أوغاي موري
Sunday, August 20, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
تمثال لأوغاي موري أمام منزله
ولد موري في بلدة تسوانو Tsuwano في مقاطعة شيمانِه Shimane، لأسرة أرستقراطية تتبع تقاليد محاربي الساموراي Samurai. كان والده طبيباً مثل أجداده، فأنشأه على تقاليد المحاربين وعلّمه مبادئ وأخلاق الكونفوشية[ر] Confucianism، ثم أرسله إلى طوكيو في عام 1872 تحضيراً لدراسة الطب ولتعلم اللغة الألمانية، ثم درس الطب في جامعة طوكيو وتخرج عام 1881، وتابع دراساته التخصصية في ألمانيا بين الأعوام 1884- 1888 متنقلاً بين أهم المستشفيات في لايبزيغ ودرسدن ومونيخ وبرلين. وعُيِّن حال عودته برتبة عالية في الخدمات الطبية العسكرية.
نشر موري باسمه المستعار أولى قصصه بعنوان «الفتاة الراقصة» Maihime ت(1890) التي عالج فيها قصة حب ميؤسةٍ بين طالب ياباني وفتاة ألمانية في برلين، اعتماداً على تجربة شخصية. شارك موري طبيباً في الحرب اليابانية - الصينية الأولى (1894- 1895) وفي الحرب الروسية- اليابانية (1904- 1905)، وقد كان لرأيه الطبي المتعلق بطعام الجنود دور كبير في إنقاذ حياة مئات الآلاف منهم في الحرب الأخيرة، فتلقى وساماً وترفيعاً استثنائياً. وفي أثناء هذه السنوات ظهر تأثير قصته في الأدب الياباني المعاصر، وذلك بتوجه الكتّاب الشباب نحو قصص وروايات تعتمد إلى هذا الحد أو ذاك على نوع من الاعترافات الذاتية والتجارب الشخصية. وفي عام 1907 رفَّعه الامبراطور إلى مرتبة جنرال، وعُيِّن في عام 1916 مديراً عاماً للمتحف الامبراطوري.
بدأ موري في أثناء الحرب الروسية - اليابانية بتدوين نوع من اليوميات الشعرية، وصار يقيم بعد الحرب أمسيات شعرية لقصيدة «التَنكا» Tanka [ر. الشعر]، شارك فيها عدد من كبار شعراء اليابان آنذاك؛ مثل يوسانو أكيكو Yosano Akiko. إلا أن جلّ اهتمامه الأدبي توجه نحو الرواية، فكتب بين الأعوام 1911- 1913 رواية «الإوزة البرية» Gan التي لاقت نجاحاً كبيراً، وقد سرد فيها قصة حب غير معلن بين عشيقة مرابٍ وبين طالب طب يمرّ ببيتها يومياً، اعتمد فيها أيضاً أسلوب الاعترافات الذاتية.
وفي تلك السنوات قدّم موري ترجمات لافتة لبعض أعمال غوته[ر] وشيلر[ر] وإبسن[ر] وهاوبتمَن[ر] وأندرسُن[ر]، كما أسس النقد الأدبي الحديث في اليابان معتمداً النظرية الجمالية عند كارل فون هارتمَن Karl von Hartmann.
على أثر وفاة امبراطور سلالة مَيجي Meiji في عام 1912 انتحر تابعه الجنرال نوغي ماريسوكِه Nogi Maresuke، وهو من الساموراي، مما ترك أثراً عميقاً في نفس موري، ودفعه إلى استعادة تقاليد الساموراي ودوره في أحداث تاريخ اليابان في رواياته اللاحقة؛ التي كان أبطالها فرساناً محاربين بأخلاقيات الساموراي الذين يأتي القتال والشرف والوطن في مقدمة أولوياتهم، ثم نصرة الفقير والمظلوم حيثما كان، والولاء للزعيم بعد مبايعته من دون أدنى مساءلة؛ إلى حد أن ينتحروا في حال وفاته ليلحقوا بروحه، مثلما فعل الجنرال نوغي. ومن أبرز روايات موري التاريخية في مرحلة إبداعه الأخيرة، «أوشيو هَيهاشيرو» Oshio Heihashiro ت(1914)، و«ذو الكيمونو المتوَّج» Shibue Chusai ت(1916)، و«عائلة آبِه» Abe Ichizoku ت(1913).
على الرغم من بدايات أعمال موري المشحونة عاطفياً، يبدو أنه في أعماله الأخيرة قد تواطأ مع أبطاله، فنفر من الإسهاب في التعبير عن العواطف، مما جعل هذه الأعمال تبدو باردة في المنظور العام، لكنها وفيّة لمُثل الساموراي التي نشأ عليها وتشبّع بها وأعجب بها، وأثّرت في الأجيال اللاحقة من الكتّاب، بروحها التراثية التاريخية، وتمجيدها التقاليد العريقة على صعيد الأخلاق والواجب.
نبيل الحفار
مراجع للاستزادة:
- OKAZAKI YOSHIE, Japanese Literature in the Meiji Era (Tokyo 1955).
- R.SIEFFERT, La littérature japonaise (Paris 1961).
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر أعلام
الأكثر زيارة في الأسبوع
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور