).
ـ علي مبارك، الخطط التوفيقية الجديدة (الهيئة المصرية العامة للكتاب، بولاق 1980).
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر أعلام
الأكثر زيارة في الأسبوع
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور