
هو بهاء الدین محمد المعروف بالشیخ البهائی ، یرجع نسبه الى الحارث الهمدانی وهو من الأصحاب الخواص للإمام علی ( علیه السلام ) ، هو احد مشاهیر علماء الشیعة وواحد من أعظم فقهاء و مفسری و محدثی و حکماء و ریاضیی و متکلمی و أدباء العالم فی العصر الصفوی .
ولد سنة 853هـ . ق فی بلدة بعلبک فی جبل عامل فی لبنان ، هاجر الشیخ البهائی من نعومة أظفاره مع والده العالم الکبیر عز الدین حسین عبد الصمد الذی کان احد علماء وفقهاء الشیعة الکبار الذین درسوا على یدی الشیخ زین الدین ( الشهید الثانی ) الى إیران ، تعلم اللغة الفارسیة من تلک السن المبکرة ثم تتلمذ على یدی والده وغیره من العلماء الکبار أمثال الملا علی مهذب ، و الملا عبد لله یزدی ، و الملا أفضل قائنی فدرس على أیدیهم شتى العلوم و المعارف .
تزوج إبنة شیخ الإسلام الشیخ علی منشار خلال رحلته الى قزوین وبعد أن توفی الشیخ منشار نُصب مکانه فی منصب شیخ الإسلام.
على رغم إنشغال الشیخ البهائی بنشاطات عدیدة علمیة ، فقهیة ، سیاسیة و عبادیة لکنه لم یترک التحقیق و البحث و التدریس و التألیف أبداً ، وعاش طیلة حیاته زاهداً عابداً قانعاً رغم المناصب الدنیویة والمقامات التی وصل إلیها ، زوجة الشیخ البهائی کانت إمرأة عالمة فاضلة وکانت تعقد حلقات الفقه و الأصول لتدریس نساء ذلک الزمان .
نظراً لحب الشیخ البهائی بالأخلاق و السلوک و تزکیة النفس رمى کل المناصب و المقامات التی وصل إلیها وراء ظهره و عاش حیاة زهد وعبادة و بساطة . کذلک کان یحب السفر و التنقل فی البلاد فکان یسافر فی بدایة أمره مع والده ثم لوحده فزار أذربیجان ، مصر ، الشام ، العراق ، فلسطین ، حلب ، مکة و المدینة ، ومدن أخرى عدیدة فکان یعقد مع أهل العلم و الأدب مناظرات و محاضرات متنوعة حتى حصل من ذلک على معلومات کثیرة و خبرات عالیة .
کذلک فقد تفوق الشیخ البهائی على نظرائه فی الشعر و الأدب من حیث انسجام أبیاته وانسیابها على الطریقة العراقیة ، بالإضافة الى تبحر الشیخ البهائی بالعلوم الإلهیة و العرفانیة فقد برع أیضاً فی العلوم التجریبیة فألف عدة کتب فی هذا المجال منها کتاب تشریح الأفلاک و کتاب الاسطرلاب الکبیر .
من أهم أعمال الشیخ البهائی تقسیم میاه نهر ( زاینده رود ) فی أصفهان الى أفرع کثیرة منتشرة على أطرافه ، مشروع الصرف الصحی فی مدینة أصفهان المعروف بالقناة الذهبیة ، تعیین جهة القبلة فی مسجد الشاه فی أصفهان و صنع حمام الشمعة العجیب فی أصفهان أیضاً .
رافق الشیخ البهائی الشاه عباس سنة 1008 هـ . ق الى مدینة مشهد فاشترى بیتاً صغیراً بجوار الحرم المطهر و أوصى أن یدفن فی هذا البیت بجوار الإمام الرضا ( علیه السلام ) أینما وافته المنیة ، ودع الشیخ البهائی الدار الفانیة بعد سنوات من خدمة الإسلام سنة 1031 هـ . ق فی أصفهان ، ثم حملت جنازته الى مدینة مشهد حتى یدفن بجوار الحرم الملکوتی للإمام الرضا ( علیه السلام ).