(1887 ـ 1976) برنارد لو مونتغومريBernard Law Montgomery فيكونت العلمين الأول 1st Viscount of Al’Alamayn فيلد مارشال وقائد عسكري بريطاني، كان له دور رئيسي في انتصار الحلفاء في إفريقيا وأوربا في الحرب العالمية الثانية (1939ـ 1945). واشتهر باسم «مونتي» Monty تحبباً لشعبيته التي حازها.
ولد برنارد لو مونتغومري في لندن لأسرة إيرلندية الأصل، وتلقى علومه في مدرسة القديس بولس (لندن) ثم التحق بالكلية العسكرية الملكية في ساندهِرست Sandhurst. التحق بصفوف الجيش البريطاني في عام 1908، وشارك في الحرب العالمية الأولى (1914ـ 1918) برتبة نقيب، برهن فيها على مهارته القتالية ومقدرته في القيادة. وبقي في الخدمة بعد انتهاء تلك الحرب وتدرج في الرتب والمناصب، واشتهر بنشاطه الجم وقيادته الصارمة، مع بداية الحرب العالمية الثانية تولى مونتغومري قيادة فرقة في فرنسا. وبعد إخلاء قوات الحلفاء من دنكرك[ر] Dunkirk كلف قيادة الدفاع عن القطاع الجنوبي الشرقي من إنكلترا تحسباً للغزو الألماني.
في شهر آب/أغسطس من عام 1942، عين تشرشل W.Churchill الجنرال مونتغومري قائداً للجيش الثامن البريطاني في شمالي إفريقيا، وكان هذا الجيش قد تكبد هزائم متتالية وتراجع حتى أراضي مصر أمام هجمات القوات الألمانية والإيطالية بقيادة إرفين رومل [ر] E.Rommel. وبعد أن أعاد مونتغومري استكمال الجيش ووفر له تفوقاً عددياً بالرجال والعتاد تمكن من احتواء الهجوم الألماني في معركة العلمين على مسافة 105كم غرب الإسكندرية، وأجبر رومل على التراجع عن مصر (23/10ـ 4/11 1942)، ثم عن برقة وطرابلس الغرب، ومُنح لمنجزاته لقب النبالة من رتبة فارس.
تابع مونتغومري مطاردة القوات الألمانية في شمالي إفريقيا إلى أن اضطرت إلى الاستسلام في تونس (أيار/مايو 1943). و كان له دور كبير في نجاح إنزال الحلفاء في صقلية (حزيران/يونيو 1943). وظل على رأس الجيش الثامن في تقدمه على طول الساحل الشرقي لإيطاليا إلى أن استدعي في كانون الأول/ديسمبر 1943 للمشاركة في الإعداد لغزو فرنسا، حيث عين نائباً للقائد العام لقوات الحلفاء في أوربا الجنرال أيزنهاور[ر] Eisenhower، وكثيراً ما كان يحتد الخلاف بين القائدين نتيجة اختلاف وجهات النظر، غير أن هذا الخلاف لم يعق نجاح عمليات الإنزال في النرمندي (حزيران/يونيو 1944) التي أشرف عليها مونتغومري، فمنح رتبة فيلد مارشال وعين في آب/أغسطس 1944 قائداً لمجموعة الجيوش 21 البريطانية ـ الكندية وقادها إلى النصر في شمالي فرنسا وبلجيكا وهولندا وشمالي ألمانيا، وتلقى استسلام مجموعة جيوش الشمال الألمانية في 4 أيار/مايو 1945 في لونبورغ هيث Luneburg Heath.
في عام 1946 منح مونتغومري لقب فيكونت وعين قائداً لجيش الراين البريطاني، ثم أصبح رئيساً للأركان العامة الامبراطورية بين العامين 1946ـ 1948، واختير بعدها رئيساً لمنظمة الدفاع الدائمة لاتحاد غربي أوربا The Permanent Defense Organization of The Western European Union the ت(1948ـ1951)، ثم نائب القائد العام لمنظمة حلف شمالي الأطلسي (الناتو) (1951ـ 1958).
اتصف مونتي بالمغالاة في الحذر إلى درجة كانت تثير سخط زملائه و مرؤوسيه وتستنفد صبرهم، غير أنه كان استراتيجياً فذاً، ويصر على استكمال كل الاستعدادات بالرجال والعتاد بأدق تفاصيلها قبل أن يحاول تسديد ضربته أو القيام بخطوته التالية، وقد حققت سياسته على بطئها نجاحات متتالية ونتائج باهرة أكسبته ثقة ومحبتهم مرؤوسيه وشعبية كبيرة. توفي مونتغومري في دارته بالقرب من ألتون، هامشاير Alton, Hampshire ودفن هناك.
كتب برنارد مونتغومري كثيراً من المقالات والمؤلفات عن الحرب، وأهمها كتابه بعنوان «مذكرات» ومؤلفاً قيماً بعنوان «درب القيادة».
مراجع للاستزادة:
- BERNARD MONTGOMERY, Memoirs (London 1958).
- BERNARD MONTGOMERY, The Path to Leadership (London 1961).
